النبي صلى الله عليه وسلم والأمل


إذا كان الأمل في الله فهو ضرورة لأصحاب الرسالات ويتحقق نجاح أصحاب الرسـالات بمقدار أملهم والنبي صلى الله عليه وسلم كان أمله بمقدار ثقته في الله . فقد أخبر أنّه سيأتي اليوم الذي تسير فيه الظعينة بين الحيرة ويثرب لاتخاف إلاّ الله والذئب على غنمها [ الترمذي تفسير وأحمد ] وجاء هذا اليوم وتحقق الأمل.

ووعد سراقة بن مالك بسوار كسرى في الوقت الوقت الذي كان مهاجراً للمدينة حيث لا يجد الأمان في بلده ، وتحقق وعده في عهد عمر .

وفي حفر الخندق ضرب حجراً فظهرت شرارة فقال إنّها أضاءت قصور كسرى ، وأخرى قال إنّها أضاءت قصور قيصر – يعني سيدخلها نور الإسلام . والعجيب أنّه يومها كان يحفر الخندق ليحمي المدينة من خطر غزوها .
التفاوت في الأمل
:

يختلف الناس في آملهم طولاً وقصراً كما يختلفون في مقاصد هذه الآمال .

قرأت في كتاب مختصر مناهج القاصدين تباين الناس في آمالهم ، فروى عن أبي عثمان النهدي أنّه قال : بلغت ثلاثين ومائة سنة ، وما من شيء إلا قد عرفت فيه النقصان إلا أملى ، فإنّه كما هو [ص386] .

ومن الناس من يقصر أمله في الدنيا لأنّه يشعر بدنوّ أجله " وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ (الأعراف : 185 )" .

ويروي أن معروف الكرخي قال له أحد الناس سألقاك في صلاة العصر ، فقال له : أنت تحدث نفسك أن تعيش لهذا الوقت . نعوذ بالله من طول الأمل ، فطول الأمل يمنع صالح العمل .

هكذا يعيش الإنسان بين أجله الذي يتناقص ، وأمله الذي يجدّه كل نجاح.