استكمالا للبحث السابق للدكتور ميللر فى كتابه " القرآن الرائع " وجدت له هذا الكتاب القيم الذى يحتوى على نظرات عميقة وقد يكرر فيه بعض ما جاء فى الكتاب الأول ،*ولكنى آثرت أن أترجمه وأحذف منه ما تكرر ... ومن انطباعاتى أثناء قراءتى للكتاب ، أتذكر باستمرار قول الخليفة عمر بن الخطاب .. رضى الله عنه .. فيما معناه " من لم يعش فى الجاهلية فلن يذوق حلاوة الإيمان " ، فأقول لنفسى فليكن لنا أن نغتنم الفرصة لنعيش مع من خرجوا من الجاهلية إلى روضة الإسلام وجمال ونعيم الإيمان به . لنرى بأنفسنا صدق مقولة الفاروق عمر ونحس بها فيهم .
نظرات نابعة من أذهان صافية عاشت فى ظلام حالك تتخبط فيه وتحاول أن تهضم ما يصب فى آذانها فلا تستطيع إلى أن أراد الله سبحانه وتعالى لها الهداية ، فكانت هدايتها نور لآخرين ... عسى أن ينفعنا الله بما قالوا وسطروا وجزاهم الله خير الجزاء .*



كتاب أساسيات إعتقاد السلم
The Basis of Muslim Belief
By Gary Miller
الحلقة ( 1 )


نبذة عن " جارى ميللر " ... المؤلف :

