بسم الله الرحمن الرحيم

خرج علينا خالد بلكين بمقطع جديد يتكلم فيه عن عدد سور و ايات القران و ترتيب سور القران و الحروف المقطعة في القران ليخرج لنا بفرضيات عجيبة غريبة و هي ان الحروف المقطعة في القران هي في الحقيقة فواصل كانت موجودة في الكتاب النواة او الصحف العربية المسيحية قبل الاسلام التي يزعم ان القران اقتبس منها .

و للرد :

اولا : الرد على كلامه بخصوص ان عدد ايات او فواصل الايات كانت اجتهاد التابعين .
المقصود هنا اننا نجد ان السور في بعض القراءات تختلف في عدد اياتها و هذا لا يرجع الى زيادة او نقص في المحتوى نفسه و لكن الى اختلاف في موضع وضع فواصل الايات
و القول انه من اجتهاد التابعين مردود للاسباب التالية :

1. ان الاثار تشهد بان ايات القران الكريم كانت محددة من زمن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم و ان الاختلاف في فواصل الايات هو من رسول الله صلى الله عليه وسلم و ليس من اجتهاد التابعين فكل قراءة بفواصل اياتها جاءت من النبي صلى الله عليه وسلم اذ تارة يفصل الاية في موضع و تارة اخرى يفصلها في موضع اخر .
نقرا من تفسير الطبري رحمه الله الجزء الاول المقدمة
13- حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش -وحدثني أحمد بن منيع، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن الأعمش- عن عاصم، عن زر بن حبيش، قال: قال عبد الله بن مسعود: تمارينا في سورة من القرآن، فقلنا: خمس وثلاثون أو ست وثلاثون آية. قال: فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجدنا عليًّا يُنَاجِيه، قال: فقلنا: إنا اختلفنا في القراءة. قال: فاحمرَّ وجهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إنما هلكَ من كان قبلكم باختلافهم بينهم. قال: ثم أسرّ إلى عليّ شيئًا، فقال لنا علي: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرُكم أن تقرأوا كما عُلِّمتم (1) ))

قال الشيخ احمد شاكر رحمه الله في تحقيقه :
(( (1) الحديث 13- إسناداه صحيحان أيضًا، وهو رواية أخرى للحديث قبله. ولم نجده بهذا الإسناد واللفظ في موضع آخر.))

نقرا من سنن ابي داود كتاب الصلاة باب في عدد الآي:((1400 - حدَّثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبةُ، أخبرنا قتادةُ، عن عباس الجُشَميّ عن أبي هريرة، عنِ النبي - صلَّى الله عليه وسلم - قال: "سُورة مِن القرآن ثلاثون آيةً تشفعُ لصاحبها حتى يُغفرَ له {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} (1).)

قال الشيخ شعيب الارنؤوط رحمه الله في تحقيقه
(( (1) حسن لغيره. وهذا سند رجاله ثقات غير عباس الجشمي فقد روى عنه ثقتان وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد حسن البيهقي إسناد هذا الحديث في "إثبات عذاب القبر" (151)، وصححه ابن الملقن في "البدر المنير" 3/ 562. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وعباس الجُشمِيّ: هو عباس بن عبد الله.
وأخرجه ابن ماجه (3786)، والترمذي (3111)، والنسائي في "الكبرى" (10478) و (11548) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. ))

نقرا من صحيح البخاري ابواب الوتر باب ما جاء في الوتر :
((992 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ وَهِيَ خَالَتُهُ فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ وِسَادَةٍ «§وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا، فَنَامَ حَتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ - أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ - فَاسْتَيْقَظَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فَتَوَضَّأَ، فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي»، فَصَنَعْتُ مِثْلَهُ، فَقُمْتُ إِلَى جَنْبهِ، «فَوَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى عَلَى رَأْسِي وَأَخَذَ بِأُذُنِي يَفْتِلُهَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى جَاءَهُ المُؤَذِّنُ، فَقَامَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ، فَصَلَّى الصُّبْحَ» ))

