رابعاًـ الملك الثامن

13. من هو الثامن الذي يستعيد منزلة الوحش ومكانته لكنيسة الروم الكاثوليك؟
للإجابة على هذا السؤال، علينا أولاً أن نلاحظ أصل ومصدر الثامن:[ 8الْوَحْشُ الَّذِي رَأَيْتَ، [كانت الكنيسة الكاثوليكية قبلاً وحشاً حتى 1798]، كَانَ وَلَيْسَ الآنَ، [خلال فترة اختبارها في البرية]، وَهُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَصْعَدَ [بعد سقوط بينيدكت 16، سيستعيد الثامن منزلتها ومكانتها كوحش] مِنَ الْهَاوِيَةِ وَيَمْضِيَ إِلَى الْهَلاَكِ.] (رؤيا 17 : 8).

ومن هذه الآية يمكننا استنتاج الآتي:
1. ملك واحد آخر سيأتي بعد بينيدكت 16، وهو الثامن. وهذا الملك يستعيد لكنيسة الروم الكاثوليك منزلتها أو مكانتها كوحش “ لأنه في أثناء حكمه تُستأنف الاضطهادات مجدداً لشعب الله، مثلما كانت في العصور الوسطى.

2. هذا الملك الثامن يصعد [ مِنَ الْهَاوِيَةِ ] وفي الوقت المُعيَّن، [ َيَمْضِيَ إِلَى الْهَلاَكِ.] ".
14. ما هي الهاوية التي منها يصعد الملك الثامن؟
مرة أخرى، علينا التوجه إلى الكتاب المقدس وحده للإجابة على هذا السؤال الشرعي. الكلمة اليونانية التي ترجمت "هاوية"، هي abussos. ومثيلتها في الإنجليزية هي abyss. وتوضح لنا الآيات التالية معنى هذه الكلمة abussos.

"رجل... كان فيه شياطين منذ زمان طويل... 31 فسأله يسوع قائلاً، ما اسمك؟ فقال، لجئون، لأن شياطين كثيرة دخلت فيه. 32 وطلب إليه أن لا يأمرهم بالذهاب إلى الهاوية abussos... 33 فخرجت الشياطين من الإنسان ودخلت في الخنازير..." (لوقا 8 : 27 و30 و31 و33).

نفهم من آيات الكتاب السابقة أن الكلمة abussos اليونانية (التي ترجمت "الهاوية") تشير إلى موضع أو مكان محدد (غير معروف للبشر) حيث قُيِّد أو احتجز بعض الملائكة الساقطين الأشرار. وليس كل الملائكة الأشرار يُسمح لهم بترك الهاوية abussos، وهي ليست بالمكان المُسر أو الممتع لتواجد أي شخص، حتى وإن كانوا هم الملائكة الأشرار. ويمكن للمرء أن يتصور الجحيم والتدافع المستمر الذي يتم في الهاوية abussos بين الملائكة المتمردين. إن الحشد الكبير من الشياطين (فرقة أو فيلق) الذين كانوا يعذبون هذا الرجل المذكور في القصة السابقة، خافوا لئلا يأمرهم المسيح بالذهاب إلى abussos. فالتمسوا إليه ألا يأمرهم بالذهاب إلى الهاوية abussos. لقد وجدوا مسرتهم الكبيرة في تعذيب الناس والحيوانات على أن يكونوا في صحبة شياطين مِن أمثالهم.
وللتلخيص نقول، أن الهاوية هي موضع أو مكان يقيد فيه بعض الملائكة الأشرار (الشياطين).

15. هذا غير معقول! كيف يمكن للثامن أن يأتي من الهاوية (abussos)؟ كيف يمكن للثامن أن يكون شيطاناً؟
ما تعلمناه حتى الآن سيفهم بشكل أكبر متى ركزنا الانتباه على الآية التالية:[ 11وَالْوَحْشُ الَّذِي كَانَ وَلَيْسَ الآنَ فَهُوَ ثَامِنٌ، وَهُوَ مِنَ السَّبْعَةِ، وَيَمْضِي إِلَى الْهَلاَكِ.] (رؤيا 17 : 11).

يوضح لنا الله أن الثامن هو في الحقيقة واحد مِن الملوك السبعة. وإذ ندمج هذا التفسير المهم للرمز مع حقيقة أن الثامن سيكون ملاكاً شريراً (شيطان) مِن الهاوية، يمكننا أن نستوعب، أو على الأقل نبدأ في استيعاب ما سيهيمن ويكتسح العالم بأسره في إذعان واستسلام لم يسبق له مثيل.

