" ظاهرة كنيسة الزيتون ظاهرة طبيعية ..
" عندما أتحدث باسم العلم لا أعتبر كلامى هذا رداً على أحد أو فتحاً لباب النقاش فى ظاهرة معروفة ، فلكل شأنه وعقيدته ، ولكن ما أكتب هو بطبيعة الحال ملخص ما أثبته العلم فى هذا المجال من حقائق لا تقبل الجدل ولا تحتمل التأويل نبصر بها الناس ، ولكل شأنه وتقديره ..
" ولا ينكر العلم الطبيعى حدوث هذه الظاهرة ، واستمرارها فى بعض الليالى لعدة ساسعات ، بل يقرها ولكن على أساس أنها مجرد نيران أو وهج أو ضياء متعددة الأشكال غير واضحة المعالم ، بحيث تسمح للخيال أن يلعب فيها دوره ، وينسج منها ما شاءت الظروف أن ينسج من ألوان الخيوط والصور . إنها من ظواهر الكون الكهربائية التى تحدث تحت ظروف جوية معينة تسمح بسريان الكهرباء من الهواء إلى الأرض عبر الأجسام المرتفعة نسبياً المدببة فى نفس الوقت ، شأنها فى ذلك مثلاً شأن الصواعق التى هى نيران مماثلة ولكن على مدى أكبر وشدة أعظم ، وشأن الفجر القطبى الذى هو فى مضمونه تفريغ كهربى فى أعالى جو الأرض ، ولطالما أثار الفجر القطبى اهتمام الناس بمنظره الرائع الخلاب حتى ذهب بعضم خطأ إلى أنه ليلة القدر لأنه يتدلى كالستائر المزركشة ذات الألوان العديدة التى تتموج فى مهب الريح ..
" ومن أمثلة الظواهر المماثلة لظاهرتنا هذه أيضاً ـ من حيث حدوث الأضواء وسط الظلام ـ السحب المضيئة العالية المعروفة باسم " سحاب اللؤلؤ " ، وهذا السحاب يضىء ، ويتلألأ وسط ظلام الليل لأنه يرتفع فوق سطح الأرض ويبعد عنها البعد الكافى الذى يسمح بسقوط أشعة الشمس عليه رغم اختفاء قرص الشمس تحت الأفق ، وتضىء تلك الأشعة ذلك السحاب العالى المكون من أبر الثلج فيتلألأ ويلمع ضياؤه ويترنح وسط ظلام الليل ونقاء الهواء العلوى فيتغنى به الشعراء ..
" وتذكرنا هذه الظاهرة كذلك بظاهرة السراب المعروفة ، تلك التى حيرت جيوش الفرنسيين أثناء حملة نابليون على مصر ، فقد ظنوا أنها من عمل الشياطين حتى جاءهم العالم الطبيعيى " مونج " بالخبر اليقين وعرف الناس أنها من ظواهر الطبيعة الضوئية ..
" وظاهرتنا التى تهمنا وتشغل بال الكثيرين منا تسمى فى كتب العلم " نيران القديس المو " أو " نيران سانت المو " ، ونحن نسوق هنا ما جاء عنها فى دائرة المعارف البريطانية التى يملكها الكثيرون ويمكنهم الرجوع إليها : النص الإنجليزى فى : Handy Volume Essue Eleventh Edition الصحيفة الأولى من المجلد الرابع والعشرين تحت اسم : St. Elms Firs .. وترجمة ذلك الكلام حرفياً : ..
" نيران سانت المو : هى الوهج الذى يلازم التفريغ الكهربى البطىء من الجو إلى الأرض . وهذا التفريع المطابق لتفريغ " الفرشاة " المعروف فى تجارب معامل الطبيعة يظهر عادة فى صورة رأس من الضوء على نهايات الأجسام المدببة التى على غرار برج الكنيسة وصارى السفينة أو حتى نتوءات الأراضى المنبسطة ، وتصحبها عادة ضوضاء طقطقة وأزيز ..
" وتشاهد نيران سانت المو أكثر ما تشاهد فى المستويات المنخفضة خلال موسم الشتاء أثناء وفى أعقاب عواصف الثلج ..
" واسم سانت المو هو لفظ إيطالى محرف من سانت " رمو " وأصله سانت أراموس ، وهو البابا فى مدة حكم دومتيان ، وقد حطمت سفينته فى 2 يونيو عام 304 ، ومنذ ذلك الحين اعتبر القديس الراعى لبحارة البحر المتوسط الذين اعتبروا نيران سانت الموا بمثابة العلاقة المرئية لحمايته لهم ، وعرفت الظاهرة لدى قدماء الإغريق . ويقول بلن Biln فى كتابه " التاريخ الطبيعيى " أنه كلما تواجد ضوءان كانت البحارة تسميهما التوأمان ، واعتبر بمثابة الجسم المقدس ..
" على هذا النحو نرى أن أهل العلم الطبيعى لا يتحدثون عن خوارق الطبيعة ، وإنما يرجعون كل شىء إلى قانونه السليم العام التطبيقى أما من حيث انبعاث ألوان تميز تلك النيران فيمكننا الرجوع إلى بعض ما عمله العلماء الألمان أمثال جوكل Gockel من تفسير الاختلاف فى الألوان ، فهو يبين فى كتابه Das gewiter من التجارب التى أجراها فى ألمانيا أنه أثناء سقوط الثلج تكون الشحنة موجبة ( اللون الأحمر ) أما أثناء تساقط صفائح ثلج فإن الشحنة ليست نادرة ويصحبها أزيز ويغلب عليها اللون الأزرق ..
" وفى كتاب الكهرباء الجوية Atmospheric Electricity لمؤلفه شوتلاند صفحة 38 نجده يقول : ..
" تحت الظروف الملائمة فإن القسم البارز على سطح الأرض كصوارى السفن إذا تعرضت إلى مجالات شديدة من حالات شحن الكهرباء الجوية يحصل التفريغ الوهجى ويظهر واضحاً ويسمى نيران سانت المو ..
" قارن هذا بالأوصاف التى وردت فى جريدة الأهرام بتاريخ 6 / 5 / 1968 .. ( هيئة جسم كامل من نور يظهر فوق القباب الأربع الصغيرة لكنيسة الزيتون أو فوق الصليب الأعلى للقبة الكبرى أو فوق الأشجار المحيطة بالكنيسة .. الخ .. ) ..
" .. ( .. أما الألوان .. فقد أجمعت التقارير حتى الآن على أنها الأصفر الفاتح المتوهج والأزرق السماوى ) ..
" وعندما نرجع بالذاكرة إلى الحالة الجوية التى سبقت أو لازمت الرؤية الظاهرة نجد أن الجمهورية كانت تجتاحها فى طبقات الجو العلوى موجة من الهواء الباردة جداً الذى فاق فى برودته هواء أوربا نفسها مما وفر الظرف الملائم لتولد موجات كهربية بسبب عدم الاستقرار ، ولكن فروق الجهد الكهربى يمكن أن تظل كافية مدة طويلة ..
" ويضيف ملهام Milham عالم الرصد الجوى البريطانى فى كتابه " المتيرولوجيا " صفحة 481 ( أنه أحياناً تنتشر رائحة من الوهج .. ) وتفسيرنا العلمى للرائحة أنها من نتائج التفاعلات الكيماوية التى تصحب التفريغ الكهربى وتكون مركات كالأوزون ..
" وخلاصة القول أنه من المعروف والثابت علمياً أن التفريغ الكهربى المصحوب بالوهج يحدث من الموصلات المدببة عندما توضح فى مجال كهربى كاف ، وهو يتكون من سيال من الأيونات التى تحمل شحنات من نفس نوع الشحنات التى يحملها الموصل ..
" والتفريغات الكهربية التى من هذا النوع يجب أن تتوقع حدوثها من أطراف الموصلات المعرضة على الأرض مثل النخيل والأبراج ونحوها عندما يكون مقدار التغير فى الجهد الكهربى كافياً بشرط أن يكون ارتفاع الجسم المتصل بالأرض ودقة الأطراف المعرضة ملائمة ، ومن المؤكد أن الباحثين الأول أمثال فرنكلين لاحظوا مجال الجو الكهربى حتى فى حالات صفاء السماء ..
" وتحت الظروف الطبيعية الملائمة التى توفرها الأطراف المدببة للأجسام المرتفعة فوق سطح الأرض ق يصبح وهج التفريغ ظاهراً واضحاً ..
" وقد ذكر " ولسون " العالم البريطانى فى الكهربائية الجوية أن التفريغ الكهربى البطىء للأجسام المدببة يلعب دوراً هاماً فى التبادل الكهربى بين الجو والأرض خصوصاً عن طريق الأشجار والشجيرات وقمم المنازل وحتى حقول الحشائش . وليس من اللازم أن ينتهى الجسم الموصل بطرف مدبب أو يبرز إلى ارتفاعات عظيمة ..
" وقد يتساءل الناس : ..
" ـــ إن الظاهرة خدعت الأقدمين من الرومان قبل عصر العلم ، ثم فى عصر العلم فسر العلماء الظاهرة على أنها تفريغ كهربى لكن التاريخ يعيد نفسه فقد خدعت نفس الظاهرة الطبيعية أهل مصر فأطلقوا عليها نفس الاسم الذى تحمله الكنيسة التى ظهرت النيران فوقها ، ومن هنا ظن القوم خطأ أنها روح مريم عليها السلام ..
" ـــ الظاهرة الطبيعية تحدث فى الهواء الطلق أعلى المبانى والشجر ولا تحدث داخل المبانى وهو عين ما شوهد ، ولو أنها كانت روح العذراء لراحت تظهر داخل الكنيسة بدلاً من الظهور على الأشجار والقباب ..
" ـــ الظاهرة الجوية يرتبط ظهورها ومكثها بالكهربائية الجوية ، وعموماً بالجو وتقلباته ، فهل إذا كانت روحاً يرتبط ظهورها بالجو كذلك ؟؟ ..
" ـــ الظاهرة الطبيعية لا تشاهد إلا عندما يخيم الظلام بسبب ضعف ضوء الوهج بالنسبة إلى ضوء الشمس الساطع . ولكن ما يمنع الأرواح الطاهرة أن تظهر بالنهار ؟؟ ..
" ـــ إذا كانت نفس الظاهرة تشاهد فى أماكن أخرى فى مصر فما الموضوع ؟ " .
التعديل الأخير تم بواسطة شبكة بن مريم الإسلامية ; 12-08-2005 الساعة 01:08 AM
لا يتم الرد على الرسائل الخاصة المرسلة على هذا الحساب.
أسئلكم الدعاء وأرجو ان يسامحني الجميع
وجزاكم الله خيرا
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة شبكة بن مريم الإسلامية في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 14-01-2007, 04:50 AM
-
بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 26-12-2006, 06:20 PM
-
بواسطة الشرقاوى في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 9
آخر مشاركة: 06-10-2006, 03:57 PM
-
بواسطة الشرقاوى في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 17-07-2005, 02:30 AM
-
بواسطة الشرقاوى في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 16-07-2005, 07:45 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات