
-
جلس أحمد في أحد أركان المسجد بعد صلاة الفجر ؛ ليذكر الله تعالى ويقرأ ورده اليومي من كتاب الله ، وعلى الرغم منه عادت ذاكرته للوراء ..
عندما علمت أمه بما حدث في البلد الذي سافر إليه " عادل" انتابتها موجة من الحزن والبكاء المتواصل ، وظلت من خلال دموعها ونشيجها تقول .." كنت أعلم .. كنت أشعر أن أمرا ما سيجري.. يا رب احفظ ابني من كل سوء ، وأعده لي سالما يا أرحم الراحمين .. ثمرة فؤادي يا رب .. ثمرة فؤادي يا رب"
وظلت ترددها وتبكي ..
كم آلم أحمد بكاء أمه بهذه الطريقة ، أخذ يهدئها قائلا :
- " سيكون عادل بخير إن شاء الله يا أمي .. "
هتفت قائلة:
- " اتصل به يا بني .. ابحث عن رقمه واتصل به ، لن يطمئن قلبي إلا بعد سماع صوته"
رد أحمد بخفوت :
- " أنت تعلمين أن "عادل" لا يستقر بمكان يا أمي .. وهو الذي يتصل بنا دائما ؛ لتعذر وجوده بمدينة بعينها "
ثم استطرد :
- " لعله الآن في مكان بعيد عن تلك الحروب .. لا تقلقي سيتصل بنا إن عاجلا أو آجلا "
أحنت الأم رأسها وسلمت أمرها لله ، وهي تدعوه باكية أن يحفظ لها ابنها من كل سوء..
تنهد أحمد ودعا الله أن يستجيب دعاء أمه التي انفطر قلبها من البكاء قلقا على أخيه ..
كانت حزينة .. كأن وجهها ينطق أسى ..
من يراها الآن لا يصدق أنها نفس المرأة التي كانت تزغرد وتغني مع ابنها الآخر في عرسه منذ ساعات، فقد ضاعت ملامح اللوحة البديعة وتبدلت بلوحة حزينة مشجية ، ينفطر لها القلب وتنهمل من رؤيتها العبرات لوحة مليئة بالحزن واللوعة و..........
" فيم أنت شارد يا صديقي ... هل تحلم بليلة العمر مثل أخيك ؟؟"
قالها " حسام" مازحا ليجلس بجانب " أحمد " الذي ابتسم لرأياه قائلا:
- " كيف حالك يا حسام ؟؟"
رد حسام :
- " بخير والحمد لله .. لم تجبني ، فيم أنت شارد ؟؟
حكي له " أحمد" ما حدث ، فانتابه الأسف وقال:
-" قدر الله وما شاء فعل .. هذا حال المغتربين ، يجدون أنفسهم وسط أحداث جسيمة لا ناقة لهم فيها ولا جمل .. ولكن أبشر يا أخي ، بإذن الله سيكون بخير "
قال" أحمد " :
- " ولكنه لم يتصل ليطمئنّا عليه حتى الآن "
رد " حسام" :
- " إنها حرب يا أخي .. لابد أن بالخطوط بعض الأعطال ، فلا داعي لكل هذا القلق "
ودع " أحمد" صديقه ورجع للمنزل ؛ ليطمئن على والدته ، وتمنى أن يراها بخير ..
دخل المنزل برفق مستخدما مفتاحه ، فوجدها نائمة فحمد الله ، حيث أنها لم ترتاح منذ أيام طويلة كانوا يستعدون فيها لعرس أخيه..
استلقى أحمد على سريره مفكرا في أخيه .... لا .. ليس "عادل" ..... بل " إمام" ..
ماذا سيكون شعوره عندما تدخل عليه أمه باكية حزينة في اليوم الثاني من زواجه .. يوم " الصباحية"..
ترى هل ستخبر والدته " إمام" بما حدث؟؟
هذا هو السؤال....
***********************
يتبع

يمكنك تغير التوقيع الإفتراضي من لوحة التحكم
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة مريم في المنتدى قسم العناية بالبشرة والصحة والجمال
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 29-07-2010, 10:33 PM
-
بواسطة نجم ثاقب في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 30-05-2008, 08:17 PM
-
بواسطة Drsalah_hanie في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 26-02-2007, 05:07 PM
-
بواسطة محمد عبد المحسن سنجر في المنتدى الأدب والشعر
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 06-05-2006, 12:33 PM
-
بواسطة المتواضع في المنتدى مائدة المنتدى
مشاركات: 14
آخر مشاركة: 05-09-2005, 06:56 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات