بسم الله الرحمان الرحيم


من أين أبدأ ... لا أدري بالضبط ، لكن إحساسي بأنه واجب، يجبرني أن أقوله و أحدث به ..، بإختصار : انها رؤيا كنت قد رأيتها من حوالي عام تقريبا ، ربما يقول البعض هذه ليست منتديات لتفسير الأحلام !! و هم محقون . لكن أقول أني قد فكرت أن هذا المنتدى هو أفضل مكان يمكن أن تنشر و تكتب فيه .. .
باختصار لقد رأيت سيدنا المسيح عليه السلام ! . في رؤيا تمنيت لو رآها كل مسيحي و كل من له ريب في هوية المسيح الحقيقية عليه السلام . فلو كان كذلك لكان إختصار كبير و فيصل بين المسلمين و غيرهم من الضالين هداهم الله .

لم أرى في حياتي ربما أقوى من تلك الرؤيا على قلبي ، أحسست بشدتها ، عمقها و ضغطها حتى أني إستيقضت منها أرتعش ، أنادي... !، والعرق يغمرني و كأن جبيني بات تحت المطر!!! ..
- صعب أن أحكي حلم كتابة .. كل جزئية فيه تذهلك إلى حد أنك لا تريد أن تتوقف عن سردها بأدق التفاصيل و من أعماق قلبك ، إلى درحة أني يصيبني الإرهاق... لكن سأحاول !، عل الله يهدي به شخص يبحث عن نور الله بصدق وتواضع ..

في أحد الأيام نمت كما ينام كل مسلم على جنبه الأيمن ، و ما هي إلا لحظات حتى كان انفصالي عن العالم حولي ، و أنا نائمة .. و إذا بي أراني أقف في غرفة ، قريبة من الجدار خلفي، أدير رأسي من اليمين .. ألتفت الى الأمام ، فأجد على الحائط المقابل يقف سيدنا المسيح عليه السلام . – لقد رأيته بتفاصيل سبحان الله !!- كان شابا ، أبيض الجسم ، ثابت..لكن ليس تصلبا وشدة ، مطلَقا! .. بل رزانة كلها رأفة و ليونة عليه السلام، عار الصدر ، يرتدي على نصفه الأسفل قماش أبيض ، و من نفس القماش الأبيض كان موضوعا على رأسه قليل منه – لكن لم تكن عمامة - ، إذا وصفت وجهه أقول سبحان الله..قسما بالله العظيم لا يوجد و لن يوجد مثله !، ليس جمالا أو ذل ومسكنة.. كما يحاول أن يرسمه النصارى ..!! أبدا ..!، بل روحانية. لقد كان وجهه روحانيا روحانيا الى درجة أقسم فيها و أنا أعني ما أقول أنها لن تكون إلا لنبي ... كان رافعا رأسه و عينيه إلى الأعلى ، شارد الذهن ، صامت..كأنه لا يحس بما حوله، عيناه معلقتان الى هناك .. ، لم يكن يحمل بصره الى السقف بل الى الأبعد من السماء . ، وكأن كيانه ، قلبه ، روحه .. كلهم ذابوا فناءا في من تعلقت به تلك العينان ، شارد الذهن له عز وجل، لمن فطره - قسما بالله هذه النظرة لا يحملها إلا نبي – في ذهوله كان غائبا عن هذه الدنيا كليا ، متعلقا شاخصا الى الله – و الله لا أستطيع أن أجد لها وصف ..!!!. - كان وجهه يمتلأ رفقا و رحمة ، سماحة و تواضع - كم تمنيت الآن لو شاركني في رؤيتها شخص ما حتى يرى و يحس بما أحس به - ..، كان يرفع يديه الى الحائط خلفه ؛ الزندين على مستوى الكتفين مفتوحتان ، والساعدين مرفوعتان الى الأعلى-لكن ليس كهيئة صليب مطلقا- ..، وكأنه يمسك بشيء ما ، فكان ذلك "الشيء" هو المُمسِك الذي يشده .. لقد ذهلت لحظتها ، هو لا يمسك بالحائط كما كنت أعتقد ، لقد كان قريبا جدا منه لكن هناك شيء بينه وبين الحائط لجأ إليها.. ، لا أراها !! ....هي طاقة و قوة عظيمة لا أراها بعيني لكن أحس بها ، لا تضاهيها قوة في هذا الوجود ... بكلمة واحدة :" لقد أوى إلى ركن رشيد" .
لقد كان المسيح وبتلك الوضعية يقف بين: " يوميتين " متماثلتين معلقتان على ذلك الجدار (اليومية التي تكتب فيها رزنامة أيام وشهور السنة ). في أعلى كل واحدة منهما صورة " الكعبة الشريفة"