جارى ميللر " عبد الأحد عمر " يستعرض كيف نؤسس الإيمان الحقيقى بوضع معايير قياسية للحق . فهو يصور طريقة بسيطة لكنها فعالة فى بحثنا عن الطريق الموصل للحقيقة .
جارى ميللر بالإضافة إلى أنه له باع فى الرياضيات فهو من علماء النصرانية . وقد كان له نشاط مشهود فى التبشير للنصرانية فى فترة ما من حياته ، ولكنه سرعان ما اكتشف المتناقضات فى الكتاب المقدس ، وفى عام 1978 بدأ فى قراءة القرآن وككل نصرانى يريد أن يجد فيه ما يساعده على مهاجمته متوقعا أنه قد يجد فيه الصحيح ، ولكنه ... كما كان يعتقد ... سيجد فيه من الأخطاء ما يساعده فى مهمته .
ولكنه ذهل حينما وجد أن مافى القرآن هو نفس ما استخلصه من مفاهيم صحيحة منتقاة من الإنجيل . وبذلك أصبح مسلما ومنذ ذلك الحين فله حضور جماهيرى مبشرا بالإسلام بالراديو والتلفزيون ، كما أنه مؤلف لعدة مقالات تتكلم عن الإسلام .
معضلة تطبيق السبب Dilemma of Applying Reason :
غلبيتنا كثيرا ما يواجهون بسؤأل واحد من أطفالهم " لماذا ؟ " مع تكرار هذا السؤال . وقد يكون هذا السؤال كثير الإزعاج لنا ... إذا أبعدت سكينا عن متناول يد الطفل يسألك لماذا ، تقول له لأنها قد تؤذيك لأنها حادة فيعود ويسألك ولماذا هى حادة ، فتقول له لنقطع بها اللحم والخضروات ، وهكذا تستمر الأسئلة بلا انقطاع .
هذا يوضح معضلة تطبيق السبب . ما يجب علينا أن نفعله حين تطبيق السبب ، أن نبدأ أولا بوضع معايير للبرهان . نقرر لأنفسنا " ماهو الذى سيبدد شكوكى إذا أنا وجدت كذا أو كذا وهذا أوهذا لأصل إلى برهان أخير ؟ لابد لنا من وضع هذا أولا .
بناء على ذلك ، فالذى يحدث للفلاسفة والمفكرين ، فإنهم يضعون معايير للبرهان ويدققون النظر ليصلوا إلى تطابق فى لذلك ، وحينما يصلوا إلى البرهان يعودون فيسألون عن برهان للبرهان .
وضع المعايير :
المفتاح لتفادى هذه الدائرة المغلقة لإقناع أنفسنا أن نقتنع بالمعايير التى وضعناها *؛ وأن نطمئن أنفسنا بأن الأسس التى وضعناها لو تحققت تشكل البرهان ، برهان مريح ، ثم نبدأ باختبار الموضوع بناء على هذه الأسس ، وهذا ما سأقوم به بالنسبة للقرآن الكريم .
إذا سألت أحد المفكرين النصارى ، لماذا أنت نصرانى ؟ عادة ما يقول " معجزة الإحياء " ... الأسس التى يعتمد عليها فى إيمانه أنه من ألفى سنة مضت أن رجلا مات ثم عادت له الحياة بعد الموت . هذا هو " المحك " فيما بنى عليه اعتقاده ، لأن كل الباقى يتوقف على هذا الحدث .
الآن إذا سألت مسلما " ما هى معجزتك ؟ " لماذا أنت مسلم ؟ سيمسك المسلم المعجزة بيده من على الرف ويقول لك هذا الكتاب " القرآن الكريم " . هذا هو " المحك " لإيمانه .
المعجزات الإلهية :
بينما كانت معجزة سيدنا موسى فى مواجهة السحرة فى عصره هى عصا موسى ، ومعجزة سيدنا عيسى هى إحياء الموتى وشفاء الأكمه والأبرص ، فقد أعطى النبى الخاتم معجزة واحدة باقية على ممر الأيام وهى " القرآن الكريم " . وما زالت باقية إلى الآن معنا . ألا ينظر إلى هذا الوضع بأنه وضع عادل ؟؟؟ الرسول هو خاتم الرسل ولا رسول بعده ، فكما كانت المعجزات السابقة هى لأقوام بعينهم ، فلتكن معجزته باقية للأجيال المتتابعة . فالمسلم فى أى عصر من العصور يرى نفس المعجزة التى رآها المسلم فى عهد الرسالة منذ أربعة عشر قرنا .
دعنا الآن نبحث فى القرآن الكريم ، واضعين هذا المثل أمام أعيننا ... جاء رجل للمدينة لأول مرة ، وقابل شخصا فقال له أنا أعرف أبوك ، فسيتعجب هذا الشخص ويسأله " إذا كنت تعرف أبى فاوصفه لى !!! هل هو طويل أم قصير ؟؟؟ ما لون بشرته ؟؟؟ هل شعره ناعم أم أجعد ؟؟؟ وهكذا ... فإذا أجاب الرجل على كل هذه الأسئلة بإجابات صحيحة ، فسيقول له الشخص " نعم فعلا أنت تعرفه !!! " . هذه هى الطريقة التى سنبحث بها القرآن الكريم .
نظرية الإنفجار الكونى الكبير :
تذكرنا آيات بالقرآن الكريم بأن من أوحى هذا الكتاب كان حاضرا فى بداية نشأة الكون وبداية ظهور العالم منذ بلايين السنوات .
ولنا أن نتتبع صدق هذه الآيات البينات ، والتى تثبت حقا بأن موحى القرآن الكريم يعلم هذه الأحداث الموغلة فى القدم .
وفى الإجابة على أسألتنا هذه تقول آية فى القرآن الكريم فى الآية رقم ( 30 ) من سورة الأنبياء :

أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ

كون أن الله سبحانه وتعالى يقول جعلنا وليس جعلت ، فالجمع هنا على عادة العرب هو نوع من الإحترام .
فى هذه الآية ، هناك ثلاثة نقاط هامة ، أولا وقبل كل شئ أن الكافرين هم الذين يوجه إليهم ذكر هذا الحدث بصفتهم هم الذين سيكتشفون بأنفسهم صدق ما ورد فى الآية ، ثانيا أن الأرض والسموات كانتا قطعة واحدة فانفتقتا ، ثالثا أن الكائنات الحية نشأت من الماء ، وكل ذلك سيثبته الكافرون وليس المسلمون .
فى نفس الوقت ، فالنظرية المقبولة عن نشأة الكون الآن ، هى نظرية " الإنفجار الكونى الكبير " ... وهى تقرر أن الكون " كل من السموات والأرض " كانتا كتلة واحدة ، وفى لحظة ما حدث انفجار مروع فانفصلت الأرض عن السماء وأخذ الكون فى الإتساع . هذا هو أساس النظرية فى أيامنا هذه .