نقرأ من سنن الترمذي كتاب التفسير باب ومن سورة التوبة
3086 حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر وابن أبي عدي وسهل بن يوسف قالوا حدثنا عوف بن أبي جميلة حدثنا يزيد الفارسي حدثنا ابن عباس قال قلت لعثمان بن عفان ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطول ما حملكم على ذلك فـقال عثمان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا نزلت عليه الآية فيقول ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وكانت الأنفال من أوائل ما أنزلت بالمدينة وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم فوضعتها في السبع الطول قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث عوف عن يزيد الفارسي عن ابن عباس ويزيد الفارسي هو من التابعين قد روى عن ابن عباس غير حديث ويقال هو يزيد بن هرمز ويزيد الرقاشي هو يزيد بن أبان الرقاشي وهو من التابعين ولم يدرك ابن عباس إنما روى عن أنس بن مالك وكلاهما من أهل البصرة ويزيد الفارسي أقدم من يزيد الرقاشي.
والحديث مختلف في صحته فقد حسنه ابن حجر والترمذي من قبله وقال عنه ابن كثير رحمه الله : ((إسناده جيد قوي)) ولكن ضعفه الشيخ أحمد شاكر والشيخ شعيب الأرنؤوط وضعفه الألباني رحمه الله والاختلاف هو في يزيد الفارسي هل هو نفسه يزيد بن هرمز أم أنه مجهول.

في الطبقات الكبرى لابن سعد الجزء السادس
أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ، أَنَّ أَبَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ، قَالَ : " إِنَّا أَخَذْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَنْ قَوْمٍ ، أَخْبَرُونَا أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا تَعَلَّمُوا عَشْرَ آيَاتٍ لَمْ يُجَاوِزُوهُنَّ إِلَى الْعَشْرِ الأُخَرِ حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِيهِنَّ ، فَكُنَّا نَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ وَالْعَمَلَ بِهِ ، وَإِنَّهُ سَيَرِثُ الْقُرْآنَ بَعْدَنَا قَوْمٌ لَيَشْرَبُونَهُ شُرْبَ الْمَاء ، لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، بَلْ لا يُجَاوِزُ هَاهُنَا ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْحَلْقِ " ))

