الأخ العزيز :

مرحباً بك فى براح و حُرية الإسلام و العبودية لله وحده لا شريك له و خروجك من سجن و ضيق الكُفر و الشرك و العبودية لغير الله ..... سواء كان يسوع أو أم النور أو الرهبان أو القساوسة و غيرهم ..... بل و حتى بوذا أو كريشنا أو الدلاى لاما ...... فالشيطان يا أخى لا يهمه ما و من تعبد طالما أنت تعبد غير الله

تماسك يا أخى و تجلد و تحلى بأخلاق الرسول و الصحابة الأوائل ...... الذين وقفوا بصلابة و عزيمة لا تلين أمام أهل الكُفر و الشرك الذين كانوا يملأون العالم أجمع ...... و مع ذلك إنتصروا و تحقق وعد الله لهم بأن يكونوا خير أمة أخرجت للناس

و ليكن شعارك هو نفسه شعارى الذى أتخذه فى حياتى حينما تُصيبنى المُلمات و أذى الناس : الضربة التى لا تقتلنى ....... تقوينى

أنت رجل ....... و لست بأمرأة قد تخضع لتحكمات الأهل فى التزويج و غيره ....... و لماذا تُهاجر ...... هل أنت فى بلد غير إسلامى ...... إن بلدك تفتخر بإسلامها و إنتسابها لرسول الله حتى فى الإسم ...... فهى المملكة الأردنية الهاشمية ...... فكيف بالله عليك تُهاجر و تترك وطنك المُسلم ...... و تذهب إلى إين ؟ ...... حيث تُعانى الغربة و أوجاعها ........ لا يا أخى ...... فلا هجرة بعد الفتح ! ..... و الفتح قد تم منذ أكثر من ألف و أربعمائة عام ......

إصبر و إحتسب يا أخى ....... و موقفك هذا هو نوع من الجهاد يتساوى مع الجهاد فى ميادين القتال ....... بل هو جهاد أكبر ...... هو جهاد عقلى و نفسى مع الشرك و الضلالة ..... هو صراع حقيقى مع الشيطان المُتمكن من النفوس المُشركة الضالة ....... و هو حق جهاد كبير ليس له إلا أصحاب العزائم و الإرادة القوية ....... فأحثك على أن تكون منهم ...... و ستجد إن شاء الله من حولك ..... من مُسلمى وطنك العظام ..... من يقف بجانبك و يؤازرك فى جهادك النفسى و الروحى و العقلى ...... حتى تنتصر بإذن الله ...... تنتصر أولاً على مخاوفك و أوهامك و بقايا الشرك فى نفسك ...... ثم تنتصر بعد ذلك على كل من يُحاول أن يؤذيك أو يردك عن طريق الحق

و لنتذكر معاً هذه الآية و نتمسك بها و نسير على خطاها :


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }آل عمران200

و السلام عليكم و ثبتك الله على طريق الحق