الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , اللهم يا مفتح الأبواب , ومسبب الأسباب , يا دليل الحائرين , توكلت عليك يا رب العالمين , وأفوض أمري إلى الله , إن الله بصير بالعباد ...
لقد ظل القرآن الكريم على مر العصور والأزمنة شاهدًا على حقيقة أهل الكتاب في كشف نواياهم , وإظهار تدليسهم وتزيفهم للحقائق .
قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله : ( فتبين أنهم ( أي النصارى ) يريدون أن يحرفوا القرآن كما حرفوا غيره من الكتب المتقدمة , وأن كلامهم في تفسير المتشابه من الكتب الإلهية من جنس واحد ) ( الجواب الصحيح 1/ 115 ) .
وقال رحمه الله في شأن ما يستدل به النصارى من آيات الذكر الحكيم : ( إن جميع ما يحتجون به من هذه الآيات وغيرها , فهو حجة عليهم لا لهم , وهكذا شأن جميع أهل الضلال إذا احتجوا بشيء من كتاب الله وكلام أنبيائه , كان في نفس ما احتجوا به ما يدل على فساد قولهم , وذلك لعظمة كتب الله المنزلة على أنبياؤه , فإنه جعل ذلك هدى وبيانًا للخلق وشفاء لما في الصدور , فلا بد أن يكون في كلام الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه أجمعين من الهدى والبيان ما يفرق الله به بين الحق والباطل , والصدق والكذب , لكن الناس يؤتون من قبل أنفسهم , لا من قبل أنبياء الله تعالى ) ( الجواب الصحيح 2/240 , 241 ) .
ولهذا نصح أهل العلم فقالوا : كل ما يزعمه أهل الكتاب أنه من مصادرنا الإسلامية المعتمدة لا يلزمنا التسليم له والخوض في بيان زيفه حتى نراجع المصادر التي استدلوا بها , ونرى هل صدقوا في نقلهم وتأويلهم أم لا !
ولقد أردت أن أبين مغزى هذا النصح لأهل الكتاب أنفسهم , وخاصة للعوام منهم الذين لا يدرون شيئًا عما يُخطط لهم على يد قساوستهم .
فالأمر كما قال الله : {وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ }المائدة13 !
يُعد القس عبد المسيح بسيط أبو الخير , كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد , من أبرز القساوسة الذين أخذت أسماؤهم تتردد هذه الأيام , ولعل أبرز ما جعله يتصدر قائمة أشهر القساوسة في مصر هذه الأيام , هو كثرة حديثه عن مختلف القضايا المتنازع عليها بين الإسلام والمسيحية , وله مؤلفات عديدة تمتليء بالإسشهادات والنقولات من مصادرنا الإسلامية في مختلف العلوم الشرعية , كعلوم التفسير والحديث والتاريخ .
ووقفتنا مع هذا القس من خلال كتبه المنتشرة في المكتبات المسيحية , وسنبدأ بكتابه الشهير : " هل صلب المسيح حقيقة أم شبه لهم ؟ " . وهو الكتاب الثاني من سلسلته في اللاهوت الدفاعي , وتم طبعه في مطبعة : بيت مدارس الأحد, برقم إيداع 7526/2004 .
وقد صدر من هذا الكتاب طبعة واحدة فقط لا تزال تباع إلى الأن في المكتبات المسيحية بمصر, وهى الطبعة الأولى , وفي بدايتها مقدمة للقس عبد المسيح بسيط بتاريخ 11 / 4 / 2004 .
وسنستعرض أدلة القس عبد المسيح بسيط التي يزعم أنه نقلها من مصادرنا الإسلامية المعتمدة . وأسأل الله أن يكون في هذه الرسالة القصيرة , البيان الواضح لما عليه أحد أشهر القساوسة في عالم المسيحية في ديارنا العربية هذه الأيام .
يقول القس عبد المسيح بسيط في كتابه : " هل صلب المسيح حقيقة أم شبه لهم ؟ " ص 9 : (( وعبارة " ولكن شبه لهم " لا تقول صراحة أن كان المقصود هو لإلقاء شبه المسيح على آخر كما يقول أصحاب نظرية الشبه أم أنها تقصد شيء آخر . يقول كل من الإمام الفخر الرازي في تفسيره , وابن كثير في كشافه : " شبّه " مسند إلى ماذا ؟ أن جعلته إلى المسيح فهو مشبّه به وليس بمشبّه , وأن أسندته إلى المقتول , فالمقتول لم يجر له ذكر ؟ ")) ا.هـ .
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيده ; 16-03-2007 الساعة 10:00 PM
المفضلات