و بتلك الوضعية.. فجأة !: يظهر شخصان ، اثنان عسكر من الجند الأمريكي المحتل يرتدون بزتهم العسكرية ، و قبعتهم المعدنية المستديرة ، يحملان سلاح طويل بحزام ، ربما " كلاش "- لا أعرف أنواع الأسلحة لكن مؤخرة هذا السلاح هي هيكل معدني - ، تقدم ذلك الجنديين من المسيح عليه السلام و أخذا يشدانه من وسطه ، يحاولان أخذه بكل ما أوتيا من قوة ، فلا يستطيعان لأنه كان قد آوى الى تلك الطاقة و القوة الهائلة، يتوقفان ثم يعيدان الكرة فأراهما يشدانه من وسطه !! فيُشَد وينحني إليهما من منتصفه إلى الأمام جدا ، لكن منطقة الكتفين والذراعين تبقى ثابتة في مكانها لا تتزعزع لأنها كانت مكان أمساك تلك الطاقة ..، و المسيح لا ينطق لا يحس أبدا ، بصره و فكره شارد متعلق بالله عز وجل الى أبعد الحدود ، وكأنهم يشدون الجسد و القلب شَخُصَ لخالقه العظيم .. ، العسكريين لا يستطيعان أخذه عليه السلام ويتوقفان . فيعود وسطه الى استقامته ، فيعيدان الكرة مرة أخرى و يشدانه لكن دون جدوى ، لقد أحسا أنهم لن يستطيعوا أخذه ، فأصاب أحدهما هستيريا غضب فأخذ يقول مشيرا الى صورة الكعبة: ( إنه بسبب هذه لم نستطع شده ) ، ثم أخذ يضرب اليومية بكلتا يديه بمؤخرة سلاحه غضبا وتغيظا !! ، ثم و كأنه نظر الى صورة تلك الكعبة ضانا منه أنه إذا نزع صورة الكعبة فسيستطيع أخذ المسيح ! ، و كأن صورة الكعبة المعلقة هي تلك الطاقة ، وهي السبب في عجزهم ، فأمسك بتلك اليومية التي مرسوم عليها صورة الكعبة من الأعلى، و بكل قوة انتزعها !!!!!!!.
...... و المفاجأة ، فماذا رأيت !!!- الله أكبر – لقد رأيت شيئا أذهلني و صدمني إلى أبعد الحدود..، عندما انتزع الجندي صورة الكعبة ، من المفروض أن يكونوا قد أنهوا " دين" الكعبة و تلك الطاقة الهائلة ، وأن يستطيعوا أخذ المسيح !!!، لكن لا اااااا..... أبدا ، هم لن و لم يستطيعوا ... ، لقد رأيت على الحائط خلف تلك اليوميتين المعلقتين بعد انتزاعهما ، ما لا ينزع أبدا ، أبدا .. ، وجدت مكتوب بالخط العربي - ليس صورة تنتزع بل كتابة لن تستطيع أي أظافر خدشها - مكتوب باللون الأخضر بشكل محيط دائري آية قرآنية لم أتمكن من قراءتها لأنها مكتوبة بالخط الثلث - وهو نوعا ما ليس بالسهل القراءة إلا بالتدقيق- ، و في قلب الدائرة ، الله أكبر كتب بخط أشبه بخط الرقعة :" رب الأرض و .............. " ، الكلمة الثانية للأسف كانت طويلة و معقدة للقراءة بخط الثلث ، لكني لحظتها ذهلت ، أصابني ذهول إلى أقصى الحدود ، أحسست أن هذا الأمر الذي يحاولون نزعه ليس صورة أو شيء سهل أو يمكن إستئصاله ..أبدا ، هو كتابه في الحائط ، لا و لن تنتزع ، هي قلب و مصدر تلك الطاقة ، و التي لجأ لها المسيح عليه السلام ، لحظتها لم أتمكن من التدقيق لقراءة الكلمة الثانية لأني اصطدمت بواقعة عظيمة شخصت لها ذاتي ، فأخذت أردد و أنادي و من كل قلبي : رب الأرض و السماوات ، رب الأرض والسماوات .... ، لم أتمكن من قراءة الكلمة الثانية ، لكني استبدلتها ب" السماوات " خوفا من أن ينتهي ما كنت أرى قبل أن أتفاعل و أصرخ ...
و أنا أردد تلك الكلمات بحرقة و ذهول ، أستيقظ فأجد آذان الفجر(الأول) ينادي ، و أجدني منكمشة على نفسي أرتعش ، و العرق يملأ جبيني ، و أنا أرددها "رب الأرض و السماوات..." ..وقفت و توضأت و أنا يملأني إحساس رهيب !!!..
لقد أحسست لحظتها أن ذلك الأمر الذي يريدون هدمه ،هو الإسلام ..لكنهم لن يستطيعوا أبدا لأن الإسلام ليس صورة تنتزع بل هو المكتوب الذي لن يقدروا عليه أبدا أبدا لأنه دين رب الأرض ...، كذلك ؛ المسيح البريء مسلم نعم العبد النبي ، لم يرتضي إلا أن يكون آويا متمسكا بين صورتي الكعبة بإسلامه و عبوديتة لله وحده..و هذا ما يريد أن ينفيه الضالين ..هداهم الله .

