بسم الله الرحمن الرحيم
قيل أنها " قصيدة القرن " ألقاهــا د. أحمد التويجري على يد الشيخ عبدالعزيز بن باز _ رحمه الله فـكـانت الدمــوع تنهمـر من ذلك الإمام وأبكى من بجانبه .

قصيدة تُحاكي الواقــع رُغـم أنه قبل سنوات لكن تكمن هنا نظرة الرجل الثاقب المدرك لعواقب الأمـــور .

وهذه القصيدة كاملة غير معدلة ولا منقوصة :

دم المصلين في المحراب ينهمر *** و المستغيثون لا رجع و لا أثر

و القدس في قيدها حسناء قد سُلبت *** عيونها في عذاب الصمت تنتظر

تُسائل الليل و الأفلاك ما فعلت ***جحافل الحق لما جاءها الخبر

هل جُهزت في حياض النيل ألويةٌ ***هل في العراق و نجد جلجل الغير

هل قام بليون مهدي لنصرتها *** هل صامت الناس .. هل أودى بها الضجر

هل أجهشت في بيوت الله عاكفة ***كل القبائل و الأحياء و الأسر

تُسائل القدس هذا الليل حائرةٌ *** و نحن بالقولة النكراء نعتذر

ياليت شعري أضاعت كل عزتنا *** حتى استباح حمانا جهرة قذر

أين المنادون بالتحرير و يحهموا *** أين الصمود و أين السهل و الوعر

أين المرابون في أسواق أمتنا *** في كل صقع لهم للخزي مؤتمر

سيوفهم في سبيل الحق مغمدة *** و في سبيل الخنا يا ويحهم حمر

سلوا الملايين من أبناء امتنا*** كم ذُبحوا و بأيدي خائنٍ نُحروا

سلوا حماة سلوا لبنان ما برحت *** دماؤنا في ثراها بعد تستعر

يا أمة الحق إن الجرح متسع *** فهل تُرى من نزيف الجرح نعتبر

قوميةٌ كم نبحنا في مقاطعها *** حتى أنتنت فاشتكت من قبحها مضر

شعبية كم نعقنا بتسمها زمناً *** بها اقتتلنا فما نبقي و ما نذر

غربية كم سُقينا من مشاربها*** سمّاً زعافاً به الطغيان يختمر

شرقيةٌ كم جرعنا من مصائبها *** و جه قبيح للاستعمار مستتر

يا أمة الحق ماذا بعدُ قد نفدت *** كل الدعاوي و كلت دونها الفِكرُ

ماذا سوى عودة لله صادقةٌ *** عسى تُبدل هذا الحال و الصور

عسى يعود لما ماضٍ به ازدهرت *** كل الدُنا و اهتدى من نوره البشر

على أساس الهدى كانت مدائننا *** و في سبيل العلا لم يُثننا سفر

لم نفتخر أبداً بالطين أبنية *** كلا و لكننا بالعدل نفتخر

إذا تطاول بالأهرام منهزم*** فنحن أهرامنا سلمان أو عمر

اهرامنا شادها طه دعائمه *** وحي من الله لا طين و لا حجر

أهرامنا في ذرى الأخلاق شامخة *** هي السماحة و هي المجد و الظفر

أهرامنا في ربى التوحيد راسخة *** غيث النبوة يسقسها فتزدهر

يا أمة الحق ماذا بعدُ هل قُتلت *** فينا المروءات و استشرى بنا الخور

أما لنا بعد هذا الذل معتصمٌ *** يجيب صرخة مظلوم و ينتصر

أما لنا من صلاح الدين يُعتقنا *** فقد تكالب في استعبادنا الغجر

يا أمة الحق إنا رغم محنتنا *** إيماننا ثابت بالله نصطبر

فقد يلين زمانٌ بعد قسوته *** و قد تعود إلى أوراقها الشجرُ