السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر كل من ساهم معي في هذا الموضوع الهام بارك الله بكم
أخواني واخواتي دعونا لا نكون ممن يطالب بالعقوبة البدنية ، ولنعتبرها كالكي آخر العلاج ، وليس كل الناس يكتوون ، وهي كذلك كالسماد للأرض فليس كل الأرض تحتاج السماد ، إلا أن لها أصلا في شريعتنا ، وبابا في فقهنا ، ويقول ابن عباس رضي الله عنهما فيما رواه الإمام البخاري في الأدب المفرد " أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعليق السوط في البيت , وهو تأديب بالإيحاء بالعقوبة ، وأنها ممكن وقوعها ففي ذلك إصلاح خلقي

وللأدب أهمية كبرى في تربية الطفل فقد قال بعض السلف لابنه : " لأبنه تتعلم بابا من الأدب أحب إلي من أن تتعلم سبعين بابا من أبواب العلم ". وقال أبو زكريا العنبري " علم بلا أدب كنار بلا حطب ، وأدب بلا علم كروح بلا جسد "


لابد أن يرشد المعلم تلاميذه إلى الإيمان بالله ، وقدرته المعجزة ، وإبداعه الرائع والتفكر في خلق الله وغرس العقيدة الصحيحة . ويقول الإمام الغزالي " الصبي أمانة عند والديه ، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ، فإن عوَّده الخير وعلمه نشأ عليه ، وسعد في الدنيا والآخرة ، وإن عوَّده الشر ، وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك ، وصيانته بأن يؤدبه ، ويعلمه محاسن الأخلاق "

وقال بعضهم

وينشـأ ناشـئ الفتـيان مـنا على ما كـان عـوده أبـوه

ومـا دان الفـتى بـحجا ولـكن يعـوده التـدين أقـربـوه


ومن الوسائل العملية للتربية الإيمانية غرس روح الخشوع والتقوى والعبودية لله في الأطفال , ولننسى أنهم أطفال لا يميزون ، بل هم يدركون مثلنا . وعلى المعلم والأب أن يغرسوا الخوف من الله في الطفل . يا بني : إن الله يراك ، إن الله يعلم سرك ونجواك ، إن الله يعلم خائنة الأعين ، وما تخفي الصدور

أحد الأئمة الأتباع اسمه سهل بن عبد الله يقول : كنت أن ابن ثلاث سنين أقوم في الليل ، وانظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار فقال لي يوما : ألا تذكر الله الذي خلقك ؟ قل بقلبك في فراشك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك الله معي ، ناظر إلي ، الله شاهدي . قال : فقلت ذلك ليالي ، ثم أعلمته . قال : قل في كل ليلة سبع مرات . قال فقلته . قال : قل ذلك إحدى عشرة مرة . قال فقلته فوقع في قلبي حلاوته ، وأحسست بمعانيها . قال : فلما كان بعد سنة قال لي خالي : احفظ ما علمتك ، ودم عليه إلى أن تدخل القبر ، فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة . فلم أزل على ذلك سنين فوجدت لذلك حلاوة في سري . ثم قال لي خالي يوما : يا سهل من كان الله معه ، وكان ناظر إليه وشاهده أيعصيه ؟ إياك والمعصية .
هذا توجيه ، وترويض جعل سهلا من كبار العلماء والصالحين