بالنسبة للبند الأول : هل وليم كامبل أصابه الجهل لهذه الدرجة ؟ وليم كامبل يحاول أن يثبت أن القرآن أقتبس من البايبل ؟

الآية : (أَفَرَأَيْتَ (يا محمد) الَّذِي تَوَلّى وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) (سورة النجم 53:33-38) .

لنذكر أولاً الآية التي سبقتهم :

قال تعالى
الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى
[النجم32]

الآن : من هو الذي (تَوَلّى) ومن هو الذي (لَمْ يُنَبَّأْ) وبما (يُنَبَّأْ) ؟ وما هي مواصفات التوراة والإنجيل التي تحدث عنهما القرآن ؟

فقوله تعالى: { أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِى صُحُفِ مُوسَىٰ * وَإِبْرٰهِيمَ ٱلَّذِى وَفَّىٰ } حال أخرى مضادة للأولى (آية 32) يعذر فيها المتولي وهو الجهل المطلق فإن من علم الشيء علماً تاماً لا يؤمر بتعلمه، والذي جهله جهلاً مطلقاً وهو الغافل على الإطلاق كالنائم أيضاً لا يؤمر فقال: هذا المتولي هل علم الكل فجاز له التولي أولم يسمع شيئاً وما بلغه دعوة أصلاً فيعذر .

{ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِى صُحُفِ مُوسَىٰ * وَإِبْرٰهِيمَ ٱلَّذِى وَفَّىٰ... }..
فهذا الدين قديم، موصولة أوائله وأواخره، ثابتة أصوله وقواعده، يصدّق بعضه بعضاً على توالي الرسالات والرسل، وتباعد المكان والزمان. فهو في صحف موسى. وهو في ملة إبراهيم قبل موسى. إبراهيم الذي وفَّى. وفَّى بكل شيء. وفَّى وفاء مطلقاً استحق به هذا الوصف المطلق. ويذكر الوفاء هنا في مقابل الإكداء والانقطاع، ويذكر بهذه الصيغة { وفَّى } بالتشديد تنسيقاً للإيقاع المنغم وللقافية المطردة.

فماذا في صحف موسى، وإبراهيم الذي وفَّى؟ فيها:

{ ألا تزر وازرة وزر أخرى }.

فلا تحمل نفس حمل أخرى؛ لا تخفيفاً عن نفس ولا تثقيلاً على أخرى. فلا تملك نفس أن تتخفف من حملها ووزرها. ولا تملك نفس أن تتطوع فتحمل عن نفس شيئاً!

ولكننا نجد المسيحية تنحرف إنحراف كامل عن ما جاء بعقيدة إبراهيم وموسى عليهم السلام ، ويكفينا قولاً أن المسيحية تتبع اليهود في العهد القديم ولكن المسيحية تعبد إلهاً آخر غير ما يعبده اليهود .. أليس هذا كافي بإعلان فساد عقيدة الثليث ؟ .

السؤال : أين هي صحف إبراهيم وموسى ؟

أرد أنا بدلاً منكم يا وليم كامبل .... صحف إبراهيم سارة ابوفريكا ، أما صحف موسى فلا وجود لها لأنه لا وجود مخطوطات أصلية للعهد القديم إلا مخطوطات للعام 6 إلى 10 ميلادي أي بعد 1300 عام من زمن موسى عليه السلام وهذا ما جاء بقاموس الكتاب المقدس .



بالنسبة للبند الثاني : من العهد المكي الوسيط (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِّيٍ مُبِينٍ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ أَوَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ) (سورة الشعراء 26:192-197)


إني أتعجب من الطريقة التي بدأ بها وليم كامبل من بداية هذا الكتاب والتي كانت توحي للجميع أنه سيتبع البحث بآمانة ولكنني اجده يفسر القرآن على هواه كأنه تركة من ميراث والديه .

{ وإنه لفي زبر الأولين. أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل }..

فقد وردت صفة الرسول الذي ينزل عليه القرآن، كما وردت أصول العقيدة التي جاء بها في كتب الأولين ، ومن ثم كان علماء بني إسرائيل يتوقعون هذه الرسالة، وينتظرون هذا الرسول، ويحسون أن زمانه قد أظلهم؛ ويحدث بعضهم بعضاً بهذا كما ورد على لسان سلمان الفارسي، ولسان عبدالله بن سلام ـ رضي الله عنهما ـ والأخبار في هذا ثابتة كذلك بيقين.

قال تعالى:
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
(157الأعراف)

إنما يكابر المشركون ويعاندون أمثال وليم كامبل وأهل الصليب أتباع اليهود لمجرد المكابرة والعناد، لا لضعف الحجة ولا لقصور الدليل؛ فلو جاءهم به أعجمي لا ينطق العربية فتلاه عليهم قرآناً عربياً ما آمنوا به، ولا صدقوه، ولا اعترفوا أنه موحى به إليه، حتى مع هذا الدليل الذي يجبه المكابرين: { ولو نزلناه على بعض الأعجمين، فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين }[الشعراء198-199]



بالنسبة للبند الثالث : من العهد المكي الوسيط (وَقَالُوا لَوْلاَ يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَ لَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى) (سورة طه 20:133) ويقول البيضاوي: إن الصحف الأولى هـي التوراة والإنجيل وكل الكتب السماوية.

