ومحمدٌ هنا لا يمنع قراءة التوراة ولا ينكر وجودها وسكوته برهان على وجودها ولنتأمل الحديث التالي:
عن خيثمة بن أبي سبرة، قال: أتيت المدينة فسألت الله أن ييسّر لي جليساً صالحاً، فيسَّر لي أبا هريرة، فجلست إليه فقلت: إني سألت الله أن ييسر لي جليساً صالحاً فوُفّقتَ لي فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من الكوفة، جئت ألتمس الخير وأطلبه فقال: (أليس فيكم سعد بن مالك مجاب الدعوة، وابن مسعود صاحب طهور رسول الله ونعليه، وحذيفة صاحب سر رسول الله، وعمار الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه، وسلمان صاحب الكتابين؟ يعني الإنجيل والقرآن) (مشكاة حديث رقم 6224 - رواه الترمذي)
واضح أن الحديث يعرّف الكتابين بأنهما الإنجيل والقرآن
الرد على هذا الكلام :
يا كامبل ! هل تعجز في أن تتكلم بصدق ولو لمرة واحدة ؟ لماذا أنت دائم على الكذب ؟ هل لأنك تعلمت هذا من يسوعك حين إدعى أنه لن يصعد للعيد ثم تخفى وصعد متخفياً ؟
يو 7:8
اصعدوا انتم الى هذا العيد . انا لست اصعد بعد الى هذا العيد لان وقتي لم يكمل بعد .
يو 7:10
ولما كان اخوته قد صعدوا حينئذ صعد هو ايضا الى العيد لا ظاهرا بل كانه في الخفاء
من قال لك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمنع قراءة التوراة أو الإنجيل ؟!
هل تعلم لماذا أطلق على سلمان الفارسي صاحب الكتابين؟
إنه كان يعيش في أصبهان ويعبد النار ، ثم عندما اعتنق دين النصرانية ذهب إلى الشام ، وأقام في غحدى الكنائس وكان فيها قس ياكل الحرام .. فبعد موته جاء قس جديد ولكنه كان أفضل من السابق ، وقبل موته ارسل سلمان الفارسي إلى قس بالموصل لأن الكل زاغوا لم يبقى على الدين النصراني الحق إلا القليل ، فذهب إلى الموصل ومن الموصل ذهب إلى نصيبين ومن نصيبين إلى عمورية من بلاد الروم، فأقام معه واخذ يخدمه حتى حضرته الوفاة، فقال سلمان له: إلى من توصي بي؟ فقال لي: يا بني ما أعرف أحدًا على مثل ما كنا عليه، آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك (أتى عليك) زمان نبي يبعث بدين إبراهيم حنيفًا، يهاجر إلى أرض ذات نخل بين حرتين، فإن استطعت أن تخلص (تذهب) إليه فافعل، وإن له آيات لا تخفى، فهو لا يأكل الصدقة، ويقبل الهدية، وإن بين كتفيه خاتم النبوة، إذا رأيته عرفته.
فذهب سلمان للجزيرة العربية وعلم أنه قد بعث الله بنبي فأرد أن يتأكد فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقُباء، وكان معه نفر من أصحابه، فقال له: إنكم أهل حاجة وغربة، وقد كان عندي طعام نذرته للصدقة، فلما ذُكر لي مكانكم رأيتكم أحق الناس به فجئتكم به، ثم وضعه ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: كلوا باسم الله، وأمسك هو فلم يبسط إليه يدًا، فقال في نفسه : هذه والله واحدة، إنه لا يأكل الصدقة. ثم رجع، وعاد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في الغداة ويحمل طعامًا، فقال لرسول الله عليه الصلاة السلام: إني رأيتك لا تأكل الصدقة ، وقد كان عندي شيء أحب أن أكرمك به هدية، فووضعه بين يده، فقال عليه الصلاة السلام لأصحابه: كلوا باسم الله، وأكل معهم، فقال لنفسه: هذه والله الثانية، إنه يأكل الهدية، ثم رجع فمكثت ما شاء الله، ثم آتاه فوجده في البقيع قد تبع جنازة، وحوله أصحابه وعليه شملتان الشملة: كساء من الصوف مؤتزرًا بواحدة، ومرتديًا الأخرى، فسلّم عليه، ثم عدل لينظر أعلى ظهره، فعرف رسول الله أنه يريد ذلك، فألقى بردته عن كاهله، فإذا العلامة بين كتفيه خاتم النبوة، كما وصفه لي صاحبي، فأكبب عليه أقبله وأبكي.
