

-
(5-8)
5- الفضاء:
تتحرك كل الأجسام -نجوما وكواكب وأقمارا- حركة مستمرة فى الفضاء فى مدارات محددة وبسرعات مختلفة. بهذه الحركة النسبية يصبح المسار المستقيم لِمُسافر فى الفضاء - بين جِرْم وآخر - خطًّا منحنِيا، لذا حرص التعبير القرآنى على استخدام لفظ "العروج" (أى الميل والانعطاف) للتعبير عن الانتقال فى الفضاء: {مِّنَ اللهِ ذِى الْمَعَارِجِ * تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالْرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج : 3-4]، {وَمَا يَنزِلُ مِنَ الْسَّمَاءِ وَمَا يَعْـرُجُ فِيهَا} [الحديد : 4 ، سبأ : 12].
أشار القرآن إلى تمكُّن الإنسان - من حيث المبدأ- من السفر فى الفضاء؛ متى آتاه الله القدرة اللازمة من طاقة وتقنية، مع التنبيه إلى ما قد يواجهه فى الفضاء من أخطار الشُّهب والنيازك والأشعة المدمرة:
{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذّوا لاَ تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ} [الرحمن: 33]، ثم:
{يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسُُ فَلاَ تَنْتَصِرَانِ} [الرحمن : 35].
وأكدت آيات أخرى امتلاء السماء بالشُّهُب؛ التى ثبت أن ما يخترق منها الغلاف الجوى للأرض وحده يوميا يعد بآلاف الملايين من القطع المختلفة الأحجام ؛ يحترق معظمها لدى اختراقه الغلاف الجوى . تأمَّل هذه الآيات: {وَأَنَّا لَمَسْنَا الْسَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا} [الجن :8]، {إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ الْسَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابُُ مُّبِينُُ} [الحجر : 18 ].
كما بيَّن القرآن ما يصيب الذى يصعد فى الفضاء بعيداً عن الجاذبية من صعوبة فى التنفس وضيق فى الصدر: {وَمَن يُرِد أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى الْسَّمَاءِ} [الأنعام : 125].
وأشار كذلك إلى ما لرحلات الفضاء من تأثير على توازن العينين واهتزاز المرئيَّات ؛ وهو ما لمسه رواد الفضاء أثناء تجارب السباحة فى الفضاء خارج مركبة الفضاء: {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابَاً مِّنَ الْسَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمُُ مَّسْحُورُونَ} [الحجر : 14-15].
6- نسبية الزمن:
فى عالمنا الأرضى يُضبط الزمن بحركة الأرض حول نفسها (الأيام) وحول الشمس (السنون)؛ وحركة القمر حول الأرض (الشهور والسنون القمرية)، أما الشهور الشمسية؛ والساعات والدقائق والثوانى فتلك وحدات اصطلح الناس عليها. كل هذه الوحدات الأرضية لا معنى لها فى الفضاء الفسيح، حيث أظهر العلم الحديث أن الزمن نسبىّ، وهو ما قررته الآيات القرآنية بوضوح تام منذ قرون: {وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج : 47]، {ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} [السجدة : 5]، {تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالْرُّوحُ إِلَيْهِ فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج : 4].
7- الشمس والقمر:
الشمس نجم مشتعل يضىء ما حوله من كواكب؛ وينعكس ضوؤه على سطح القمر البارد لينير ليالى الأرض. هذا التباين فى طبيعة ودور الشمس والقمر حددته الآيات : {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الْشَّمْسَ سِرَاجًا} [نوح :16]، {وَجَعَلَ فِيها سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيراً} [الفرقان :61]، {وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاَ} [النبأ : 13].
يتبدَّل شكل القمر المرئى من هلال إلى بدر تبعا لأوضاعه النسبية (منازله) من الشمس والأرض: {وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ} [يونس :5]، {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [يس :39].
السنة الشمسية = 365.2422 يوما بينما السنة القمرية = 354.6036 يوما، ومن هنا فإن 300 سنة شمسية تعادل تماما 309 سنة قمرية = 109573 يوما بلا نقص ولا زيادة، وفى هذا تتجلى الدقة العلمية المعجزة للتعبير القرآنى فى قصة أهل الكهف : {وَلَبِثُواْ فِى كَهْفِهِمْ ثَلاَثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُواْ تِسْعًا} [الكهف :25].
أى أن بقاءهم فى الكهف استغرق 300 سنة شمسية؛ تصبح 309 سنة بالتقويم القمري.
8- طبيعة الأرض :
الأرض كرة تدور حول نفسها ، فيتعاقب الليل والنهار، وبذلك تنطق الآي : {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى الْنَّهَارِ وَيُكَوِّرُ الْنَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ} [الزمر :5].
وتتَّضح حركة الأرض فى التعبير القرآنى أيضاً فى سورة الشمس:
{وَاْلشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا * وَالْنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا * وَالْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا}[الشمس:1-4]. أي أن مجيء النهار (بحركة الأرض) هو الذى يُظهر الشمس وليس العكس، وكذلك مجيء الليل (بحركة الأرض) هو الذى يُخفي الشمس ، كما تتضح الحركة أيضا فى تعبير "سلخ" النهار من الليل: {وَآيَةُُ لَّهُمُ الْلَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ الْنَّهَارَ} [يس :37].
وفى "حركة الجبال" بحركة الأرض فى الفضاء - دون أن نشعر - كما فى الآية: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِىَ تَمُرُّ مَرَّ الْسَّحَابِ} [النمل : 88].
يتبع .........
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة خادم الحسين في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 11-03-2016, 05:54 PM
-
بواسطة Habeebabdelmalek في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 23
آخر مشاركة: 21-09-2013, 08:19 PM
-
بواسطة أبـ مريم ـو في المنتدى منتدى دعم المسلمين الجدد والجاليات
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 16-03-2010, 11:27 PM
-
بواسطة مجاهد في الله في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 17
آخر مشاركة: 22-04-2008, 10:21 PM
-
بواسطة عادل محمد في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 03-03-2008, 02:00 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات