اقتباس
صحيح البخاري - (ج 11 / ص 8)
2992 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ
أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ

فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ

وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ

فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ

إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا

..........................

و روي أن أبا بكر وطيء في مكة و ضرب ضربا شديدا دفاعا عن رسول الله و حجفا عنه من اعتداء المشركين. حتى أن عتبة بن ربيعة جعل يضرب أبا بكر بنعليه على وجهه حتى ما يعرف وجهه من أنفه. و حمل أبا بكر الى بيته و ما يشك أحد في موته. حتى اذا فاق أول شيء سأل عن رسول الله، و رفض الطعام أو الشراب حتى يطمئن على رسول الله. و أبى الا أن يحمل اليه. فحملوه اليه حتى اطمأن على سلامته صلى الله عليه و سلم.


و كان أمية بن خلف يضع في عنق بلال حبلا و يسلمه للصبيان ليطوفوا به في جبال مكة. و كان يضربه بعصاه و يجوعه و كان اذا حميت الظهيرة يطرحه على ظهره في الرمضاء و يضع الصخرة العظيمة على ظهره و يقال له ستترك هكذا حتى تكفر بإله محمد فلا يقول الا أحد أحد

و كان عمار بن ياسر و أبوه ياسر و أمه سمية موالي لبني مخزوم، فلما أسلما قيدهم أبو جهل في شدة حر شمس الظهيرة و ظل يعذبهم عذابا شديدا حتى مر بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لهم : صبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة.
و اشتد بهم العذاب حتى مات ياسر من شدة العذاب و طعن أبو جهل سمية بالرمح في قبلها فماتت، فكانت أول شهيدة في الاسلام، و شددوا العذاب بعمار و كان صغيرا، فتارة يضعون الصخر الأحمر على صدره و بالحرق و بغطه في الماء تارة أخرى حتى يفقد وعيه. و قالوا له لن نتركك حتى تسب محمد ففعل من شدة العذاب.
و جاء الى النبي يبكي و يعتذر له فأنزل الله { و من كفر من بعد ايمانه الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان } ( النحل 106 )


وحسبكي من القلادة أختي ما يلف العنق ومن البئر ما يروي العطش................