إذن معنى (صاحب الكتابين) = أي كان نصراني وأسلم .
يقول وليم كامبل :
اقتباس
هذا يؤكد وجود إنجيل صحيح يقرأونه.
الرد على هذا الكلام :
بل تقصد = هذا يدل على أن بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم موجودة بالتوراة والإنجيل .. فأين هي ؟ فإن أنكرت فإذن كتابك مُحرف ... فأنت الآن تتعجب وتقول : إما البشارة وإما التحريف !.............فأقول لك : إن تطرقت للقرآن والسنة لتثبت صحة كتابك فستجد القرآن والسنة تُدينك أنت وكتابك المدعو مقدس ... فمن الذي قدسه ؟ هل أونان هو الذي قدسه بأعماله الجنسية وهو يستنمي أمام إمرأة ليلقي منيه على الأرض كما جاء بسفر تكوين الإصحاح 38 بالترجمة الكاثوليكية ؟ أليس أونان أحد أجداد يسوعك لأنه ابن يهوذا ؟ .
النسخة الكاثوليكية
سفر تكوين38:9
وعَلِمَ أَونانُ أَنَّ النَّسْلَ لا يَكونُ لَه، فكانَ إِذا دَخَلَ على اَمرَأَةِ أَخيه، اِستَمْنى على الأَرض، لِئَلاَّ يَجعَلَ نَسْلاً لأَخيه.
يقول وليم كامبل :
اقتباس
عن زياد بن لبيد، قال: ذكر النبي شيئاً فقال: (ذاك أوان ذهاب العلم) قلت: يا رسول الله، وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونعلّمه أبناءنا ويقرأه أبناؤهم، ويعلّمونه أبناءهم إلى يوم القيامة؟ فقال: (ثكلتك أمك زياد! إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة أوَليس هذه اليهود والنصارى يقرأون التوراة والإنجيل لا يعملون بشيء مما فيهما؟) (مشكاة، حديث 277 - رواه أحمد وابن ماجه)
ويوضح هذا الحديث أن محمداً قال إن اليهود والنصارى يقرأون كتبهم، ولم يذكر أنها محرّفة ولا منسوخة وربما كان يشير إلى اليهود والنصارى العرب الذين لا يفهمون لغة التوراة العبرية ولغة الإنجيل اليونانية ونحن نسأل: كم عدد الذين يقرأون كتبهم المقدسة ويفهمونها؟
الرد على هذا الكلام :
لا حول ولا قوة إلا بالله .... لهذه الدرجة وصل بك الجهل ؟! إن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يقرأون التوراة والإنجيل لا يعملون بشيء مما فيهما) .. هذا يدل على أعلى مستويات التحريف والغباء .. حيث هناك من يقرأ ولا يميز إن كانت مُحرفة أم لا ..
