بالنسبة للبند الخامس عشر: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ) (سورة البقرة 2:113)

ما هو الهدف الذي يريد أن يصل من خلاله وليم كامبل بصدد هذه الآية ؟

الله يثبت لنا أنه على الرغم من إتباع النصارى دين اليهود واستلام كتابهم المطلق عليه توراة إلا أنهم يُكَفروا بعضهم البعض ، فاليهود تنكر ألوهية اليسوع (وهذا حق) وينكرون أن معبود أهل الصليب شخصية باطلة ، وأهل الصليب يتهموا اليهود أنهم على باطل وأنهم لا يعبدون إلههم يسوع (غلاطة 3:13) .

لذلك نقول إن أصدق ما قاله اليهود والنصارى على بعضهم البعض .. ليستم على شيء .. فقال اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء .. والعجيب إنهم أهل كتاب .. اليهود أهل كتاب والنصارى أهل كتاب .. ومع ذلك كل منهما يتهم الآخر بأنه لا إيمان له وبذلك يتساوا مع المشركين. وكان من المفروض أن يتميزوا على المشركين .. ولكن تساوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون .

الذين يقولون إن أهل الكتاب ليسوا على شيء .. أي أن المشركين يقولون اليهود ليسوا على شيء والنصارى ليسوا على شيء .. واليهود يقولون المشركون ليسوا على شيء والنصارى ليسوا على شيء .. ثم يقول الحق سبحانه وتعالى: "كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم" .. وبذلك أصبح لدينا ثلاث معسكرات يواجهون الدعوة الإسلامية .. معسكر لا يؤمن بمنهج سماوي ولا برسالة إلهية وهؤلاء هم المشركون .. ومعسكران لهم إيمان ورسل وكتب هم اليهود والنصارى .. ولذلك قال الحق سبحانه وتعالى: "كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم" .. أي الذين لا يعلمون دينا ولا يعلمون إلها ولا يعلمون أي شيء عن منهج السماء .. اتحدوا في القول مع اليهود والنصارى وأصبح قولهم واحدا.

أهذا ما يُريد وليم كامبل توضيحه لنا ؟!


بالنسبة للبند السادس عشر : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ) (سورة آل عِمران 3:23) / ويقول المفسرون: إن سبب نزولهـذه الآيةهـو أن جدالاً حدث بين اليهود ومحمد بسبب تحكيمهم له، فطلب منهم الرجوع إلى كتابهم.


قال ابن عباس: نزلت هذه الآية بسبب " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بيت المدراس على جماعة من يهود فدعاهم إلى الله فقال له نعيم بن عمرو والحارث بن زيد: على أي دين أنت يا محمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا على ملة إبراهيم " فقالا: فإن إبراهيم كان يهودياً، فقال لهما النبي عليه السلام: " فهلموا إلى التوراة فهي بيننا وبينكم " فأبيا عليه فنزلت، وذكر النقاش: أنها نزلت لأن جماعة من اليهود أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. فقال لهم النبي عليه السلام: " هلموا إلى التوراة ففيها صفتي " فأبوا.

فها هو الأمر بين ايديكم يا اهل الصليب أتباع اليهود ، إن كان إبراهيم عليه السلام يهودياً فاثبتوا ذلك من كتابكم ، وإن لم تعترفوا بذلك فافيدونا ما هو دين إبراهيم عليه السلام ؟

وإن كان بشارة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بكتابكم فآتوا بها ، وإن أنكرتم نجد الله يقول فيكم : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ .. المائدة68


بالنسبة للبند السابع عشر : (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) (سورة آل عمران 3:79)

