الاخوة الاحباء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اذا كنتم تنتظرون شخص مسيحى يرد عليكم ويقول لكم معنى هذه الجملة فلن تجدوا ، وذلك لان معناها هو امر مخجل ، ولذلك انقل لكم معنى هذه الجملة وظروف اطارها داخل الانجيل من كتب كبار الاباء المسيحيين .
والمعنى العام باختصار ان كل من يعبد المسيح يكون حرا وليس عبد للخطية ، فهم يعتبرون الايمان بالوهية المسيح هو الخلاص وهو الحرية
اليكم التفسير :
انجيل يوحنا 8: 32 و تعرفون الحق و الحق يحرركم
الحرية الروحية
أ- "فقال يسوع لليهود الذين آمنوا به:
إنكم إن ثبتم في كلامي، فبالحقيقة تكونون تلاميذي". (31)
1- إذ بدأ كلامه يعمل في قلوب الذين آمنوا حوّل حديثه من الحوار مع الفريسيين المتكبرين إلى المؤمنين البسطاء المبتدئين ليحدثهم عن الحرية الداخلية. أراد أن ينطلق بهم من التصديق البسيط دون أعماق روحية إلى الثبوت فيه والنمو المستمر في الشركة معه.
2- فتح أمامهم طريق التلمذة الحقيقية له، وهو الاستمرارية أو الثبوت في كلمته. لا يكفي أن يلتحقوا بمدرسته، بل يلزمهم أن يستمروا، فيتمتعوا بحركة نمو مستمرة لا تنقطع.
3- كثيرون أخذوا مظهر التلمذة، وحملوا الاسم، لكنهم لم يثابروا في كلمته. التلمذة الحقيقية له هي الثبوت فيه، والتمتع الدائم بالشركة معه. مادمنا في الحياة نبقى ملتحقين بمدرسته، جادين في التمتع بمعرفته العملية. حقًا لقد قبلنا الحق الإلهي، لكن يلزمنا أن نسلك فيه ونحبه ونتمسك به ونحفظه داخلنا.
العلامة أوريجينوس
في اللغة اللاتينية تعبير "يتحرر" يُستخدم في معنيين. ونحن قد اعتدنا أن نسمع هذه الكلمة في هذا المعنى أن من كان حرًا يفهم بأنه قد هرب من بعض الخطر وتخلص من بعض العوائق. ولكن المعنى اللائق للتحرر هو "أن تكون في أمان"، و"أن تُشفى"، و"أن تكون كاملاً"، وهكذا أن تتحرر تعني أن تصير حرًا.
القديس أغسطينوس
معرفة الحق ليست معرفة نظرية بل معرفة اختبار له واتحاد معه.
القديس يوحنا الذهبي الفم
"وتعرفون الحق،
والحق يحرركم". (32)
هنا يتحدث عن المعرفة العملية والتلامس مع قوتها لممارسة التلمذة الحقيقية له، فنتمتع بالحرية الداخلية. فمادامت الخطية ساكنة في الإنسان لم تتحطم بعد، لا يقدر أن يمارس روح البنوة الذي ناله في مياه المعمودية ليدعو الآب أباه (رو ٨: ١٥). عبودية الخطية هي أخطر أنواع العبودية والتحرر منها هو أعظم أنواع الحرية.
من يعرف الحق ويثبت فيه، أي يعرف السيد المسيح ويقتنيه، يتحرر من عبودية الخطية، ويصير له فكر المسيح المتناغم مع إرادة الله، يحيا في كمال الحرية حسب مشيئة خالقه.
الحق هو كلمة الله... الابن الوحيد. هذا الحق التحف جسدًا من أجلنا لكي ما يُولد من العذراء مريم وتتم النبوة: "الحق نبع عن الأرض" (مز ٨٥: ١١).
القديس أغسطينوس
"وتعرفون الحق" بمعنى: "ستعرفونني، إذا أنا هو الحق. كل الأمور اليهودية هي رموز، لكنكم تعرفون الحق فيَّ، وهو يحرركم من خطاياكم"... إنه لم يقل "أحرركم من العبودية" فقد تركهم هم يستنتجون ذلك.
ب- "أجابوه:
إننا ذرية إبراهيم،
ولم نُستعبد لأحد قط،
كيف تقول أنت إنكم تصيرون أحرارًا؟" (33)
ظنوا أن انتسابهم لإبراهيم بالجسد يحررهم بينما نجد الغني الغبي في الجحيم يدعو إبراهيم أباه: "يا أبي إبراهيم ارحمني وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه بماء ويبرد لساني، لأني معذب في هذا اللهيب" (لو ١٦: ٢٤).
القديس يوحنا الذهبي الفم
كل شخصٍ: يهودي أو يوناني، غني أو فقير، صاحب سلطة أو في مركز عام، الإمبراطور أو الشحاذ، "كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية"
ج-"أجابهم يسوع:
الحق الحق أقول لكم إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية". (34)
"من يعمل الخطية فهو عبد للخطية": لا يوجد إنسان بار لم يخطئ، لكن ليس كل من يسقط في خطأ هو عبد للخطية. إنما يقصد بقوله "يعمل الخطية" أي يختارها ويفضلها عن برّ الله، يفضل طريق الشر عن طريق القداسة (إر ٤٤: ١٦-١٧)، فيقيم عهدًا مع الخطية، ويقبلها دستورًا لحياته، تقوده شهواته الجسدية ومحبته للعالم.
د- "فإن حرركم الابن،
فبالحقيقة تكونون أحرارا". (36)
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم أن الابن يظهر هنا مساواته للآب في السلطان، فإن الله وحده هو الذي يبرر ويدين (رو ٨: ٣٣، ٣٤). الابن بلا خطية ويهب الحرية من الخطية، الأمر الذي هو من اختصاص الله وحده. هذا وقد أوضح لهم أن الحرية التي في أذهانهم ليست أصيلة، أما التي يهبها الابن فهي الحرية الحقيقية: "بالحقيقة تكونون أحرارًا".