آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


-
ثم ينتقل وليم كامبل إلى نقطة أخرى وهي :
آيات قرآنية تشهد أن مسيحيين أتقياء عاشوا في الفترة ما بين المسيح ومحمد.
اقتباس
1) (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ... وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ... وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ (تلاميذ المسيح) أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي (المسيح) قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (مستسلمون)) (سورة المائدة 5:110 و111)
2) (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (مستسلمون) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ (المسيح)) (سورة آل عمران 3:52 و53)
3) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) (سورة الصف 61:14)
4) (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (سورة الحديد 57:26 و27 قارن بما جاء في سورة المائدة 82).
5) آية مكية (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدا وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاَثَ مَائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً). سورة الكهف 18:10 و25
6) العصر المكي الأول (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْهـُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (سورة البروج 85:4-9)
.
أين هي الآيات القرآنية التي تشهد بأن هناك مسيحيين أتقياء عاشوا في الفترة ما بين المسيح ومحمد ؟
القرآن لم يتحدث عن مسيحي واحد ، بل تحدث عن نصارى ، المسيحي يعترف أنه ليس نصراني وقد كشفت ذلك لكم سابقاً ...... هذا أولاً
ثانياً : الآية الأولي أثبتت أن إعلان إسلام الحواريون ، وهذا يثبت أن المسيح عيسى عليه السلام وغيره من الأنبياء والرسل آتوا بالإسلام ، وإن أنكر احد ذلك فليذكروا لنا ما هي الديانة التي حملها سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء ، وعلى أي دين كان هو وأبنائه واحفاده .. إسحاق وإسماعيل ويعقوب ويوسف ويهوذا وفارص .. إلخ .؟
ثالثاً : إن كلمة الإسلام لغوياً تعني الإستسلام لله ، وهذا يخرجنا من المفهوم الذي يحاول أن وليم كامبل أن يخفيه .
لذلك علينا أن نأخذ بالقرينة التي كان يدعوا لها وليم كامبل من بداية الموضوع .
فلدينا حوالي أربعة عشر قرينة .. للنأخذ منهم الآتي :
قال تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
(آل عمران102)
قال تعالى :
وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ
(الروم53)
ومن خلال هذا القرينة نجد أن المقصود بكلمة (مسلمون) هي الديانة الإسلامية التي جاء بها جميع الأنبياء والرسل وهذا ما اثبتته القرينة .
وطالما أن الحوارييون أعلنوا بأنهم مسلمون ، وأنتم الآن تستشهدوا بذلك ، فلماذا لم ينطق المسيحي "أنا من مسلمين كما قال الحواريون " ؟ وهذا ما إنطبق عليه البند الثاني حيث أعلن الحواريين أنهم مسلمون .
رابعاً : أما بخصوص الآية التي جاءت بالبند الثالث والمنسوخة من سورة الصف ، فنجد أو وليم كامبل أختار من السورة ما تهوي نفسه ليثبت أكاذيبه ولكنه أخفى الآية رقم 6 التي جاءت بنفس السورة حيث جاء فيها :
قال تعالى :
وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ
[الصف6]
وبإتخاذ ترتيب الآيات نجد أن الحواريين قالوا : قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ .... فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ، نجد أن هؤلاء هم الذين آمنوا بقول المسيح : وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ، فلذلك أيدهم الله ونصرهم .
خامساً : الآية التي جاءت بالبند الرابع ومقارنتها بالآية 82 لسورة المائدة .. نقول :
إن الآية 82 التي جاءت بسورة المائدة لا نفهمها إلا بذكر الآية التي تليها وهي 83 ، وهذا ما لا يهواه وليم كامبل لأن هذه الآية ستفسد خطته الشيطانية .
قال تعالى :
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ - وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ
[المائدة82-83]
ولقد طلب وليم كامبل مقارنة ما جاء بسورة المائدة آية 82-82 بالآيتين 26-27 من سورة الحديد والتي جاء فيهما :
قال تعالى :
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ - ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ
[الحديد26-27]
أولاً : ما جاء بسورة المائدة واضحه جداً بعض إضافه الآية 83 المكملة للآية 82 : ((وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ))
فأين هم القسيسن والرهبان الذي تفيض أعينهم من الدمع عندما سمعوا القرآن ؟
والذي أخفاها وليم كامبل أن هؤلاء الذين آمنوا كانوا قسيسين ورهبان قبل أن يسمعوا القرآن ولكنهم عندما سمعوا وعرفوا الحق الذي اخبرهم به السيد المسيح بأنه سيأتي من بعده برسول اسمه أحمد فاضت اعينهم من الدمع وآمنوا كما جاء في قوله : (يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) .. إذن هم آمنوا وشهدوا بالإسلام .
ثانياً : أما ما جاء بسورة الحديد فالأمر كان أكثر وضوحاً وتأكيداً على رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث جاء : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ .
فقوله : نوح وتبعه بإبراهيم وأكد الله أنه جعل في ذريتهم النبوة ، وسيدنا إسماعيل هو ابن إبراهيم ، إذن هو من جعل الله له النبوة .. وإن أنكر أهل الصليب أتباع اليهود أن ليس لإسماعيل حق نبوة فنقول أن الله جعل لإسماعيل النبوة من جهة نوح جده قبل أن تكون له النبوة جهة أبيه وذلك في قوله : أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا ، فذرية إبراهيم أصلها نوح ، وبذلك إسماعيل هو حفيد نوح وله حق النبوة
.
وبذلك فما جاء بسورة الحديد إثبات لا جدال فيه ولا يدع مجال للشك في كون اسماعيل نبي وأنه جد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبذلك رجع نسب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لجده إبراهيم ونوح عليهم السلام .
وعندما تحدث الله عز وجل حول الرهبانية التي ابتدعوها كشف أن منهم من آمن بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأسلموا فهم قليلون كما جاء بقوله : فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُم ،فالقرآن لم يترك احد إلا واعطاه حقه ، فالذي يبحثون عن الحق من القسيسين والرهبان وآمنوا وعتنقوا الإسلام يجدون أن الله جل وعلا يعلم ما في قلوبهم ويعلم أنهم سيتبعوا الرسول احمد الذي بشر به المسيح وسيجدوا أنهم مذكورين في القرآن والقرآن كرمهم وجعلهم آيات متعبد بتلاوتها وهذا شرف عظيم . ولكن أكثرهم فَاسِقُونَ والفاسق هو الذي يتجاوز حدود الله تعالى في ما يعصي الله به، وقد ينطلق الفاسق من خلال العمل مع التزامه بالعقيدة من الناحية النظرية، بينما النفاق هو أحد مظاهر الفسق، بل هو أعلى مظاهره، لأنه ينطلق من خلال العقيدة.
ثم يكذب وليم كامبل من خلال تفسير للآيات بالباطل فقال :
اقتباس
نتعلم من هـذه الآية أنه بالرغم من أن الرهبانية لم يكتبها الله عليهم، إلا أنهم مؤمنون أتقياء
علماً بأن الله عز وجل أكد في القرآن أن الرهبان فاسقون بقوله (وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) ، لأن القليل من اتباع عيسى ابن مريم عليه السلام آمنوا وأعلنوا إسلامهم كما جاء بقول الحق سبحانه : فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ
ثم يقدم لنا وليم كامبل دليل صدق القرآن (وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ) بقوله :
اقتباس
قد بدأ نظام الرهبنة في القرن الرابع الميلادي، ولو أنه كان هـناك رهبان متوحدون في القرن الثالث وقد نظم القديس أنطونيوس الرهبنة في مصر عام 305م، وبدأت الرهبنة في شبه جزيرة سيناء في نفس الوقت تقريباً.
وهذا دليل أن الله لم يكتب على أتباع السيد المسيح عيسى ابن مريم الرهبنة وانها بدعة (ابْتَدَعُوهَا) ، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
سادساً : يستشهد وليم كامبل بقصة أصحاب الكهف والتي جاءت بقول الحق سبحانه :
قال تعالى :
أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا {18/9} إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا {18/10} فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا {18/11} ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا {18/12} نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى {18/13} وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا {18/14} هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا {18/15} .
