التواتر والآحاد:

ينقسم الخبر باعتبار وصوله إلينا إلى قسمين، وذلك أن الخبر لا يخلو من حالين:

أ ـ إما أن يكون له طرق أكثر من ثلاثة بلا حصر في عدد معين، فهو المتواتر.
ب ـ وإما أن يكون له طرق محصورة بعدد معين، ولا تبلغ حد التواتر، فهو الآحاد.

و تعريفه :

1 ـ المتواتر في اللغة: اسم فاعل مشتق من التواتر، وهو التتابع، يقال: تواتر المطر، أي: تتابع نزوله.
2 ـ وأما الخبر المتواتر في الاصطلاح فهو: ما رواه جمع كثير تحيل العادة تواطؤهم على الكذب، واستندوا في أخبارهم إلى الحس.

قسم العلماء إلى قسمين: ما ورد بطريق التواتر، وما ورد بطريق الآحاد. وضابط التواتر أن يبلغ الرواة حداً من الكثرة تحيل العادة معه تواطؤهم على الكذب. ولابد أن يكون ذلك متحققاً في جميع طبقاته: أوله ومنتهاه ووسطه، بأن يروى جمع عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، ثم يروى عنهم جمع مثلهم، وهكذا حتى يصل إلينا، وهو عند التحقيق رواية الكافة عن الكافة.

الآحاد لا تفيد اليقين:

أما إذا روى الخبر واحد، أو عدد يسير ولو في بعض طبقاته، فإنه لا يكون متواتراً مقطوعاً بنسبته إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وإنما يكون (آحاديا) في اتصاله بالرسول شبهة، فلا يفيد اليقين.

وقال البزدوي: (وأما دعوى علم اليقين ـ يريد في أحاديث الآحاد ـ فباطلة بلا شبهة لأن العيان يرده؛ وهذا لأن خبر الواحد محتمل لا محالة، ولا يقين مع الاحتمال، ومن أنكر هذا فقد سفه نفسه وأضل عقله).

وقال الغزالي: "خبر الواحد لا يفيد العلم وهو ـ أي عدم إفادته العلم ـ معلوم بالضرورة. ".

وهكذا نجد نصوص العلماء من متكلمين وأصوليين مجتمعة على أن خبر الآحاد لا يفيد اليقين، فلا تثبت به العقيدة، ونجد المحققين من العلماء يصفون ذلك بأنه ضروري لا يصح أن ينازع أحد في شئ منه .

وبهذا يتضح مناط (القطعية والظنية) في ورود الروايات والقراءات فينبغي أن تفهم مفهوم (التواتر والآحاد) ليكون مناراً تهتدي به بدلاً من طعن الآخرين بجهالة فتختلق تخاريف وأكاذيب تقول :

اقتباس
قراءات مختلفة في القرآن بالرغم من المجهود الهائل في منع القراءات المختلفة، إلا أن اختلافاً كبيراً منها ظهر، أحصى ابن مسعود منه أكثر من 1700 اختلافاً.فهناك اختلافات نتجت عن خطإ غير مقصود (طبعاً) من النسّاخ.وقد يكتب أحدهم ملاحظة على الهامش، فيُدخِلها أحد النسّاخ بعد ذلك في النص.
إنها محاولة فاشلة للطعن في القرآن كمحاولة منك للخروج من مستنقع التحريف الذي أصاب كتابك المدعو مقدس فهوى به إلى الهاوية .

إن ما جئت به هو كلام منقول بدون نقل قطعي ولم تأتي لنا بقرآن يحمل هذا الكلام ...

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).