و لذلك قال الامام ابو عمرو الداني رحمه الله في كتابه البيان في عد اي القران المقدمة :
(( قَالَ الْحَافِظ رَحمَه الله فَفِي هَذِه السّنَن والْآثَار الَّتِي اجتلبناها فِي هَذِه الْأَبْوَاب مَعَ كثرتها واشتهار نقلتها دَلِيل وَاضح وَشَاهد قَاطع على أَن مَا بَين أَيْدِينَا مِمَّا نَقله إِلَيْنَا عُلَمَاؤُنَا عَن سلفنا من عدد الْآي ورؤوس الفواصل والخموس والعشور وَعدد جمل آي السُّور على اخْتِلَاف ذَلِك واتفاقه مسموع من رَسُول الله ومأخوذ عَنهُ وَأَن الصَّحَابَة رضوَان الله عَلَيْهِم هم الَّذين تلقوا ذَلِك مِنْهُ كَذَلِك تلقيا كتلقيهم مِنْهُ حُرُوف الْقُرْآن وَاخْتِلَاف الْقرَاءَات سَوَاء ثمَّ أَدَّاهُ التابعون رَحْمَة الله عَلَيْهِم على نَحْو ذَلِك إِلَى الخالفين أَدَاء فنقله عَنْهُم أهل الْأَمْصَار وأدوه إِلَى الْأمة وسلكوا فِي نَقله وأدائه الطَّرِيق الَّتِي سلكوها فِي نقل الْحُرُوف وأدائها من التَّمَسُّك بالتعليم بِالسَّمَاعِ دون الاستبناط والاختراع وَلذَلِك صَار مُضَافا إِلَيْهِم وَمَرْفُوعًا عَلَيْهِم دون غَيرهم من أئمتهم كإضافة الْحُرُوف وتوقيفها سَوَاء وَهِي إِضَافَة تمسك وَلُزُوم وَاتِّبَاع لَا إِضَافَة استنباط واختراع
وَقد زعم بعض من أهمل التفتيش عَن الْأُصُول وأغفل إنعام النّظر فِي السّنَن والْآثَار أَن ذَلِك كُله مَعْلُوم من جِهَة الاستنباط ومأخوذ أَكْثَره من الْمَصَاحِف دون التَّوْقِيف والتعليم من رَسُول الله وَبطلَان مَا زَعمه وَفَسَاد مَا قَالَه غير مَشْكُوك فِيهِ عِنْد من لَهُ أدنى فهم وَأَقل تَمْيِيز إِذْ كَانَ الْمُبين عَن الله عز وَجل قد أفْصح بالتوقيف بقوله (من قَرَأَ آيَة كَذَا وَكَذَا من قَرَأَ الْآيَتَيْنِ وَمن قَرَأَ الثَّلَاث الْآيَات وَمن قَرَأَ الْعشْر إِلَى كَذَا وَمن قَرَأَ ثَلَاث مئة آيَة إِلَى خمس مئة آيَة إِلَى ألف آيَة) فِي أشباه ذَلِك مِمَّا قد مضى بأسانيده من قَوْله أَلا ترى أَنه غير مُمكن وَلَا جَائِز أَن يَقُول ذَلِك لأَصْحَابه الَّذين شهدوه وسمعوا ذَلِك مِنْهُ إِلَّا وَقد علمُوا للمقدار الَّذِي أَرَادَهُ وقصده واشار إِلَيْهِ وَعرفُوا ابتداءه وأقصاه ومنتهاه وَذَلِكَ بإعلامه إيَّاهُم عِنْد التَّلْقِين والتعليم بِرَأْس الْآيَة وَمَوْضِع الْخمس ومنتهى الْعشْر وَلَا سِيمَا أَن نزُول الْقُرْآن عَلَيْهِ كَانَ مفرقا خمْسا خمْسا وَآيَة وآيتين وَثَلَاثًا وأربعا وَأكْثر من ذَلِك على مَا فرط قبل وَقد أفْصح الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم بالتوقيف بقَوْلهمْ إِن رَسُول الله كَانَ يعلمهُمْ الْعشْر فَلَا يجاوزونها إِلَى عشر أُخْرَى حَتَّى يتعلموا مَا فِيهَا من الْعَمَل وَجَائِز أَن يعلمهُمْ العشركاملا فِي فَور وَاحِد ومفرقا فِي أَوْقَات وَكَيف كَانَ ذَلِك فَعَنْهُ أخذُوا رُؤُوس الْآي آيَة آيَة
وَإِذا كَانَ ذَلِك كَذَلِك وَلَا يكون غَيره بَطل مَا قَالَه من قدمْنَاهُ وَصَحَّ مَا قُلْنَاهُ وَكَذَلِكَ القَوْل عندنَا فِي تأليف السُّور وتسميتها وترتيب آيها فِي الْكِتَابَة أَن ذَلِك تَوْقِيف من رَسُول الله وإعلام مِنْهُ بِهِ لتوفر مَجِيء الْأَخْبَار بذلك واقتضاء الْعَادة بِكَوْنِهِ كَذَلِك وتواطؤ الْجَمَاعَة واتفاق الْأمة عَلَيْهِ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق ))