إن وليم كامبل يعتمد على مثل هذه الآيات ويدعي بها انها آيات قرآنية تشهد أن محمداً اقتبس واستشهد بالتوراة وبالإنجيل.

فإذا كان المتحدث مجنون فعلى المستمع والقارئ أن يكون هو الأعقل .

يستشهد وليم كامبل بقول الإمام البيضاوي الذي قال : إن الصحف الأولى هـي التوراة والإنجيل وكل الكتب السماوية.

لقد أوضحنا من قبل التوراة والإنجيل التي تحدث عنهما القرآن ، ولقد أوضحنا البايبل أو الكتاب المدعو مقدس انه يخالف ما جاء بالقرآن وهذا كله يؤكد أن القرآن لم يقتبس من التوراة والإنجيل لأنهم حُرفوا وليس لهم أصول كما اوضحنا سابقاً فلو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتبس من التوراة لوجدنا في القرآن هذه الأعداد التي تقول :

خر 4:25
فاخذت صفّورة صوّانة وقطعت غرلة ابنها ومسّت رجليه . فقالت انك عريس دم لي

تكوين 38
9 وعَلِمَ أونانُ أنَّ النَّسلَ لا يكونُ لَه، فكانَ إذا دخل على اَمرأةِ أَخيهِ أَفرَغَ مَنيَّهُ على الأرضِ لئلاَ يَجعَلَ نسلاً لأخيهِ.

نشيد الأنشاد 7
2ما أجملَ خطَواتِكِ بالحِذاءِ يا بِنتَ الأميرِ!دوائِرُ فَخذَيكِ حِليٌّ صاغَتْها يَدٌ ماهِرةٌ.3سُرَّتُكِ كأسٌ مُدَوَّرَةٌ مَزيج خمرِها لا يَنقُصُ،وبَطنُكِ عَرَمَةُ حِنطَةٍ،
يُسَيِّجها السَّوسَنُ.4ثَدياكِ تَوأما ظَبْيَةٍ صغيرانِ بَعدُ.5عُنُقُكِ بُرْج مِنَ العاج،وعيناكِ كبِركتَي حَشبونَ عِندَ بابِ بَيتَ رَبيمَ.أنفُكِ كبُرج لبنانَ المُشرِفِ على دِمَشقَ.6رأسُكِ مُكلَّلٌ كالكَرمَلِ،وشَعرُ رأسِكِ أُرجوانٌ. جدائِلُهُ تَأْسُرُ المَلِكَ.7جميلةٌ أنتِ يا حبيبةُ! ما أحلى دَلالَكِ.8قامَتُكِ مِثلُ النَّخلةِ،وثَدياكِ كَعناقيدِها.9قُلتُ أصعَدُ النَّخلةَ وأتعلَّقُ بِأغصانِها،فيكونُ ثَدياكِ لي كَعناقيدِ الكَرمِ عَبيرُ أنفِكِ كالتُّفاحِ، 10وريقُكِ خمرٌ طَيِّبَةٌ تَسُوغُ رَقراقَةً للحبيبِ على الشِّفاهِ والأسنانِ


فهل قرأنا في القرآن بمثل هذه النجاسات ؟

ومن ناحية أخرى يستشهد بقول البيضاوي: إن الصحف الأولى هـي التوراة والإنجيل وكل الكتب السماوية.

فالسؤال الذي لم يسأل وليم كامبل نفسه : كيف تدعي يا وليم بأن الرسول اقتبس من كل الكتب السماوية ولا وجود لصحف إبراهيم عليهم السلام .؟

وهل قرأت في القرآن قصة قذرة مثل هذه القصص التي تملئ البايبل؟

تكوين 19
30وخافَ لُوطَ أنْ يسكُنَ في صُوغرَ، فصعِدَ إلى الجبَلِ وأقامَ بالمغارةِ هوَ واَبنتاهُ. 31فقالتِ الكُبرى للصُّغرى: «شاخ أبونا وما في الأرضِ رَجلٌ يتزوَّجنا على عادةِ أهلِ الأرضِ كُلِّهِم. 32تعالَي نسقي أبانا خمرًا ونضاجعُهُ ونقيمُ مِنْ أبينا نسلاً». 33فسقتا أباهُما خمرًا تِلكَ اللَّيلةَ، وجاءتِ الكُبرى وضاجعت أباها وهوَ لا يَعلمُ بنيامِها ولا قيامِها. 34وفي الغدِ قالتِ الكُبرى للصُّغرى: «ضاجعتُ البارحةَ أبي، فلنَسْقِهِ خمرًا اللَّيلةَ أيضًا، وضاجعيهِ أنتِ لِنُقيمَ مِنْ أبينا نسلاً». 35فسقتا أباهُما خمرًا تِلكَ الليلةَ أيضًا، وقامتِ الصُّغرى وضاجعَتْهُ وهوَ لا يَعلمُ بنيامِها ولا قيامِها. 36فحملتِ اَبنتا لُوطٍ مِنْ أبيهما. 37فولدتِ الكُبرى اَبنًا وسمَّتْهُ موأبَ، وهوَ أبو المؤابيِّينَ إلى اليومِ. 38والصُّغرى أيضًا ولدتِ اَبنًا وسمَّتْهُ بنَ عمِّي، وهوَ أبو بَني عمُّونَ إلى اليومِ.

يا عزيزي : القرآن يقدم لنا ما جاء بالكتب السماوية السابقة الطاهرة وأهمها البشارة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهل لديكم هذه البشارة ؟

يتبع :-