** أحسست بعدها مع هذه الحروب التي تقام ضدنا ، إلا أن رسالة الإسلام هي الرسالة التي لن تقدر أي قوة على زعزعتها ، و لو إجتمعت لها كل أقطار الأرض و الى أن يرث الله الأرض ومن عليها فلن تُقهر، فقط لأنها معصومة من الله عز وجل .. فسبحان الله و الحمد لله ..، ربما لم أفسرها كليا من جميع أبعادها، فأنا لا أجيد تفسير الأحلام و فك الرموز، لكن هذه الرؤيا زادتني يقينا و وضوح رؤيا و إيمانا عظيما داخلي و في وجوب كشف الحقائق ..


-- فهكذا كان حلمي ، و هذا ما أردت أن أوصله ، لأنه هكذا قال رسول الله عليه أزكى صلوات الله وسلامه :
* عن ابن عباس قال : كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة في مرضه والصفوف خلف أبي بكر فقال أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له .( قال الشيخ الألباني :صحيح).
* عن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الرؤيا ثلاث منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها بن آدم ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة قال قلت له أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قال الشيخ الألباني : صحيح)
* (صحيح ) قال أبو سلمة بن عبد الرحمن : سمعت أبا قتادة بن ربعي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " الرؤيا من الله والحلم من الشيطان فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات إذا استيقظ وليتعوذ بالله من شرها فإنها لن تضره إن شاء الله " . قال أبو سلمة : إن كنت لأرى الرؤيا هي أثقل علي من الجبل فلما سمعت بهذا الحديث فما كنت أباليها . وفي رواية : قال : إن كنت أرى الرؤيا تهمني حتى سمعت أبا قتادة يقول : وأنا كنت لأرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " الرؤيا الصالحة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب وإن رأى ما يكره فلا يحدث به وليتفل عن يساره [ ثلاثا ] وليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم من شر ما رأى فإنها لن تضره " .

-----------أسأل؟؟؟

- أسأل : هل النصارى يؤمنون بالرؤى ؟ - نعم هم يؤمنون بالرؤى ، و هل منهم من قد رأى المسيح عليه السلام ؟؟- قال أحد النصارى مستغربا " لِما نسمع المسلمين يقولون أنهم رأوا المسيح –الذي لا يخصهم !-، بينما نحن لا..!! " .
-- ربما يقول البعض منهم ....لا ، أنا رأيته و قد كان معلقا على الصليب.- كما يحاولون تصويرها في أفلامهم -..
نقول لهم : نعم ،إن لم تكونوا كذبة فقد رأيتم . لكن من رأيتم ؟؟ لقد رأيتم شيطانكم أو مسيخكم الدجال. لكن المسيح لا . هو بريء منكم و من كفركم . و سترون هذا غدا" في ذلك اليوم ".

