حقيقة قضية الأرمن ( 1895 ـ 1896 )

عاش الأرمن في الدولة العثمانية حتى حرب 93 في رفاهية وسعادة ، وأثروا بسبب مزاولتهم وظائف كالتجارة ، والصيرفة ، وصياغة الذهب . كان تعدادهم داخل الدولة العثمانية المليون تقريبا . كانت العائلات الأرمنية تعيش في استنبول كالأمراء ، وشوهد بعد 1856 من حصل منهم على منصب وزير ، وهي أعلى رتبة مدنية في الدولة ؛ كان الوزير آكوب باشا وزير الخزينة الخاصة ، أحد رجالالسلطان عبد الحميد المعتمدين .. كانت حرية الأديان والمذاهب مؤمنة بشكل حقيقي . أكثر الأرمن ( أرثوذوكس ) ـ كريكوريان ، وهناك من كان منهم كاثوليك ، ومن كان من البروتستانت . كان لبطارقة الأرمن مكانتهم في بروتوكول الدولة ، سواء كانوا كريكاريان أم كاثوليك، كان الأتراك يحبون هذا الشعب الوديع ، المنصرف لأعماله ، المتقبل للثقافة التركية بشكل كبير والمتفهم لهذه الثقافة إلى حد ما . وكما يشاهد في الوثائق الرسمية ، كان يطلق عليهم اسم " ملت صادق " أي ( الشعب المخلص ) تبدل الوضع في منتصف العصر . وضعت الدول الامبريالية روسيا ، انجلترا ، فرنسا يدها على هذا الشعب وقامت وخاصة روسيا بتحريض الأرمن لغرض ابتلاعها أناضول الشرقية . حيث كان لها رعيا أرمن أسكنتهم في حدود الأناضول الشرقية في روان ، الذي كان قطرا تركيا بحتا حتى النصف الثاني من القرن 19 أسمته " " أرمنستان "

كانت المادة 61 من معاهدة برلين تطلب اجراء إصلاحات لصالح الأرمن في 6 ولايات هي ( أرضروم ، ديار بكر ، سيواس . لم يضع السلطان عبد الحميد هذه المادة موضع التنفيذ أبدا . رفض جميع الضغةط التي أجرتها الدول العظمى لتنفيذ هذه المادة . وحيث لم يكن الأرمن يشكلون الأكثرية في العشرين ولاية فإن نسبة نفوسهم لم تكن تلغ 20% في الولايات التي يمثلون بها كثافة سكانية ، وفي إحدى المناسبات أبلغ السلطان عبد الحميد السفير الألماني بأنه يرجح الموت على أن يطبق هذه المادة السخيفة ، وتمكن من اكتساب مساندة النمسا – المجر . لم يكن ضغط فرنسا انجلترا وروسيا كافيا لوضع هذه المادة موضع التنفيذ . ومما لا شك فيه أنه كان يراد إفناء المسلمين الذين يتكلمون التركية وخاصة الكردية بالقتل العام وإجبارهم على الهروب ، ولو من قسم من هذه الأراضي وجعله وطنا أرمنيا . وكانت هذه الخطة قد طبقت بنجاح في كثير من الأقطار العثمانية .


كان أمل روسيا الاقتراب من البصرة وخليج الاسكندرية بواسطة إمارة أرمينية تكون العوبة في يدها . وكذلك كانت انجبترا تريد إمارة أرمنية تكون العوبة في يدها للحيلولة دون اقتراب روسيا إلى هذه الخلجان . .
تم تأمين سلاح وافر للأرمن من كل الجهات وخاصة من روسيا .
قتل الأرمن كل من صادفهم دون التفريق بين النساء والأطفال ، وكثيرا ما علقوا المسلمين على الكلاليب ، وكانت وسائلهم في القتل الجماعي شاذة لا يتصورها عقل ، كبقر بطون الحوامل وإخراج الجنين بالرماح كقطع عورات الرجال ووضعها بأفواههم ، ملء المساجد والتكايا والمدارس الدينية بالمسلمين وحرقها .
فأصدر السلطان عبد الحميد فرمانا لمكافحة العصاة
هذا هو سبب مقاتلة السلطان عبد الحميد للأرمن فهم خونة ومتآمرون على الدولة .


من أراد المزيد فعليه الرجوع إلى كتاب ( تاريخ الدولة العثمانية ) للكاتب ـ يلماز أوزتونا ج1 ص 129


يتبع أحبتي في الله بعض المصادر الاخرى

والله المستعان