الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله و على آله وصحبه و من واله
أم بعد فقد بعثا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين
ومن بين مقتضيات هذا الرحمة هو العدل و شدة العدل
لقد ورد الحديث في سنن أبي داود
حدثنا الحسن بن علي حدثنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال أخبرني أبو الزبير أن عبد الرحمن بن الصامت ابن عم أبي هريرة أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول جاء الأسلمي نبي الله صلى الله عليه وسلم فشهد على نفسه أنه أصاب امرأة حراما أربع مرات كل ذلك يعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل في الخامسة فقال أنكتها قال نعم قال حتى غاب ذلك منك في ذلك منها قال نعم قال كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر قال نعم قال فهل تدري ما الزنا قال نعم أتيت منها حراما ما يأتي الرجل من امرأته حلالا قال فما تريد بهذا القول قال أريد أن تطهرني فأمر به فرجم فسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب فسكت عنهما ثم سار ساعة حتى مر بجيفة حمار شائل برجله فقال أين فلان وفلان فقالا نحن ذان يا رسول الله قال انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار فقالا يا نبي الله من يأكل من هذا قال فما نلتما من عرض أخيكما آنفا أشد من أكل منه والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينقمس فيها.
وهو حديث ضعيف فقد ضعفه الألباني
لكن بما أننا مسلمون فيجب علينا الألتزام بالأمانة العلمية التي قلت عند عباد الصليب
فقد روي الحديث في صحيح البخاري بلفظ
حدّثني عبدُ الله بن محمدٍ الجُعفيُّ حدَّثنا وَهبُ بن جَريرٍ حدَّثنا أبي قال سمعتُ يَعلى بن حَكيم عن عِكرمةَ عنِ ابن عباس رضيَ الله عنهما قال: «لما أتى ماعِزُ بن مالكٍ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال له: «لعلكَ قَبَّلتَ أو غَمَزْت أو نظرت؟ قال: لا يارسول الله، قال: أنكتها؟ ـ لا يكني ـ قال: فعندَ ذلك أمرَ برَجمهِ»
فنحن نقول هنا أن جريمة الزنا لا تثبت ألا بطريقين
1-أن يشهد الزاني أو الزانية على نفسيهما أربعة مرات
2-أن يأتي بأربعة من الشهداء الذين رأوا عملية الزنا
لا حظوا أخوتي في الله أن الشارع تشدد في عملية إثبات الزنا و لا أقول من المستحيل و لكن من شبه المستحيل أن تجد أربعة من الشهداء لم يروا أمراءاة و رجل عاريين فقط أنما شاهدوا عملية الزنا ففي الغالبية الساحقة يكون السبب الأول هو الذي تثبت به عملية الزنا أي أن يشهد الإنسان على نفسه أربعة مرات فلو أن أحد شهد على نفسه ثلاثة مرات ثم أتهمه شخص بالزنا فسوف يجلد ثمانين جلده عقاب له على هذا الاتهام الذي لا دليل له عليه
ومن هنا نثبت أن الإسلام تشدد في أثبات الزنا فلا يجوز أن يكون الحد بشبه فيجب أن يثبت الزنا 100%
لقد أتى ماعِزُ بن مالكٍ بنفسه
لم يأتي به بوليس الآداب
لم يمسك متلبساً
لم يهدده أحد
جاء ماعز رضي الله عنه نادماً تائبا إلى الله
جاء يعترف بذنبه رضي الله عنه
فكيف كان موقف الرسول صلى الله عليه و سلم ؟؟؟
هل قال لأصاحبه
أمسكوه
أياكم أن يهرب
جهزوا الحفرة والحجارة
لا
فلم يأ تي الإسلام متعطشاً لدماء كما يدعي البعض بل قد جاء في الروايات
فقد جاء صحيح ابن ماجة 2
2544 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عباد بن العوام عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني زنيت فأعرض عنه ثم قال إني قد زنيت فأعرض عنه ثم قال إني زنيت فأعرض عنه ثم قال قد زنيت فأعرض عنه حتى أقر أربع مرات فأمر به أن يرجم فلما أصابته الحجارة أدبر يشتد فلقيه رجل بيده لحي جمل فضربه فصرعه فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فراره حين مسته الحجارة فقال فهلا تركتموه * ( حسن صحيح ) _ الارواء 353/7 ، المشكاة 3565لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم متشوقاً لذلك
والآن نأتي إلى النقطة الرئيسية في الموضوع
أنكتها
كيف يقول رسول من عند الله هذه الكلمة ؟؟؟
كيف يقولها رسولكم أيه المسلمون و أنتم تستحيون منها ؟؟؟؟
هل هذا معقول ومقبول؟؟؟
و أن الآن أسأل و يحق لي أن أسأل سؤالاً بسيطاً
هل ضحك أحد الصحابة عندما سمع هذا الكلمة؟؟؟
هل أبتسم الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال هذه الكلمة ؟؟؟
هل استحى ماعز بن مالك من هذه الكلمة ؟؟؟
الجواب قطعاً هو لا
لماذا ؟؟؟؟
لان الصحابة يعلمون أنهم ليسوا في جلسة سمر
يعلمون أن هذا الموقف من المواقف التي تكون فيه قد بلغت القلوب الحناجر
يعلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتكلم بكل جدية و كان يحقق وكان يريد أن يتبن أن الزنا قد حدث بنسبة100%
أن كلمة نعم أو لا
قد تحدد حياة الرجل أو مماته
قد تحدد دنياه و أخرته
قد تثبت عليه جريمة كبرى
أنها تحدد الأنساب و الأولاد
أن كلمة واحدة قد تسبب له الرجم أو القتل
ومما يثبت ذلك قوله صلى الله عليه و سلم في الحديث
«لعلكَ قَبَّلتَ أو غَمَزْت أو نظرت؟
أي ربما تكون فقط فعلت هذا
سوف يقول أحد عباد الصليب
سيد طارق لماذا لم يقول محمد كلمة أخرى مثل هل زنيت , فعلت الفاحشة , الوطء هناك كلمات أخرى؟؟؟
و أنا الآن أقول لك أن كل هذه الكلمات لها معاني كثيرة
فالزنا مثلاً قد يقصد به زنا العين أو زنا اليد
فقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم (2) أنه قال: "فالعينان زناهما
النظر"، وقال: "واليد زناها البطش ".
و الفاحشة هو كل ما ستفحش من قول أو عمل و تشمل الزنا و أشياء أخرى كثيرة أم الوطء فماذا تفهم من هذه الجملة ؟؟؟؟
الجلوس على القبر والوطء عليه
هل الوطء بمعنى الزنا؟؟؟
ستتفقون معي على الجواب لا
إذاً الموضوع لا يحتاج الى كلمات عامة قد تفسر تفسيرات كثيرة وقد تكون مبهمة
فمن باب رحمة النبي صلى الله عليه وسلم قال كلمة (أنكتها ) ليقطع الشك باليقين
فقد أطر الرسول صلى الله عليه وسلم الى ذكر هذه الكلمة
لقد صدق الله عز وجل
{وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}
المفضلات