الإعجاز العلمى فى الإسلام ...... و العجز العلمى فى المُسلمين !

[عبد الله القبطى]

من أكثر المواضيع التى تُثير غضبى و حنقى و تكشف مدى العجز الإسلامى و الإحساس بالعجز الكامن فى داخلنا كمُسلمين هى تلك المواضيع التى تطلب من المُسلمين التكبير و التهليل لمُجرد إسلام شخص ما ..... مثل اللعب البرازيلى صاحب الإسم المُقزز (كاكا!) و الذى تمت الكتابة عنه فى المُنتديات لشهور عديدة تطلب من المُسلمين التهليل و التكبير لأنه قد أصبح مُسلماً ...... تلك الشائعة التى نفاها اللاعب (النكرة !) فيما بعد !

بل أن البعض من جحوش الفراء و كلاب الجراء يستغلون تلك السذاجة فى المُسلمين فيجتهدون فى إطلاق الشائعات مثل تلك الشائعة الخائبة التى لم تنطلى على أحد بإعلان الجحش الرفاس و الكلب النباح : زكريا بُطرس لإسلامه ...... تلك الشائعة التى حاولوا ترويجها فى كافة المُنتديات الإسلامة و منها مُنتدانا هذا ....... ليخرج علينا جحش الفراء و كلب الجراء زكريا بُطرس لينفى تلك الشائعة و يعيب على المُسلمين خيبتهم الثقيلة فى تصديق تلك الشائعة ....... و أنه ما زال على ضلاله بالإيمان بالمصلوب الملعون النجس كإله و مُخلّص !

لنعلم أنهم يُكيدون لنا المؤمرات ...... فإذا شربنا الخديعة .... فيسخروا من جهلنا و ينعتونا بأننا أميين مثل نبينا ...... بما تعنيه كلمة أمى من سذاجة و سلامة نيّة و ليس من الوجه الإعجازى الذى كان يتسم به الرسول (عليه الصلاة و السلام) وحده فقط .... و إذا لم نشربها ..... فقد ألقمناهم حجراً و أثبتنا جهلهم و رددنا الطعنة إلى نحورهم !

ما مدى إستفادة الإسلام من إسلام لاعب كرة مثلاً ..... مثل كاكا أو ماكا ؟ ...... مُنتخب فرنسا مُعظمه من المُسلمين ..... فهل أصبحت فرنسا دولة إسلامية ؟ ...... هل تهتم دولة فرنسا .... التى مُنتخبها معظمه من المُسلمين ! بأحوال المُسلمين و تهتم برفع الأذى عنهم فى أى مكان ؟!!! .... هل المُسلمين الفرنسيين قوة فاعلة فى المُجتمع الفرنسى و تعمل لهم السلطات الفرنسية ألف حساب قبل الإقدام على أى خطوة قد تكون فيها مساس بهم أو بمصالحهم ؟ ...... إذن ففيم أحداث العام الماضى المُسمى بثورة الضواحى و التعامل معها من قِبْل السلطات الفرنسية بمنتهى الحزم و القوة و العُنف ..... هل كانت السلطات الفرنسية ستتعامل بنفس الحزم و العُنف إذا كان القائمون بتلك الثورة من اليهود ؟!!!! ...... إن المُسلمين فى فرنسا كثيرون و هم أكبر ديانة فى فرنسا بعد الكاثوليكية ...... و أكثر عدداً من اليهود و المسيحيين البروتستانت ...... و لكن هل لهم أى تأثير فى الحياة فى فرنسا ...... هل إستطاعوا أن يمنعوا جريدة مغمورة مثل الفرانس سوار من نشر الصور الدنيماركية المسيئة للرسول (عليه الصلاة و السلام) ..... إنها كثرة مثل زبد البحر الذى يذهب جفاء و لا ينفع الناس !

أفهل نحن نشتكى من قلة لنفرح بإسلام زيد أو عبيد ؟!!!! ..... ألا نتعظ من أعداءنا (اليهود الصهاينة) الذين لا يتعدى عددهم فى العالم كله 15 مليوناً ...... و مع ذلك يتحكمون فى مُقدرات العالم كله ؟!!!!!

