

-
إن موضوع الذبيح و من هو هو من المواضيع التى تُمثل وجه خلاف بين بعض المُسلمين ..... ناهيك عن الخلاف بينهم و بين غيرهم من أهل الكتاب ...... و هذه الإختلافات الإسلامية –الإسلامية يستغلها أولئك الذين يودون إثبات صحة ما جاء فى كتبهم (المُحرفة) و لو على سبيل التلاعب بترتيب آيات القرآن أو إستغلال إختلاف المُفسرين بعضهم مع بعض
و لقد قمت بنفسى بوضع كلمة ذبيح فى موقع تحقيق الأحاديث للألبانى :
فكان هذا هو ما ظهر لى :
اقتباس
نتائج البحث هي:
1- أنا ابن الذبيحين
2- الذبيح إسحاق
3- وأمر النبي ( ص ) بإحداد الشفرة وإراحة الذبيحة إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته أخرجه مسلم وأصحاب السنن الأربعة وغيرهم عن شداد بن أوس
4- أنا ابن الذبيحين . ( لا أصل له )
و فيه أن حديث أنا إبن الذبيحين لا أصل له و من الأحاديث الضعيفة و الموضوعة
و كذلك الحديث فى أن الذبيح إسحق فهو ضعيف و موضوع
و هكذا نجد أنه لا يوجد حديث صحيح عن النبى عليه الصلاة و السلام يؤكد أى من الأمرين ...... هل هو إسماعيل أم إسحاق ...... و لكن لأن القصة المروية عن همّ إبراهيم بذبح ولده فى الكتب السماوية (التوراة و القرآن) تتحدث عن حادثة الهمّ بالذبح لولد واحد من أولاد إبراهيم .... و ليس لكليهما ! ...... فيمكن لنا البحث فى الدليل العقلى و المنطقى فى كون أى منهما هو المعنى بتلك القصة ..... و إن كان هذا لن يُغير من إيماننا فى شيئ ...... سواء ثبت أن الذبيح هو إسماعيل أو إسحق
و لعل من أهم أسباب إلتزام اليهود بكون إسحق هو الذبيح ..... هو إصراراهم هو أنه صاحب العهد الذى إختص به إبراهيم فى سفر التكوين ...... و أن إسماعيل هو خارج العهد ..... و لذلك عندما يأمر الرب إبراهيم بذبح إبنه وحيده ...... فلا يُمكن أن يكون هذا الإبن الوحيد إلا إسحق ..... و لا يُمكن أن يُشاركه إسماعيل فى هذا الأمر ...... إذ أن هذا يستوجب مُشاركة العرب لليهود فى الوعد الإلهى الممنوح لإبراهيم ..... و هى كما نرى نظرة عنصرية مقيتة لم تختص بها التوراة وحدها ...... بل شاركها فيه ما يُسمى بالعهد الجديد ...... الذى هيمن عليه اليهودى الفريسى العنصرى بولس ....... و حشاه بعنصريته القميئة المقيتة ...... كما جاء فى حادثة ذلك اليسوع مع المرأة الأممية الكنعانية و وصفه إياها هى و قومها بالكلاب ...... و ما جاء فى أقوال بولس اللعين فى غلاطية .... فى الإصحاح الرابع .
و من أجمل المقالات التى قرأتها فى هذا الصدد ..... مقالة لشخص يُدعى مُصطفى بوهندى ...... و هو جزائرى على ما يبدو ...... من موقع جزائرى يُسمى الشهاب :
و هى مقالة تستحق القراءة و التوقف عندها و أنقلها لكم هنا ..... ثم أعود لأستكمل باقى الموضوع :
عهد مع إبراهيم نموذجا
بقلم: د. مصطفى بوهندي
مقدمات منهجية:
آيات الكتاب تتجاوز العبارة والإشارة:.
اهتم المسلمون بعبارات القرآن الكريم وإشاراته، وتوقفوا عندها كثيرا، بل بلغ الأمر بأكثرهم إلى أن أفردوا لها مؤلفات خاصة، فصلتها وبوبتها وشرحتها ودرستها، باعتبارها وجوها من إعجاز القرآن، تحدى الله بها الإنس والجن.
إلا أن كثيرا من هذا التوقف عند العبارات والإشارات لم يسمح بالعبور منها إلى المعبر عنه، والذهاب إلى المشار إليه. لقد أسرتنا الكلمات والألفاظ وإعجازها، حتى حولنا كل طاقتنا إليها، وأصبحت المقصد الأقصى والغاية المثلى للدارسين والباحثين في مجال الدراسات القرآنية. وأصبحت كثير من المصطلحات تعني فقط ما تحمله الألفاظ والكلمات، إذ أصبح المقطع اللغوي يعني كل شيء، فهو الآية والحجة و الدليل والبرهان، والنظر إنما يكون فيه، بالبحث عن معناه أو حكمه، فيكون الناظر والمفسر هو اللغوي الباحث عن المعاني اللغوية، أو الفقيه الباحث عن الأحكام الشرعية.
موعد مع الطبيعة:
لقد كان للمسلمين قبل قرون خلت موعد مع الطبيعة وآيات الله فيها، حيث أن الدعوة القرآنية إنما كانت تحث الناس وعلى رأسهم قراء القرآن على النظر في آيات الآفاق لا في عباراتها، بدءا من الطعام الذي يأكلون والماء الذي يشربون والنطفة التي منها يخلقون، ووصولا إلى السماء كيف رفعت، والشمس والقمر والنجوم، لكنهم أخلفوا ذلك الموعد بقرون عديدة، رغم المحاولات الفردية التي قام بها أفراد من الرواد المسلمين في هذا المجال، غير أنها لم تكن حركة علمية شعبية ترعاها الدولة والمجتمع، بل كان يتعامل مع روادها بغير قليل من الارتياب. وكان ينظر إلى أعمالهم باعتبارها فضولا من النظر الخارج عن الشرع و "العلم الشرعي"، إن لم يكن المخالف له. إذ العلم الشرعي هو علم العبارة أو الإشارة.