2. انه وقع التصريح بان بعض القراء تلقوا عدد الايات لما اخذوا القراءة من شيوخهم بالاسناد الصحيح .
نقرا من كتاب البيان في عد اي القران المقدمة :
((قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان قَالَ أَنا الْقَاسِم بن أصبغ قَالَ أَنا أَحْمد بن زُهَيْر قَالَ اخبرني مُصعب قَالَ شيبَة بن نصاح وَأَبُو جَعْفَر يزِيد بن الْقَعْقَاع عَنْهُمَا أَخذ نَافِع بن أبي نعيم الْقِرَاءَة وَعدد الْآيوَأما عدد أهل مَكَّة فَرَوَاهُ عبد الله بن كثير القارىء عَن مُجَاهِد بن جبر عَن عبد الله بن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب مَوْقُوفا عَلَيْهِ
قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا أَبُو الْفَتْح قَالَ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ أَنا أَحْمد بن عُثْمَان قَالَ أَنا الْفضل بن شَاذان قَالَ حدثت عَن ابْن أبي بزَّة وَكتب إِلَيّ ابْن أبي بزَّة بِخَطِّهِ عَن عِكْرِمَة بن سُلَيْمَان عَن شبْل بن عباد وَإِسْمَاعِيل بن عبد الله عَن عبد الله ابْن كثير عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب فواتح السُّور قَالَ الْفضل وَهُوَ عدد أهل مَكَّة الْيَوْم على مَا أصبته فِي كتاب عَنْهُم وَأما عدد أهل الْكُوفَة فَرَوَاهُ حَمْزَة الزيات عَن ابْن أبي ليلى عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ عَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ مَرْفُوعا وَرَوَاهُ عَن حَمْزَة الْكسَائي وسليم بن عِيسَى وَغَيرهمَا
قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا فَارس بن احْمَد قَالَ أَنا أَحْمد بن إِسْمَاعِيل قَالَ أَنا أَبُو بكر الرَّازِيّ قَالَ أَنا أَبُو الْعَبَّاس المقرىء عَن مُحَمَّد بن عِيسَى قَالَ حُكيَ عدد أهل الْكُوفَة عَن عَليّ فِيمَا ذكره سليم عَن سُفْيَان عَن عبد الْأَعْلَى عَن ابي عبد الرَّحْمَن عَن عَليّ وسليم عَن حَمْزَة عَن ابْن أبي ليلى عَن أبي عبد الرَّحْمَن عَن عَليّ قَالَ عدد أهل الْكُوفَة عَنهُ
وَأما عدد أهل الْبَصْرَة فَرَوَاهُ الْمُعَلَّى بن عِيسَى الْوراق وهيصم بن الشداخ وشهاب بن شرنفة عَن عَاصِم بن أبي الصَّباح الجحدري مَوْقُوفا عَلَيْهِ وَبِه كَانَ يعد أَيُّوب بن المتَوَكل وَيَعْقُوب بن إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ غير أَن أَيُّوب خَالف عَاصِمًا فِي آيَة وَاحِدَة وَهِي قَوْله عز وَجل فِي صُورَة ص ( {فَالْحق وَالْحق} ) لم يعدها عَاصِم وعدها أَيُّوب تَابع فِيهَا الْكُوفِيّين وَقد قيل إِن عَاصِمًا كَانَ يعدها وَأَن أَيُّوب كَانَ يُسْقِطهَا وَالْأول عندنَا أصح .
قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا فَارس بن أَحْمد قَالَ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ أَنا أَحْمد بن عُثْمَان قَالَ أَنا الْفضل قَالَ أَنا مُحَمَّد بن عِيسَى قَالَ عدد أهل الْبَصْرَة ذكره سليم عَن الْمُعَلَّى بن عِيسَى عَن عَاصِم الجحدري أَن أهل الْبَصْرَة كَانُوا يعدون عَنهُ وَأما عدد أهل الشَّام فَرَوَاهُ أَيُّوب بن تَمِيم القارىء عَن يحيى بن الْحَارِث الذمارِي مَوْقُوفا عَلَيْهِ وَبَعْضهمْ يوقفه على عبد الله بن عَامر الْيحصبِي القارىء
قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا فَارس بن أَحْمد قَالَ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ أَنا ابو بكر الرَّازِيّ قَالَ أَنا الْفضل قَالَ أَنا أَحْمد بن يزِيد قَالَ أَنا عبد الله بن ذكْوَان قَالَ أَنا أَيُّوب بن تَمِيم القارىء عَن يحيى بن الْحَارِث الذمارِي يَعْنِي بِعَدَد أهل الشَّام
قَالَ الْحَافِظ وَهَذِه الْأَعْدَاد وَإِن كَانَت مَوْقُوفَة على هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّة فَإِن لَهَا لَا شكّ مَادَّة تتصل بهَا وَإِن لم نعلمها من طَرِيق الرِّوَايَة والتوقيف كعلمنا بمادة الْحُرُوف وَالِاخْتِلَاف إِذْ كَانَ كل وَاحِد مِنْهُم قد لَقِي غير وَاحِد من الصَّحَابَة وَشَاهده وَأخذ عَنهُ وَسمع مِنْهُ أَو لَقِي من لَقِي الصَّحَابَة مَعَ أَنهم لم يَكُونُوا أهل رَأْي واختراع بل كَانُوا أهل تمسك وَاتِّبَاع ))