يا عزيزي : إن جميع الروايات الصحيحة والضعيفة أثبتت أن القرآن تم جمعه في عهد أمير المؤمنين أبو بكر الصديق من العسب، واللخاف، والكرانيف، والرقاع، والأقتاب، وقطع الأديم، والأكتاف التي دونها كتبة الوحي لحظة التنزيل وقد حدثنا عبيدالله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال لما نزلت ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين ) ( والمجاهدون في سبيل الله ) قال النبي صلى اللهم عليه وسلم ادع لي زيدا وليجئ باللوح والدواة والكتف أو الكتف والدواة ثم قال اكتب ( لا يستوي القاعدون ) .

أما قولك :

اقتباس
وهناك اختلافات بسبب سماح محمد بقراءة القرآن على سبعة أحرف
.

فهذا لا يدل إلا على أنني أقرأ لجاهل لغة عربية و يفرض علينا فكره بطريقة السفسطة لأن القرآن الذي نزل على أهل الجزيرة الذين هم أهل الفصاحة والبلاغة في اللغة العربية لم يعترض منهم أحد بعلم الحروف السبعة علماً بأنه خرج منهم صناديد كذبوا محمداً ، وكفروا بدعوته وكل ذي بصيرة يعلم من التاريخ في سيرة النبي في حواره مع قريش أعداء الإسلام في أساليب القرآن وتحديه لهم: جادلوا النبي عليه الصلاة والسلام في كل جليلة وحقيرة لا يفوتون فرصة قامت لهم في هذا الميدان.... فكيف تُتلى عليهم ألفاظ وكلمات غريبة قد يتخذوا منها طريق لهدم الإسلام في بدايته ولا يتحركون ويستسلمون؟!

أما قولك :

اقتباس
وإليك بعض الاختلافات في قراءة سورة الفاتحة:في الآية 3 (مَالِكِ يومِ الدّين) قُرئت (ملك يوم الدين) وقرأ أبو حنيفة (مَلَكَ يومَ الدّين) وقرأ أبو هـريرة (مالكَ).
المالك من التملك والملك بكسر الميم (بمعنى الذي يملك الملك)

وملك بكسر اللام من الملك بضم الميم والحكم (اليس لي ملك مصر) الملك هنا بمعنى الحكم والحاكم الاعلى هو الله تعالى.

المالك قد يكون ملكا وقد لا يكون والملك قد يكون مالكا وقد لا يكون. المالك يتصرف في ملكه كما لا يتصرف الملك (بكسر اللام) والمالك عليه ان يتولى امر مملوكه من الكسوة والطعام والملك ينظر للحكم والعدل والانصاف. المالك اوسع لشموله العقلاء وغيرهم والملك هو المتصرف الاكبر وله الامر والادارة العامة في المصلحة العامة فنزلت القراءتين لتجمع بين معنى المالك والملك وتدل على انه سبحانه هو المالك وهو الملك (قل اللهم مالك الملك) الملك ملكه سبحانه وتعالى فجمع بين معنى الملكية والملك .


اقتباس
وهناك اختلافات بسبب سماح محمد بقراءة القرآن على سبعة أحرف.في الآية 5 (إيّاك) قُرئت (إياك) (بتخفيف الياء) و(أَيّاك) و(هَيّاك).
إذا كان كلامك صحيح فلماذا لم تذكر لنا وجه الاختلافات بين (إيّاك) و (إياك) (بتخفيف الياء) و(أَيّاك) و(هَيّاك).؟

اقتباس
في الآية 6 (اهدِنا الصراط) قرأ عبد الله (أَرشِدنا) والصراط تُكتب بالصاد وبالسين و(صراط الذين أنعمتَ عليهم) قرأ ابن مسعود (من أنعمت).
إن قرأ عبد الله (أرشدنا) أو قرأ غير أي كلمة أخرى .. فما لنا بذلك ؟ !

القرآن يُأخذ من رسول الله وليس من عبد الله أو غيره .. وطالما أن جمع أبو بكر الصديق رضى الله عنه كان من نسخة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يعنينا عبد الله او غيره .. فطالما أن القرآن مُحرف كما تدعي فلماذا لم يعتنق عبد الله دين آخر بدلاً من الدين المحرف كما تدعي ؟

ولذلك نجد أن القساوسة والرهبان تعتنق الإسلام وتعترف بتحريف البايبل ، ولم نسمع بعالم من علماء الإسلام يعتنق المسيحية ... فعلى العاقل التمييز .