سيكون الثامن شيطاناً من الهاوية abussos منتحلاً أو متقمصاً شخصية أحد الملوك السبعة. وعندما يظهر الثامن على المسرح، فسيعمل على التعجيل السريع بخروج كنيسة الروم الكاثوليك من اختبار البرية لتصبح وحشاً مكتملاً مِن حيث البطش والقوة.

وليس من الصعب على الإطلاق تخيُّل ذلك التحوُّل المُذهل الذي أنبئ به، بالنسبة لكنيسة الروم الكاثوليك (خروجاً من وضعها في البرية إلى منزلة الوحش المكتمل) حالما نعيِّن هوية الملك (مِن السبعة) الذي سيتم انتحال شخصيته بواسطة شيطان صاعد مِن الهاوية.
16. أي من الباباوات السبعة سينتحل الشيطان الصاعد من الهاوية، شخصيته؟
يمكننا الاستنتاج مِن دراسة رؤيا 13 و17 أن واحداً فقط يشكل أفضل شخصية لتحقيق برنامج الشيطان للأيام الأخيرة، وهو يوحنا بولس الثاني العظيم.

وفيما يلي ندرج الأسباب:

1. مِن بين الملوك السبعة، هو الوحيد الذي يتمم العبارة النبوية:[ 3وَرَأَيْتُ وَاحِدًا مِنْ رُؤُوسِهِ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ لِلْمَوْتِ، وَجُرْحُهُ الْمُمِيتُ قَدْ شُفِيَ. وَتَعَجَّبَتْ كُلُّ الأَرْضِ وَرَاءَ الْوَحْشِ،] (رؤيا 13 : 3). يوحنا بولس الثاني هو الملك الوحيد بين السبعة الذي اختبر جُرحاً مميتاً سنة 1980، عند محاولة اغتياله وكاد يُقتل. ومِن بعد هذا الحدث تعجَّبت كل الأرض وراءه، مثلما جاء في النبوة.

2. تذكَّر التلميح الإلهي:[ 10وَسَبْعَةُ مُلُوكٍ: خَمْسَةٌ سَقَطُوا، وَوَاحِدٌ مَوْجُودٌ، وَالآخَرُ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ. وَمَتَى أَتَى يَنْبَغِي أَنْ يَبْقَى قَلِيلاً.] (رؤيا 17 : 10). عندما اُخذ الرسول يوحنا في الرؤيا ورأى المستقبل، اُخذ إلى وقت حكم الملك السادس (يوحنا بولس الثاني).

3. ونأتي الآن إلى أهم سبب: مَن كان الأكثر شهرة بين الملوك السبعة، وأكثر احتراماً وحباً في جيلنا اليوم؟ وإذا كان للشيطان أن يقود العالم إلى فرض قوانين عالمية لتمجيد سبته المزيف (الأحد)، فمن تكون الشخصية الأكثر فعالية لذلك غير يوحنا بولس الثاني؟ مَن يكون أكثر فعالية منه وهو الذي دعا المسيحيين "للتأكد مِن أن الدساتير والتشاريع والقوانين المدنية تحترم واجبهم في حفظ يوم الأحد مقدساً... والتوقف عن العمل والنشاطات التي لا تنسجم مع قدسية يوم الرب" [عن الخطاب الرسولي Des Domins ليوحنا بولس الثاني، بتاريخ 31 أيار (مايو)، 1998]؟ مرة أخرى نشدد على أنه لا يوجد أي شخص أكثر ملائمة لتنفيذ مخطط الشيطان من يوحنا بولس الثاني. وبالتالي فانتحال أو تقمص شخصيته هو الأكثر واقعية بالنسبة للشيطان، الذي ينوي على خداع العالم كله.

