جاوب الجاهل حسب حماقته لئلا يكون حكيما في عيني نفسه (ام 26 : 5)
نأتى الى موضوعنا الاساسى
وهو ان القرآن لم يستطع ان يحدد اله المسيحية !!!
اقتباسالمُدلس النونو يتهمنى بالتدليس .... لماذا ..... لأننى إستشهدت بالآية :
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ }سبأ40
للتدليل على عبادة الملائكة ..... كما يدّعون هم أنهم يعبدون الروح القُدس ( و هو المعروف بالملاك جبريل عليه السلام) ..... و أن الله سيُحاكم الملائكة ، أو الروح القُدس فى يوم القيامة ليُحاسبهم على عبادة البشر لهم ...... كما سيُحاكم المسيح عيسى بن مريم على عبادة الناس له و يسأله إن كان قد أمرهم (المسيح) بذلك أم لا ....... و هى فى القضاء شهادة شاهد ملك على كذب أولئك الضالين من جحوش الفراء و الأمميين الجراء .....
و لكنه يتهمنى بالتدليس لأننى لم أورد ذكر الآية التى بعدها و هى :
قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ{سباً 41}
ما الفرق بين ما تقوله الملائكة لتبرئة ساحتهم من شبهة تشجيع الناس على الكفر بالله و ما سيقوله المسيح عيسى بن مريم فى نفس الشُبهة :
﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ {116} مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ{117} إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{118} ﴾ ﴿المائدة﴾
عيسى (عليه السلام) يقول لربه و إله الكون : كلا يا ربى ..... لم أقل هذا ..... و أنت أدرى بهذا ..... فهذا ليس من حقى أن أقوله .... فقد بلغت رسالتك و أديت أمانتك ..... و قلت ما أمرتنى أن أقوله ..... و لو كنت قد قلت ذلك فأنت لست بحاجة إلى إعترافى لأنك الأدرى بكل شيئ ..... و أنا برئ من أولئك الضالين الذين قالوا هذا الإفتراء العظيم ..... و لا أتشفع لديك فيهم ...... فبيدك عذابهم و بيدك أن تغفر لهم .....
هذا هو ببساطة ما قاله عيسى بن مريم فى أثناء مُحاكمته من الله الذى خلقه و بعثه و أماته !
و هو كلام مُماثل لما يقوله الملائكة فى معرض الدفاع عن أنفسهم لدى مُحاكمتهم من الله الخالق العظيم .....
العبدالله القبطى يحاول بشتى الطرق اثبات ان القرأن حينما تكلم عن عبادة الملائكة كان يقصد عبادة المسيحيين لروح الله الروح القدس
ولكن هذا يخالف التفاسير جميعاً كما بينا فى المداخلة
http://www.ebnmaryam.com/vb/showpost...&postcount=162
واحب ان اقول ان التفاسير التى قالت ان عبادة الملائكة كانت عند المشركين الوثنيين الذين كانوا يقولون انها بنات الله هذه التفاسير تستند الى وقائع تاريخية لا يمكن ان تحرف وايضا لا يمكن ان يحرف تفسير الايات المرتبطة بهاالشئ الذى يصنعه العبدالله القبطى
ولكى اوضح ما اعنيه سوف اضرب لكم مثلاً حتى يكون معنى كلامى مفهوم
عندما قام أحمد عرابي بمظاهرة على رأس الجيش المصري في ميدان عابدين بالقاهرة؛ لعرض مطالب الأمة على الخديوي توفيق، لكن الأخير رأى في مطالب عرابي تجاوزًا لسلطانه، وتعديًا على مكانته، فقال له في غطرسة وكبرياء: "كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا".
فرد عليه عرابي من فوق "الحصان": " لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم".