لكن أناسا من غير المسلمين كانوا على الموعد مع الطبيعة، ونظروا إلى آياتها النظر المطلوب، واستكشفوا أسرارها، وتقدير الله فيها، وعلموا سننها، فلانت لهم وتذللت واستطاعوا تسخيرها وفق تقدير الله الذي علموه، فأصبحنا لهم تبعا نحاول رصد خطاهم التي ابتعدت عنا كثيرا في هذا المجال.
موعد مع الإنسان:
إن موضوع الإنسان هو مركز الحديث القرآني. فهو يهدي الإنسان للتي هي أقوم، وهو رحمة للعالمين، وكافة للناس، وفي أنفسكم أفلا تبصرون، وكل النصوص الأخرى إنما هي عبارات وإشارات تعبر عن الإنسان وتشير إليه، وتريدنا نحن قراء القرآن أن لا نقف عند هذه العبارات والإشارات دون أن نعبر إلى الآيات المعبر عنها، ونذهب إلى الآيات المشار إليها. إنه الموعد الثاني الذي نخشى أن نخلفه كما أخلفنا الموعد الأول مع الطبيعة.
إن كل قضية من قضايا الإنسان الأساسية قد تناولها القرآن تناولا خاصا، عبر وسائله المباشرة وغير المباشرة. بالوصية والموعظة والقصة والمثال والتذكير والموازنة والاستفهام...، وكل تلك الوسائل إنما غايتها أن يتفكر الإنسان في آيات نفسه والناس من حوله أفرادا وجماعات وأمما، ( وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون)، (سنة الله في الذين خلوا من قبل، ولن تجد لسنة الله تبديلا ) ، (ولن تجد لسنة الله تحويلا) ، فكلمات القرآن وعباراته وإشاراته، إنما تفتح أعين الناس لينظروا إلى مواضع معينة من الآيات حددها لهم هذا القرآن، ويتدبروها ويتأملوا فيها، وبها يستطيعون فهم أنفسهم والناس من حولهم، ويستكشفون تقدير الله في البشر، ويعلمون سننه فيهم.
ولقد أدرك الناس في الأرض هذه الحاجة الماسة، وهيأوا لها سبلا علمية دقيقة، فيما يسمى بالعلوم الإنسانية. غير أنها وإن كانت قد خطت خطوات جبارة في الكشف عن أسرار الإنسان، ونظمه النفسية والاجتماعية والثقافية والفكرية وغيرها، إلا أنها لا زالت في بداياتها، وتحتاج إلى كثير من الجهود الأخرى لتقوم على سوقها.
ونعتقد أن للقرآن الكريم قوة اقتراحية مهمة في هذا المجال، لا من أجل أن يقدم إلينا معرفة علمية جاهزة، فهذا أمر لا يدعيه القرآن، وليس من مهامه ، لأنه ليس كتاب علوم، وإنما كتاب هداية. و مهمته هي أن يحرر الإنسان من معيقاته النفسية والاجتماعية والتاريخية والثقافية، ويدفعه إلى إعادة النظر في كثير من مسلماته المعرفية، الموروثة عن الآباء والأجداد، والسادة والكبراء والأحبار والرهبان، وكل الأسماء التي سميتموها أنتم وآباؤكم وما أنزل الله بها من سلطان.
وهي مهمة تعيد الاعتبار للكائن البشري، وتشغل أجهزته، من سمع وبصر وأفئدة، وتدفعه إلى التفكير والنظر في آيات الآفاق والأنفس. من أجل السير العلمي في الأرض، حتى يتسنى له القيام بالدور الاستخلافي الخطير الذي وجد من أجله.
ونعتقد أن هذا الدفع لا يختص بمجال دون غيره من مجالات الحياة الإنسانية، سواء في مجال المعرفة، أو القيم والأخلاق، أو الأديان والعقائد، أو الاجتماع والتاريخ والنفس والتربية، أو غيرها...
ولمعرفة أهمية هذه القدرة الاقتراحية القرآنية ، لا بد من مقارنتها بما حملته وتحمله الثقافة العالمية السابقة والمواكبة لنزول القرآن، وعلى رأسها ثقافة أهل الكتاب، و هي التي -لا زالت إلى زمننا هذا- تحمل أكثر عناصرها المعرفية، التي ناقشها القرآن في ذلك الزمن القديم. ولا زالت لها امتداداتها في واقع الإنسان المعاصر، النفسي والاجتماعي والسياسي والثقافي والمعرفي...مما يعطي للاقتراحات القرآنية أهمية بالغة في مجال البحث الإنساني المقارن.
2) العهد مع إبراهيم في اليهودية:
يذهب اليهود إلى أن الله قد عهد إلى إبراهيم بأن يعطيه الأرض المباركة له ولنسله من بعده ملكا أبديا. فانبنى على هذه الفكرة ثلاثة عقائد أساسية وهي: العهد القديم، والشعب المختار، وأرض الميعاد. وبناء على هذا الاعتقاد الثلاثي صاغت الثقافة اليهودية تراثها وأعادت كتابته وتفسيره في أزمنة التيه والسبي والاستعباد، إذ كان هم الأرض والاستقرار واسترجاع الملك الضائع، وجمع الشمل المشتت في بقاع الأرض، وإعادة بناء الهيكل، والخروج من الاستضعاف هو الحلم الذي لا يوازيه أي شيء بالنسبة لكل يهودي يعتبر نفسه غريبا في الأرض التي يعيش فيها. كما هو شأن كل الأبطال الذين يتجولون في مخياله ، ويلهمون وجدانه ومشاعره، ويحتلون مراكز الصدارة في تراثه وثقافته.
ويمكن إجمال هذه الأفكار في مجموعة من النصوص المؤسسة التي لا نجد سفرا من أسفار الكتاب المقدس إلا ويرددها، ونقتصر على بعض ما جاء منها في سفر التكوين:
1) جاء في الإصحاح 12 ما يلي: تكوين 12 : 7 (وَظَهَرَ الرَّبُّ لابْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ اعْطِي هَذِهِ الارْضَ».)
2) وفي الإصحاح 13:
تكوين 13:14 وَقَالَ الرَّبُّ لابْرَامَ بَعْدَ اعْتِزَالِ لُوطٍ عَنْهُ: «ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي انْتَ فِيهِ شِمَالا وَجَنُوبا وَشَرْقا وَغَرْبا
13:15 لانَّ جَمِيعَ الارْضِ الَّتِي انْتَ تَرَى لَكَ اعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ الَى الابَدِ.