اللاعب روبرتو باجيو ...... مُعجزة الكرة الإيطالية فى أواخر الثمانينات و أوائل التسعينات كان يدين بالبوذية ....... ترك الكاثوليكية و آمن ببوذا كإله ! ...... و المُمثل العالمى ريتشارد جير هو أيضاً بوذى ! ...... فهل يا ترى كبّر البوذيون فى التبت و الهند لإيمان باجيو و جير ...... هل تداولوا تلك الأخبار الهامة فى مُنتداياتهم و هنأوا بعضهم على ذلك ؟!!!! ......

و كم من مُسلم إسماً ....وُلد مُسلماً أو إتخذ من الإسلام ديناً و هو فى الحقيقة شيطان رجيم و يكيد للإسلام و المُسلمين (من الداخل !) و ينخر فى جسد الإسلام و المُسلمين بصورة أكبر و أخطر مما يفعله أعداء الإسلام من غير المُسلمين ....... و تنطبق عليهم الحكمة القائلة : اللهم إصرف عنـّى شر أصدقائى .... أما أعدائى فأنا كفيل بهم !

لنرى مثلاً ما فعله عبد الله بن سبأ فى الإسلام و المُسلمين و كان منبع الفتنة بين المُسلمين ...... تلك الفتنة التى أطلق عليها الأديب طه حسين ذلك الإسم المُعبّر : الفتنة الكبرى ...... و التى راح ضحيتها الآلاف من الصحابة و أوائل المُسلمين الذين ألف رسول الله (عليه الصلاة و السلام) بينهم ..... ففرق إبن سبأ بينهم و جعلهم يتقاتلون على مجد دنيوى فانى و هم يظنون أنهم يتقاتلون من أجل إعلاء كلمة الحق و إعلاء شأن الإسلام و المُسلمين ! ....... و كعب الأحبار و كم من الأحاديث المُلفقة التى إفتراها على الرسول (عليه الصلاة و السلام) ...... و شيوخ الفضائيات أصحاب الفتاوى التى يتندر عليها أعداء الإسلام !!!! ...... و الذين يستقى منهم جحش الفراء و كلب الجراء زكريا بُطرس و غيره من الجحوش الناهقة و الكلاب النابحة أدواته للهجوم على الإسلام و الكيد له و لنبيه الكريم !

و هذا يُذكرنى بمقولة لصديقى الدكتور : هانز أتروت ..... صاحب موقع : www.bare-jesus.net ..... ذلك الموقع الذى أضعه فى توقيعى ...... و الذى دعوته مرة إلى الإسلام بعد أن قرأت له آراءه المُنصفة للإسلام و نبى الإسلام (صلى الله عليه و سلم) و عداءه الشديد لكل ما هو صليبى و مسيحى ...... فأجابنى أن همّه فى الحياة هو كشف زيف تلك العقيدة البائدة و الأكذوبة الكبرى المُسماة للمسيحية ....و أنه يرى أن الإسلام هو الحق ...... و لكنه فى حربه تلك يُريد أن تكون الحرب من الداخل ...... أى أن يُحاربهم و هو ما زال مُنتسب إليهم و مُنتمى إليهم .... لتكون الشهادة من الداخل ..... و ليس لأنه آمن بالإسلام ...... لأنه لو أسلم فسيضطر لتغيير بعض آراءه عن المسيحية ..... لأن الإسلام يحترم المُعتقدات الأخرى و على رأسها المسيحية ...... و هو يُريد التعبير بحريّة دونما أى قيود دينية أو عقائدية !

