القبر يشتاق لصاحبه
القبر يشتاق إِلى صاحبه
نعم ، هكذا ، شوق غريب ، وفرحُ لا يوصف .. تعودنا أن يكون الشوق بين المخلوقات ، بين الابن وأبيه ،
والزوج وزوجته ، وحتى بين الحيوانات تجد شوق الصغار لأمهم ، وانظر إِلى الطيور ، ترى شوقاً عامراً
بينهم .. ولكن العجب يملأ الفؤاد حينما يكون الشوق من جماد إِلى إنسان ..
نعم ، إنه القبر ، الحفرة العجيبة ، ذات التراب ، وذات الديدان .. إن القبر ينتظر رجال ونساء وهو في قمة
الحب لهم ، والشوق ليسكنوا فيه .. وتأمل معي هذا الحديث : ( إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على
أعناقهم ، فإن كانت صالحة قالت : قدموني ، وإن كانت غير ذلك قالت : يا ويلها ، أين يذهبون بها ؟
يسمع صوتها كل شيء إلا الثقلين - أو قال : إلا الإنسان - ولو سمع الإنسان لصعق ) ..
إِنه لحديث جديرٌ بالتأمل ، والتفكير والتدبر .. ( قدِّموني ) إِنها جنازة ، تتكلم ، تعبِّر ، تنطق ، تنادي ، يا
رجال ، ( قدِّموني ) ( ضعوني ) ( أنزلوني ) ( اتركوني ) ابتعدوا عني ، لا أريدكم ، يكفيني ذلك
القبر ..
إِنها جنازة صالحة ، لرجل أو امرأة ، كان مع الله ، في عبادة وطاعة وخشوع وخضوع .. والنهاية : شوق
القبر لأولئك الصالحين والصالحات .. إِنه جزاء الإحسان ، وصدق الله : ( هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا
الْإِحْسَانُ ) .
إِن الجنازة الصالحة تُحِبُّ القبر ، لِما تعلم من أنَّ القبر سيتقبَّلها بالأنوار ، وتفتيح أبواب الجنان ، والروح
والريحان ..
ومضة : كن مع الله فوق الأرض ، يكون لك تحت الأرض .
( وَذَكِّرْ فَإنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ* وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ)
اللهم يسر لنا فى القبر اول منازل الآخرة ليكون مابعده ايسر منه ان شاء الله .
سالم
توقيع
@سالم@
يقينى بالله يقينى
المفضلات