مــــقـدمـــــــــــــة :
ان النقد التاريخى للكتاب المقدس احد اهم انواع نقد الكتاب المقدس , ولا يهتم هذا النوع من النقد بأبراز المخالفات التاريخية فى السرد الكتابى للأحداث بقدر تلمس الواقع التاريخى الذى عاشه كاتب التوراه من خلال تأثر النص بظروف ومعارف معينة للتاريخ , وفى هذا البحث عن السرد التوراتى لمسألة الخروج نستشف ان الكاتب التوراتى متأثر بواقع سياسى وديمغرافى منفصل تماما عن الزمن المفترض توراتيا للخروج , وبالتالى فالهدف من البحث ليس بغية الوصول لتاريخ تقريبى للخروج او لتقصى الاحداث بحيث نخرج بتسلسل منطقى لها انما الهدف منه هو الوصول الى فكرة عامة عن الزمن الاغلب لكتابة الاسفار التى تناولت هذا الحدث .
وفى الحقيقة فان الاشكاليات التى تؤخذ على الرواية التوراتية حول الخروج تنقسم الى قسمين اساسيين هما التعارض مع الاحداث التاريخية والتناقض الداخلى للرواية التوراتية وعليه سينقسم البحث ان شاء الله الى اربعة اجزاء :
الجزء الاول : تحقيق الزمن المفترض للخروج توراتيا
الجزء الثانى : سرد المفارقات التاريخية فى السرد التوراتى لمسألة الخروج
الجزء الثالث : ذكر التناقضات الداخلية فى الرواية التوراتية حول مسألة الخروج وزمانها
الجزء الرابع : سرد لآراء عدد من علماء الاثار بخصوص هذه المسألة والوصول لأستنتاج تقريبى حول زمن كتابة التوراه من خلال ما يتقدم

ونسأل الله ان يجعل هذا العمل خالصا لوجهه ونسألكم الدعاء لنا ولكل المسلمين