كتاب هداية الحيارى، الجزء 1، صفحة 95-96
حديث سهل مولى عثمة النصراني
وقال ابن سعد حدثنا محمد بن سعد بن اسماعيل بن أبي فديك عن موسى بن يعقوب الزمعي عن سهل مولى عثمة أنه كان نصرانيا وكان يتيما في حجر عمه وكان يقرأ الانجيل قال فأخذت مصحفا لعمي فقرأته حتى مرت بي ورقة أنكرت كثافتها فاذا هي ملصقة ففتقتها فوجدت فيها نعت محمد صلى الله عليه وسلم أنه لا قصير ولا طويل أبيض بين كتفيه خاتم النبوة يكثر الاحتباء ولا يقبل الصدقة ويركب الحمار والبعير ويحتلب الشاة ويلبس قميصا مرقعا وهو من ذرية اسماعيل اسمه أحمد قال فجاء عمي فرأي الورقة فضربني وقال مالك وفتح هذه الورقة فقلت فيها نعنت النبي أحمد فقال انه لم يأت بعد وقال وهب أوحى الله الى شعيا أني مبتعث نبيا أفتح به آذانا صما وقلوبا غلفا أجعل السكينة لباسه والبر شعاره والتقوى ضميره والحكمة معقولة والوفاء والصدق طبيعته والعفو والمغفرة والمعروف خلقه والعدل سيرته والحق شريعته والهدى أمامه والاسلام ملته وأحمد اسمه أهدى به بعد الضلالة واعلم به بعد الجهالة واكثر به بعد القلة وأجمع به بعد الفرقة وأولف طوبي لتلك القلوب وذكر ابن ابي الدنيا من حديث عثمان بن عبد الرحمن أن رجلا من أهل الشام من النصارى قدم مكة فأتي على نسوة قد اجتمعن في يوم عيد من أعيادهم
وقد غاب أزواجهن في بعض امورهم فقال يا نساء تيماء انه سيكون فيكم نبي يقال له أحمد أينما امرأة منكن استطاعت أن تكون له فراشا فلتفعل فحفظت خديجة حديثه
حديث وهب عن الزبور وقال عبد المنعم بن ادريس عن أبيه عن وهب قال في قصة داود ومما أوحي الله اليه في الزبور يا داود انه سيأتي من بعدك نبي يسمى أحمد ومحمد صادقا سيدا لا أغضب عليه ابدا ولا يغضبني أبدا قد غفرت له قبل أن يعصيني ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأمته مرحومة أيتهم من النوافل مثل ما أعطيت الانبياء وافترضت عليهم الفرائض التي افترضت على الانبياء والرسل حتى يأتوني يوم القيامة ونورهم مثل نور الانبياء وذلك أني افترضت عليهم أن يتطهروا لكل صلاة كما افترضت على الانبياء قبلهم وأمرتهم بالغسل من الجنابة كما أمرت الانبياء قبلهم وأمرتهم بالحج كما أمرت الانبياء قبلهم وامرتهم بالجهاد كما امرت الرسل قبلهم يا داود اني فضلت محمدا وامته على الامم كلها اعطيتهم ست خصال لم اعطها غيرهم من الامم لا أؤخذهم بالخطأ والنسيان وكل ذنب ركبوه على غير عمد اذا اسغفروني منه غفرته لهم وما قدموا لآخرتهم من شيء طيبة به أنفسهم عجلته لهم أضعافا مضاعفة أفضل من ذلك ولهم في المدخور عندي أضعافا مضاعفة افضل من ذلك وأعطيتهم على المصائب اذا صبروا واسترجعوا الصلاة والرحمة والهدى فان دعوني استجبت لهم يا داود من لقيني من أمة محمد يشهد أن لا اله الا أنا وحدي لا شريك لي صادقا بها فهو معي في جنتي وكرامتي ومن لقيني وقد كذب محمدا أو كذب بما جاء به واستهزأ بكتابي صببت عليه في قبره العذاب صبا وضربت الملائكة وجهه ودبره عند منشره في قبره ثم أدخله فب الدرك الاسفل من النار
خبر الحجر الذي وجد في قبر دانيال
وقال عفان حدثنا همام عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفي عن مطرف بن مالك انه قال شهدت فتح تستر مع الاشعري فأصبنا قبر دانيال بالسوين وكانوا اذا اجدبوا خرجوا فاستسقوا به فوجدوا معه رقعة فطلبها نصراني من الحيرة يسمى نعيما فقرأها وفي أسفلها ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين فأسلم منهم يومئذ اثنان وأربعون حبرا وذلك في خلافة معاوية فأتحفهم معاوية وأعطاهم قال همام فأخبرني بسطام بن مسلم أن معاوية بن قرة قال تذاكرنا الكتاب الى ما صار فمر علينا شهرين حوشب فدعوناه فقال على الخبير سقطتم ان الكتاب كان عند كعب فلما احتضر قال الا رجل ائتمنه على امانة يؤديها قال شهر فقال ابن عم لي يكنى أبا لبيد أنا فدفع اليه الكتاب فقال إذا بلغت موضع كذا فاركب قرقورا ثم أقذف به في البحر ففعل فانفرج الماء فقذفه فيه ورجع الى كعب فأخبره فقال صدقت إنه من التوراة التي أنزلها 2الله عز وجل
فصل ومن ذلك أخبار أمية بن أبي الصلت الثقفي ونحن نذكر بعضها قال الزبير بن بكار حدثني عمي مصعب عن مصعب بن عثمان قال كان أمية قد نظر في الكتب وقرأها ولبس المسوح تعبدا وكان ممن ذكر ابراهيم واسماعيل والحنفية وحرم الخمر والاوثان والتمس الدين وطمع في النبوة لانه قرأ في الكتب أن نبيا يبعث من العرب فكان يرجوا أن يكون هو فلما بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم قيل له هذا الذي كنت تبشر به وتقول فيه فحسده عدو الله وقال أنا كنت أرجو أن أكون هو فانزل الله عز وجل فيه واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين وهو الذي يقول % كل دين يوم القيامة عند الله الا دين الحنفية زور %
المفضلات