اقتباس
في الآية 7 (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) قرأ عمر وعلي (وغير الضالين)
سنعتبر أن روايات صدق وصحيحة .. فهل يمكنك أن تذكر لنا وجه الخلاف والتناقض بين القولين ؟ !

يا عزيزي .. كل هذه القراءات هي طرق قراءة أصحابها لأنهم كانوا يقرؤون بالتفسير .. أما القراءة الثابتة معروفة ولا خلاف فيها لأنها قراءة من قلب القرآن .

اقتباس
وفي آخر سورة الفاتحة (آمين) قال أبو حنيفة إن الواجب عدم الجهر بها، لأنها ليست من القرآن.
لا حول ولا قوة إلا بالله

حضرتك جبت منين أن كلمة آمين آية من سورة الفاتحة ؟! دي محاولة منك للتزوير أم التحريف أم تدليس !

يقول الإمام الشعراوي : قولنا آمين أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي علمه جبريل عليه السلام أن يقول بعد قراءة الفاتحة آمين، فهي من كلام جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليست كلمة من القرآن.

عن أبى موسى الاشعرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا قرأ الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين قولوا آمين ) .. فلو كانت من القرآن لما ذكر الرسول هذا الحديث ، فآمين ليست فعلا فهي اسم مدلولة مدلول الفعل .. معناه استجب ..

اقتباس
هناك اختلاف في القراءات نشأ عن أن تنقيط كلمات القرآن جاء بعد نحو 150 سنة من كتابته قال السِّجستاني في كتابه (المصاحف) إن (الحسن وابن سيرين كانا يكرهان نقط المصحف، وإن الحسن ومحمد كانا يكرهان نقط المصحف بالنحو) (ص 158 و159)
حضرتك تعتمد في حجتك على "أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني". الذي ولد سنة 230 هـ / ولكنه ضعيف .... بل اتهمه أبوه بالكذب. وحكمُهُ على الأحاديث غير مقبول عند المحققين.
وهذا يجعلنا نشكك في صحة الروايات التي انفرد بها ، في كتاب المصاحف .
جاء في تذكرة الحفاظ للذهبي 2 / 302 " قال السلمي: سألت الدارقطني عن ابن أبي داود، فقال: كثير الخطأ في الكلام في الحديث " وفيه " قال أبو داود: ابني كذاب ".
وانظر: ميزان الاعتدال 2/433 والعبر 2/164. و قال ابن عدي في الكامل في الضعفاء ج 4 / 226 " ... علي بن الحسين بن الجنيد يقول سمعت أبا داود السجستاني يقول ابني عبد الله هذا كذاب. وكان بن صاعد يقول كفانا ما قال أبوه فيه. سمعت موسى بن القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب يقول حدثني أبو بكر قال سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول أبو بكر بن أبي داود كذاب ".والمعروف أن أبا داود من أئمة الجرح والتعديل المعول على تعديلهم وتجريحهم. وهو ثقة ثبت إمام حجة في الحديث وعلم رجاله. ومن أعلم بالابن أكثر من الأب ؟!! أرأيتم دقة الضبط والورع عند علماء الحديث .لم يتورع عن وصف ابنه بما يستحق ...وقد أخبر البغوي أنه : " كتب إليه أبو بكر بن أبي داود رقعة يسأله فيها عن لفظ لحديث جده. فلما قرأ رقعته قال: أنت عندي والله منسلخ عن العلم ".انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي 10 / 583... أما الأحاديث والروايات التي قدمها خلال كتاباته من صحيح البخاري ومسلم ليُكذبها وليس لياخذها حجة له .

يتبع