هذا هو التأكيد أخيرا :

منحت جائزة " نوبل " منذ وقت قصير لهؤلاء الذين أثبتوا هذه النظرية عن نشأة الكون . كما أنه منذ مائتى عام فقط تمكن العالم " ليمونهويك Leeuwenhoek " وآخرين أن يثبتوا بان الخلية الحية تتكون من 80% من الماء .
المعلومات السابقة والتى عرفت فقط فى القرنيين الماضيين ، بينما ذكرت فى القرآن الكريم من أربعة عشر قرنا ، ألا يدل ذلك بأنه ليس كلام بشر بل هو موح به من لدن عليم قدير ؟
وكما ذكرت اية الكريمة فإن جائزة نوبل أعطيت لغير مسلمين ، وهم الذين اكتشفوا بأنفسهم ما قرره القرآن الكريم ، هذا العالم الألمانى الذى حصل على الجائزة لم يكن من المسلمين . وبالرغم من ذلك فهو الذى أثبت صحة الآية .


كتاب أساسيات إعتقاد المسلم
The Basis of Muslim Belief
By Gary Miller
الحلقة ( 2 )


إتخاذ موقف :

كل منا لابد أن يكون له ولاء لشئ . لايمكن أن يعيش الإنسان محايدا كل الوقت . لابد له من لحظة فى حياته يصل فيها إلى قناعة ما . لابد لك من موقف فى مكان ما . المهم هو أن تضع قدمك فى المكان الصحيح ، وبما أنه لايوجد برهان للبرهان وهكذا ، فلكى تتخذ الموقف الصحيح لابد لك من البحث والدراسة حتى تجد أين يكون موقع قدميك ، وهذا ما أتمنى أن أوضحه هنا .
السؤال هو للبحث عن نقطة لقاء . أنت ترى أننا نبحث عن الحقيقة فى أماكن عدة ، فإذا وجدنا أن كل الخطوط تتلاقى فى نفس النقطة ... بمعنى أن كل الخطوط تتلاقى لتصل إلى هدف واحد ... يؤدى إلى اعتماد هذا الموقع .
إذا درسنا أحد الكتب لنتأكد من أنه من مصدر قدسى ، ويؤدى ذلك بنا إلى الإسلام ، فهذه احدى الطرق . وإذا بحثنا فى الكلمات التى جاء بها الأنبياء فوجدنا أنها تؤدى للإسلام فهذا خط آخر يتلاقى مع الخط الأول . بدأنا البحث فى خطين مختلفين فوجدناهما يتلاقيان فى نقطة واحدة ومصير واحد .
لا يستطيع أحد أن يتحقق من كل الخطوط المؤدية لهذه النقطة ، ولكننا حينما نقتنع بما وصلنا إليه من معايير نتوقف ، وبذلك نكون قد اتخذنا موقفا كما ذكرت آنفا . المسألة هى ، أنه لكى نتخذ موقفا ونكون متأكدين بأننا نضع أقدامنا فى المكان الصحيح ، فيجب علينا دراسة الأدلة المتاحة لقدرتنا الآنية ، ونرى إلى أى نقطة نتوقع لها الإلتقاء ، فنذهب إلى هذا الموقع ونرى هل تتطابق هذه الخطوط ؟؟؟ هل وضح الآن هذا المنطق ؟؟؟ هل نضع أقدامنا فى المكان الصحيح ؟؟؟

الكون المتسع :

دعنى الآن أبحث فى القرآن الكريم كبداية ، لأجد الآية الكريمة :::

وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ {47} سورة الذاريات

تفيد بأن السموات فى اتساع مستمر ، وكما ذكرت سابقا فإن هذا يتصل بالإنفجار العظيم للكون ، وهذه الحقيقة كانت سببا فى حيازة الذين عملوا على إثبات هذه الحقيقة لجائزة نوبل عام 1973 .
وهنا العجب ، بأن ذلك هو ما كان يردده المسلمون لعدة قرون مضت . العقلاء منهم كانوا يقرون بالكلمات كماهى دون أى تأويلات ، ولكنهم لم يكونوا على علم بكيفية هذا الحدث . ولكنهم مرتاحون لتقريره قائلين الله أعلم .
مدينة " إرم " :
فى سورة الفجر الآيتين رقمى ( 7 ، 8 ) :::

إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ {7} الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ {8} سورة الفجر

ذكرت مدينة " إرم " التى لم تعرف فى التاريخ حتى أن بعض المفسرين من المسلمين كانوا ينظرون إلى كلمة " إرم " بأنها قد تكون اسما لشخص وليس اسما لمدينة !!!
وفى عام 1973 فى حفريات بمدينة " إبلا Ebla " الأثرية بسوريا تم العثور على مجموعة من أكبر المجموعات التى سبق العثور عليها .المخطوطات التى اكتشفت فى " إبلا " ذات تاريخ يرجع إلى أكثر من أربعة آلاف سنة .
وستجد هذه اللوحات الآن فى " متحف المدينة الجغرافى لعام National Geographic of 1978 " والتى تؤكد ذكر اسم هذه المدينة ، حيث أن أهل مدينة " إبلا " كانت لهم تعاملات مع أهل مدينة " إرم " . وهكذا تأتى الأيام فى عام 1973 لتؤكد ما جاء بالقرآن الكريم ، كيف وصل ذلك إلى علم النبى صلى الله عليه وسلم إن لم يكن ذلك وحيا ممن يعلم الغيب ؟؟؟

" إضافة وجدتها بخصوص " إرم ذات العماد " لم يذكرها المؤلف ... هذه المعلومات مستخرجة من موسوعة Wikipedia من على الإنترنت :::
http://en.wikipedia.org/wiki/Main_Page
إرم ذات العماد :

هى مدينة مفقودة فى شبه الجزيرة العربية ذكرها القرآن الكرمي فى سورة الفجر وقد بناها قوم عاد الذين دمرت عليهم المدينة كغضب من الله سبحانه وتعالى لكفرهم وذنوبهم . بقايا حطام هذه المدينة موجود " بالربع الخالى بالسعودية العربية " . وقد عرف اسمها الغرب من ترجمات قصص " ألف ليلة وليلة " .
وقد كان الفضل للإكتشافات الحديثة أن تخرج " إرم " من مجال القصة إلى مجال التاريخ الملموس ، وذلك بداية بالحفريات بسوريا بمدينة " إبلا " وبها وجدت لوحات مكتوب عليها بالخط المسمارى كلمة " إرم " ثم بما اكتشفه علماء الآثار من الصور التى أخذت بالخليج الفارسى "" العربى "" بواسطة الأقمار الصناعية " شالينجير Challenger " عام 1984 . أوضحت هذه الصور مدن عدة مدفونة فى الرمال على طريق تجارى " اللبان القديم Frankincense " والذى يؤرخ بـ 2800 سنة قبل الميلاد إلى 100 قبل الميلاد . أحد الطرق يقع على حدود " عمان " فى مقاطعة " ظفار " وأثبت أنه لمدينة " أوبار " والتى عادة ما تسمى " إرم " .


الكلمة بين الإستخدام والحرفية :

هناك آية فى القرآن الكريم تذكر :::

الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ {1}

فهذه الآية تقول لى بأنه لا توجد كلمات ضائعة فى القرآن ؛ وأن كل آية قد أحكمت ثم شرحت . ولن تكون فى شكل أفضل من ذلك . لا يمكن لأحد أن يأتى بكلمات أقل ليبين المعنى ، وإذا استخدم كلمات أكثر فستكون زائدة عن الحاجة .
هذا أثار انتباهى لموضوع رياضى ومنطقى أردت أن أطبقه على القرآن الكريم لأرى إن كان هناك شئ مما أعرفه ينطبق على هذه الحالة .
حينما نستعمل كلمة فإننا نقصد معناها . وحينما نذكر هذه الكلمة فإننا نظر إليها كحروف . مثلا لو قلت " فلسطين عربية " هنا أعنى فلسطين التى يحتلها اليهود بلدة عربية ، وإذا قلت فلسطين تتكون من ستة حروف فأنا أذكر الكلمة لا أستعملها . فى الحالة الأولى استخدمت الكلمة وفى الثانية ذكرتها . هل وضح الفرق ؟؟؟

عيسى وآدم :

بتطبيق هذه الفكرة إضافة إلى أن آيات القرآن الكريم أحكمت ثم فصلت لنا ، نأتى إلى هذه الآية الكريمة :::

إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ

من الواضح أن هذا البيان هو معادلة !!! الآية تقرر المثلية بينهما لأنهما خلقا فى ظروف غير عادية ، وليس بأب وأم مثلنا . ولكن الأكثر من ذلك فقد تحريت ذكر الكلمتين ككلمتين فى القرآن الكريم .
الكلمتين استعملتا استعمالا واضحا !!! رجلين " آدم " مثل " عيسى " . ولكن ماذا عن ذكرهما ككلمتين ؟؟؟
جدلا ... لو كان محمد صلى الله عليه وسلم هو الذى كتب القرآن خلال ثلاثة وعشرون عاما ، هل كان يعلم أن الكلمات أيضا ككلمات صرفة ستذكر فى القرآن الكريم بهذه المثلية التى ذكرت فى الآية الكريمة ؟؟؟ ... لقد بحثت فى المعجم لألفاظ القرآن الكريم فوجدت أن " آدم " ككلمة وردت 25 مرة وكذلك " عيسى ككلمة " وردت 25 مرة . هذه الإحصائية لم تكن متاحة من قبل حتى صدرت المعاجم لألفاظ القرآن الكريم منذ عام 1945 . وهذا شجعنى على استكمال البحث فى المعجم عن كلمات ينطبق عليها هذا الفهم فوجدت آيات كثيرة . مثلا هذه الآية الكريمة :::

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ {175} وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِالْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {176}فهنا المثلية لمن اتبع الهوى فهو كالكلب ، وقد ورد فى القرآن هذه الصفة ست مرات ، كما ذكر الكلب خمسة مرات وكلب الصيد مرة " مكلبين " فى سورة المائدة . أى أن الكلب ذكر ست مرات أيضا .

(( مداخلة :::
ذكر فى مورد حديثه الفترة التى نام فيها أهل الكهف وهى ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا ، ليستدل بها على أن 309 سنة هجرية = 300 سنة ميلادية ... وأحب أن أذكر هنا نقطة أخرى ، وهى أنه حينما استيقظ أهل الكهف وتساءلوا " كم لبثتم " قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم " ، وفى هذا دلالة على أن المناخ الجوى الذى استيقظوا فيه هو نفس المناخ الجوى الذى ناموا فيه ، بمعنى أنهم إذا كانوا دخلوا الكهف شتاء فقد استيقظوا شتاء ، وإذا كانوا دخلوا الكهف صيفا فقد استيقظوا صيفا ، وذلك لأنهم لم يشعروا بتغير فى الطقس ... وهكذا فإذا أضفنا تسعة سنوات على 300 سنة هجرية فيكون الزمن قد استدار ليكون بعثهم فى نفس الجو الذى ناموا فيه )) .


بقى أن ألخص الفكرة التى ذكرها لهذه المثلية فى ذكر الكلمات ، وهناك الكثير منها ليس هذا مجالا لذكرها كلها ... فوجود تلك المثلية دليل على حفظ القرآن الكريم ، لأنه ببساطة لو قام أحد بالتعديل فيه لفسد هذا الميزان فى الكلمات ، لأنه لا يدرى بوجود هذه الدقة المتناهية فى القرآن الكريم .