وتقول : { محمداً قال إن اليهود والنصارى يقرأون كتبهم } !! وماذا يُفعل بالكتب ؟ تقرأ أم تُسمع ؟، الرسول اوضح بأنكم تقرؤون كتبكم ، وهذا أمر آدمي وطبيعي جداً ... ولكنه قال : { لا يعملون بشيء مما فيهما } وهذه أفظع لأن (الحيوانات هي التي لا تعقل) لكون بشارته مدونة بهم .. فضلّ اليهود والنصارى حرفوا التوراة والإنجيل التي فيها حكم الله وبشارة رسول الله حيث قال المسيح : (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) ، ثم ما لبث أن تمادى بهم غيهم حتى لعبوا بهما، فويلٌ لهم، وويل لأقوامٍ منعهم حفظُ الله كتابَه من أن يحرفوه، فراحوا يحرّفون معانيه ويتلاعبون بدلالاته، يُفسرونه كما يحلو لشهواتهم وشبهاتهم، إنهم كما قال ابن مسعود: (يقيسون الأمور بآرائهم)
يقول وليم كامبل :
اقتباس
ولكن ماذا عن حديث بدء الوحي (فانطلقت به (بمحمد) خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى، ابن عم خديجة، وكان امرأً تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي) (بخاري جزء 1 ص 2) وهذا يعني أن الكتاب كان موجوداً معروفاً بين العرب.
الرد على هذا الكلام :
ولكنك لم تذكر اهم شيء وهو ما جاء على لسان ورقة ابن نوفل حيث قال : لئن كان هذا حقا يا خديجة ، إن محمدا لنبي هذه الأمة ، وقد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبي ينتظر ، هذا زمانه
وقصة سلمان الفارسي توضح أنه في هذا الزمان كان هناك فريقين .. فريق ضل وكفر وفريق يؤمن بظهور رسول جديد بشرت به التوراة وإنجيل المسيح الذي انزل عليه .
يقول وليم كامبل :
اقتباس
وجاء في الحديث أن التوراة تنبأت عن محمد
عن عطا بن يسار قال: لقيتُ عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت: أخبرني عن صفات رسول الله في التوراة، فقال: (أجَل والله، إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن: يا أيها النبي إنّا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، وحرزاً للأميين أنت عبدي ورسولي، سمّيتك المتوكل، لا فظ ولا غليظ القلب ولا صخّاب في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يأخذه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله، يفتح بها أعيناً عمياً وآذاناً صُماً وقلوباً غُلفاً) (السيرة النبوية لابن كثير 1:327 - رواه البخاري)
وقد جاءت هذه النبوة في سفر إشعياء بالتوراة، ويرجع تاريخها إلى 700 سنة قبل المسيح، و1300 سنة قبل محمد، وهي مقبولة شرعياً من عطا بن يسار، وتقول: (هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلْأُمَمِ لَا يَصِيحُ وَلَا يَرْفَعُ وَلَا يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَا يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لَا يُطْفِئُ... أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ، فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْداً لِلشَّعْبِ وَنُوراً لِلْأُمَمِ، لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ، لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ، مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ) (إشعياء 42:1-3 و6 و7).
ولما كان عندنا شاهدان: نبوة إشعياء التوراتية، وكلمات الحديث، وهما متوافقان، ندرك أن نبوة إشعياء لم تتحرف وقد أعلن الإنجيل أن النبوة تحققت في المسيح، فهو الذي لم يكن صخّاباً، وهو الذي عفا وغفر، وهو الذي فتح عيون العمي (متى 12:18-21)