القول الذى قاله احمد عرابى قول شهير وهو مرتبط بحادثة شهيرة كانت بداية ثورة الجيش بما يسمى الثورة العرابية سنة 1881 مـ ولا يمكن ان يأتى شخص بعد مرور اكثر من مائة عام ويقول ان قول احمد عرابى لم يكن له علاقة بالثورة العرابية وانما كان يدعو الى تحرير العبيد الذين كانوا بمصر اسوة بما حدث فى امريكا
اذن مادامت الاقوال مرتبطة بواقع تاريخى لا يمكن ان نفسرها بعيداً عن هذه الواقع التاريخى المرتبطة به
وايات عبادة الملائكة مرتبطة بواقع تاريخى وهو ما يسمى بأسباب النزول لا يمكن ان نفسرها بعيداً عن هذا الواقع التاريخى ونلصقها بعبادة المسيحيين لروح الله الروح القدس
والواقع التاريخى لهذه الايات كما قلنا هو عبادة مشركين قريش وجماعة من الصابئين للملائكة وكانوا يسمون الملائكة بنات الله
ويؤيد ذلك نصوص كثيرة من القرآن مثل
وَجَعَلُواْ ٱلْمَلَـائِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَـاثاً أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَـادَتُهُمْ وَيُسْـئَلُونَ
وايضا
إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَـٰثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَـٰناً مَّرِيداً
واليك مقال عن عبادة الملائكة
ومقالة اخرى ايضا
وفى هاتين المقالتين يشرح بصورة واضحة ان عبادة الملائكة كانت خاصة بالمشركين الوثنيين وجزء من الصابئة
وفى الايات التى اقتبسها العبدالله القبطى
القرآن يتكلم بصورة عمومية ولا يقصد ملاكاً بذاته
ولذلك فى سؤاله للملائكة فأنه يسألهم جميعاً
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ سبأ 40 ، 41
وايضا فى الاية القائلة
(لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً)النساء172
القرآن يتكلم بصورة عامة يقصد عدد من الملائكة وليس شخصاً ولكن العبدالله القبطى طبق هذه الاية على جبريل فقط ليثبت فكرته
و من الملائكة المقربون الذين ذكرهم القرآن
ملاك الموت و جبريل و ميكال
وقال
اقتباسفلقد ذكر الله أربعة ملائكة بالإسم فى القرآن الكريم ...... إثنان منهم لا يعنيانا فى هذا الموضوع .... فذكرهما جاء فى إطار قصة أخرى و حدث آخر بعيد كل البعد عن كونهم مُقربون ....بل أن العكس هو الصحيح ...... و أعنى بذلك الملكين هاروت و ماروت الذين نزلا ببابل و جاء ذكرهما فى الآية 102 من سورة البقرة فى خضم الحديث عن كُفر بنى إسرائيل و نسبتهم الكفر إلى نبيهم سُليمان ! ......
اذن بما ان الايات تتكلم بصورة عمومية عن لا يصح ان نخصصها لملاك واحد ونجعل الجمع مفرداً
و إستهبال هذا المدعو زور العالم و أن يقول أنهم ليسوا المعنيين بتلك الآية و أنها دليل على تدليسى ...... و أن المعنيين هم طائفة من المُشركين الكفار ...... أمال إنتم إيه يا زور العالم ؟!!! ..... فأنتم أيضاً مُشركين كُفار !!! ...... و الحُكم على أى طائفة تنسحب على أى طائفة أخرى تُمارس نفس الطقوس و تعبد نفس الآلهة حتى و لو إختلفت المُسميات !!! ...... فلا فرق بين أن تعبد هُبل أو اللات أو العُزى ..... تلك الأصنام و التماثيل ......و أن تسجد لتمثال اليسوع، أو أم النور أو بوذا أو كريشنا ...... فهم جميعاً أصنام و تماثيل و معبودات وثنية ! .....
فهل إذا لعن الله من يعبدون الأوثان من المُشركين ...... فهو يقصد بهم كُفار مكة فقط و لا ينسحب الأمر على كل من يسجد لصنم أو وثن ؟!!!! ....... عجبت لك يا زمن من هذه العقول التى يُعشش فيها العنكبوت و ينعق فيها البوم !!!!
نحن كفار من وجهة نظرك انت ولكن بالرغم من ذلك فأن الايات ايضا لا تنطبق علينا ولا تنطبق على عبادتنا للروح الله الروح القدس
وانا اريد ان اوضح شيئاً مهماً
الكلام السابق للمدعو عبدالله القبطى يجعل المنطق كالاتى
كل الكفار يعبدون الملائكة
المسحيون كفار
اذن المسيحيون يعبدون الملائكة ( اى الروح القدس )
لو طبقنا هذا المنطق مثلاً على الزرادشت الذين يقدسون النار وقلنا
كل الكفار يعبدون الملائكة
الزرادشت كفار
اذن الزرادشت يعبدون الملائكة
هل هذا يصح ؟؟؟
بالطبع لا
لان الزرادشت لا يعبدون الملائكة
ايضا هذا المنطق لا يصح على المسيحيين
لان المسيحيين ايضا لا يعبدون الملائكة
فهو منطق مقلوب وغير سليم
ومازال التخبط قائم
ومازال القرآن لم يحدد اله المسيحية !!!
هناك موضوعان اخران سوف نناقشهما فى موضوعين مستقلين وهما الاسراء والمعراج وحادثة الافك
اذا دخلت الحكمة قلبك ولذت المعرفة لنفسك
فالعقل يحفظك والفهم ينصرك ( ام 2 : 10 ، 11 )
واخيراً اشكركم للانتظار وانا اعلم ان الكثيرين يتلهفون على الرد وانى منتظر
المفضلات