بسم الله الرحمن الرحيم

..
أضطر أحيانا لأن أكرر بعض النقاط التي قد وضحتها سابقا وذلك لأن السياق أحيانا يحتاج لاعادة نقطة سبق التحدث عنها !
...
قبل أن أنتقل الى نقطة أخرى يجب التأكيد على ما سبق وهو أن:

1-المسيح المنتظر ( المسيح الملك ) ليس من بني يهوذا ككل

2-المسيح المنتظر ( المسيح الملك ) لدى اليهود ليس من نسل داود كما كانوا يعتقدون !

3- التأكيد على أن اليهود كانوا ييتنظرون أشخاصا بعينها سأوضحها لاحقا ان شاء الله بالتفصيل أكثر في مشاركات قادمة
...

قد اتضحت النقطة الأولى من الفقرة المذكورة في التكوين الاصحاح 49 العدد 10
وهي كالاتي :

لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى ياتي شيلون وله يكون خضوع شعوب

فقد بينت هذه الفقرة جيدا أن الملك والتشريع سيخرج حتما من بني يهوذا في يوم من الايام ! بمجرد أن يأتي شيلون !
الاشكال كان في ( شيلون )!

ولكن في ضوء مخطوطات قمران قد اتضح لنا الأمر وأصبحنا في غنى عن الجدال !

فقد ذكرت المخطوطات صراحة أن الملك سيزول من بني يهوذا بمجرد ظهور ( المسيح الحق ) وهو موصوف بأنه ملك مقاتل ! اذا فكلمة شيلون في التكوين هي ( المسيح الحق ) كما بينها تفسير أهل قمران لما ذكر في التكوين !

ولكن ظهرت اشكالية أخرى !
وهي ان المخطوطة مذكور فيها لفظة ( من نسل داود )

وقد وضحنا صعوبة أن يكون المسيح الملك سيكون من خارج نسل يهوذا وفي نفس الوقت يكون من نسل داود !
كيف وإن داود نفسه من نسل يهوذا !!؟؟
وقد أسعفنا في ذلك وجود فراغ قبل كلمة ( المسيح الحق نسل داود ) والتي قلنا أنها لا بد وأنها تنفي تماما أنه من داود ! لأن المسيح المنتظر الملك سيكون من خارج أبناء يهوذا كلهم ومنهم داود عليه السلام أيضا !

للتأكيد على النقطة الثانية لنفي أن المسيح المنتظر لدى اليهود هو من داود

نقرأ الاتي :

في متى 22 عدد 42-46

42 قائلا ماذا تظنون في المسيح. ابن من هو. قالوا له ابن داود 43 قال لهم فكيف يدعوه داود بالروح ربا قائلا 44 قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك 45 فان كان داود يدعوه ربا فكيف يكون ابنه 46 فلم يستطع احد ان يجيبه بكلمة. ومن ذلك اليوم لم يجسر احد ان يسأله بتة

....
مرقص 12 عدد 35- 37

35 ثم اجاب يسوع وقال وهو يعلّم في الهيكل كيف يقول الكتبة ان المسيح ابن داود. 36 لان داود نفسه قال بالروح القدس قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك. 37 فداود نفسه يدعوه ربا.فمن اين هو ابنه.وكان الجمع الكثير يسمعه بسرور

ونقرأ :
لوقا 20 عدد 44-46

وقال لهم كيف يقولون ان المسيح ابن داود. 42 وداود نفسه يقول في كتاب المزامير قال الرب لربي اجلس عن يميني 43 حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك. 44 فاذا داود يدعوه ربا فكيف يكون ابنه

...

فهنا ينفي المسيح عليه السلام نفيا تاما أن المسيح المنتظر لدى اليهود ( غير عيسى عليه السلام ) هو من أبناء داود !
وساتعرض لهذه النقطة لاحقا ان شاء الله لتوضيح اللبس في شخصية مسيح اليهود المنظر !
كل ما يعنيني هو أنه يبين أن قول الكتبة أن المسيح المنتظر من داود انما هو قول من أقوالهم وظن من ظنونهم وليس نصا مكتوبا وميراثا معروفا !!ويظهر ذلك في الكلمات
( تظنون , يقولون ) فهو ليس نصا وانما تفسيرا خاطئا ! بان المسيح ( أيا كان هو الان أهو بن مريم أم محمد عليهم الصلاة والسلام ) فليس المسيح المنتظر في بشارات اليهود أبدا من نسل داود !! وانما هو قولهم وتفسيرهم الشخصي !

أما تعريف هذه الشخصيه ( المسيح المنتظر الذي ليس هو من نسل داود أو يهوذا بل ليس من بني اسرائيل كلهم ) سيأتي لاحقا ان شاء الله مؤيدا ببعض مخطوطات البحر الميت !
..
يتبع ان شاء الله

..
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين