بَوْحُ الأمل

ألا إن اللِّئـامَ جُيوشُهمْ حُشِـدَتْ
ودأْبُ فُلُولِهـا ظُلمٌ وإفْسـادُ

لِيَنْتَشِرَ الْخَنا في الأرْضِ يَمْسَخُها
وتُـرْفعَ رايةُ التَّجْهيلِ إنْ سادُوا

وذو شَـرَفٍ يُلَبَّسُ ثَوْبَ مُتَّـهَمٍ
ويرْأَسُ مَجْلسَ التَّحْكيمِ حَـدّادُ

تَرَوْنَ جُسُومَهُمْ تَمْشِي كَما يَمْشِي
الْـوَحيشُ بِغابَـةٍ والدَّهْرُ صَيّادُ

نَسُوا الأَرْوَاحَ إذْ عَبَـدُوا حَقَارَتَهُمْ
وَمَاتَ شَهِيدُنـا لِيَحِينَ مِيـلادُ

ومَنْ بالظُّلْـمِ رامَ سِيـادَةً تَبْلى
وتُبْنَـى بانْتِصـارِ العَدْلِ أمْجـادُ

وَطـالِبُ حَقّـِهِ مَلِكٌ وَإِنْ يُنْفَى
يَعـُودُ غَداً وَلَـنْ يُثْنِيـهِ إبْعـادُ

دَعُوا ثَوْبُ القُنُوطَ لِساكِنِي جَدَثٍ
سَيُكْشَفُ ضَيْمُكُمْ وَتُبَادُ أَصْفـادُ

وَيَنْبُعُ مِنْ أَدِيمِ الأَرْضِ بَعْـضُ دَمٍٍ
وَتَنْبُتُ في ذُرَى الأَشْجَـارِ أكْبَادُ

فَتَعْزِفُ لِلْعَواصِفِ لَحْنِ مَلْحَمَـةٍ
يُـرَدِّدُ: ها هُنـا صِيدٌ وأَسْيـادُ

هُنـا دُفِنتْ خيـالاتي وأحْـلامي
وكم دُفِنَتْ هنـا هِمَمٌ وأَطْـوادُ

طَـواها الدَّهرُ إذْ نَـثرَ اللّقيطُ على
أعَـاليها الغُبـارَ وخانَها الزَّادُ

نُجـابِهُ مِنْ جَهـالَةِ جيلِنَا ظُلَماً
وكمْ قَهَرَ الجَهـالَةَ أَمْسِ أَجْـدَادُ

مَضَـوْا يَفْدُونَ في شَمَمٍ مَبَادِئَهُمْ
بِـأَرْواحِ، وَبَــاعَ الإِرْثَ أَوْلادُ!

شُعُـور شَبابِنا شَرِبَ الضَّبابَ وَقَدْ
تخبَّـط حِسَّـهُ بالْمَسخِ أَوْغـادُ

سيَنْقشِعُ الضَّبـابُ غداً على فجْرٍ
وتنشُـرُ بسمَـةَ الأفْراحِ أعْيـادُ

وتَبْعَثُ جـرأةُ الأفْـذَاذِ نَهْضَتَنا
تَخوضُ غِمـارَها زُمَـرٌ وأفـرادُ