و الأمر الذي بيننا هو كتابكم ذاته ، فلو اسطعتم أن تثبتوا منه إثباتا قاطعا أن المسيح ليس بعبد نبي مسلم لله ، لكنتم استطعتم أن تنسبوه لبهتانكم و لكانت أحلامكم الزائفة تلك تشهد لكم .
هذا في نبوته ، فماذا عن شكله ؟؟ شكله كيف ترسمونه !! ، هل يعقل ان ترسموا المسيح بالرجل "الأسود" الزنجي أو الأصفر الصيني !!؟؟ .. بالنسبة لنا نحن المسلمون كلنا سواء فلا فرق بين عربي على أعجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى ، لكن بالنسبة لكم أنتم –ماذا ؟؟، هل يعقل لمن في يوم من الايام منعوا السود من دخول كنائس البيض احتقارا أن يرسموا مسيحهم ورمزهم بالرجل الأسود !!- لا أظن .
لكن حسب سفر أشعياء الذي يصور المسيح في أبشع صورة تقريبا .. و الذي لا يذكر اللون ...يعطي إحتمال أن يكون المسيح رجل أسود.!!، ... فما يقول كتابكم في وصفه ؟! : " لا صورة له و لا جمال فننظر إليه فلا منظر فنشتهيه .محتقر و مخذول من الناس رجل أوجاع و مختبر الحزن و كمستر عنه وجوهنا محتقرة فلم نعتد به" (أشعياء 53/2-3). ..لكن الغريب : لما يا نصارى لا ترسموا المسيح حسب كل الاحتمالات التي ذكرها سفر أشعياء –الفقرة الوحيدة التي يقول عنها النصارى أنها وصف للمسيح - ، الجميع يراه حسب أفلامكم و حسب لوحاتكم الرجل الابيض ، الأزرق العينين ، الأشقر الشعر ، ذو التفاصيل الوسيمة..و كأنه أوروبي ... مع أنها عكس ما يقوله كتابكم .. ماذا لو رسمتم إبن الرب(حسب اعتقادكم) بالرجل الاسود ذو العينين السوداوتين، الأجعد الشعر ... أو الصيني الأصفر البشرة ، أو على الأقل بالبشاعة التي يذكرها سفر أشعياء الذي " لا صورة له و لا جمال ..." ، لما تعطوا المسيح دوما صورة مختلقة على التي هو عليها ؟؟!! ، أهذا نوع آخر من التحريف؟ نعم هو نوع أو وجه آخر من التحريف!!
من أفعاله تخترقون و تجعلون منه بدل النبي إبن الإله ، و بدل العبد الرب..مع أن كتابكم ينافي أقوالكم ، و من صفاته ترسمون له أفضل الصفات ! (؟؟؟)..فلا يعقل لإبن الاله(حسب اعتقادكم) أن يكون ذو البشرة السوداء الداكنة، الغير الأبيض. الوسيم . الذي في وجهه و كأنك ترى لافتة كتب عليها " كبش فداء" من المسكنة..
و إلا لما انطبقت الحيلة على كافة المسيحيين.. ( و ياله من تمويه خبيث كاذب )
..و كلها صفات مخترقة و محرفة !!، تحرفون الأقوال ..و تحرفون الصفات ..!!! – سبحان الله ! ، فيا مضلين ألا تخافون يوما ترجعون فيه إلى الله فتوفى كل نفس ما كسبت !!؟ و يا ضالين أما آن لقلوبكم و عقولكم أن تستيقظ من هذه الأحلام العنكبوتية الشيطانية التي أوقعكم فيها مضليكم !!؟ أما آن لتروا الله ببصرية و نور حرة مستقلة عن خطوط رسام زائفة ! أما آن لتوقضوا فيكم فطرتكم التي فطركم الله عليها و تضعوا لوحتكم و ترسموا خط طريقكم إلى الله ... ماذا نقول " محظوظ يا من كان طريقه مستقيما إلى الله ..فما يلقاها إلا ذو حظ عظيم".. هداكم الله.

نعود ونقول ، نحن المسلمين نرى سيدنا المسيح كما نرى سيدنا إبراهيم ، ويعقوب، و آدم ، و داوود ، وموسى ، و محمدا ... عليهم أزكى صلوات الله و سلامه، عبادا مسلمين طائعين موحدين لإله واحد لا إله إلا هو .
فيا نصارى .. يا من..إن رزقه الله رؤيا صادقة ، أو إحساس فطري توحيدي..، اعلم أن الله يحبك ، واعلم أنك لن تُرضي المسيح بإنكارها و إنكار عبوديته .. ، و اعلم أنك لن تضر الله شيئا. و الله غني عن العالمين. و تلك أعمالكم توفى إليكم...

*** أخيرا : أقول أنا لا أروج للأحلام و تفسيرها لدرجة أن ننسى الواقع و العمل ..لا ، لكن لا تفريط و لا إفراط ، و الرؤيا وحدها حق لا الأحلام، و إن لكل شيء قدرا***

....و السلام على من اتبع الهدى