الرد على هذا الكلام :
مضحك جداً جنابك . يا عزيزي طالما أن ما جاء بسفر إشعياء هو منسوب ليسوعك فإن كتابك مُحرف لأن الحديث يتحدث عن بشارة رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
ويكفينا انك أعترفت أن يسوعك ليس إله يُعبد لأن ما جاء بسفر اشعياء هو منسوب لعبد وليس للإله بقوله : (هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ) فهل اقنوم الابن هو عبد الله الذي هو الثلاثة أقانيم ؟ فطالما أن الأقنوم الثاني عبد فإذا الأقنوم الأول الأب هم عبد من عباد الله والأقنوم الثالث هو كذلك عبد من عباد الله لأن الثلاثة واحد وما يُطبق على الأقنوم الثاني يُطبق على الأول والثالث ... فكيف تدعي ذلك ؟ تنفي بشارة رسول الله فتبطل ألوهية يسوعك بجهالة ؟ ... وقوله (ابْتَهَجَتْ بِهِ نَفْسِي) فلم يُذكر لا إله إلا الله وإلا معه محمد رسول الله .. وقوله (لِيَسُوسَ الأُمَمَ بِالْعَدْلِ) فأعتقد ما فعله ويفعله القساوسة والرهبان أمثال برسوم المحرقي الذي زنى بخمسة آلاف إمرأة ونتج عن ذلك مولد خمسة آلاف سفاح بن زنى ، وكيرلس عابد الشيطان والسحر الأسود وغيرهم والتحرشات الجنسية والسرقة وزراعة المخدرات داخل الكنائس وتوزيع شرائط الفيديو السكس على رواد الكنائس هو رد كافي على أن العدل لم يأتي بخزعبلات المسيحية المفضوحة .... وقوله (يُبْدي الحَقَّ بأَمانَة.) وهذا دليل أن يسوع لم ياتي بتشريع ولم يحقق العدل بدليل أنه رفض أن يطبق الناموس بيده وادعى أنه لا يوجد إنسان بلا خطيئة ، فلماذا لم يُطبق الناموس بيده / كانت مكسورة ؟ ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم طبق الناموس على امرأة ورجل يهودى بالرجم وقال في موضع آخر (لو أنّ فاطمة بنت محمد سرقت، لقطعت يدها) ويكفي ان المسيحية ليس بها ناموس للتوريث فيطبقوا بناموس الإسلام .. ويسوع لم يخرج للأمم لأنه كان يسير متخفي (يو 11:54 فلم يكن يسوع ايضا يمشي بين اليهود علانية) بل رسول الله خرج علانيةً وحارب بسيفه أعداء الاسلام .. أما قوله (وَضَعْتُ رُوحِي) فهذا امر طبيعي جداً لأنه حدث مع داود (صموئيل الأول 16:13) وشاول (صموئيل الأول 10: 10) وجدعون (قض 6: 34) وشمشون (قض 14: 6) ورُسلِ شاوُلَ (صموئيل الأول 19: 20) وزكريا بن يهوياداع (اخبار الأيام الثاني 24: 20) .. أما إدعاء أن المسيحية أنتشرت في العالم فهذه أكاذيب لأن كل الطوائف لها قانون إيماني خاص بها ومن خرج عنه فهو مرتد كما قال الكاثوليك :
يصرّح قانون الكنيسة الكاثوليكيّ : نؤمن بإحكام و لا بأيّ حال نشكّ أن كلّ مبتدع (مرتد) أو انفصالي سيكون نصيبه مع الشيطان و ملائكته في لهب النّيران الأبديّة , إلا إذا قبل نهاية حياته عاد انضم واتَّحَد معَ الكنيسة الكاثوليكيّة. (إستيقظ 8-11-1983 ص4-5) .
ومجمع خلقيدونية سنة 451م أعلن عن هرطقة كنيسة الإسكندرية وتم نفى رئيسها ومازالت الحرب قائمة .
ولم ينتشر العدل في العالم تحت راية الصليب لأن العالم زجر من الحروب الصليبة وهرطقة الكنيسة فقامت الثورة الفرنسية الصناعية ضد الكنيسة فأعلنوا العلمانية في أحكامهم كما هو الحال في الزواج والطلاق .. فالكنائس تمنع الطلاق والكل يطلق ويتزوج كما هو معروف ، وهذا غير العلاقات المحرم والبوي فريند .. هذا غير الأحتلال ونهب ثروات الدول العربية .. وبدأ العلماء يأخذوا التجارب العلمية مأخذ الجد بعد فضيحة الكنيسة مع "غاليلو" وغيره من الذين أحرقوهم أحياء والتاريخ خير شاهد .
أنا لا أريد أن يتطرق حوارنا في السياسة وهذا ليس مجالنا ولكن شيء بالشيء يُذكر وكل ما ذكرته يثبت أن ما جاء بسفر اشعياء ليس كبشارة ليسوعك لأن يسوعك انضرب بالجزم وبصقوا عليه وكانوا يضربونه على قفاه ونال من العذاب ما ناله حمار في مطلع .. فكيف هذا وسفر اشعياء يقول : فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ ... فحفظه مِن مَن ؟ ألم يقل الله عز وجل لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم : وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ... فهل نال منه أحد ؟ ابداً
أما يسوع فحدث ولا حرج .
يقول وليم كامبل :
اقتباس
عن ابن صخر العقيلي، قال: حدثني رجل من الأعراب قال: جلبت جلوبة إلى المدينة في حياة رسول الله، فلما فرغت قلت لألقَينَّ هذا الرجل فلأسمعَن منه قال: فتلقّاني الرسول وأبو بكر وعمر يمشون فتبعتهم حتى أتوا على رجل من اليهود ناشر التوراة يقرأها، يعزي بها نفسه عن ابن له في الموت كأحسن الفتيان وأجملهم فقال له رسول الله: (أنشدك بالذي أنزل التوراة، هل تجدني في كتابك ذا صفتي ومخرجي؟) فقال برأسه هكذا - أي لا فقال ابنه: (إي والذي أنزل التوراة إنّا لنجدك في كتابنا صفتك ومخرجك أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله) فقال رسول الله: (أقيموا اليهودي عن أخيكم) ثم ولي كفنه والصلاة عليه (السيرة النبوية لابن كثير 1:232)
لقد اختلف الفتى مع أبيه في تفسير التوراة، ولكن لم يقل أحد إن التوراة محرّفة ولا منسوخة!
الرد على هذا الكلام :
هل هذا إفلاس منك يا عزيزي ، فإنكار بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم تعني التحريف ، أما الإعتراف بها فتعني عدم تحريفها ... فأيهما تختار ؟
يقول وليم كامبل :
اقتباس
عن عبد الله بن عمر، أن اليهود جاءوا إلى رسول الله فذكروا له أن رجلاً وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله (ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟) قالوا: نفضحهم ويُجلَدون قال عبد الله بن سلام: كذبتم، فإن فيها الرجم، فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها فقال عبد الله بن سلام: ارفع يدك فرفع، فإذا آية الرجم فقالوا: صدق يا محمد، فيها آية الرجم فأمر بهما النبي فرُجما (المشكاة حديث رقم 3559 - رواه البخاري ومسلم)
لقد طلب محمد التوراة فجيء بها، وسمع ما حكمت به، ثم قضى بحسب حكمها ولم يقل أحد إن التوراة محرفة ولا منسوخة وهذه حادثة يشير القرآن فيها إلى أن اليهود أخفوا الألفاظ، وذلك في قراءتها دون أن يغيّروا نصَّها.
الرد على هذا الكلام :
إهدأ يا عزيزي إهدأ ، فأنت لم تلمس السماء بيدك . فلا يعني وجود ناموس الرجم يعني انه ليس مُحرف ، فهذا ناموس لا يضر ولا ينفع تحريفه في شيء ، بل نحن نتحدث عن بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنت فعلت كما فعل اليهود وتنكر بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. إذن التحريف وقع ، وما سقط منه القليل سقط منه الكثير والدليل على ذلك قول قاموس الكتاب المقدس : كل ما وصل إلينا هو نسخ مأخوذة عن ذلك الأصل. ومع أن النساخ قد اعتنوا بهذه النسخ اعتناءً عظيماً فقد كان لا بد من تسرب بعض السهوات الإملائية الطفيفة جداً إليها ... فهذا يؤكد أن بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم تم تحريفها .