13:16 وَاجْعَلُ نَسْلَكَ كَتُرَابِ الارْضِ حَتَّى اذَا اسْتَطَاعَ احَدٌ انْ يَعُدَّ تُرَابَ الارْضِ فَنَسْلُكَ ايْضا يُعَدُّ.
13:17 قُمِ امْشِ فِي الارْضِ طُولَهَا وَعَرْضَهَا لانِّي لَكَ اعْطِيهَا».
3) وفي الإصحاح 15:
تكوين 15:18 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ الرَّبُّ مَعَ ابْرَامَ مِيثَاقا قَائِلا: «لِنَسْلِكَ اعْطِي هَذِهِ الارْضَ مِنْ نَهْرِ مِصْرَ الَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ.
15:19 الْقِينِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ وَالْقَدْمُونِيِّينَ
15:20 وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ
15:21 وَالامُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ».
4) وفي الإصحاح 17:
تكوين 17:3 فَسَقَطَ ابْرَامُ عَلَى وَجْهِهِ. وَقَالَ اللهُ لَهُ:
17:4 «امَّا انَا فَهُوَذَا عَهْدِي مَعَكَ وَتَكُونُ ابا لِجُمْهُورٍ مِنَ الامَمِ
17:5 فَلا يُدْعَى اسْمُكَ بَعْدُ ابْرَامَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ ابْرَاهِيمَ لانِّي اجْعَلُكَ ابا لِجُمْهُورٍ مِنَ الامَمِ.
17:6 وَاثْمِرُكَ كَثِيرا جِدّا وَاجْعَلُكَ امَما وَمُلُوكٌ مِنْكَ يَخْرُجُونَ.
17:7 وَاقِيمُ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي اجْيَالِهِمْ عَهْدا ابَدِيّا لاكُونَ الَها لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ.
17:8 وَاعْطِي لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ ارْضَ غُرْبَتِكَ كُلَّ ارْضِ كَنْعَانَ مِلْكا ابَدِيّا. وَاكُونُ الَهَهُمْ».
كل هذه النصوص تؤكد أن الله قد قطع مع إبراهيم عهدا على أن يعطيه هذه الأرض، أرض الشعوب الأخرى، "من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات" له ولنسله من بعده ملكا أبديا.
و لما كان إبراهيم أبا لأكثر من ابن، وكان بكره هو إسماعيل وهو المستحق للإرث من أبنائه حسب التقليد اليهودي، فقد كان لزاما أن تتوجه النصوص لحل هذه المعضلة حتى يصير الإرث خاصا بالشعب المختار الآتي من سلالة إسحاق دون باقي الشعوب ، وإن كانت تنتمي لنفس النسل المعهود له بالإرث، فكانت هذه النصوص:
5) جاء في الإصحاح 17 من سفر التكوين ، ما يلي:
18:17 وَقَالَ ابْرَاهِيمُ لِلَّهِ: «لَيْتَ اسْمَاعِيلَ يَعِيشُ امَامَكَ!»
17:19 فَقَالَ اللهُ بَلْ سَارَةُ امْرَاتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْنا وَتَدْعُو اسْمَهُ اسْحَاقَ. وَاقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْدا ابَدِيّا لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ.
17:20 وَامَّا اسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا انَا ابَارِكُهُ وَاثْمِرُهُ وَاكَثِّرُهُ كَثِيرا جِدّا. اثْنَيْ عَشَرَ رَئِيسا يَلِدُ وَاجْعَلُهُ امَّةً كَبِيرَةً.
17:21 وَلَكِنْ عَهْدِي اقِيمُهُ مَعَ اسْحَاقَ الَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ فِي هَذَا الْوَقْتِ فِي السَّنَةِ الْاتِيَةِ».
وهو ما حصل فعلا فحرم البكر من الإرث وطرد إلى الصحراء هو وأمه هاجر، وبقي العهد خالصا لإسحاق:
6) وفي الإصحاح 21 ورد:
9 وَرَاتْ سَارَةُ ابْنَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةِ الَّذِي وَلَدَتْهُ لابْرَاهِيمَ يَمْزَحُ
10 فَقَالَتْ لابْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا لانَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لا يَرِثُ مَعَ ابْنِي اسْحَاقَ».
11 فَقَبُحَ الْكَلامُ جِدّا فِي عَيْنَيْ ابْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ.
12 فَقَالَ اللهُ لابْرَاهِيمَ: «لا يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ اجْلِ الْغُلامِ وَمِنْ اجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا لانَّهُ بِاسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ.
13 وَابْنُ الْجَارِيَةِ ايْضا سَاجْعَلُهُ امَّةً لانَّهُ نَسْلُكَ».
14 فَبَكَّرَ ابْرَاهِيمُ صَبَاحا وَاخَذَ خُبْزا وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَاعْطَاهُمَا لِهَاجَرَ وَاضِعا ايَّاهُمَا عَلَى كَتِفِهَا وَالْوَلَدَ وَصَرَفَهَا. فَمَضَتْ وَتَاهَتْ فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ.
15 وَلَمَّا فَرَغَ الْمَاءُ مِنَ الْقِرْبَةِ طَرَحَتِ الْوَلَدَ تَحْتَ احْدَى الاشْجَارِ
16 وَمَضَتْ وَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ بَعِيدا نَحْوَ رَمْيَةِ قَوْسٍ لانَّهَا قَالَتْ: «لا انْظُرُ مَوْتَ الْوَلَدِ». فَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا وَبَكَتْ.
17 فَسَمِعَ اللهُ صَوْتَ الْغُلامِ. وَنَادَى مَلاكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لا تَخَافِي لانَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ الْغُلامِ حَيْثُ هُوَ.
18 قُومِي احْمِلِي الْغُلامَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ لانِّي سَاجْعَلُهُ امَّةً عَظِيمَةً».
19 وَفَتَحَ اللهُ عَيْنَيْهَا فَابْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ فَذَهَبَتْ وَمَلَاتِ الْقِرْبَةَ مَاءً وَسَقَتِ الْغُلامَ.
20 وَكَانَ اللهُ مَعَ الْغُلامِ فَكَبِرَ وَسَكَنَ فِي الْبَرِّيَّةِ وَكَانَ يَنْمُو رَامِيَ قَوْسٍ.
ولم يكن الأمر خاصا بهذا الجيل من النسل كما يذهب إلى ذلك رواة وكتاب أسفار العهد القديم، بل إن يعقوب نفسه سيجد له أخا توأما من أمه وأبيه، وهو السابق إلى الخروج من بطن أمه حتى اعتبر بكرا، وهو عيسو الذي سيجبره الكتبة على بيع بكوريته بإناء من العدس:
7) فقد جاء في الإصحاح 25:
21 وَصَلَّى اسْحَاقُ الَى الرَّبِّ لاجْلِ امْرَاتِهِ لانَّهَا كَانَتْ عَاقِرا فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ فَحَبِلَتْ رِفْقَةُ امْرَاتُهُ.
22 وَتَزَاحَمَ الْوَلَدَانِ فِي بَطْنِهَا فَقَالَتْ: «انْ كَانَ هَكَذَا فَلِمَاذَا انَا؟» فَمَضَتْ لِتَسْالَ الرَّبَّ.
23 فَقَالَ لَهَا الرَّبُّ: «فِي بَطْنِكِ امَّتَانِ وَمِنْ احْشَائِكِ يَفْتَرِقُ شَعْبَانِ: شَعْبٌ يَقْوَى عَلَى شَعْبٍ وَكَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ»
24 فَلَمَّا كَمُلَتْ ايَّامُهَا لِتَلِدَ اذَا فِي بَطْنِهَا تَوْامَانِ.
25 فَخَرَجَ الاوَّلُ احْمَرَ كُلُّهُ كَفَرْوَةِ شَعْرٍ فَدَعُوا اسْمَهُ عِيسُوَ.
26 وَبَعْدَ ذَلِكَ خَرَجَ اخُوهُ وَيَدُهُ قَابِضَةٌ بِعَقِبِ عِيسُو فَدُعِيَ اسْمُهُ يَعْقُوبَ. وَكَانَ اسْحَاقُ ابْنَ سِتِّينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْهُمَا.
27 فَكَبِرَ الْغُلامَانِ. وَكَانَ عِيسُو انْسَانا يَعْرِفُ الصَّيْدَ انْسَانَ الْبَرِّيَّةِ. وَيَعْقُوبُ انْسَانا كَامِلا يَسْكُنُ الْخِيَامَ.
25:28 فَاحَبَّ اسْحَاقُ عِيسُوَ لانَّ فِي فَمِهِ صَيْدا وَامَّا رِفْقَةُ فَكَانَتْ تُحِبُّ يَعْقُوبَ.
29 وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخا فَاتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ اعْيَا.
30 فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «اطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الاحْمَرِ لانِّي قَدْ اعْيَيْتُ. (لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ ادُومَ).
31 فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ».
32 فَقَالَ عِيسُو: «هَا انَا مَاضٍ الَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟»
33 فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ. فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ.
34 فَاعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزا وَطَبِيخَ عَدَسٍ فَاكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.
ومثلما فقد عيسو البكورية بإناء من العدس، فإنه سيترك بركته لأخيه يعقوب الذي سرقها منه أيضا، فيصير بذلك عهد إبراهيم خاصا بيعقوب وذريته دون عيسو وذريته، كما طرأ لإسماعيل وذريته من قبل:
8) فقد جاء في الإصحاح 27:
تكوين 27 : 1-40
(1) وَحَدَثَ لَمَّا شَاخَ اسْحَاقُ وَكَلَّتْ عَيْنَاهُ عَنِ النَّظَرِ انَّهُ دَعَا عِيسُوَ ابْنَهُ الاكْبَرَ وَقَالَ لَهُ: «يَا ابْنِي». فَقَالَ لَهُ: «هَئَنَذَا».
(2) فَقَالَ: «انَّنِي قَدْ شِخْتُ وَلَسْتُ اعْرِفُ يَوْمَ وَفَاتِي.
(3) فَالْانَ خُذْ عُدَّتَكَ: جُعْبَتَكَ وَقَوْسَكَ وَاخْرُجْ الَى الْبَرِّيَّةِ وَتَصَيَّدْ لِي صَيْدا
(4) وَاصْنَعْ لِي اطْعِمَةً كَمَا احِبُّ وَاتِنِي بِهَا لِاكُلَ حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي قَبْلَ انْ امُوتَ».
(5) وَكَانَتْ رِفْقَةُ سَامِعَةً اذْ تَكَلَّمَ اسْحَاقُ مَعَ عِيسُو ابْنِهِ. فَذَهَبَ عِيسُو الَى الْبَرِّيَّةِ لِيَصْطَادَ صَيْدا لِيَاتِيَ بِهِ.
(6) وَامَّا رِفْقَةُ فَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ ابْنِهَا: «انِّي قَدْ سَمِعْتُ ابَاكَ يُكَلِّمُ عِيسُوَ اخَاكَ قَائِلا:
(7) ائْتِنِي بِصَيْدٍ وَاصْنَعْ لِي اطْعِمَةً لِاكُلَ وَابَارِكَكَ امَامَ الرَّبِّ قَبْلَ وَفَاتِي.
(8) فَالْانَ يَا ابْنِي اسْمَعْ لِقَوْلِي فِي مَا انَا امُرُكَ بِهِ:
(9) اذْهَبْ الَى الْغَنَمِ وَخُذْ لِي مِنْ هُنَاكَ جَدْيَيْنِ جَيِّدَيْنِ مِنَ الْمِعْزَى فَاصْنَعَهُمَا اطْعِمَةً لابِيكَ كَمَا يُحِبُّ
(10) فَتُحْضِرَهَا الَى ابِيكَ لِيَاكُلَ حَتَّى يُبَارِكَكَ قَبْلَ وَفَاتِهِ».
(11) فَقَالَ يَعْقُوبُ لِرِفْقَةَ امِّهِ: «هُوَذَا عِيسُو اخِي رَجُلٌ اشْعَرُ وَانَا رَجُلٌ امْلَسُ.
