خطأ تاريخي بيِّن..
فلقد ورد في تكوين 47 :11 [ 11فَأَسْكَنَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَعْطَاهُمْ مُلْكًا فِي أَرْضِ مِصْرَ، فِي أَفْضَلِ الأَرْضِ، فِي أَرْضِ رَعَمْسِيسَ كَمَا أَمَرَ فِرْعَوْنُ. ].
وهذا خطأ تاريخي لأن كلمة رَعَمْسِيسَ لا تستعمل قبل الأسرة التاسعة عشر ( 1308ـ 1194 ق.م ) وليس منذ عصر يوسف عليه السلام.
وعصر يوسف عليه السلام، كان في زمن الأسرة 12 (1991-1786 ) ق.م وهو سابق لعصر ملوك الهكسوس والذين بداية حكمهم في أقدم تقدير كان العام 1720 ق.م.
إذ أنه من المعلوم أن يوسف عليه السلام حينما وصل إلى عرش مصر، كان عصره لا يبعد عن عصر أبيه خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام والذي قدّر المؤرخون أحداثه بحوالي 1800-1850 ق.م ،(وأرجعه البعض إلى ما قبل 2000 ق.م) ،بينما حكم الهكسوس لمصر لم يبدأ في أقدم تقدير له، إلا في حوالي 1720 ق.م، وهذا قد لا يُرجّح تلاقي العصرين.
إن هذه الفترة (1991-1786 ) ق.م،من حكم مصر والتي هي فترة تواجد يوسف عليه السلام كان يطلق على حكامها ملوكاً وليس فراعين كما تدل عليه الدراسات المصرية القديمة وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بقوله في سورة يوسف54:( وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ).
وهذا الأمر بلا شك لا يخفى على إله اليهود القدير حتى يستبدل لقب الملك بفرعون كما هو وارد في النص بعاليه(تكوين 47 :11).