- وفي الفجر أيضا كتب د. عاصم خشبة حول العزلة الاختيارية التي فرضها الأقباط على أنفسهم في مصر بما في ذلك الانعزال عن المشاركة البناءة في مصر كوطن..نقرأ:
(لم نر مرة قبطيا يصلى في الشارع ولم نسمع أن الأقباط أقاموا صوانا في الشارع للصلاة في أحد الأعياد .. لماذا؟ ببساطة لأن عدد وحجم الكنائس والأديرة في مصر يكفى ويزيد على حاجة الأقباط .ومعنى ذلك أن مشكلة الخط الهمايوني وموضوع بناء الكنائس هو مشكلة وهمية
أو لعبة طرفاها الكنيسة والسلطة فقط لأن الشعب المصري ليس عنده مانع مطلقا من بناء كنيسة أو عشر أو مائة.

أما اللافت للنظر في موضوع الكنائس والأديرة في مصر هو (العزلة ) أو الانعزال أو الفصام عن الوسط المحيط الذى هو باقى مصر فجميع كنائس مصر دون استثناء هي (قلاع حصينة ) ذات أسوار عالية وبوابات ضخمة كبوابات الحصون واعتقد أن دلالة ذلك هي رغبة قبطية في الانعزال عن المجتمع دون أسباب وجيهة ، وأي زيارة عابرة لأحد الأديرة ستؤكد لك ان الانعزال هو (اختيار) قبطي محصن فالدير (كالعادة ) محاط بأسوار عالية وداخله اكتفاء ذاتي من الطعام والماء والعلاج وحتى المدرسة داخل الدير وغالبا ما تكون مزارع الزيتون الملعقة بالدير أيضا محاطة بسور، ثم انظر إلى سلوكيات الأخوة الأقباط من حولنا حتى تتأكد ان (العزلة) هي سياسة عامة فالمكاتب العلمية القبطية توظف غالبا أقباطا وشركات الإنتاج والبيع توظف غالبا أقباطا وعلى الرغم من سيطرة الإخوة الأقباط على أكثر من 50% من اقتصاد مصر إلا أنهم لا يعترفون بذلك أبدا ، بل أيضا يحرصون على الحصول على اقامات وجنسيات أمريكية وأوروبية لهم ولأولادهم .. ونصل إلى السؤال المحوري: هل حاول الأقباط الاندماج في المجتمع ؟ لا اعتقد أن الإجابة هي (لا) وإلا فليحدثنا أحد عن أي تواجد جماهيري أو تنموي أو شعبي للأقباط في طول مصر وعرضها؟ هل سمعت عن مليونير قبطي ـ وما أكثرهم ـ بنى مدرسة في قريته أو مدينته ؟ هل بنى احدهم مستشفى للعلاج المجاني لكل الشعب في مكان في مصر؟ هل بنى احدهم دارا للأيتام - مسلمين ومسيحيين - أو دار رعاية أو مشغلا؟ هل رصف احدهم – من ملياراته ـ شارعا أو طريقا في أي مكان في مصر؟ هل قام أحدهم بتوصيل مياه الشرب أو الصرف الصحي لأي شبر في مصر ؟ هل أقام أحدهم بنكا للطعام لإطعام غير القادرين - وما أكثرهم – في مصر؟ هل أقام أحدهم أو شارك في إقامة أو حتى فكر في (بنك للفقراء) لتشغيل فقراء مصر بقروض صغيرة ودعم الصناعات الصغيرة وتشغيل جيوش العاطلين ؟ اعتقد - وهذا رأيي ـ أن الإخوة الأقباط ينسحبون من الحياة بإرادتهم وأنهم يتقوقعون بمزاجهم وأنهم أصبحوا يكتفون بالتصوير في موائد الوحدة الوطنية الوهمية وبعض المهرجانات السينمائية الفاشلة واعتقد
أنهم اكتفوا بالتبرع للكنيسة واكتفوا أيضا بها (وكيلا) عنهم في كل كبيرة وصغيرة في الحياة.

http://www.almesryoon.com/ShowDetail...=30553&Page=11