كتاب هداية الحيارى، الجزء 1، صفحة 84
فصل الوجه التاسع والعشرون
قال كعب وذكر سفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ويريد بها التوراة التي هي أعم من التوراة المعينة أحمد عبدي المختار لافظ ولا غليظ ولا صخاب في الاسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة يعفو ويغفر مولده بكاء وهجرته طابا وملكه بالشام وأمته الحامدون يحمدون الله على كل نجد ويسبحونه في كل منزلة ويوضؤن أطرافهم ويأتزرون على أنصافهم وهم رعاة الشمس ومؤذنهم في جو السماء وصفهم في القتال وصفهم في الصلاة سواء رهبان بالليل أسد بالنهار ولهم دوي كدوي النحل يصلون الصلاة حيث ما أدركتهم ولو على كناسة

فصل الوجه الثلاثون
قال ابن ابي الزناد حدثني عبد الرحمن بن الحارث عن عمر بن حفص وكان من خيار الناس قال كان عند أبي وجدي ورقة يتوارثونها قبل الاسلام فيها اسم الله وقوله الحق وقول الظالمين في تبار هذا الذكر لامة تأتي في آخر الزمان ينزرون على أوساطهم ويغسلون أطرافهم ويخوضون البحور الى أعدائهم فيهم صلاى لو كانت في قوم نوح ما هلكوا بالطوفان وفي ثمود ما هلكوا بالصيحة

فصل الوجه الحادي والثلاثون
قال شعيا وذكر قصة العرب فقال" ويدوسون الامم دياس البيادر وينزل البلاء بمشركي العرب وينهزمون بين يدي سيوف مسلولة وقسي مؤترة من شدة الملحمة وهذا إخبار عما حل بعبدة الاوثان من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم بدر ويوم حنين وفي غيرهما من الوقائع

كتاب هداية الحيارى، الجزء 1، صفحة 100
وذكر الترمذي وغيره من حديث عبد الرحمن بن غزوان وهو ثقة أخبرنا يونس بن أبي اسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه قال خرج أبو طالب الى الشام وخرج معه النبي صلى الله عليه وسلم في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب حطوا عن رحالهم فخرج اليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج اليهم ولا يلتفت قال فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم الراهب حتى اذا جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين يبعثه الله رحمة للعالمين فقال له أشساخ من قريش ما علمك فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا ولا يسجدون الا لنبي واني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفيه مثل التفاحة ثم رجع فصنع لهم طعاما فلما أتاهم به وكان هو في رعية الابل قال أرسلوا اليه فأقبل وعليه غمامة تظله فلما دنى من القوم وجد هم قد سبقوه الى في الشجرة فلما جلس مال فيء الشجرة عليه فقال انظروا الى فيء الشجرة مال عليه قال فينا هو قائم عليهم وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به الى الروم فان الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فيقتلونه واذا بسبعة قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم وقال ما جاء بكم قالوا بلغنا أن هذا النبي خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق الا بعث اليه بأناس وانا قد اخبرنا خبره فبعثنا الى طريقك هذا فقال لعل خلفكم احد هو خير منكم قالوا انا قد اخبرنا خبره بطريقك هذا قال أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه فهل يستطيع أحد من الناس رده قالوا لا قال فبايعوه وأقاموا معه قال انشدكم الله أيكم وليه قالوا ابو طالب فلم يزل يناشدهم حتى رده