نيودلهي - مكتب «الرياض» - د. ظفر الإسلام خان
هناك غزو إسرائيلي للهند من نوع آخر .. غير تجار الأسلحة وخبراء التجسس والإرهاب الذين نسمع عنهم باستمرار.. وهذا الغزو الآخر يتمثل في صورة عشرات الألوف من الإسرائيليين الذين يتواجدون في الهند على مر السنة وبعضهم لا يريدون العودة مطلقا إلى الجحيم الذي خرجوا منه.. وكلهم شباب من رجال ونساء يأتون إلى الهند فور إكمال خدمتهم العسكرية . والمناطق التي يفضلها هؤلاء في الهند هي كشمير والمنطقة حول مدينة «منالي» بولاية هيماتشال براديش بشمال شرقي الهند ومناطق شمال الشرق حيث ظهرت عدة قبائل تدعى أنها بقايا يهود الشتات.
وبينما يأتي من (إسرائيل) حاخامات لتعليم رجال القبائل مبادئ الدين اليهودي واختبار مدى تمسكهم باليهودية تمهيدا لنقلهم إلى (إسرائيل) ، هناك حاخامات آخرون يأتون لإقناع الشباب الإسرائيلي الذي لا يرغب في العودة إلى بلده ويفضل العيش في الهند..

والخطير في تواجد الإسرائيليين في الهند أنهم قد احتكروا تجارة المخدرات في منطقتي «منالي» و«كسولي» بولاية هيماتشال براديش حيث أقاموا دكاكين ومطاعم وفنادق يرتادها الاجانب وقليلا ما يدخلها الهنود . وقال تحقيق نشرته صحيفة هيندوستان تايمز يوم 11 يوليو الماضي أن الإسرائيليين هم «السادة العمليون» في هذه المنطقة وقد اغتنوا كثيرا بتجارة المخدرات وهم يتواجدون في الهند بحرية ويفتحون الدكاكين والشركات بدون أن يحصلوا على تراخيص عمل. وقال التحقيق أن رائحة المخدرات الكريهة وأنغام الموسيقى الصاخبة تنبعث من المناطق التي يعيش بها هؤلاء. وقد تعلم السكان المحليون اللغة العبرية للتعامل مع هؤلاء كما توجد لافتات بكثرة باللغة العبرية في هذه المناطق كما يتم زراعة الحشيش بها بصورة غير قانونية ثم يتم تهريبها إلى أوروبا و(إسرائيل) واليابان.

وقال التقرير أن هؤلاء الأجانب أثرياء للغاية وهم يرشون المسئولين المحليين والشرطة وأعضاء اللجان القروية في المنطقة وبالتالي لا يجدون صعوبة في المكوث في المنطقة أو الحصول على العقارات والأراضي للازمة للسكن وممارسة النشاط المحظور وزراعة الحشيش.

وقال التقرير إن هناك مناطق لا يمكن للهنود أن يدخلوها. وقال المراسل الذي تمكن من الدخول إلى إحدى مناطق تواجد الإسرائيليين بداخل غابة إنه أخفى الكاميرا الرقمية التي كان يحملها ولم يلتقط أية صورة خوفا على سلامته. ولم يصدق المراسل عينه حين وجد أن الإسرائيليين بنوا بيوتا ودكاكين هنا وهم يزرعون أشجار الحشيش في تلك المنطقة المنعزلة حيث أقاموا مصانع لتكرير الحشيش والمواد الكيماوية لإنتاج مواد مخدرة مثل حبوب «كراك» و«لسبيد» وهم يجلبون إلى المكان مواد كيماوية مثل أيودين وكودين فوسفات وحامض الهيدروكلوريك كما يستعينون بخدمات علماء الأدوية لصنع حبوب غاية في الخطورة. ويعلق المراسل: «إنه عالم وراء الخيال وما رأيناه جعلنا نشك في حواسنا»! وكشف التقرير أن حروبا تجرى بين الإسرائيليين للسيطرة والاستفادة من هذه التجارة . وقد مات إسرائيلي يسمى «تاشي» في ظروف غامضة في منطقة «كَسَولي» كما وجد شخص إيطالي يسمى (الفونسو) مقتولا في قطار وكان يصدر البضاعة حتى إلى منطقة (غوا) على ساحل الهند الغربي المطل على خليج العرب. وقد قطعوا جثته إربا وتركوه في مرحاض القطار.
http://www.alriyadh.com/2005/07/14/article80791.html