(12) رُبَّمَا يَجُسُّنِي ابِي فَاكُونُ فِي عَيْنَيْهِ كَمُتَهَاوِنٍ وَاجْلِبُ عَلَى نَفْسِي لَعْنَةً لا بَرَكَةً»
. (13) فَقَالَتْ لَهُ امُّهُ: «لَعْنَتُكَ عَلَيَّ يَا ابْنِي. اسْمَعْ لِقَوْلِي فَقَطْ وَاذْهَبْ خُذْ لِي».
(14) فَذَهَبَ وَاخَذَ وَاحْضَرَ لِامِّهِ فَصَنَعَتْ امُّهُ اطْعِمَةً كَمَا كَانَ ابُوهُ يُحِبُّ.
(15) وَاخَذَتْ رِفْقَةُ ثِيَابَ عِيسُو ابْنِهَا الاكْبَرِ الْفَاخِرَةَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهَا فِي الْبَيْتِ وَالْبَسَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الاصْغَرَ
(16) وَالْبَسَتْ يَدَيْهِ وَمَلاسَةَ عُنُقِهِ جُلُودَ جَدْيَيِ الْمِعْزَى.
(17) وَاعْطَتِ الاطْعِمَةَ وَالْخُبْزَ الَّتِي صَنَعَتْ فِي يَدِ يَعْقُوبَ ابْنِهَا.
(18) فَدَخَلَ الَى ابِيهِ وَقَالَ: «يَا ابِي». فَقَالَ: «هَئَنَذَا. مَنْ انْتَ يَا ابْنِي؟»
(19) فَقَالَ يَعْقُوبُ لابِيهِ: «انَا عِيسُو بِكْرُكَ. قَدْ فَعَلْتُ كَمَا كَلَّمْتَنِي. قُمِ اجْلِسْ وَكُلْ مِنْ صَيْدِي لِتُبَارِكَنِي نَفْسُكَ».
(20) فَقَالَ اسْحَاقُ لِابْنِهِ: «مَا هَذَا الَّذِي اسْرَعْتَ لِتَجِدَ يَا ابْنِي؟» فَقَالَ: «انَّ الرَّبَّ الَهَكَ قَدْ يَسَّرَ لِي».
(21) فَقَالَ اسْحَاقُ لِيَعْقُوبَ: «تَقَدَّمْ لاجُسَّكَ يَا ابْنِي. اانْتَ هُوَ ابْنِي عِيسُو امْ لا؟»
(22) فَتَقَدَّمَ يَعْقُوبُ الَى اسْحَاقَ ابِيهِ فَجَسَّهُ وَقَالَ: «الصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ وَلَكِنَّ الْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو».
(23) وَلَمْ يَعْرِفْهُ لانَّ يَدَيْهِ كَانَتَا مُشْعِرَتَيْنِ كَيَدَيْ عِيسُو اخِيهِ. فَبَارَكَهُ.
(24) وَقَالَ: «هَلْ انْتَ هُوَ ابْنِي عِيسُو؟» فَقَالَ: «انَا هُوَ».
(25) فَقَالَ: «قَدِّمْ لِي لِاكُلَ مِنْ صَيْدِ ابْنِي حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي». فَقَدَّمَ لَهُ فَاكَلَ وَاحْضَرَ لَهُ خَمْرا فَشَرِبَ.
(26) فَقَالَ لَهُ اسْحَاقُ ابُوهُ: «تَقَدَّمْ وَقَبِّلْنِي يَا ابْنِي».
(27) فَتَقَدَّمَ وَقَبَّلَهُ. فَشَمَّ رَائِحَةَ ثِيَابِهِ وَبَارَكَهُ. وَقَالَ: «انْظُرْ! رَائِحَةُ ابْنِي كَرَائِحَةِ حَقْلٍ قَدْ بَارَكَهُ الرَّبُّ.
(28) فَلْيُعْطِكَ اللهُ مِنْ نَدَى السَّمَاءِ وَمِنْ دَسَمِ الارْضِ وَكَثْرَةَ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ.
(29) لِيُسْتَعْبَدْ لَكَ شُعُوبٌ وَتَسْجُدْ لَكَ قَبَائِلُ. كُنْ سَيِّدا لاخْوَتِكَ وَلْيَسْجُدْ لَكَ بَنُو امِّكَ. لِيَكُنْ لاعِنُوكَ مَلْعُونِينَ وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ».
(30) وَحَدَثَ عِنْدَمَا فَرَغَ اسْحَاقُ مِنْ بَرَكَةِ يَعْقُوبَ وَيَعْقُوبُ قَدْ خَرَجَ مِنْ لَدُنْ اسْحَاقَ ابِيهِ انَّ عِيسُوَ اخَاهُ اتَى مِنْ صَيْدِهِ
(31) فَصَنَعَ هُوَ ايْضا اطْعِمَةً وَدَخَلَ بِهَا الَى ابِيهِ وَقَالَ لابِيهِ: «لِيَقُمْ ابِي وَيَاكُلْ مِنْ صَيْدِ ابْنِهِ حَتَّى تُبَارِكَنِي نَفْسُكَ».
(32) فَقَالَ لَهُ اسْحَاقُ ابُوهُ: «مَنْ انْتَ؟» فَقَالَ: «انَا ابْنُكَ بِكْرُكَ عِيسُو».
(33) فَارْتَعَدَ اسْحَاقُ ارْتِعَادا عَظِيما جِدّا. وَقَالَ: «فَمَنْ هُوَ الَّذِي اصْطَادَ صَيْدا وَاتَى بِهِ الَيَّ فَاكَلْتُ مِنَ الْكُلِّ قَبْلَ انْ تَجِيءَ وَبَارَكْتُهُ؟ نَعَمْ وَيَكُونُ مُبَارَكا!»
(34) فَعِنْدَمَا سَمِعَ عِيسُو كَلامَ ابِيهِ صَرَخَ صَرْخَةً عَظِيمَةً وَمُرَّةً جِدّا وَقَالَ لابِيهِ: «بَارِكْنِي انَا ايْضا يَا ابِي!»
(35) فَقَالَ: «قَدْ جَاءَ اخُوكَ بِمَكْرٍ وَاخَذَ بَرَكَتَكَ».
