بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده وستعينه وستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له

واشهد آن لا اله إلا الله وان محمد عبده ورسوله ، أما بعد ،،

هذه رسالة مختصره لطيفة في ذكر جملة ما ورد من الأحاديث الصحيحة والحسنة التي وردت في تبسم رسول الله وضحكه ، وهى تبين في جملتها ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من دوام البشر وحسين مخالطته لأصحابه خصوصا والناس عموما ، وهو جانب من جوانب حس أخلاقه صلى الله عليه وسلم ، التي وصفها الله عز وجل في قوله ((( و أنك على خلق عظيم ))) ( القلم 4 )

والناظر في هذه الجملة من الأحاديث الصحيحة في ضحكه ( صلى الله عليه وسلم ) يرى انه لم يكن إلا بالحق وفى الحق ، فيضحك إشاعة للبشر والسرور ، ويضحك رضاً بكرامة الله عز وجل له ، ويضحك متعجبا ً من فعل بعض أصحابه ، ويضحك سرورا بالأعمال الصالحة كالجهاد والغزو في سبيل الله ، ويضحك لرحمة الله لعباده ، ويضحك تأليفاً للقلوب ويضحك مداعبة ً لنسائه وحسن عشرةِ لهن ، ويضحك من ضحك رب العالمين ، ويضحك مودعاً لأصحابه متبسما ً لهم وهم في صفوف الصلاة

فلم يكن رسول الله عابس الوجه قاطب الجبين ، كما يظن كثير ممن يزعم التدين أو التزهد أو التمسك بالدين والسنة ولكن كان للضحك والمرح جزءا كبيرا في حياته ، خاصة مع الناس ، وإنما الخوف والبكاء فكان فيما بينه وبين الله دعاءً واستغفاراً وتضرعاً أو رحمة لمصاب بعض المسلمين بمصيبة موت أو نحوه .

ولم يكن ضحكه من باب ضحك كثير من آهل زماننا يضحكون بالباطل وعلى الباطل، وإنما كان ضحكه لا يتنافى مع الحق والصدق بل ذم صلى الله عليه وسلم وتوعد الرجل يلقى بالكلمة كذبا ليضحك بها القوم وان له الويل.

فهيا بنا يا إخوة الإسلام ننظر في ضحكه ونأتسي به ونشيع في حياتنا البهجة والسرور والبشر ، خاصة فيما بيننا وبين الناس ، فقد اخبر النبي كما في صحيح مسلم إن من الصدقات أن تلقى أخاك بوجه طلق ، اى غير عابس ولا غاضب ولا حزين ، فهذه صدقه من الصدقات التي يتصدق بها العبد على نفسه ، وعمل الصالح بحبه الله عز وجل ويرضاه .

فهيا إلى شيء مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو الوسطية والحق والعدل والصدق وليس الكذب والغلو والإسراف والإفراط والتفريط.

وأخيرا ً ، نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا هذا العمل المتواضع وان يصلحه وان يجعله سببا في منفعة الناس والمسلمين وقى مغفرة ذنوبنا انه على كل شيء قدير ، وبالإجابة قدير

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين ، انك حميد مجيد .