آفة رجال الدين كالقساوسة والرهبان حين يفسدون، أن يصبحوا أداة طيعة لتزييف الحقائق باسم أنهم رجال الدين. يؤولون نصوص كتابهم، ويلوونها ليا, ليصلوا منها إلى مقررات معينة، يزعمون أنها مدلول هذه النصوص، وأنها تمثل ما أراده الله منها. ويحرفون الكلم عن مواضعه ليوافقوا بينه وبين اتجاهات تصادم هذا الدين وحقائقه الأساسية. ويبذلون جهداً لاهثاً في التمحل وتصيد أدنى ملابسة لفظية ليوافقوا بين مدلول آية قرآنية وهوى من الأهواء السائدة التي يهمهم تمليقها.. { ويقولون هو من عند الله. وما هو من عند الله. ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون }. فكانوا يهدفون من هذا إلى إثبات الوهية عيسى عليه السلام ومعه " روح القدس ". وذلك فيما كانوا يزعمون من الأقانيم: الأب والابن والروح القدس. باعتبارها كائناً واحداً هو الله - تعالى الله عما يصفون - ويروون عن عيسى - عليه السلام - كلمات تؤيد هذا الذي يدعونه، فرد الله عليهم هذا التحريف وهذا التأويل، بأنه ليس من شأن نبي يخصه الله بالنبوة ويصطفيه لهذا الأمر العظيم أن يأمر الناس أن يتخذوه إلهاً هو والملائكة. فهذا مستحيل ، إن النبي يوقن أنه عبد، وأن الله وحده هو الرب، الذي يتجه إليه العباد بعبوديتهم وبعبادتهم. فما يمكن أن يدعي لنفسه صفة الألوهية التي تقتضي من الناس العبودية. فلن يقول نبي للناس: { كونوا عباداً لي من دون الله }.. ولكن قوله لهم: { كونوا ربانيين }.. منتسبين إلى الرب، عباداً له وعبيداً، توجهوا إليه وحده بالعبادة، وخذوا عنه وحده منهج حياتكم، حتى تخلصوا له وحده فتكونوا { ربانيين }.. كونوا { ربانيين }.. بحكم علمكم للكتاب وتدارسكم له. فهذا مقتضى العلم بالكتاب ودراسته.

مت 15:9
وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس

فكذبوا وقالوا أن اليسوع وجه هذه الجملة لليهود لأنهم كانوا يعبدون الله خطأ ، فضحكت من قلبي ، فألهمني الروح القدس بسؤال وهو : متى عبد اليهود يسوع ؟

بالنسبة للبند الثامن عشر : (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلّاً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَهـُمُ الظَّالِمُونَ) (سورة آل عمران 3:93 و94)

لا حول ولا قوة إلا بالله ، كلما أنتقلت من بند إلى بند أتأكد بأن وليم كامبل لم يكن في كامل قواه العقلية وهو يكتب هذا الكتاب ، وأتأكد كذلك بأن المواقع المسيحية أعداء الإسلام الذين ينشرون هذا الكتاب هم أكثر منه غباءً .

يا سااادة ، إنها آيات تدينكم ... أفلا تعقلون ؟

لقد كان اليهود يتصيدون كل حجة، وكل شبهة، وكل حيلة، لينفذوا منها إلى الطعن في صحة الرسالة المحمدية، وإلى بلبلة الأفكار وإشاعة الاضطراب في العقول والقلوب.. فلما قال القرآن: إنه مصدق لما في التوراة برزوا يقولون: فما بال القرآن يحلل من الأطعمة ما حرم على بني إسرائيل؟ وتذكر الروايات أنهم ذكروا بالذات لحوم الإبل وألبانها.. وهي محرمة على بني إسرائيل. وهناك محرمات أخرى كذلك أحلها الله للمسلمين.

وهنا يردهم القرآن إلى الحقيقة التاريخية التي يتجاهلونها للتشكيك في صحة ما جاء في القرآن من أنه مصدق للتوراة، وأنه مع هذا أحل للمسلمين بعض ما كان محرماً على بني إسرائيل.. هذه الحقيقة هي أن كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل - إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة - وإسرائيل هو يعقوب - عليه السلام - وتقول الروايات إنه مرض مرضاً شديداً، فنذر لله لئن عافاه ليمتنعن - تطوعاً - عن لحوم الإبل وألبانها وكانت أحب شيء إلى نفسه. فقبل الله منه نذره.

ويتحداهم أن يرجعوا إلى التوراة، وأن يأتوا بها ليقرأوها، وسيجدون فيها أن أسباب التحريم خاصة بهم، وليست عامة.

{ قل: فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين }..

فهل آتوا بها وتلوها ؟ أبداً هربوا ... وهذا يدل على أن اليهود وأتباعهم أهل الصليب يكذبون ويقولون على الله الكذب وهو يعلمون .


بالنسبة للبند التاسع عشر: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالاً بَعِيداً) (سورة النساء 4:60)

هذه الآية تتحدث عن المنافقين يا وليم كامبل ...لأنها تقول : {آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} .. والآية التي تليها تظهر ذلك بقول الحق سبحانه : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ رَأَيْتَ ٱلْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً } .. فللأسف : أنا أشعر أنني أرد على كتابات شخص سكران .

يتبع :-