(36) فَقَالَ: «الا انَّ اسْمَهُ دُعِيَ يَعْقُوبَ فَقَدْ تَعَقَّبَنِي الْانَ مَرَّتَيْنِ! اخَذَ بَكُورِيَّتِي وَهُوَذَا الْانَ قَدْ اخَذَ بَرَكَتِي». ثُمَّ قَالَ: «امَا ابْقَيْتَ لِي بَرَكَةً؟»
(37) فَقَالَ اسْحَاقُ لِعِيسُو: «انِّي قَدْ جَعَلْتُهُ سَيِّدا لَكَ وَدَفَعْتُ الَيْهِ جَمِيعَ اخْوَتِهِ عَبِيدا وَعَضَدْتُهُ بِحِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. فَمَاذَا اصْنَعُ الَيْكَ يَا ابْنِي؟»
(38) فَقَالَ عِيسُو لابِيهِ: «الَكَ بَرَكَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ يَا ابِي؟ بَارِكْنِي انَا ايْضا يَا ابِي!» وَرَفَعَ عِيسُو صَوْتَهُ وَبَكَى.
(39) فَاجَابَ اسْحَاقُ ابُوهُ: «هُوَذَا بِلا دَسَمِ الارْضِ يَكُونُ مَسْكَنُكَ وَبِلا نَدَى السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ.
(40) وَبِسَيْفِكَ تَعِيشُ وَلاخِيكَ تُسْتَعْبَدُ. وَلَكِنْ يَكُونُ حِينَمَا تَجْمَحُ انَّكَ تُكَسِّرُ نِيرَهُ عَنْ عُنُقِكَ».
و يستمر الكتاب المقدس في نزع ملكية الأرض وتوزيعها وفق البركة واللعنة إلى أن يصل إلى الفئة المحظوظة من السبط المختار. و التي لم تتمكن أسفار الكتاب المقدس من الحسم فيها، هل ستكون من سبط الكهنة أم من سبط الملوك، وأي من أبنائهم يكون الوارث الشرعي للعهد. والمعلوم أن هذه المسألة من الأسباب الأساسية في الخلاف اليهودي – اليهودي.
3) العهد مع إبراهيم في المسيحية:
وسارت المسيحية البولسية في نفس الاتجاه، جاعلة أساس وراثة العهد هو الحرية، مقابل العبودية التي تبرر
الطرد، إذ جاء في رسالة بولس إلى أهل غلاطية في الإصحاح الرابع ما يلي:
22 فانه مكتوب انه كان لابراهيم ابنان واحد من الجارية والآخر من الحرة.
23 لكن الذي من الجارية ولد حسب الجسد واما الذي من الحرة فبالموعد.
24 وكل ذلك رمز لان هاتين هما العهدان احداهما من جبل سيناء الوالد للعبودية الذي هو هاجر.
25 لان هاجر جبل سيناء في العربية.ولكنه يقابل اورشليم الحاضرة فانها مستعبدة مع بنيها.
26 واما اورشليم العليا التي هي امنا جميعا فهي حرة.
27 لانه مكتوب افرحي ايتها العاقر التي لم تلد.اهتفي واصرخي ايتها التي لم تتمخض فان اولاد الموحشة اكثر من التي لها زوج.
28 واما نحن ايها الاخوة فنظير اسحق اولاد الموعد.
29 ولكن كما كان حينئذ الذي ولد حسب الجسد يضطهد الذي حسب الروح هكذا الآن ايضا.
30 لكن ماذا يقول الكتاب.اطرد الجارية وابنها لانه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة.
31 اذا ايها الاخوة لسنا اولاد جارية بل اولاد الحرة.
4) العهد مع إبراهيم في الثقافة الإسلامية:
و تأخذ الفكرة في الثقافة الإسلامية نفس الاتجاه، وتتبلور في روايات مرصعة بنصوص من القرآن الكريم ومرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وهو ما تبناه أهل التفسير عموما في تفسيراتهم قديما وحديثا، ورغم التطورات المهمة التي وصل إليها علم التفسير في العقود الأخيرة مع ما يسمى " التفسير الموضوعي"، فإنني لم أجد – حسب اطلاعي المتواضع- من أفرد لهذا الموضوع بحثا أو دراسة خاصة تنطلق من القرآن الكريم، خرج بها عن المتعارف عليه في الثقافة العالمية، المنبنية أساسا على المقولات العنصرية اليهودية، إلا ما كان من بعض الدراسات الجغرافية والأثرية التي قام بها الباحث كمال الصليبي وبعض أعضاء مدرسته، والتي لم تكن تفسيرا للقرآن، وإن كانت قد استلهمت من قوله تعالى: "مقام إبراهيم" أساس أطروحتها. و كانت رسالتي الجامعية لنيل شهادة الماجستر مخصصة لمعالجة هذا الموضوع، و نوقشت في الموسم الدراسي 1989-1990. وقد بينت فيها كيف تأثر المفسرون بما ورد في الثقافة اليهودية والنصرانية السابقة ونسبوه إلى الله ورسوله، ولم يتركوا للقرآن أن يقوم بدوره في التصديق والهيمنة على هذه الثقافات.
ويمكن أن نتعرض لما جاء في الثقافة الإسلامية عن الموضوع من خلال بعض الأحاديث التي أوردها البخاري في الجامع الصحيح والطبري في جامع البيان واعتمدها جل المفسرين من بعدهما قديما وحديثا وقد جاء فيها:
1) خلاف بين امرأتين:
روى البخاري من حديث أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:(أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل؛ اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة.) وفي رواية حدث البخاري بنفس السند قال: "حين كان بين أم إسماعيل وسارة ما كان"
وقال الطبري:
حدثني يعقوب بن إبراهيم والحسن بن محمد قالا: ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، قال: نبئت عن سعيد بن جبير، أنه حدث عن ابن عباس، قال:
"إن أول من سعى بين الصفا والمروة لأم إسماعيل ؛ وإن أول ما أحدث نساء العرب جر الذيول لمن أم إسماعيل. قال: لما فرت من سارة، أرخت من ذيلها لتعفي أثرها"
ومفاد هذه الروايات أن خلافا بين امرأتي إبراهيم قد نشأ، فترتب عنه أن أم إسماعيل قد فرت من سارة، وأرادت أن تخفي أثرها عنها بجر الذيول في رواية، وباتخاذ المنطق في رواية أخرى، ولم تحدد الرواية الثالثة الذي كان بينهما، واكتفت بالإشارة إليه على اعتبار أنه معلوم لدى المستمعين للخبر.
