عملاق الإسلام وفاروق الأمة وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
عمر بن الخطاب واقفا مع سيدة من سيدات الإسلام على الأرض وهي واعظة ناصحة داعية , وكبار الصحابة حوله.....
ترى ما تقول له الصحابية الجليلة ؟؟.....
يا عمر اتق الله؟؟؟....
عهدتك وأنت تسمى عميرا في سوق عكاظ ترعى الصبيان بعصاك , فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر, ثم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين ...... فاتق الله في الرعية , واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد , ومن خاف الموت خشي الفوت , ومن أيقن الحساب خاف العذاب ....
ترى ما يفعل أمير الأمة وخليفة رسول الله ؟؟....
أمير المؤمنين يسمع كلامها بإمعان ويصغي إليها بكل جوارحه وقد أحنى رأسه صاغيا إلى نصيحة المرأة !!!...
بل قال لأحد الصحابة- الذي أراد أن يسكت تلك المرأة لأنها أكثرت بمواعظها على أمير المؤمنين - :
دعها أما تعرفها ؟؟..
هذه خولة التي سمع الله قولها من فوق سبع سموات , وعمر أحق والله أن يسمع لها .......

إنها الصحابية الجليلة المؤمنة الداعية :

خولة بنت ثعلبة
صاحبة الحسن والجمال , صاحبة الفصاحة والبلاغة وصاحبة النسب الرفيع...
إنها الصحابية الصابرة الداعية المؤمنة التي نزلت فيها سورة المجادلة .....
لم يهن على نفسها حين قال لها زوجها :
أنت عليّ كظهر أمي , إلا أن تذهب إلى رسول الله وتعرض عليه قضيتها ليجيبها نبي الأمة ومعلم البشرية :
* ما أراك إلا قد حرمت عليه *
لكن راحت المرأة تعيد عليه وتسأل حبيب الأمة عسى أن تجد حلا آخر يعيد لها زوجها ... ولم يتغير قول الرسول صلى الله عليه وسلم ....
فما رأت من بد إلا أن تلجأ وتشكو حال حزنها وألمها إلى الله....
وقفت المؤمنة الصابرة أمام بيت الله الحرام ورفعت يديها إلى السماء لتدعو ربها خوفا ورهبا وفي قلبها الأسى والحزن , وفي عينيها الدموع والحسرة وهي على يقين أن الرحمن الرحيم لن يخيب دعائها :
اللهم إني أشكو إليك شدة وجدي , وما شقّ عليّ من فراقه , اللهم أنزل على نبيك ما يكون لنا من فرج ...
هاهي أم المؤمنين الحميراء السيدة عائشة رضي الله عنها تصف لنا حال هذه الصابرة المجاهدة المتضرعة :
فلقد بكيت وبكى من كان منها ومن أهل البيت رحمة لها ورقة عليها ....
فسري عن رسول الله وهو يبتسم فقال :
*يا خولة * ...
قالت : لبيك . ونهضت قائمة فرحة بتبسم رسول الله ثم قال :

*قد أنزل الله فيك وفيه *

ثم تلا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات الكريمة في سورة المجادلة ...
*قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير *
فلنقف معا يا أمة الحبيب وندعو الله ونتضرع إليه عسى الله أن يرحمنا ويرحم أمة القرآن أمة الحبيب !!...
هل لنا أن نأخذ العبرة والعظة من السيدة الصحابية الجليلة المؤمنة حين وقفت مع ربها وهي على يقين أنه سميع لشكواها ومجيب لأمرها!!!!....
هل لنا يا أمة الإسلام ويا شباب محمد الحبيب أن نقف معا وقفة صدق مع أنفسنا وندعو ونتضرع الله بأن يعيد للأمة الإسلامية عزتها وكرامتها وينصرها على من عاداها ؟؟؟.........