و إلى جانب هذا فهناك إنجيل شاع فى خلال القرون الأولى للإيمان اليسوعى الصليبى يُسمى بإنجيل نيقوديموس ( أو إنجيل بيلاطس ..... و هو يُعتبر من الأناجيل المُنتحلة أو أناجيل الأبوكريفا بعد أن تردد المجمع المُقدس الذى قنن للأناجيل . هذا المجمع الذى عدّدّ الأناجيل (القانونية) و ما لم يكن قانونى فهو مُنتحل أو (أبوكريفا) .....إلا أنهم عدلوا عن ذلك أخيراً ...بالرغم من أن هذا الإنجيل بالذات كان السبب فى إيمان العديد من البشر فى ذلك الوقت بالإيمان اليسوعى الصليبى الناشئ). و لقد إستمر هذا الإنجيل مُتداولاً لمدة طويلة، و حتى بعد أن حرّمته الكنيسة بإعتباره أحد الأناجيل المُنتحلة او الأبوكريفا....... إلا أنه إستمر فى الإنتشار بعد نشوء الكنيسة البروتستانتية فى حوالى القرن السادس عشر و التى أعلنت الحرب الشعواء عليه.

و الإنجيل يتحدث فى جزئه الثانى....و فى الفصل السادس عشر عن نزول اليسوع بعد صلبه فى جوف الأرض حيث عالم الجحيم..... و حيث ينتصر على أمير الجحيم و الشيطان.....أى أن الإله يقتحم مملكة إبليس ليفرض سطوته عليها بعد أن عجز فى متى 4 و لوقا 4 عن إثبات ألوهيته أمام إبليس و فشل فى جميع الإختبارات التى إختبره أو جربه فيها الشيطان. فما فشل فيه اليسوع فى الحياة ينجح فيه بعد الموت.....كما هو الحال فى العقيدة الصليبية اليسوعية (المسيحية) بأسرها.....فحياة اليسوع فشل فى فشل......و كل نجاحاته حققها بعد موته و قيامته المزعومين......

المهم أنه فى هذا الإنجيل ينزل اليسوع إلى مملكة الشيطان فى الجحيم و يُخلّص كل الأرواح المحبوسة هناك ممن سبقوه إلى الموت....بدءاً من أبيه آدم ، مروراً بإبراهيم و يعقوب و داود ....الذى كان يُناديه بإبنى الحبيب و كان يُصّبر بقية الأرواح بنزول المُخلّص...... و يقوم اليسوع فى حركة جريئة بأخذ كل الأرواح الطيبة معه إلى السماء ، بما فيها أرواح الأنبياء جميعهم.....و يُخلصهم من بين براثن الشيطان ، و يُخرجهم من مملكة الشيطان ، إلى الملأ الأعلى حيث يجلس عن يمين الله...... و هكذا إمتدت خُرافة الفداء و الخلاص الإلهى لتشمل كل هؤلاء البشر الذين سبقوا اليسوع.......من آدم إلى اليسوع......و يُخلصهم المُخلّص من الجحيم!!!!

و لا أعرف لماذا لم تُجيزه الكنيسة بالرغم إنه مليان قصص و أساطير حلوة و جميلة.....و يبدو أن فكرة نزول اليسوع إلى مملكة الشيطان أو الجحيم، لم ترُق إلى الآباء الأوائل للكنيسة ففضلوا التعتيم و الكتمان عليها!

و بالرغم من أن هذا الإنجيل ( و يُسمى فى بعض الأحوال بإنجيل بيلاطس ...... حيث يتناول فى جزءه الأول مُحاكمة اليسوع) قد إستجاب لمشاعر الكثيرين الذين لاموا الأناجيل الموجودة على أنها لم تذكر مريم و اليسوع فى طريقه إلى الموت.... و أنها لم تتقابل مع إبنها فى هذا الوقت العصيب لتشد من أذره!!!.......فقام الإنجيل (مشكوراً) بوضع مريم فى طريق اليسوع و هو مُساق إلى حيث سيُصلب ....و بالطبع لم يكن هو الذى كان يحمل الصليب، كما كان ينصح الناس جميعاً بفعل ذلك، بل حمله عنه سمعان القيروانى ......لنتأكد جميعاً من كذب اليسوع فى كل كلامه، و أنه كان ينصح الناس بما لا يفعله هو، حتى و هو فى لحظاته الأخيرة! .....و قامت مريم بالشد من أذر الحَمَل الإلهى و هو مُساق إلى الذبح و تقبلت ذلك و هى راضية