2) الخروج إلى الصحراء:
جاء في رواية البخاري:
" ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعهما عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد؛ وليس، بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك؛ ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقا فتبعته أم إسماعيل؛ فقالت: يا إبراهيم! أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء، فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: الله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت إذا لا يضيعنا؛ ثم رجعت، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند التثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهذه الدعوات، ورفع يديه فقال: {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع} [إبراهيم:ٍ37] حتى بلغ "يشكرون".
وجاء في رواية الطبري:
" فجاء بها إبراهيم ومعها إسماعيل حتى انتهى بهما إلى موضع البيت، فوضعهما ثم رجع، فاتبعته، فقالت: إلى أي شيء تكلنا؟ إلى طعام تكلنا؟ إلى شراب تكلنا؟ فجعل لا يرد عليها شيئا، فقالت: الله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا. قال: فرجعت ومضى حتى إذا استوى على ثنية كداء، أقبل على الوادي فدعا، فقال: {رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون}"
وتسير باقي الروايات الأخرى في هذا المسار، ومفادها جميعا أن إبراهيم قد أخرج إسماعيل وأمه إلى الصحراء ومعهما سقاء ماء وجراب تمر، بسبب ما كان بين امرأتيه من خلاف، وأن ذلك هو أمر الله الذي نفذه إبراهيم في إسماعيل وأمه.
ولم تكتف الروايات بتحديثنا بهذه القصة – كما وردت في سفر التكوين- ، وإنما أكدتها بما يناسبها من نصوص قرآنية. فتحولت النصوص القرآنية إلى شواهد على ما تذهب إليه الروايات، بل أصبحت الروايات هي الشارحة للنص القرآني نفسه، حتى إن القارئ للقرآن الكريم ليظنه يتحدث عما جاءت به هذه الروايات ويؤكده ويفصله، وبذلك يصبح القرآن الكريم مؤكدا لأكثر العقائد الإسرائيلية عنصرية، فكيف يمكنه بعد ذلك أن يواجهها؟؟
3) الصيد ومتعلقاته:
بعد وفاة أم إسماعيل يقرر إبراهيم عليه السلام أن يزور ولده، ومن خلال هذه الزيارة عرفنا طبيعة عيش إسماعيل:
جاء في رواية البخاري:
(وماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل يطالع تركته، فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه فقالت : خرج يبتغي لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت : نحن بشر، نحن في ضيق وشدة، فشكت إليه، قال : فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام، وقولي له يغير عتبة بابه، فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا، فقال : هل جاءكم من أحد؟ قالت : نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا، فسألنا عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا، فأخبرته أنا في جهد وشدة، قال : فهل أوصاك بشيء؟ قالت : نعم، أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول : غير عتبة بابك، قال : ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك، فطلقها، وتزوج منهم أخرى، فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله، ثم أتاهم بعد فلم يجده، فدخل على امرأته فسألها عنه، فالت : خرج يبتغي لنا، قال : كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم، فالت : نحن بخير وسعة، وأثنت على الله. فقال : ما طعامكم؟ قالت : اللحم. قال : فما شرابكم؟ قالت : الماء. قال : اللهم بارك في اللحم والماء. قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ولم يكن لهم يومئذ حب، ولو كان لهم دعا لهم فيه).
وجاء في رواية الطبري:
قال : ثم إنه بدا لإبراهيم، فقال لأهله : إني مطلع تركتي، قال : فجاء فسلم، فقال : أين إسماعيل؟ فقالت امرأته : ذهب يصيد، قال : قولي له إذا جاء غير عتبة بابك، فلما جاء أخبرته، قال : أنت ذاك، فاذهبي إلى أهلك، قال : ثم إنه بدا لإبراهيم، فقال لأهله : إني مطلع تركتي. قال : فجاء فقال : أين إسماعيل؟ فقالت امرأته : ذهب يصيد، فقالت : ألا تنزل فتطعم وتشرب، فقال : وما طعامكم وما شرابكم؟ قالت : طعامنا اللحم وشرابنا الماء. قال : اللهم بارك لهم في طعامهم وشرابهم. قال: فقال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : (بركة بدعوة إبراهيم).
إن إبراهيم لم يجد ولده الذي كان ذاهبا للصيد، وقد أخبرته المرأة الأولى و الثانية أن اللحم والماء هو مصدر عيشهم، مما يؤكد اعتمادهم الكلي على الصيد، حتى أن إبراهيم لم يجد لهم طعاما آخر يدعو لهم ببركته. وهو ما يؤكد الطبيعة الوحشية التي وردت في صفته في سفر التكوين: "وأنه يكون إنسانا وحشيا يده على كل واحد ويد كل واحد عليه"، وحسب التصور اليهودي فإن الوحشي لا يرث، فالوارث هو ساكن الخيام، وليس الذي يعيش في الخلاء. والنص مأخوذ حرفيا من التراث الشفوي اليهودي، الهاجاداه، فقد وردت فيه القصة على هذا الشكل:
" ولدت امرأة إسماعيل أربعة أولاد وبنتا، وبعد ذلك ذهب إسماعيل وأمه وزوجته وأولاده ورجعوا إلى الصحراء. فأقاموا لأنفسهم خياما في البرية التي سكنوا فيها، واستمروا في التخييم والتنقل، شهرا بشهر وسنة بسنة. وأعطى الله لإسماعيل قطعانا من المواشي، وخياما، بسبب إبراهيم أبيه، وتكاثرت ثروته. وبعد مدة ، قال إبراهيم لسارة زوجته: "سأذهب وأرى ابني إسماعيل، فقد اشتقت لرؤيته، لأنني لم أره منذ مدة طويلة." وركب إبراهيم على أحد جماله وتوجه إلى البرية، من أجل ابنه إسماعيل، لأنه سمع انه يسكن في خيمة في الصحراء مع كل ما له.
واقترب من خيمة إسماعيل في الظهيرة، وسأل عنه. فوجد زوجة إسماعيل مع أولادها، وليس معها زوجها وأمه. فسألها إبراهيم قائلا: "أين ذهب إسماعيل؟" فأجابت: "ذهب يصيد." وبقي إبراهيم فوق الجمل، لأنه لم يشأ أن يضع رجله على الأرض، مثلما وعد به زوجته سارة أنه لن ينزل عن الجمل. وقال إبراهيم لزوجة إسماعيل: "يا ابنتي ، أعطني قليلا من الماء، أريد أن أشرب لأنني تعبت وعطشت بسبب سفري." فأجابت امرأة إسماعيل، وقالت لإبراهيم، "ليس عندنا خبز ولا ماء"، وظلت في الخيمة، ولم تبد أي اهتمام بإبراهيم. فلم تسأله حتى من يكون. لكنها طيلة وجوده كانت تضرب أولادها في الخيمة، وتلعنهم، وتلعن زوجها إسماعيل، وتتكلم بسوء عنه، فسمع إبراهيم كلمات امرأة إسماعيل لأولادها، فكانت سيئة في عينيه. ونادى إبراهيم على المرأة لتخرج من الخيمة، فخرجت، ووقفت وجها لوجه أمامه ،وهو مازال راكبا على الجمل. فقال لها إبراهيم : "عندما يعود زوجك إسماعيل قولي له هذه الكلمات: "جاء رجل شيخ من بلاد الفلسطنيين من أجلك، ومظهره مثل كذا وكذا، ووجهه هكذا. ولم أسأله من يكون، وعندما رأى أنك غير موجود، كلمني وقال: "عندما يعود زوجك إسماعيل، قولي له، هذا ما قاله الرجل، عندما تأتي إلى بيتك، ألق عتبة الخيمة التي وضعتها هنا خارجا، وبدل مكانها عتبة أخرى. وأنهى إبراهيم تعليماته للمرأة، وقاد جمله راجعا إلى بيته. وعندما رجع إسماعيل إلى الخيمة، سمع كلمات زوجته، وعلم أنه أبوه، وأن زوجته لم تكرمه. وفهم إسماعيل ما قاله لها، واستجاب لأمر أبيه، وطلق زوجته، فذهبت لحالها. وذهب إسماعيل بعد ذلك إلى أرض كنعان، وأخذ له زوجة أخرى، وحملها إلى خيمته، في المكان الذي يسكن فيه.
وبعد ثلاث سنوات، قال إبراهيم: "أريد أن أذهب مرة أخرى لأرى ابني إسماعيل لأنني لم أره منذ مدة طويلة." وامتطى جمله، وقصد الصحراء، ووصل خيمة إبراهيم عند الظهر، وسأل عن إسماعيل، وخرجت زوجته من الخيمة، وقالت: "لا يوجد هنا يا سيدي، لأنه ذهب إلى الخلاء ليصيد وليرعى جماله، "وقالت المرأة لإبراهيم: "انزل عندنا، سيدي، إلى الخيمة، لتأكل كسرة خبز، لأن عليك أن تريح جسمك من تعب السفر." فقال لها إبراهيم: "لا أريد أن أتوقف، لأنه يلزمني أن أكمل سفري، لكن أعطني قليلا من الماء لأشرب، لأني عطشان،" فأسرعت المرأة على عجل إلى داخل الخيمة، وحملت خبزا وماء لإبراهيم، وقدمته له، طالبة منه أن يأكل ويشرب، فأكل وشرب، وانشرح صدره، وبارك ابنه إسماعيل. ولما أكمل طعامه، شكر ربه، وقال لامرأة إسماعيل: "عندما يعود زوجك، فأخبريه بهذه الكلمات: "جاءنا رجل شيخ كبير من بلاد الفلسطنيين، فسأل عنك، ولم تكن هنا، فأعطيته خبزا وماء، فأكل وشرب، وانشرح صدره، فكلمني بهذه الكلمات: "عندما يعود زوجك إسماعيل، قولي له:" جاء شيخ كبير يبحث عنك، فلم يجدك، وقد حملت إليه خبزا وماء، فأكل وشرب وانشرح صدره. وقال لي هذه الكلمات: "عندما يعود زوجك إسماعيل، قولي له: "عتبة الخيمة جيدة فلا تزلها من خيمتك."
ولما أكمل إبراهيم توصية المرأة، رجع إلى مكان إقامته، في بلاد الفلسطينيين. وعندما عاد إسماعيل إلى خيمته، خرجت المرأة إلى ملاقاته بقلب منشرح، وأخبرته بكلمات الشيخ. فعلم إسماعيل أنه أبوه، وأن امرأته قد أكرمته، فشكر الله."
وبهذا نرى أن الرواية الإسلامية كانت وفية لما جاء في كتب أهل الكتاب بنسبة كبيرة جدا. حتى إننا لا نستطيع التفريق بينهما، إلا بما جاء في هذه الأخيرة من آيات قرآنية، وأحاديث مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وهو ما يعطي لتلك الأفكار الكتابية مصداقية أكبر.
وهكذا فإن فكرة العهد المعتمدة عند أهل الكتاب أصبحت فكرة عالمية، لا تسلم منها ثقافة من الثقافات ، بما فيها الثقافة الإسلامية . إلا أن للقرآن الكريم قراءة جديدة لنفس الموضوع تختلف اختلافا جذريا عما جاء في الروايات الكتابية أو الإسلامية سواء بسواء.
اقتباس
Deuteronomy 21
22 And if a man have committed a sin worthy of death, and he be to be put to death, and thou hang him on a tree
23 His body shall not remain all night upon the tree, but thou shalt in any wise bury him that day; ( for he that is hanged is accursed of God;) that thy land be not defiled, which the LORD thy God giveth thee for an inheritance
سفر التثنية:
21: 22 و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة
21: 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا
هذا هو ما يقوله الكتاب المُقدس فى ..... يسوع
This is what the Bible says in the ..... Jesus
http://www.bare-jesus.net
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة *اسلامي عزي* في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
مشاركات: 12
آخر مشاركة: 05-07-2022, 02:43 AM
-
بواسطة الصوت الرنان في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 24-08-2008, 07:46 PM
-
بواسطة السيف البتار في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 05-08-2008, 09:20 PM
-
بواسطة عبد الله المصرى في المنتدى مناظرات تمت خارج المنتدى
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 18-08-2006, 10:21 AM
-
بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 06-02-2006, 03:59 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات