بسم الله الرحمن الرحيم
استكمالا لموضوعنا السابق حول تقصيرنا في فهم القران الكريم والسنة النبويه الشريفه بالطريقه التي تجعل ديننا الحنيف فعلا صالح لكل زمان ومكان.
ووضحنا في المقال السابق المفهوم الحديث لقول المصطفى حول المرأه – التي خلقت من ضلع اعوج- مفهوم يدل على احترام المرأه وليس كما يظن البعض اهانتها.
اليوم باذن الله تعالى نتطرق الى اية في سورة الرحمن طالما شغلتني وشغلني فهمها . ولم اتجرأ طيلة هذه السنوات على التحدث بما اعتقده لاسباب عديده منها قول سيدنا عمر الفاروق ( أي ارض تقلّني وأي سماء تظلّني لو قلت في كلام الله مالاافقه). كلام مرعب ويجعل الانسان يفكّر الف مره قبل ان يفتح فمه.
ماشجعني هو شيخنا الفاضل الدكتور احمد الكبيسي الذي ذكر في احدى لقاءاته ان التفاسير الموجودة بين ايدينا تفاسير قديمه وهي ليست كتاب منزّل من السماء وتم كتابتها في عصور غابره لم تكن الدنيا كما هي عليه الان كانت الحياة بدائيه غير متطوره.
كلام مريح ويبعث على الطمأنينه . وكما كنت صائبا في تأويل قول حبيبنا المصطفى بخصوص المرأه ارجوا من الله تعالى ان اكون صائبا هذه المرة ايضا . الايه الكريمه مدار البحث هي الايه رقم 33 من سورة الرحمن.
(يامعشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السموات والارض فانفذوا لاتنفذون الآ بسلطان).
في البداية اود ان اوضح اني راجعت معظم (ان لم اقل جميع) كتب التفاسير ووجدت انها لم تنقل اي تفسير عن الرسول صلى الله عليه وسلم بل عن بعض الصحابة والتابعين الكرام.وكذلك ان جميع التفاسير اجمعت على ان هذه الاية الكريمه تختص بقيام الساعه وان الله تعالى يتحدى الجن والانس امكانية الفرار من الله عز وجل ومن عقابه . وبعض منها قال ان هذا التحدّي في الدنيا قبل قيام الساعه.
ومع احترامي واجلالي لجميع المفسرين القدامى رحمهم الله تعالى فانّ لي رأي لايتطابق مع مفهومهم, رأي مبني على التكنولوجيا الحديثه وفترة التقدم العلمي الذي نعيشه.
.ارى والله اعلم بالصواب ان هذه الايه الكريمه والتي نزلت قبل اكثر من 1400 عاما على قوم كانوا يعيشون عصر البداوه ولا يمكن لهم ان يتفهّموا غير البيئة البدائيه التي تحيط بهم, فيها ايماءة جميلة الى التقدم العلمي الذي نعيشه حاليا . التقدم الذي اتاح لنا النفوذ من الارض الى السماء العلى. فها هي المركبات الفضائيه من صنع الانسان الذي يعيش على الارض تجوب السماء ووصلت الى القمر وحتى ابعد من ذلك . نفذت من قطر الارض الى السماء.
قد يسأل البعض لم ذكر الله عز وجل (اقطار السموات والارض) ولم يذكر ( قطري السماء والارض)
وقبل الاجابة على هذا الاستفسار اقول لننظر الى من خاطب الله عز وجل ومن هو المقّدم والمؤخّر.
قدم الله عز وجل ذكر الجن على الانس (يامعشر الجن والانس) وهذا التقديم له حكمة بليغة فكلنا يعلم ان الله عز وجل خلق الجن قبل الانس بالاف السنين وكتحصيل حاصل فان الجن سبقنا في تعلّمه للعلوم وهو يعيش في الارض كما يعيش في السماوات الشاسعه . وامكانياته العلميه اكبر بكثير من امكانياتنا البسيطه التي اهلتنا للصعود الى الفضاء قبل اقل من خمسين سنه فقط. وهنا اترك القارئ لاطلاق عنان تصوره الى مدى تقدّم الجن علينا في العلوم وما قد يؤهله ذلك التقدم من امكانيات السفر والسباحة في الفضاء .
فكما مكّننا التقدم العلمي البسيط نسبيا الى مانحن عليه من السياحة في الفضاء والنفوذ فقد مكّنهم بشكل اكبر وذلك لكونهم انخرطوا فيه قبلنا بعشرات ان لم نقل مئات الالاف من السنين
هذا رأي الشخصي ارجوا من الباري عز وجل ان اكون صائبا فيه . وهنا اود ان اقول لجميع الاخوة والاخوات المختصين بالعلوم المتعدده ان يقرؤا القران الكريم بتدبّر علهم يجدوا امورا اخرى تدل على ان هذا القران ليس كلام نبينا الامي عليه افضل الصلاة والسلام كما يدعي البعض بل انه كلام الله تعالى العالم بكل شئ وكذلك فان القران الكريم صالحا لكل زمان ومكان.
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور
طارق كمال النعيمي