17. آ كيف لشيطان أن ينتحل شخصية يوحنا بولس الثاني؟
"ولا عجب لأن الشيطان نفسه يُغيِّـر شكله إلى شبه ملاك نـور" (2كورنثوس 11 : 14).
لم يعرفنا الله مِن خلال كلمته المكتوبة عن الطريقة التي يتم بها هذا التَّقمُّص. ومع ذلك، فقد حذرنا الرسول بولس أن عودة الوحش في الأيام الأخيرة ستكون "بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم." (2تسالونيكي 2 : 9 و10). والعناصر التي سيستخدمها الشيطان لخداع العالم كله وإيقاعه في قبضة أداته، كنيسة الروم الكاثوليك، هي: (1) بكل قوة (2) وبآيات (3) وعجائب كاذبة (4) وبكل خديعة الإثم.
وانتحال شخصية يوحنا بولس الثاني، هذا، سيتبعه انتحال آخر لشخصيات معروفة حتى يصل هذا الانتحال المُتكِّرر إلى ذروته بانتحال شخصية المسيح يسوع مِن قِبَل الشيطان، الذي سيجعل الأمر يبدو أمام العالم أجمع، أن الله يُكرم بشكل واضح ويبارك كنيسة الروم الكاثوليك بإعلانات ومعجزات إلهية لم يسبق لها مثيل. وسيجعل الشيطان الأمر يبدو وكأن السماء قد أحسنت إلى الأرض "بإقامة" أعظم شخصية محبوبة في العالم، وأنه قد قام مِن الموت حاملاً معه مُخططاً إلهياً ينبغي أن يكون هو الشغل الشاغل لقادة العالم. وهو بالفعل سيشغل اهتمامهم.

خامساً: فترة الوحش..


18. كيف سيغير انتحال شخصية يوحنا بولس الثاني، العالم كما نعرفه اليوم، ويؤثر على المصير الأبدي لكافة الأحياء؟
يتنبأ الكتاب المقدس بحدوث تغييرات عظيمة وحافلة بالأحداث في العالم حالما تستعيد الكنيسة الكاثوليكية منزلتها كوحش، عندما تخرج مِن اختبار البرية بمجيء البابا القادم، الملك الثامن. وفيما يلي قائمة بالتغييرات البارزة التي ستحدث كما أنبأ بها أبونا السماوي المُحب في كلمته.

1. يستخدم الشيطان البابوية (قوة الوحش) والولايات المتحدة الأميركية (صورة الوحش) لفرض قوانين دينية في أنحاء العالم لتمجيد الأحد، وانتهاك هذه القوانين يحرم المواطنين مِن حقوقهم الأساسية للشراء والبيع:[ 16وَيَجْعَلَ الْجَمِيعَ: الصِّغَارَ وَالْكِبَارَ، وَالأَغْنِيَاءَ وَالْفُقَرَاءَ، وَالأَحْرَارَ وَالْعَبِيدَ، تُصْنَعُ لَهُمْ سِمَةٌ عَلَى يَدِهِمِ الْيُمْنَى أَوْ عَلَى جَبْهَتِهِمْ، 17وَأَنْ لاَ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَرِيَ أَوْ يَبِيعَ، إِّلاَّ مَنْ لَهُ السِّمَةُ أَوِ اسْمُ الْوَحْشِ أَوْ عَدَدُ اسْمِهِ.] (رؤيا 13 : 16 و17).

2. شعب الله الذين يصرون على رفضهم إكرام الوحش وقبول السبت المزيَّف، سيضطهدون ويقتلون:[ 15وَأُعْطِيَ أَنْ يُعْطِيَ رُوحًا لِصُورَةِ الْوَحْشِ، حَتَّى تَتَكَلَّمَ صُورَةُ الْوَحْشِ، وَيَجْعَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ لاَ يَسْجُدُونَ لِصُورَةِ الْوَحْشِ يُقْتَلُونَ.] (رؤيا 13 : 15).

3. ستتمكن كنيسة الروم الكاثوليك مِن ممارسة هذه القوة التي لم يسبق لها مثيل، في هذا العصر الحديث، وذلك مِن خلال المعجزات الكاذبة التي ستُجرى في وسطها، ابتداءً بقيامة يوحنا بولس الثاني، ووصولاً إلى الذروة بانتحال الشيطان نفسه لشخصية المسيح يسوع. هذه المعجزات غير المسبوقة ستؤدي بقادة العالم إلى إخضاع قوتهم وسلطتهم للبابوية، اعتقاداً منهم أنهم بذلك يرضون الله وينفذون مخططه:[ 12وَالْعَشَرَةُ الْقُرُونِ الَّتِي رَأَيْتَ هِيَ عَشَرَةُ مُلُوكٍ لَمْ يَأْخُذُوا مُلْكًا بَعْدُ، لكِنَّهُمْ يَأْخُذُونَ سُلْطَانَهُمْ كَمُلُوكٍ سَاعَةً وَاحِدَةً مَعَ الْوَحْشِ. 13هؤُلاَءِ لَهُمْ رَأْيٌ وَاحِدٌ، وَيُعْطُونَ الْوَحْشَ قُدْرَتَهُمْ وَسُلْطَانَهُمْ.] (رؤيا 17 : 12 و13). وقد سبق للنبوة أن أشارت إلى دور المُعجزات في توحيد قادة العالم لتنفيذ مُخطَّط الشيطان:[ 13وَرَأَيْتُ مِنْ فَمِ التِّنِّينِ، وَمِنْ فَمِ الْوَحْشِ، وَمِنْ فَمِ النَّبِيِّ الْكَذَّابِ، ثَلاَثَةَ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ شِبْهَ ضَفَادِعَ، 14فَإِنَّهُمْ أَرْوَاحُ شَيَاطِينَ صَانِعَةٌ آيَاتٍ، تَخْرُجُ عَلَى مُلُوكِ الْعَالَمِ وَكُلِّ الْمَسْكُونَةِ، لِتَجْمَعَهُمْ لِقِتَالِ ذلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ، يَوْمِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.] (رؤيا 16 : 13 و14).

4. ستحدث زيادة ملحوظة في الكوارث الطبيعية والمصائب مصحوبة بنزاعات سياسية لا مثيل لها، حول العالم، يدعي الشيطان وأعوانه أنها علامات على استياء الله وعدم رضاه على حَفـَظة السبت الحقيقي لأنه سيُعلن أن الناس يهينون الله بانتهاكهم لحفظ يوم الأحد سبتاً للرب، وأن خطية الانتهاك هذه قد جلبت مصائب لن تتوقف حتى يُفرض حفظ الأحد بشدَّة، وأن الذين يتمسكون بادعاء الوصية الرابعة، وبذلك يشوهون الوقار الذي يجب أن يكون ليوم الأحد، إنما يُكدرون الشعب، ويحولون دون استعادتهم لرضى الله ويمنعون عنهم الازدهار الزمني.

5. ستفرض سمة الوحش أثناء هذه الفترة العصيبة من تاريخ الأرض. وسيكون السبت هو الامتحان الأعظم للولاء، لأنه نقطة الحق الوحيدة المُتنازع عليها بشكل خاص. وعندما يواجه كافة البشر الامتحان الأخير، عندئذ تتضح العلامة الفارقة بين أولئك الذين يعبدون الله والذين لا يعبدونه، وفي حين يكون حفظ السبت المزيف، إذعاناً لقانون الدولة، هو إقرار بالولاء لقوة مقاومة لله، فإن حفظ السبت الحقيقي، إطاعة لناموس الله، يكون هو دليل الولاء للخالق. فبينما المجموعة الأولى، بقبولها علامة الخضوع للقوى الأرضية، تنال سمة الوحش، فالمجموعة الثانية بقبولها رمز الولاء للسلطة الإلهية، تنال ختم الله. وكما كان الحال في كافة العصور، فإن السبت سيكون هو محك اختبار الولاء لله علامة بينه وبين أولاده. وأولئك الذين يواصلون العصيان، بعد أن يكون قد وصلهم النور المتعلق بناموس الله، ويمجدون القوانين البشرية فوق ناموس الله، في الأزمة الهائلة التي أمامنا، سينالون سمة الوحش.

6. في وسط كل هذا الذي سيحدث، مِن كوارث ومصائب طبيعية إلى حروب وأخبار حروب، ستكون هناك إشارات واضحة على الجوع الروحي بين الناس.. ونوع الجوع هذا لا يمكن إشباعه لأنه لا يرتكز في الأساس على الرغبة الصادقة في الطاعة. بل يرتكز، بالأحرى، على المبادرات البشرية لإسكات الضمير دون خضوع القلب الكامل لتأثير الله المقدس. وبمعنى آخر، عندما يعود الوحش مُتسلحاً بمعجزات وآيات كاذبة، سيُلاحَظ في العالم الديني دلائل واضحة على نهضات وإنتعاشات دينية كاذبة. وقد كان النبي عاموس دقيقاً في نبوته عن هذه الظاهرة:

[ 11«هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، أُرْسِلُ جُوعًا فِي الأَرْضِ، لاَ جُوعًا لِلْخُبْزِ، وَلاَ عَطَشًا لِلْمَاءِ، بَلْ لاسْتِمَاعِ كَلِمَاتِ الرَّبِّ. 12فَيَجُولُونَ مِنْ بَحْرٍ إِلَى بَحْرٍ، وَمِنَ الشِّمَالِ إِلَى الْمَشْرِقِ، يَتَطَوَّحُونَ لِيَطْلُبُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ فَلاَ يَجِدُونَهَا.] (عاموس 8 : 11 و12).