ويجب الاخذ بعين الاعتبار انه ان تنزلنا ان فواصل الايات في مصحف الشام و البصرة موقوفة على عاصم الجحدري و عبد الله بن عامر رحمهما الله فهذا لا يؤثر على القران في شيء لا في ترتيب الايات و لا في محتوي السور و لا يثبت شيئا من فرضيات خالد بلكين اذ ان الهيكل العام و المحتوى ماخوذ بالاسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم .

و كذلك الحال بالبسملة في الفاتحة فاننا نجدها تارة اية في بعض القراءات و تارة ليست اية وقد وردت اثار في السنة الصحيحة تذكر انها من الفاتحة و اخرى تستثنيها من الفاتحة .

نقرا من كتاب ابي عمرو الداني البيان في عد اي القران المقدمة :
(( قَالَ الْحَافِظ أَنا فَارس بن أَحْمد قَالَ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ أَنا أَحْمد بن عُثْمَان قَالَ أَنا الْفضل قَالَ أَنا مُحَمَّد بن عِيسَى وَأحمد بن يزِيد وَغَيرهمَا قَالُوا أَنا خلف بن هِشَام قَالَ أَنا مُحَمَّد بن حسان عَن الْمعَافى بن عمرَان عَن عبد الحميد بن جَعْفَر الْأنْصَارِيّ عَن نوح بن أبي بِلَال عَن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله (الْحَمد سبع آيَات إِحْدَاهُنَّ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَهِي السَّبع المثاني هِيَ أم الْقُرْآن هِيَ فَاتِحَة الْكتاب)

قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا إِبْرَاهِيم بن خطاب اللمائي قَالَ أَنا أَحْمد بن خَالِد قَالَ أَنا أَبُو قُتَيْبَة سُلَيْمَان بن الْفضل قَالَ أَنا ابْن نَاجِية قَالَ أَنا خَليفَة بن خياط شباب قَالَ أَنا عمر بن هَارُون الْبَلْخِي قَالَ أَنا ابْن جريج عَن عبد الله بن أبي مليكَة عَن أم سَلمَة قَالَت دخل عَليّ رَسُول الله فَقَرَأَ ( {بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم الْحَمد لله رب الْعَالمين} ) إِلَى آخرهَا سبع يَا أم سَلمَة ))

قال الامام الالباني رحمه الله في ارواء الغليل الجزء الثاني كتاب الصلاة :
(( * صحيح.
أخرجه أبو داود (4001) وعنه البيهقى (2/44) والترمذى (2/152) وفى " الشمائل " (2/131) والدارقطنى (118) والحاكم (2/231 ـ 232) وأحمد (6/302) وأبو عمرو الدانى فى " القراآت " (ق 6/1 , 8/2) من طرق عن يحيى بن سعيد الأموى قال: حدثنا ابن جريج عن عبد الله بن أبى مليكة عنها " أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان يقطع قراءته آية آية: بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين ".
وقال الدارقطنى: " إسناد صحيح , وكلهم ثقات ". وقال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين ". ووافقه الذهبى. وصححه ابن خزيمة فأخرجه فى صحيحه كما فى " تفسير ابن كثير " (1/17) وكذا صححه النووى فى " المجموع " (3/333) .
قلت: وهو كما قالوا: لولا عنعنة ابن جريج , لكنه قد توبع كما يأتى , فالحديث صحيح.
وأخرجه الطحاوى (1/117) والحاكم أيضا (1/232) من طريق حفص بن غياث: حدثنا ابن جريج به ولفظه: " كان يصلى فى بيتها فيقرأ بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين.. " إلخ الفاتحة. ))

ونقرا من صحيح مسلم الجزء الاول كتاب الصلاة :
((38 - (395) وَحَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ» ثَلَاثًا غَيْرُ تَمَامٍ. فَقِيلَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: إِنَّا نَكُونُ وَرَاءَ الْإِمَامِ؟ فَقَالَ: «اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ»؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2]، قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1]، قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي - وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي - فَإِذَا قَالَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ ))

و حاصل الامر ما قرره علماء القراءات ان هذا كله من الاحرف السبعة فتارة قراها النبي صلى الله عليه وسلم كاية و تارة لم تقرا كاية و اما اختلاف الفقهاء فيها فهذا ليس من فنهم اذ ان معرفة عدد الايات و فواصل السور و كون البسملة من الفاتحة ام لا راجع الى علماء القراءات .

نقرا من الاتقان في علوم القران للسيوطي رحمه الله الجزء الاول :
((ضَوَابِطٌ : الْبَسْمَلَةُ نَزَلَتْ مَعَ السُّورَةِ فِي بَعْضِ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ مَنْ قَرَأَ بِحَرْفٍ نَزَلَتْ فِيهِ عَدَّهَا وَمَنْ قَرَأَ بِغَيْرِ ذَلِكَ لِمَ يَعُدَّهَا. ))

نقرا من البرهان في علوم القران للزركشي الجزء الاول النوع الثالث: معرفة الفواصل ورؤوس الآي:
((وَعَلَى تَرْكِ عَدِّ: {أَفَغَيْرَ دين الله يبغون} بآل عمران و {أفحكم الجاهلية يبغون} بالمائدة وَعَدُّوا نَظَائِرَهَا لِلْمُنَاسَبَةِ نَحْوَ {لِأُولِي الْأَلْبَابِ} بِآلِ عمران و: {على الله كذبا} بالكهف و: {والسلوى} بطه.
وَقَدْ يَتَوَجَّهُ الْأَمْرَانِ فِي كَلِمَةٍ فَيُخْتَلَفُ فِيهَا فَمِنْهَا الْبَسْمَلَةُ وَقَدْ نَزَلَتْ بَعْضُ آيَةٍ فِي النمل وبعضها في أثناء الفاتحة فِي بَعْضِ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ
فَمَنْ قَرَأَ بِحَرْفٍ نَزَلَتْ فِيهِ عَدَّهَا آيَةً وَلَمْ يَحْتَجْ إِلَى إِثْبَاتِهَا بِالْقِيَاسِ لِلنَّصِّ الْمُتَقَدِّمِ خِلَافًا لِلدَّانِيِّ وَمَنْ قَرَأَ بِحَرْفٍ لَمْ تَنْزِلْ مَعَهُ لَمْ يَعُدَّهَا وَلَزِمَهُ مِنَ الْإِجْمَاعِ عَلَى أَنَّهَا سَبْعُ آيَاتٍ أن يعد عوضها وهو بعد اهْدِنَا لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى: "قَسَّمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نصفين"))

يتبع