آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


-
تابع الاختيار ( سيف بن ذي يزن )
سيف بن ذي يزن
---------------------------
روى بن إسحاق عن ابن عباس ما موجزه " لما ظهر سيف بن ذي يزن على الحبشة ، وذلك بعد مولد النبي صلى الله عليه وسلم أتته وفود العرب ... فأتاه وفد قريش وفيهم عبد المطلب بن هاشم في أناس من وجوه قريش ... فتكلم عبد المطلب بكلام أعجب الملك ، كما تكلم بن ذي يزن بكلام أعجب منه وذكر بن إسحاق ما قالاه كلاهما تفصيلا ، فكان مما قاله سيف بن ذي يزن " إنى مفوض إليك من سنى علمي أمرًا لو يكون غيرك لم أبح له به ولكنى رأيتك معدنه فأطلعتك عليه فليكن عندك مكنونا حتى يأذن الله فيه، فإن الله بالغ أمره. إنى أجد فى الكتاب المكنون والعلم المخزون الذى اختزناه لأنفسنا واجتبيناه دون غيرنا خيرًا عظيمًا وخطرًا جسيمًا فيه شرف الحياة وفضيلة الوفاة، للناس عامة ولرهطك كافة ولك خاصة... إذا ولد بتهامة غلام بين كتفيه شامة كانت له الإمامة ولكم به الزعامة إلى يوم القيامة … هذا حينه الذى يولد فيه أو قد ولد ، اسمه محمد يموت أبوه وأمــه ويكفله جده وعمه ، قد ولدناه مرارًا والله باعثه جهارًا وجاعل له منا أنصارًا يعز بهم أولياءه ويذل بهم أعداءه يضرب بهم الناس عن عرض ويستبيح بهم كرائم الأرض ويكســـر الصلبان ويخمد النيران ويعبد الرحمن ويدحر الشيطان قوله فصل وحكمه عدل يأمــر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويبطله … والبيت والحجب والعلامات والنصب إنك يا عبد المطلب لجده غير كذب… فاحتفظ بابنك واحذر عليه اليهود، فإنهم أعداؤه، ولن يجعل الله عليه سبيلاً، واطو ما ذكرت لك دون هؤلاء الرهط الذين معك، فأنى لا آمن أن تدخلهم التعاسة من أن تكون لكم الرياسة فيطلبون له الغوائل وينصبون له الحبائل، وهم فاعلون وأبناؤهم، ولولا أنى أعلم أن الموت مخترمي قبل مبعثه لسرت بخيلي ورجلي حتى أصير بيثرب دار ملكه، ولولا أنى أخاف عليه الآفات واحذر عليه العاهات لأعلنت على حداثة سنه بذكره، ولكنى صارف ذلك إليك، من غير تقصير بمن معك " ، ثم مات ابن ذى يزن قبل أن يحول الحول فكان عبد المطلب كثيرًا ما يقول يا معشر قريش، لا يغبطنى أحدكم بجزيل عطاء الملك وإن كثر فإنه إلى نفاد، ولكن ليغبطنى بما يبقى لى ولعقبى من بعدى ذكره وفخره وشرفه. فإذا قيل له : فما ذاك؟ قال: ستعلمون نبأه ولو بعد حين " .
الملاحظات :
---------------------
1- ذكر بن كثير قصة سيف بن ذي يزن كما رواها بن اسحاق من جهة قصة أصحاب الخدود حيث ذكر بن إسحاق أن " سيف هو الذي استنقذ بعض مؤمني أصحاب الأخدود وهو دوس ذو تغلبان وهو الوحيد الذي نجا فذهب هذا الذي نجا إلى قيصر الروم ملك الشام فكتب الأخير إلى النجاشي فأرسل مع ذو نواس جيشا يقدمهم أرباط وأبرهة فاستنقذوا اليمن من اليهود ( أصحاب الأخدود
وهرب ذو نواس وغرق في البحر ثم استمر ملك الحبشة في أيدي النصارى إلى أن استنقذه سيف بن ذي يزن منهم ، ثم قال بن كثير تعقيبا على هذه القصة " إن زمن القصة قديما بعد زمان إسماعيل عليه السلام بقرب من خمسمائة سنة وما ذكره بن إسحاق يقتضي أن قصتهم كانت في زمان الفترة بين عيسى ومحمد وهـو أشبه " ثم عقب بعد ذلك ابن كثير باحتمال حدوث قصة أصحاب الأخدود أكثر من مرة حتى يطابق ما قاله بن اسحاق ، (1)
2- الملاحظ أولا أن هذه القصة رويت من مصدر يكاد يكون وحيد هو الموجود في السيرة الهشامية لابن هشام في تهذيب سيرة بن إسحاق , وعنها أخذت جميع السير ،
3- والملاحظ ثانيا أن القصة بالطريقة التي سردها بن إسحاق يغلب عليها الطابع الأدبي ,وهو الطابع الذي يعتمد على القص والحكي متخذا من العبارات السهلة سبيلا لعرض القصص في أسلوب أدبي شيق شارحا بعض الكلمات الغامضة أثناء العرض القصصي محليا الخبر بأبيات شعرية أو نصوص نثرية , وهو ما فعله بن هشام حيث نحا في أغلب الحوادث التاريخية وخاصة قبل الإسلام نحوا قصصيا في أسلوب أدبي بليغ وتخلل عرض الأخبار كثير من الحوارات الشيقة ، ومن هذه الحوادث أخبار غزوة يثرب التي قام بها تبان أسعد حاكم اليمن قاصدا هلاك المدينة , وكان لحبرين من اليهود دخل في حوادث هذه القصة المغرقة في الإسرائيليات وكذا قصة سد مأرب ، وأرى أن القصة صاغها بن إسحاق من هذا القبيل ,
وهذه الطريقة أخذ عنها أغلب الكتاب والأدباء المعاصرين حيث استخدموا قدراتهم الأدبية في صياغة السيرة النبوية في صورة القصص والرواية والشعر ومن هؤلاء طه حسين في كتابه على هامش السيرة , وتوفيق الحكيم في ( محمد ) ومن الشعراء محمود سامي البارودي في كشف الغمة في مدح سيد الأمة (2) لذا جاء الحوار فيها بطريقة أدبية بالغة الدقة ظاهر فيها استخدام السجع والبلاغة والشعر ، بغير أن يعني ذلك جميعه نفي القصة من أساسها ، ولكن كما قلت في قصة بحيرا من أنه لا مانع من صحة الرواية ، ولا مانع من سفر محمد إلى الشام في تجارة ولقائه به ، ولا مانع من توسم بحيرا في محمد سمات الأنبياء ، فأقول هنا أيضا لا مانع من لقاء عبد المطلب بسيف بن ذي يزن على النحو الذي جاءت به القصة ، ولا مانع كذلك من صحة أغلب الحوارات والكلام الذي دار بينهما , ولكن يبقى مانع وحيد وهو علم ذي يزن هذا العلم اليقيني المؤكد تأكيدا ينقطع دونه كل شك أو احتمال بنبوة محمد ، وأن محدثه هو جده ، وأن الطفل محمد بن عبد الله هو حفيده ،
5- من المعروف أن عبد المطلب مات وسنه صلى الله عليه وسلم ثماني سنوات , فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة جده عبد المطلب في كفالة عمه أبو طالب، وكان عبد المطلب يوصي أبا طالب برسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن عبد الله والده وأبا طالب عمه كانا أخوان لأب واحد هو عبد المطلب وأم واحدة هي فاطمة بنت عمرو بن عائذ (2)، فهل كان من ضمن ما أخبر به عبد المطلب ابنه أبو طالب وأوصاه به هو أن محمد النبي المنتظر ؟ وهل أخبره بكلام بن ذي يزن ؟ بل وهل أخبره بسائر الأقاويل التي سمعها والتي تؤكد كلها بما لايدع مجالا للشك أن محمد بن عبد الله هو النبي المنتظر ومن هذه الأقاويل على سبيل المثال ومما أفاض فيه بن إسحاق أيضا ، ما رواه من قول أم أيمن : " كنت أحضن رسول الله صلى الله عليه وسلم فغفلت عنه يومًا فلم أدر إلا بعبد المطلب قائمًا على رأسى يقول يا بركة ، قلت لبيك، قال أتدرين أين وجدت ابني ؟ قلت لا أدرى قال وجدته مع غلمان قريبًا من السدرة، لا تغفلي عن أبني، فإن أهل الكتاب يزعمون أن أبني نبي هذه الأمة، وأنا لا آمن عليه منهم (3)
وأيضا "جلس عبد المطلب يومًا فى الحجر وعنده أسقف نجران وكان صديقًا له وهو يحادثه وهو يقول إنا نجد صفة نبى بقى من ولد إسماعيل، هذه مولده، من صفته كذا وكذا فأتى الطفل محمد وهم على هذا الحديث، فنظر إليه الأسقف وإلى عينيه وإلى ظهره وإلى قدميه فقال هو هذا ، فقال الأسقف ما هذا منك؟ قال ابني قال الأسقف لا ما نجد أباه حيًّا. قال عبد المطلب هو ابن أبني مات أبوه وأمه حبلى به قال صدقت. قال عبد المطلب تحفظوا بابن أخيكم، ألا تسمعون ما يقال فيه
(4)
6- الثابت أن التاريخ لم يسجل وصية لعبد المطلب بهذا الشأن ، وما سجله هو وصيته عند موته عندما حضرته الوفاة وعرف أنه ميت فجمع بناته وكن ستا: صفية، وبرة، وعاتكة، وأم حكيم البيضاء، وأميمة ، وأروى فقال لهن ابكين على حتى أسمع ما تقلن قبل أن أموت. فقالت كل واحدة منهن شعرًا ترثيه به وأنشدته إياه ، فأشار برأسه ، وقد أصمت أن هكذا فابكيننى (5)
7- بل إن موقف أبو طالب نفسه وعلى وجه الخصوص عدم إسلامه وإيمانه بمحمد يدل على جهله بهذه النبوة ، وما كانت منعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحدبه عليه إلا من منطلق واحد فقط هو منطلق القرابة وصلة الدم والحب له , ولنستعيد موقفه يوم أن ذهب إليه الملأ من قريش ومعهم عمارة ابن الوليد بن المغيرة وقالوا له: يا أبا طالب إن هذا الفتى أنْهَدَ فتى في قريش وأجمله فخذه فلك عقله ونصره، واتخذه ولدًا فهو لك، وأسْلِمْ إلينا ابن أخيك هذا الذي خالف دينك ودين آبائك وفرق جماعة قومك وسفه أحلامهم، فنقتله فإنما هو رجل برجل فقال: والله لبئس ما تسومونني، أتعطوني ابنكم أغذوه لكم، وأعطيكم ابني تقتلونه؟ هذا والله ما لا يكون أبدًا. (6)
فكان إبائه من هذا الوجه فحسب ، ولو كان من وجه يقينه بنبوة محمد لكان أول من آمن . ولما لا وقد تعجب أبو طالب من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلما تعجب الملأ الكفار من قريش عندما قال له صلى الله عليه وسلم " أي عم أو أدعوهم إلى ما هو خير لهم منها" ؟ قال وإلام تدعوهم ؟ قال
" أدعوهم أن يتكلموا بكلمة تدين بها لهم العرب ويملكون بها العجم " فقال أبو جهل بلى وأبيك لنعطيكها وعشر أمثالها " فقال هي لا إله إلا الله محمد رسول الله فنفروا منه وتفرقوا(7)فهل يفهم من هذا علم أبو طالب أو قريش المسبق بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة وأنه أصر إصرارا غريبا على عدم الإيمان بمحمد حتى عند موته ، ففي الصحيح عن المسيب أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل، فقال أي عم قل لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب ، ترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزالا يكلماه حتى قال آخر شيء كلمهم به " على ملة عبد المطلب (8)
8-وبالتالي يداخلنا الشك أيضا في بعض ما قيل في الإرهاصات وهواجس النبوة عن علم أبو طالب بنبوة محمد بن أخيه وهو لم يزل طفلا ، وتحققه بنفسه من بعض هذه العلامات ، مثل ماروي من أنه (أي أبو طالب) عرضه على عائف من لهب كان إذا قدم من مكة أتاه رجال قريش بغلمانهم ينظر إليهم ويعتاف لهم ، فأتاه به أبو طالب وهو غلام مع من يأتيه فنظر _ أي العائف - إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم شغله عنه شىء فقال : الغلام على به. فلما رأى أبو طالب حرصه عليه غيبه ، فجعل يقول ( العائف ) ويلكم ردوا على الغلام الذي رأيت آنفًا، فوالله ليكونن له شأن فانطلق به أبو طالب(9)
9- ولست بذلك أكذب كل الإرهاصات التي نبئت بنبوته صلى الله عليه وسلم خاصة وأن (يقيننا بها جاء بعد الرسالة وليس قبل أن يوحي إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يتنبه الناس إليها إلا بعد أن أعلن محمد – صلى الله عليه وسلم – أنه تلقى وحياً .. ولم يكن الوحي رغبة له صلى الله عليه وسلم ولم تكن الرسالة أملاً يراوده ، ولا حلماً يسعى إليه ، ولقد عاش أربعين عاماً قبل أن يوحي إليه كما يعيش كافة أقرانه لم يعرف عنه إلا أنه الصادق الأمين ) (10) بل أني سأدرجها ضمن فضائله صلى الله عليه وسلم كما سيرد إن شاء الله في باب الفضائل . ولكن المبالغ في هذه الإرهاصات ، هو ما نرده وهو ما نراه مخالفا لقولنا بالاختيار .. والمبالغات التي أشير إليها هي بعض ما امتلأت به كتب التاريخ عن أخبار الكهان ، والتي صورت لنا إياهم قدرتهم الفائقة على العلم بالغيب ، ومنذلك مثالا ما رواه السيوطي في تاريخ الخلفاء نقلا عن الخرائطي في الهواتف ما موجزه :
" أن الفاكه بن المغيرة طلق هند بنت عتبة لشكه في واقعة ما ، فأراد قومها أن يتأكدوا من صدقه أو كذبه فضربوا الرحال إلى كاهن باليمن , فلما خشيت هند أن يخطئ الكاهن بوصفة بشري فيسمها بسيماء تكون عليها سبة في العرب ، قال لها أبوها عتبة أنه سوف يختبره قبل أن يعرض عليه أمرها ، فوضع في إحليل فرسه حبة من حنطة ، ثم دخلوا على الكاهن ، فقال له عتبة " إنا قد جئناك في أمر وقد خبأت لك خبيئا أختبرك فانظر ما هو ؟ فقال برة في كمرة ، قال أريد أبين فقال حبة من بر في إحليل مهر , فقال عتبة صدقت ، ثم قال له انظر في أمر النساء ، فجعل يدنو من إحداهن ويقول لها انهضي حتى إذا دنا من هند قال "قومي غير رسحاء ولا زانية ولتدلين ملكا يقال له معاوية "(11)
إذ بالوقوف عند ما انتهت إليه هذه الرواية نجد فيها شبهة المبالغة والتزيد , وأقصد بذلك قوله لهند " تلدين ملكا يقال له معاوية " ، إذ قد علم القائل علما تجاوز به حدود السنين الطوال ، فعلم أن هند ستتزوج ، وأنها ستلد ولدا ، وأن هذا الولد سيكون اسمه معاوية ، وأن هذا الولد المسمى معاوية سيكون ملكا فمن أين تأتى هذا الكاهن بمثل هذا الغيب ؟ أمن شيطانه الذي كان يتسمع أخبار السماء ؟ فما بلغ العلم الشيطاني هذا الحد ، أم من كتاب أطلع عليه ؟ فما من كتاب سماوي أخبر بمثل هذا . بل بلغ الكاهن في قوله هذا علما لم يبلغه نبينا صلى الله عليه وسلم ، إذ غاية ما تنبأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاوية قوله في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن عبد الملك بن عمير قال " قال معاوية ما زلت أطمع في النبوة منذ قال لي رسول الله عليه الصلاة والسلام "يا معاوية إذا ملكت فأحسن " (13) ، ليس هذا فحسب بل ما يؤكد ذلك هو اختبار النبي صلى الله عليه وسلم لابن صياد الدجال في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر وفيه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال لابن صياد – وكان كاهنا بلغ في قدرته أن أقسم عمر بن الخطاب بأنه المسيخ الدجال الذي تنبأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم - ماذا ترى ؟ قال بن صياد يأتيني كاذب وصادق , فقال له خلط عليك الأمر , فقال له النبي إني قد خبأت لك خبيئا – وكان الخبيىء آية من سورة الدخان هي" فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين " فقال بن صياد هو الدخ الدخ – لا يستطيع أن يكمل – فقال النبي أخسأ فلن تعدو قدرك "(14) إذ دل هذا الحديث على قدرة الكاهن المحدودة
10- خاصة وأن هذه المبالغة اتخذها البعض سندا لاتجاه معين لهم فادعى أحدهم أن نبوة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كان ممهدا لها من قبل جده عبد المطلب بن هاشم
فقال " إن عبد المطلب بن هاشم كان من ذوى النظر الثاقب والفكر المنهجي المخطط استطاع أن يقرأ الظروف الموضوعية لمدينة مكة وأن يخرج من قراءته برؤية واضحة هي إمكان قيام وحدة سياسية بين عرب الجزيرة ، تكون نواتها ومركزها " مكة " تحديداً برغم واقع الجزيرة المتشرذم آنذاك ويؤيد ذلك بقولة عن عبد المطلب " إذا أراد الله إنشاء دولة خلق لها أمثال هؤلاء " وهو يشير إلى أبنائه وحفدته ، و يقصد الكاتب أن عبد المطلب كان يسعى لإنشاء دولة هاشمية يكون هو ملكها ومن بعده أولاده." .. ثم يربط أحلام اليهود بأحلام العرب بقوله : " هذا الحلم داعب خيال سراة العرب وأشرافهم حتى بدا لكل منهم طيف زعامته للدولة الموحدة مشرقاً في الخيال .
ثم يوضح " أنه إزاء كل العوائق الواضحة والمحبطات السافرة للحلم وللأمل وللتوقع لم يجد الآخرون سوى الاهتداء إلى أنه لا حل سوى أن يكون منشئ الدولة المرتقبة نبياً مثل داود ، وعندما وصلوا إلى هذا فشا الأمر بسرعة هائلة بين العرب حتى اشتد الإرهاص بالنبي المنتظر خلال فترة وجيزة وأمكن هؤلاء بذلك وأخذوا يسعون للتوطئة للعظيم الآتي " إلى أن قال " لكن العجيب فعلاً أن لا يمضي من السنين غير قليل حتى تقوم في جزيرة العرب دولة واحدة قادرة مقتدرة تطوي تحت جناحيها وفي زمن قياسي ملك الروم والعجم بعد أن أعلن حفيد عبد المطلب بن هاشم محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام أنه النبي المنتظر" (15)
---------------------------
(1)تفسير بن كثير لسورة البروج د/ محمد حامد
(2) رسول الإنسانية في الأدب العربي الحديث
(3) سيرة بن إسحاق (4) عيون الأثر ج أول (5) سيرة بن كثير ج 1
(6) تاريخ الطبري الجزء الثاني (7) السيرة الحلبية
(8) قال الحاكم فصحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه 8737 (9) الرحيق المختوم
(10)السيرة لابن كثير ج1 (11) د/ المسير صحيفة النور 5/8/92
(12) تاريخ الخلفاء الجزء الثاني فصل معاوية (13) صحيح البخاري 2988 (14)صحيح مسلم 293
(15) سيلاحظ القاريء في جميع هذا الكتاب أنني لا ذكر أسماء من انتقدهم من العلماء وما ذاك إلا إجلالا لهم وتوقيرا
ماض تؤلمني ذكراه ، وحاضر يقض مضجعي ، ومستقبل لا أدري ما الله صانع فيه
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة عبد الله المصرى في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 160
آخر مشاركة: 01-07-2010, 11:56 AM
-
بواسطة عبد العزيز عيد في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 23-02-2008, 07:36 AM
-
بواسطة عبد العزيز عيد في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 23-02-2008, 07:30 AM
-
بواسطة أنصار الحق في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 18-10-2006, 01:36 PM
-
بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 21-08-2005, 01:08 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات