19. نهاية كل شيء قد اقتربت، وأريد أن أكون مستعداً لاستقبال ربي وإلهي يسوع المسيح عندما يأتي. ماذا يتوجَّب عليَّ أن أفعل؟
هدف هذه الدراسة هو تنبيه القارئ الكريم وإيقاظه لحقيقة قصر الزمن الذي يتوسَّط بين وقتنا الراهن وبين نهاية كل شيء. لقد رأينا أننا نعيش في زمن الملك السابع، آخر بابا بشري. وأعلمنا الله، في كلمته المكتوبة، أن الملك الثامن سيُغيِّر وضع كنيسة الروم الكاثوليك بإخراجها مِن اختبار البرية وإعادتها إلى منزلتها السابقة كوحش مُضطهد. والملك الثامن، شيطان منتحلاً شخصية يوحنا بولس الثاني، سيعمم الاضطهاد على شعب الله الذين يلتزمون بالطاعة لسبته. ويشهد زمن الملك / الوحش الثامن، حتى ذلك الحين، معجزات وآيات كاذبة، تمجد البابوية في أعين كل مَن لم تُكتَب أسماءهم في سفر الحياة:[ 8الْوَحْشُ الَّذِي رَأَيْتَ، كَانَ وَلَيْسَ الآنَ، وَهُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَصْعَدَ مِنَ الْهَاوِيَةِ وَيَمْضِيَ إِلَى الْهَلاَكِ. وَسَيَتَعَجَّبُ السَّاكِنُونَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، حِينَمَا يَرَوْنَ الْوَحْشَ أَنَّهُ كَانَ وَلَيْسَ الآنَ، مَعَ أَنَّهُ كَائِنٌ.] " (رؤيا 17 : 8).
ستجد في القريب العاجل أن أمانك الوحيد لن يكون إلا في الكتاب المقدس وحده: "إلى الشريعة وإلى الشهادة. إن لم يقولوا مثل هذا القول فليس لهم فجر" (إشعياء 8 : 20).
ولهذا السبب وجب أن يكون الكتاب المقدس اليوم هو مرشدنا المعصوم وقانون إيماننا. فكلمة الله هي حصننا الوحيد ضد تأثير المعلمين الكذبة وقوة أرواح الظلمة المُضللة التي تلف العالم اليوم. يستطيع الشيطان بسهولة أن يُسيطر على عقول أولئك الذين لا يتيقظون لتأثيره. ولهذا السبب تزودنا كلمة الله بالعديد من الأمثلة على عمله الضار، وتكشف أمامنا القناع عن قواته السرية، وبذلك تجعلنا متيقظين لهجماته. ولهذا، فإن الشيطان يلجأ إلى كافة الوسائل والحيل الممكنة ليحول دون حصول الناس على المعرفة الحقيقية للكتاب المقدس، لأن أقواله الصريحة الواضحة تكشف لنا عن خداعه. عند كل انتعاش لعمل الله، ينهض الشيطان ليضاعف جهوده المكثفة. وهو الآن يشحذ أقصى جهوده استعداداً للمعركة الأخيرة ضد المسيح وأتباعه. وقريباً ستأتي علينا الخدعة العظمى. فالمسيح الكذاب سيقوم بأعمال عظيمة أمامنا. وسيكون التزييف قريب الشبه جداً بالحق بحيث يستحيل علينا التمييز بينهما إلا مِن خلال الكتاب المقدس الذي علينا مِن خلال شهادته أن نمتحن كل معجزة.
الذين يجتهدون لحفظ كافة وصايا الله سيواجهون المقاومة والاستهزاء. فلكي يصمدون أمام التجربة التي أمامهم، عليهم أن يفهموا إرادة الله كما هي مُعلنة في كلمته. فهم لا يستطيعون أن يكرموا الله إلا إذا كانت لهم معرفة صحيحة لصفاته وحكومته وأهدافه، ويتصرفون وفقاً لها. وليس غير الذين حصَّنوا عقلهم بحق الكتاب، يصمدون خلال النزاع الأخير العظيم. ولكل نفس يأتي الامتحان الفاحص: هل أطيع الله عوضاً عن البشر؟ الساعة الحاسمة قد حانت، فهل أرجلنا مثبتة على صخرة كلمة الله التي لا تتحول ولا تتبدَّل؟ وهل نحن مستعدون للوقوف بصلابة في دفاعنا عن وصايا الله وإيمان يسوع؟
لقد تجلَّت محبة الله لك، بكل وضوح، في كشفه عن المستقبل أمامك لكي لا تفاجئك هذه الأحداث وأنت غير مُستعد. نعمة الله كافية لتطهِّرك مِن كل خطية وتأهلك للصمود أمام الصراع الوشيك، لكي توجد باراً ومُستعداً عندما يظهر ثانية. والوقت الذي يتم فيه هذا الحدث المجيد الذي نتمناه، يُقاس اليوم بالسنين وليس بالعقود:
[ 11لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. 12الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ. 13حَنْجَرَتُهُمْ قَبْرٌ مَفْتُوحٌ. بِأَلْسِنَتِهِمْ قَدْ مَكَرُوا. سِمُّ الأَصْلاَلِ تَحْتَ شِفَاهِهِمْ. 14وَفَمُهُمْ مَمْلُوءٌ لَعْنَةً وَمَرَارَةً.] "هذا، وإنكم عارفون الوقت، أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم: فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا. قد تناهى الليل وتقارب النهار: فلنخلع أعمال الظلمة، ونلبس أسلحة النور. لنسلك بلياقة، كما في النهار، لا بالبطر والسكر، لا بالمضاجع والعهر، لا بالخصام والحسد. بل البسوا الرب يسوع المسيح، ولا تصنعوا تدبيراً للجسد لأجل الشهوات." (رومية 3 : 11ـ 14).
إذا كنت قد تنبَّهت لضرورة خلاصك، فما عليك إلا أن تطلب الله باجتهاد ومُثابرة، وهو سيوجد منك. ولكنه لا يقبل توبة جزئية. فإذا تركت خطاياك ، فهو على استعداد دائم لأن يغفر. أفلا تخضع له الآن وتسلِّمه حياتك؟ ألا تنظر إلى جلجثة وتستعلم عن الحقيقة: "ألم يقدم المسيح تلك الذبيحة مِن أجلي؟ ألم يخلصني من عذاب الشعور بالذنب ورعب اليأس، ويجعلني سعيداً في ملكوته؟" انظر إليه، يا أخي، ذاك الذي ثقبت خطاياك يداه، وخذ قرارك وتصميمك: "للرب حياتي وطاقاتي. لن أعود فيما بعد أتَّحد مع أعدائه، ولن ألقي بتأثيري مع المتمردين على حكومته. فكل ما أملك، وكل ما أنا عليه هو أقل ما يُمكن أن أكرسه لذاك الذي هكذا أحبَّني حتى بذل حياته مِن أجلي ، حياته الإلهية بكاملها من أجل شخص خاطئ مثلي." انفصل عن العالم، وقف بجملتك في جانب الرب، وتقدم في جهادك صوب البوابات الدهرية. عندئذ تواكبك انتصارات مجيدة. ألا تعزم أن تطيعه ابتداءً مِن هذه اللحظة، مهما كانت كلفة تلك الطاعة؟ ألا تنوي وتقرر أن تشارك هذا النور مع الآخرين، حتى تُعجِّل بالحقيقة، من عودة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح على سحاب المجد؟.
طوبى لمن ينتبه لكلمات الحياة الأبدية، لأنه يسترشد "بروح الحق" الذي يقوده إلى كل الحق. ومع أن العالم قد لا يحبه ولا يكرمه أو يمتدحه، إلا أنه يكون عزيزاً في نظر السماء:
[ 1اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ. 2أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ. 3وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ. 4كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ يَفْعَلُ التَّعَدِّيَ أَيْضًا.] " (1يوحنا 3 : 1).
حمل الملف المرفق لتضع الصور في المشاركة.
هذا وبالله التوفيق والحديث موصول بإذن الله تعالى
المفضلات