لقد ولّى الزمان الذى كان الناس فيه على دين حُكامهم ...... فقد كان هناك وقت كان فيه الناس على دين حُكامهم ....... و إستطاع ملك مثل هنرى الثامن مثلاً فى القرن الخامس عشر تغيير ديانة بريطانيا كلها من الكاثوليكية إلى البروتستانتية الأنجليكانية ..... من أجل عيون آن بولين ..... الفتاة التى أحبها و أراد أن يتزوجها رغماً عن إرادة البابا ...... لأنه كان مُتزوجاً من كاترين الإسبانية القبيحة و أخت ملك إسبانيا فيليب ..... حبيب البابا و الذى يشحن له فى كل يوم السُفن المُحملة بذهب الأزيتيك و المايا الذى يستولى عليه الإسبان من المُستعمرات فى أمريكا الجنوبية بعد تقتيل أهلها ! ....... و المصلحة تُحتم أن يحرص البابا على فيليب الذى يملأ خزانته بالمال و يُضحى بالملك النزق هنرى الثامن ..... و هكذا غير هنرى الثامن عقيدة بريطانيا كلها إلى البروتستانتية الأنجليكانية ليتزوج من حبيبة قلبه ..... التى أعدمها فيما بعد لأنها فشلت فى إنجاب ولى عهد ذكر له ...... و إن كانت قد أنجبت أعظم ملكة فى تاريخ بريطانيا و هى إليزابيث الأولى !

تغيرت مُعتقدات و مفاهيم العالم بعد الثورة الصناعية فى أوائل القرن التاسع عشر ......و لم يعد الناس على دين حُكامهم ...... بل تراجع الدين إلى أسفل قائمة الإهتمامات فى وعى العالم الغربى .... هذا إذا كان له وجود فى الأساس ! ...... فماذا لو أسلم زعيم الكلاب المسعورة جورج بوش مثلاً ...... هل ستتحول أمريكا إلى دولة إسلامية ؟!!! ....مُستحيل ! ...... فهى دولة مؤسسات و ليست دولة أفراد .......و دور الرئيس فى قيادة الدولة هو بعض من كُل .....و ليس دوراً محورياً كما فى بلادنا أو كما كان فى القرون السابقة !

و نحن نعرف أن الكثير من قادة الدول الإسلامية مُتزوجون من نصرانيات أو من سيدات ذوات أصول غير إسلامية (الملكة نور الحُسين على سبيل المثال و أم الملك حمزة الهاشمى!) ...... فهل تنصر المُسلمون فى تلك البلاد ...... و نيجيريا حكمها حُكام مُسلمون مثل شيهو شاجارى و سامى أباتشا .......و يحكمها الآن مسيحى مثل أوباسانجو ..... فهل حدث تحول من الإسلام إلى المسيحية أو العكس طبقاً للحاكم أو مُقتضيات الحال ؟!!!!

أرجو أن نتحلى جميعاً بالعقل و الحكمة و أن لا ننساق فى العواطف الخادعة حتى لا يضحك منـّا الصديق قبل العدو !

أهلاً بإسلام جميع من فى الأرض ...... و هذا هو وعد الله ....... و لكن لا نُهلل و لا نُكبّر لإسلام زيد أو عبيد ......فلنحتفظ بالتهليل و التكبير لمن سيساهم فى الرفع من شأن الإسلام و المُسلمين مثل القس السابق : يوسف إستيس على سبيل المثال ....... أو البطل المُسلم : مُحمد على ....... الذى أصبح أعظم رياضى فى القرن العشرين ......و مثالاً يُحتذى لكل مُسلم فى دماثة الخلق و فى قوة العزيمة و الإرادة الحديدية التى لا تلين و رفض الهزيمة ...... و وقف أمام أمريكا بكل جبروتها و عُنصريتها و تحداها و إنتصر ...... ليس بالإرهاب و لكن فى ميدانه ..... على حلبة المُلاكمة ...... و كانت ضرباته التى يُسددها لخصومه هى ضربات ضد القهر و التعسف و الظلم الذى كان يتجرعه فى صمت نبيل ......و إنتصر فى النهاية بقوة إرادته و ليس بالإرهاب أو بحرب الميكروفونات و البيانات الفضائية !

أرجو أن أكون قد بلغت رسالتى بكل الوضوح ..... و لنمتنع جميعنا عن وضع تلك المواضيع التافهة من أمثلة الإعجازات المُلفقة للقرآن أو للإسلام ....... أو التهليل و التكبير لإسلام نكرة من الناس ..... قد يكون إسلامه خدعة أو محسوباً على الإسلام و المُسلمين و ليس محسوباً لهم و لمصلحتهم