ياخير أمة أخرجت للناس .. كانت التمهيد لأغنية عن فلسطين الحبيبه التى نسأل الله أن يحررها لأنها : إسلاميه .. إسلاميه.. قبل أن تكون : عربيه .. عربيه ، ومع أننا نعرف أنه كان على مر الزمان ولابد ان يوجد ما يحرك الأمم كى تهب للجهاد ولا سيما ان يكون خطيباً يذكر الأمجاد فيحرك بذلك القلوب فتهون على الأفئدة ان تبذل دمها فى سبيل ما تحارب لأجله ، فما بالك ان يكون الخطيب امرأه !! وا إسلاماه دوتها عاليه امرأه فأقامت جيشاً كاملاً قاده صوتها إلى النصر ، لكنى أتسائل بينى وبين كل مسلم : من الذى يأتى بالنصر؟ هل هو الله ام قوة الجيوش أم الكلمات الحاره التى تحرك النفوس غيظاً على الاعداء ؟ فإن كانت الكلمات الحاره فعن يقين أقول : سمعناها كثيراً ولا زلنا نسمعها من كل المطربين وفى كل يوم ، فما الذى حصلناه ؟ حصلنا البكاء !! البكاء لنا نحن رجال الأمه وشبابها ولم تتجسد حرقة البكاء قوة واقعية ترد عن المظلومين بأس الطغاة ، وإن كانت قوة الجيوش فما أقوانا وما أكثرنا .. ولست اعنى ان الكثره دليل القوه بل أؤكد ذلك ومع خداع الخداعين بقولهم ان الحرب لم تعد حرب عدد !! فنحن نعلم انه لا تؤخذ الأراضى ولا تنتزع من اهلها بإطلاق الصواريخ ولكن تأخذ ارضى عندما تنزع قدمى من عليها وتحل مكانها أخرى ، وما الذى يقض مضاجع الأعداء ؟ خسارة فنبله أو ثنتين !! أم صاروخ أو ثنتين !! إن الذى يقض مضاجعهم هو خسارة الأرواح لذلك تجدهم يخفون دوماً حجم الخسارة هذه لأنها سلاح ما اعظم تأثيره فى النفوس سلباً او إيجاباً .. فلو كان الذى يأتى بالنصر القوة والكثره فما أكثرنا وما اقوانا !! إذن من اين لنا بالنصر .. متى نخرج الأعداء من ارضنا ونرحم اخواننا من ذل العبودية والسلطان الكافر .. من الذى يأتى بالنصر ؟ وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ، فلما تيقنا ان النصر بيد الله يهبه من يشاء من عباده بقى لنا ان نسأل : متى نصر الله ؟ وارد متيقناً وأقولها مدوية مقولة كتب لها الخلود ما دامت الحياه .. مقولة كنا نسمعها من أجدادنا ونراها مكتوبة بالجير على جدراننا هذه المقوله هى _ العدل أساس الملك _نعم إنها حقيقه لأن الأمة العادله لا شك تكون أمة مؤمنه والله يهب النصر للمؤمنين ويرفع العادلين وما قول ابن تيمية عنا ببعيد إذ قال : إن الله يرفع الأمة الكافرة إن كانت عادله ، ويخفض الأمة المؤمنة إن كانت ظالمه .. ولكننا نتسائل : هل معنى أن القوى العظمى الآن رفعها الله لأنها مؤمنه !! فإن كانت كذلك فما نحن ؟ وأقول أن الرفع فى الدنيا عطاء من الله يغرى به الكافرين ويبتلى به المؤمنين لأنهم فرطوا فى حقه وأقاموا الحكم فى أرضه لغيره فارتضوا بغير كتابه حكماً وبغير سنة نبيه مرجعاً فابتلاهم بالذل لغيره ممن ارتضوا به حكما .. والكافرين بالله ليسوا أهل تمكين ، فالأرض لله يورثها من يشاء من عباده ؛ وعباد الله فى الأرض هم أتباع خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم .. فهل نحن اتبعناه صلى الله عليه وسلم حتى يهبنا الله النصر ، رسول الله الذى قال كما جاء فى صحيح البخارى مستغربا ومتعجباً : ليكونن من أمتى أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ؛ فهل يكون النصر من الله لنا وقد ابتدأت أصاله أغنيتها باقتباسها جزءاً من آية من كتاب الله مختلطة بما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم من آلات الطرب والغناء ، إن كان هذا يرضى الله فهنيئاً لنا النصر ، وإن كان لا يرضى الله فلم نسمح بهذا فى بلدنا التى دينها الرسمى الإسلام فكان من الأولى تحريم ما حرم الله ورسوله والاستعداد لأعدائه سبحانه وبذل النفس والنفيس فى سبيله حتى نحرر إخواننا فى فلسطين والعراق من ظلم الطغاة وهيمنة الصليبيين ، اما ان نغنى ونرقص ونرثى حال الأمة على أنغام الموسيقى فلما تنتهى الأغنية التى تبكينا حال الوطن الفلسطينى او العراقى تأتى بعدها وفى نفس الشريط أغنية تحرض على ما لا يرضى الله سبحانه ، فلأى نصر نرجو ونحن تركنا عبثاً نصوص القرآن تدخل عليها المحرمات على مرأى ومسمع منا جميعاً ولكنى كمسلم أبرأ إلى الله وأقول : دعى القرآن .. ياأصاله _ ولا تبتدأى أغانيكى الحماسيه بنص قرآنى لأنه إن رأينا نحن الحماسة فى شئ حرمه الله فلابد لنا أن نرى أيضاً أنه لا خير فى ما حرم الله ورسوله وأنهى مقالتى وأقول : فليذكر كل امرئ مسلم أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
المفضلات