عبد الله بن حذافة وملك الروم

وهذا عبد الله بن حذافة السهمى في احد المعارك التي خاضها جيش الإسلام على مشارف " قيسارية " تكاثرت من حول عبد الله بن حذافة السهمى صناديد الروم ، فاقتادوه أسيرا إلى معسكرهم وجيء به وقد أثقلته القيود بين يدي ملك الروم
قال الملك الرومي: وقد عرف مكانة عبد الله في المسلمين: يا عبد الله ، هل لك أن تنتصر ، فأقربك منى ، وأزوجك ابنتي ؟
فيجيبه الصحابي المؤمن: وان لم لفعل ؟
قال الملك ك ألآن ترى
فأمر به فصلب ، وأمر احد رماته المهرة ، فرماه بسهمين أحاطا برأسه عن يمين وعن شمال
ثم اقترب الملك الرومي من عبد الله، وقال: أفلا تجيبني إلى ما دعوتك فتنجو بنفسك ؟
فيجيبه: فان لم افعل ؟
فيتمعر وجه الملك غضبا ويقول : الآن ترى
ويأمر بقدر يغلى فيه الماء حتى يفور ، ثم يؤمر بأسير فيقذف في القدر ، فإذا عظامه تلوح ، ثم يقترب من عبد الله بن حذافه ، فيقول : أفلا تجيبني إلى ما دعوتك فتنجو بنفسك ؟
فيجيبه : فان لم افعل ؟
فيشتط الغضب بملك الروم ويأمر بقذفه في الماء الذي يغلى فيقتاده الجند ، فيبكى عبد الله ، فتنفرج أسارير الملك الرومي عن بسمة شامته ، وقد ظن أن عبد الله يبكى جزعا َ من الموت ، فيصيح الملك بجنده ان يردوه .
ويسأله الملك شامتا : أما كنت في غنى عن كل هذا لو انك أجبتني إلى ما عرضته عليك ؟
فيجيبه الصحابي المؤمن : كأنك أيها الملك ظنتني بكيت جزعا من الموت ، لا والله اما بكيت جزعا من الموت ، ولكنى تذكرت أن ليس لي إلا نفس واحده أموت بها هذه الميتة في سبيل الله ، وقد كنت أتمنى أن تكون لي ألف نفس تموت هذه الميتة في سبيل الله ، فذلك ما ابكانى أيها الملك ، لا كما ظنت
ويعجب ملك الروم بشجاعة عبد الله بن حذافة ، ويميل إلى أن يطلق سراحه فيقول له :
أتقبل رأسي وأطلق سراحك ؟
فيجيب الصحابي : لا افعل
فيقول الملك : وأطلق معك 80 أسيرا من قومك ؟
ويطرق الصحابي هنيهة ، فلا يرى بأسا َ من أن يقبل رأس ملك الروم ا كان في ذلك فك اسر إخوانه من الأسرى ،
فيقول للملك :أما هذه فنعم ويتقدم منه ، ويقبل رأسه ، ويعود بال80 أسيرا َ ، فلما رآه عمر بن الخطاب وعرف القصة احتضنه وقبل رأسه .

هكذا افحمه بعد ما بين عقيدته سر شجاعته واخذ ما أراد وفك اسر اخوانه المسلمين