يقول وليم كامبل :
اقتباس
عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب اختصم إليه مسلم ويهودي، فرأى أن الحق لليهودي، فقضى له فقال له اليهودي: والله لقد قضيتَ بالحق فضربه عمر بن الخطاب بالدرة، ثم قال له: وما يدريك (أني قضيت بالحق)؟
فقال له اليهودي: إنّا نجد (في التوراة) أنه ليس قاضٍ يقضي بالحق إلا كان عن يمينه ملَك وعن شماله ملَك يسددانه ويوفقانه للحق ما دام يريد الحق فإذا ترك الحق عرجا وتركاه (الموطأ - أنس بن مالك ص 448)
لقد استمع عمر بن الخطاب لاقتباس اليهودي من توراته ولم يرفض كلمات التوراة .
الرد على هذا الكلام :
أولاً : هذا يُثبت أن عمر بن الخطاب على دين الحق وأنه حكم بحكم الإسلام العادل ولم يرد المظلوم بل حكم بالعدل وهذا هو الإسلام الذي تعلمه عمر بن الخطاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولولا علم اليهودي بأن عمر بن الخطاب هو على دين الحق جل وعلا لما ذهب ليجعله حاكم بينهم ... ويكفي أنه أعلن بأن على يمين ويسار عمر بن الخطاب ملائكة عدل والملائكة لا تُساند كفرة .
ثانياً : ليس كل يهودي جاء ليمدح عمر بن الخطاب عن عدل أقامه فهذا يعني أن الكتاب الذي يؤمن به اليهود كتاب غير مُحرف ، فلو ذهبنا للبوذية أو الهندوسية او كتاب الأمم المتحدة وطبقنا ما حكم به عمر بن الخطاب سنجد أنها مكتوبة بكتبهم ... فهل هذه الكتب سماوية ؟! فإذا كان المتحدث مجنون فعلى القارئ والمستمع أن يكونوا أعقل منه .
يقول وليم كامبل :
اقتباس
قال ابن عباس:(كيف تسألون (أيها المسلمون) أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أُنزل على رسول الله أحدث؟ تقرأونه محضاً لم يُشَب، وقد حدّثكم أن أهل الكتاب بدّلوا كتاب الله وغيّروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم لا والله ما رأينا منهم رجلاً يسألكم عن الذي أُنزل إليكم) (صحيح البخاري ج 9 ص 136)
هذا هو الحديث الوحيد الذي يشير للكتب السابقة للقرآن باعتبارها محرّفة، من بين أحاديث عديدة تشير إلى وجود توراة وإنجيل سليمين صحيحين بين المسلمين الأوائل.
الرد على هذا الكلام :
نشكرك جداً على هذا التوضيح .. فأنت لم تقدم أكثر من الحقيقة التي كشفت لنا من خلالها تحريف التوارة والإنجيل كما جاء بالأحاديث الشريفة بالكامل وكذا القرآن .
فالامر واضح وصريح ونحن كمسلمين ليس لنا شأن بكل الخرافات التي تملئ صفحات البايبل ، ولكننا بصدد أمر واحد لا اثنان ... بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فإن تزمرت واعترضت .. فهذا دليل على التحريف لقول الحق سبحانه :
ويمكن أن يُقال إن نفراً من اليهود الجهلة أو الأشرار ربما حرفوا نسخة كانت معهم .
الرد على هذا الكلام :
شكراً على أعترافك بالتحريف فأنت تؤكد ما جاء بالقرآن .. ومن المؤكد أن هذا النسخة هي موجود الآن كما أكتشفوا إناجيل وكتابات ومخطوطات من القرن الأول الميلادي مثل إنجيل فيليب ومريم المجدلية ومرقس السري .