يجب اولاً أن نذكر أصل العقيدة التي يتحدث عنها القرآن لنفرق بين ما يؤمن به وليم كامبل وما آمن به أصحاب الكهف .
بِِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ - اللَّهُ الصَّمَدُ - لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ - وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ .
لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {المائدة/17}
إذن العقيدة التي أعلن عنها الله جل وعلا في القرآن هي عبادته وأن كل من عبد "المسيح يسوع" على أنه هو الله فهو كافر ، لذلك عندما ننظر إلى الآية نجد أن الله ذكر كلمة (المسيح) فقط ولم يذكر "المسيح عيسى" ولذلك لأن الله جل وعلا يعلم أن أهل الصليب سيحرفون اسمه من عيسى إلى يسوع .. فقال الله (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح) ، لأن لو جاءت بالآية قول (المسيح عيسى) لخرج علينا مزور من اهل الصليب أتباع اليهود ويقول إننا لا نعبد "المسيح عيسى" بل "رب المجد يسوع المسيح" وقرآنكم أخطأ ، فأراد الله أن يبطل حجتهم .
لذلك عندما جاء في سورة الكهف قول الحق سبحانه : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى
فبهذا يتضح لنا أن الإيمان الذي أعتنقه أصحاب الكهف هو نفس الإيمان الذي أعلن عنه القرآن ، فالله لا هو (( كلي )) لأنه واحد ، ولا هو (( كل )) لأنه أحد ، ولم يتبع أصحاب الكهف الإيمان الذي تسير على نهجه الكنائس وهي عبادة يسوع الذي قالت أمه فيه أنه مختل عقلياً (مرقس 3:21) على أنه الله ... (حاشا لله)
وهذا ما ينطبق على البند السادس الذي تطرق إليه وليم كامبل حيث استشهد بقصة أصحاب الأخدود :
قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ {85/4} النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ {85/5} إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ {85/6} وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ {85/7} وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ {85/8} الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {85/9}
حيث أن وليم كامبل أعتبر أن القرآن شهد أن المسيحيين أتقياء من خلال قصة أصحاب الأخدود ، ولكن كما ذكرت سابقاً أن القرآن لم يتحدث إلا عن نصارى ولم يتحدث عن مسيحيين كما اوضحت عاليه ، والقرآن أعلن عن عبادة الله الواحد الأحد الذي ليس هو يسوع وليس به أقانيم (حاشا لله) ، ولو كان القرآن يقر بأن الله هو يسوع كما يحاول أهل الصليب إثباته بالباطل .. فلتعتنق المسيحية الإسلام أو أنهم يعلنوا لأتباعهم (وليس للمسلمين) ان الإسلام هو دين حق .
وقد جاء في سورة البروج شرح عقيدة أصحاب الأخدود كما هو المعلن عنه بالقرآن عامة : وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
فهل يُعقل أن القرآن يُشير بأن الله يشهد بإيمان اصحاب الأخدود لأنهم كانوا يعبدون يسوع ؟
بالطبع لا
إذن هذه الآيات التي يستشهد بها وليم كامبل تدين العقيدة المسيحية وليست شهادة لأتباع الصليب والكنيسة ، ولكن هذه الآيات تثبت أنهم أنحرفوا عن الطريق الحق وأنهم في مرتبة الكفار والمشركين في آن واحد .
يتبع:-
التعديل الأخير تم بواسطة السيف البتار ; 15-05-2007 الساعة 01:02 PM
إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
.
والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى(ارميا 23:-40-34)
وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
.
.
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة Islam Guardian في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
مشاركات: 29
آخر مشاركة: 11-03-2016, 04:17 PM
-
بواسطة الرد للحق في المنتدى منتدى المناظرات
مشاركات: 71
آخر مشاركة: 30-09-2010, 07:55 AM
-
بواسطة قاهر الكنيسة في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 26-04-2008, 11:18 PM
-
بواسطة amr abdelnaby في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 26-06-2006, 11:08 AM
-
بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 12-07-2005, 10:46 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات