المعجزات لاتصنع آلهة

ليست المعجزات شئ أو برهان يؤكد ألوهية صانعها من بني الإنسان وقد أقر بذلك المسيح عن لسان يوحنا, ففى كتاب يوحنا(إصحاح5-1-2-3 ) قال:- 5: 2 و في اورشليم عند باب الضان بركة يقال لها بالعبرانية بيت حسدا لها خمسة اروقة
5: 3 في هذه كان مضطجعا جمهور كثير من مرضى و عمي و عرج و عسم يتوقعون تحريك الماء
5: 4 لان ملاكا كان ينزل احيانا في البركة و يحرك الماء فمن نزل اولا بعد تحريك الماء كان يبرا من اي مرض اعتراه
وهنا أقر يوحنا بأن ملاكاً كان ينزل فى البركة ويحرك الماء الذي بها ومن ينزل فى هذه البركة أولاً بعد تحريك الماء الذي بها يشفى تماماً من أي مرض اعتراه
(أي مرض مهما كان)!!!


ثم يعود يوحنا فيناقض كلامه ويكشف حقيقة زيفه فى فبركة القصص الوهمية ويقول:-
5: 5 و كان هناك انسان به مرض منذ ثمان و ثلاثين سنة
5: 6 هذا راه يسوع مضطجعا و علم ان له زمانا كثيرا فقال له اتريد ان تبرا
5: 7 اجابه المريض يا سيد ليس لي انسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء بل بينما انا ات ينزل قدامي اخر
5: 8 قال له يسوع قم احمل سريرك و امش
5: 9 فحالا برئ الانسان و حمل سريره و مشى و كان في ذلك اليوم سبت



والسؤال هنا, لماذا لم ينزل هذا الرجل البركة كي يشفى من مرضه وهو الذي ظل مريضاً 38 عام !!
فلو افترضنا جدلاً أن جميع الخلق وقت ذاك كانوا مرضى وكان لكل واحد منهم دور ينتظره لنزوله هذه البركة كي يشفى من مرضه, ألم يحن دور هذا المريض الذي رآه يسوع مضجعا فى خلال ثمانية وثلاثون عاماً كي ينزل إلى هذه البركة ويشفى من مرضه هذا خاصة وأن يوحنا لم يحدد شفاء مرض معين بل قال جميع الأمراض !!
لقد قال الرجل ليسوع أنه كلما ذهب لينزل البركة كي يشفى نزل قدامه آخر!!والسؤآل هنا هو,كم كان عدد الناس فى منطقة الجليل وقت ذاك بل كم كان عدد الخلق فى فلسطين كلها وقت ذاك ! وهل كانوا جميع الناس مرضى كي يتسابقوا للنزول فى هذه البركة فلم يحالف الرجل الحظ فى النزول إلى البركة؟ , وإذا كان الأمر كذلك فكم هى عدد اليام فى 38 عام؟
إذا حسبناها فقط بعدد أيام السنة البسيطة وليست الكبيسة سيكون إجمالي عدد الأيام الثمانية والثلاثون عاماً هو 13870 يوماً فهل هذا الرجل لم يحظى بنزوله البركة فى هذه الفترة ؟؟
ولتفرض جدلاً أن المرضى وقت ذاك كانوا كثيرون العدد ألم يكن بينهم من هو مرضه غير خطير وفى قلبه شئ من الرحمة والرأفة بإنسان مثله فيعطيه دوره وينتظر فرصة أخرى لأن الرجل هذها مريض مرض شديد على حد قول يوحنا؟؟
فلا وألف لا, لأن يوحنا يريد لهذا الرجل أن ينتظر مجيئ يسوع المخلص كي يشفيه!! ويكشف يوحنا زيفه بنفسه وزيف قصته الواهية إذ ذكر بعد ذلك أن يسوع قد اعتزل عمل المعجزات وانه غير قادر على أن يستمر فى معجزاته كي يشفي باقى المرضى إذ قال:-

5: 13 اما الذي شفي فلم يكن يعلم من هو لان يسوع اعتزل اذ كان في الموضع جمع.
ويستطرد يوحنا قوله معترفاً بأن المسيح ليس هو الله فيقول:-
: 17 فاجابهم يسوع ابي يعمل حتى الان و انا اعمل
5: 18 فمن اجل هذا كان اليهود يطلبون اكثر ان يقتلوه لانه لم ينقض السبت فقط بل قال ايضا ان الله ابوه معادلا نفسه بالله



ثم يؤكد إعتراف المسيح بأنه لم يفعل المعجزات بنفسه وأن الله هو القادر على كل شئ وهو الذي يعينه بقدرته الإلهية فى إتمام المعجزات قائلاً:-

5: 19 فاجاب يسوع و قال لهم الحق الحق اقول لكم لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الاب يعمل لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك



ثم يبدأ فى التخريف والتحريف والتناقض لأقواله كي يحاول أن ينسب المعجزات إلى يسوع قائلاً:-


5: 20 لان الاب يحب الابن و يريه جميع ما هو يعمله و سيريه اعمالا اعظم من هذه لتتعجبوا انتم
5: 21 لانه كما ان الاب يقيم الاموات و يحيي كذلك الابن ايضا يحيي من يشاء
5: 22 لان الاب لا يدين احدا بل قد اعطى كل الدينونة للابن
5: 23 لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب من لا يكرم الابن لا يكرم الاب الذي ارسله




ثم يفضح أمره ويعود إلى الواقع والحقيقة لأن المزور لابد وأن يترك فى عمله التزويري خيط يبين ويفضح تزويره مع إنني لاأعتقد أن يوحنا هو الذي فعل ذلك التحريف بنفسه بل الذي فعله هم رجال الكنيسة كي يثبتوا ألوهية المسيح ولكن هيهات فقد أعجزهم الله على أن يقولون ولو كلمة تبين ألوهيته!!
ويعود يوحنا فيقول معلناً أن المسيح مرسل من الله وأن يجب على الناس الإيمان بالله وان يؤمنوا بأن الله هو الأبدي الذي لايموت وأن المسيح إبن الإنسان وليس ابن الله وحاشا لله, وأن المسيح عليه السلام لايقدر أن يعمل شئ دون إرادة خالقه سبحانه وتعالى فيقول:-


5: 24 الحق الحق اقول لكم ان من يسمع كلامي و يؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية و لا ياتي الى دينونة بل قد انتقل من الموت الى الحياة
5: 25 الحق الحق اقول لكم انه تاتي ساعة و هي الان حين يسمع الاموات صوت ابن الله و السامعون يحيون
5: 26 لانه كما ان الاب له حياة في ذاته كذلك اعطى الابن ايضا ان تكون له حياة في ذاته
5: 27 و اعطاه سلطانا ان يدين ايضا لانه ابن الانسان
5: 28 لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته
5: 29 فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة و الذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة
5: 30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا كما اسمع ادين و دينونتي عادلة لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الاب الذي ارسلني
5: 31 ان كنت اشهد لنفسي فشهادتي ليست حقا
5: 32 الذي يشهد لي هو اخر و انا اعلم ان شهادته التي يشهدها لي هي حق


وإلى اللقاء مع موضوع جديد من كتاب المجمع الفينيقي.