قال تعالى :
(1) سورة النساء - آية 46
من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بالسنتهم وطعنا في الدين ولو انهم قالوا سمعنا واطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم واقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا
(2) سورة المائدة - آية 13
فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم الا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح ان الله يحب المحسنين
(3) سورة المائدة - سورة 5 - آية 41
يا ايها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا امنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم اخرين لم ياتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون ان اوتيتم هذا فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم
* يحرفون الكلم عن مواضعه تحريفهم إياه يكون بوجهين أحدهما بسوء التأويل والآخر بالتغيير والتبديل .... راجع تذكرة الاريب في تفسير الغريب ج1/ص138
* يحرفون الكلم يغيرون صفة محمد ونعته والرجم على المحصن والمحصنة إذا زنيا ... راجع تفسير مجاهد ج1/ص159
* من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه يعني تبديل اليهود التوراة ... راجع تفسير الواحدي ج1/ص312
* يحرفون الكلم يغيرون كلام الله عن مواضعه من صفة محمد صلى الله عليه وسلم في كتابهم .. راجع تفسير النسفي ج1/ص224
* يحرفون الكلم عن مواضعه يميلونه عنها ويزيلونه لأنهم إذا بدلوه ووضعوا مكانه كلما غيره فقد أمالوه عن مواضعه فى التوراة التى وضعه الله تعالى فيها وأزالوه عنها ... راجع تفسير القرطبي ج6/ص181
* يحرفون الكلم من بعد مواضعه أي يتأولونه على غير تأويله بعد أن فهموه عنك وعرفوا مواضعه التي أرادها الله عز وجل وبين أحكامه .... راجع تفسير القرطبي ج:6 ص:181- تفسير القرطبي ج6/ص115
* يحرفون الكلم عن مواضعه أي يتأولونه على غير تأويله ويلقون ذلك إلى العوام وقيل معناه يبدلون حروفه ويحرفون في موضع نصب أي جعلنا قلوبهم قاسية محرفين ... راجع تفسير القرطبي ج:6 ص:115 تفسير القرطبي ج5/ص243
* إنما يحرفون كلم النبي صلى الله عليه وسلم أو ما عندهم في التوراة وليس يحرفون جميع الكلام ومعنى يحرفون يتأولونه على غير تأويله وذمهم الله تعالى بذلك لأنهم يفعلونه متعمدين وقيل عن مواضعه يعني صفة النبي ... راجع تفسير الطبري ج5/ص118
* وأما تأويل قوله يحرفون الكلم عن مواضعه فإنه يقول يبدلون معناها ويغيرونها عن تأويله والكلم جماع كلمة وكان مجاهد يقول عنى بالكلم التوراة
* حدثني محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم عن عيسى عن بن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يحرفون الكلم عن مواضعه تبديل اليهود التوراة ... راجع تفسير السمرقندي ج1/ص400
* ثم قال يحرفون الكلم والكلم جمع كلمة يعني يغيرون صفة محمد صلى الله عليه وسلم عن مواضعه يعني في كتابهم أي من بعدما وافق القرآن يعني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابهم ويقال استحلوا ما حرم الله تعالى عليهم ولم يعملوا به فكان ذلك تغيير الكلم عن مواضعه ثم قال ونسوا حظا يعني تركوا نصيبا مما ذكروا به يعني مما أمروا به في كتابهم .... راجع تفسير السعدي ج1/ص181
* يحرفون الكلم عن مواضعه إما بتغيير اللفظ أو المعنى أو هما جميعا فمن تحريفهم تنزيل الصفات التي ذكرت في كتبهم التي لا تنطبق ولا تصدق إلا على محمد صلى الله عليه وسلم على أنه غير مراد بها ولا مقصود بها بل أريد بها غيره وكتمانهم ذلك فهذا حالهم في العلم شر حال قلبوا فيه الحقائق ونزلوا الحق على الباطل وجحدوا لذلك الحق ... راجع تفسير الجلالين ج1/ص144
انتهى الرد على الجزء الرابع
التعديل الأخير تم بواسطة السيف البتار ; 18-06-2007 الساعة 11:46 PM
إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
.
المفضلات