بسم الله الرحمن الرحيم

خرج علينا نفس المنصر " الترمزي " بموضوع جديد يحاول فيه ان يطعن على الشيخ ابو عمر حفظه الله و على علمه حينما ضعف حديث " اغزوا تبوك تغنموا بنات الاصفر " و ليت شعري اصف لكم كمية الجهل و التدليس التي حشا بها موضوعه . فهو تارة يجهل الفرق بين تصحيح اصل الحديث و بين ضعف بعض الفاظه و تارة يتكلم في قواعد علم الحديث و هو يجهل اسليبها و ضروبها و طرقها فيخرج بمنظر الجاهل الذي يضحك الناس عليه و تارة يدلس على الامام النووي رحمه الله !!! و ليت شعري كيف انه اعتمد في موضوعه كله على محاولة تصحيح المرسل فينقل الاشياء بلا فهم و لا وعي و ليته كلف نفسه عناء البحث و لكنه الانتقاء بالجهل يا قوم !!!
ثم بعد ان انتهى من هذا ذهب الى محاولة ترقيع فاشلة للسبي الواقع في سفر العدد فاختار لنفسه تفاسير ترقيعية لا تسمن و لا تغني من جوع انما هو كلام لذر الرماد على العيون و سنرى كيف ان هذا المنصر اختار ان يخدع السذج ممن يقرؤون مواضيعه لاجل ان تنطلي حيله عليهم .
و اما بالنسبة لاهدائه هذا الموضوع لوحيد " الممثل الخليجي " فنقول لا عجب انك تكذب و تهرف بما لا تعرف فمن شابه معلمه فما ظلم !!!!

سنقسم الموضوع الى جزئين : اسلامي و نصراني .

اولا : الجزء الاسلامي .

1. جهل المنصر بان تصحيح الامام الالباني رحمه الله انما هو لاصل الحديث بدون لفظ " اغزوا تبوك تغنموا بنات الاصفر " .
نقل المنصر كلام الامام الالباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة مبتورا و استشهد بقوله ان مرسل مجاهد يقوي رواية بن عباس رضي الله عنه و كان هذا يعد تحسينا للحديث

فاقول : هذا سياق كلام الامام الالباني رحمه الله كاملا في السلسلة الصحيحة الحديث رقم 2988 :
((2988 - " يا جد! هل لك في جلاد بني الأصفر؟ ".أخرجه ابن أبي حاتم في " التفسير " (4 / 51 / 1) من طريق محمد بن إسحاق:
أخبرني سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن جابر بن عبد الله قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، قال جد: أو تأذن لي يا رسول الله
، فإني رجل أحب النساء، وإني أخشى إن أنا رأيت بنات بني الأصفر أن أفتن؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو معرض عنه -: " قد أذنت لك ". فعند
ذلك أنزل الله: * (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا) *
. قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات معروفون من رجال " التهذيب " غير سعيد بن
عبد الرحمن هذا، فأورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (2 / 1 / 39)
برواية ابن إسحاق هذا، وبيض له، وذكره ابن حبان في " الثقات " (6 / 249)
وقال:" روى عنه أهل المدينة، وكان شاعرا ". قلت: فهو إذن معروف وتابعي
، ولذلك حسنته، وقد ذكره ابن إسحاق في " السيرة " (4 / 169 - 170) بأتم
منه من تحديثه عن الزهري ويزيد بن رومان وعبد الله بن أبي بكر وعاصم بن عمر
بن قتادة وغيرهم من العلماء، الأمر الذي يشعر بأن الحديث كان مشهورا عندهم.
ومن طريق ابن إسحاق أخرجه الطبري في " التفسير " (10 / 104) والبيهقي في "
دلائل النبوة " (5 / 213 - 214) . وله شاهد من حديث ابن عباس، ومرسل مجاهد
. أما حديث ابن عباس، فله طريقان: أحدهما: يرويه بشر بن عمارة عن أبي ورق عن
الضحاك بن مزاحم عنه قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة (تبوك
) ، قال لجد بن قيس: " هل لك في بنات الأصفر؟ ". فقال: ائذن لي ولا تفتني
! فأنزل الله عز وجل: * (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني) *. أخرجه
الطبراني في " المعجم الكبير " (2 / 308 / 2154 و 12 / 122 / 12954) و "
الأوسط " (2 / 42 / 2 / 5734 - بترقيمي) من طريق يحيى بن عبد الحميد: حدثنا
بشر بن عمارة به. وقال: " لم يروه عن أبي روق إلا بشر بن عمارة ". قلت:
وهو ضعيف كما في " التقريب "، ونحوه الراوي عنه يحيى بن عبد الحميد، وهو
الحماني، وبه فقط أعله الهيثمي فقال في " المجمع " (7 / 30) : " رواه
الطبراني في " الكبير " و " الأوسط "، وفيه يحيى الحماني، وهو ضعيف ".
وقلده مضعف الأحاديث الصحيحة في تعليقه على " إغاثة اللهفان " (2 / 195) ولا
وجه لإعلاله به، لأنه لم يتفرد به، كما أشار إلى ذلك الطبراني في قوله
المذكور، فقد تابعه محمد بن عمران عند أبي نعيم في " المعرفة " (1 / 142 / 1
) . وابن عمران هو ابن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، وهو ثقة.
وفيه علة أخرى وهي الانقطاع بين الضحاك وابن عباس، فإنه لم يلقه. لكن يشهد
له الطريق الآتية، ولاسيما وقد قال فيه الذهبي في " المغني ": " وهو قوي
في التفسير ". والطريق الآخر: يرويه جبارة بن المغلس: حدثنا أبو شيبة
إبراهيم بن عثمان عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا: " اغزوا تغنموا بنات
الأصفر ". فقال ناس من المنافقين: إنه ليفتنكم بالنساء! فأنزل الله عز وجل
* (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني) *. أخرجه الطبراني أيضا في " الكبير "
(11 / 63 / 11052) ، وأعله الهيثمي بقوله: " وفيه أبو شيبة إبراهيم بن
عثمان، وهو ضعيف ". قلت: وقلده الهدام، وهذا منه على خلاف عادته وهدمه
، فإنه ينطلق فيه إلى تبني أسوأ ما قيل في الراوي، ولو كان مرجوحا، وما هنا
على العكس تماما، فإن الراجح في أبي شيبة هذا أنه متروك، كما في " الكاشف "
و" التقريب " وغيرهما، فما هو السبب يا ترى؟ والجواب: هو التقليد حين لا
يهمه الأمر، وإلا اجتهد، ولو خالف الأئمة الأوتاد! وإن مما يؤكد ما ذكرت
أنه فاته أن الراوي عنه جبارة بن المغلس ضعيف أيضا كما قال الذهبي والعسقلاني
، بل كذبه بعضهم. فالإسناد شديد الضعف لا يستشهد به. وإن مما يؤكد ذلك أن
المحفوظ عن مجاهد مرسل، أخرجه ابن جرير في " تفسيره " (10 / 104) من طريق
عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله: * (ائذن لي ولا تفتني) *. قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اغزوا تبوك تغنموا بنات الأصفر ونساء
الروم ". فقال الجد: ائذن لنا، ولا تفتنا بالنساء. قلت: وهذا إسناد صحيح
مرسل عن مجاهد، وهو شاهد قوي لحديث ابن عباس، فإنه من تلامذته، ممن تلقوا
التفسير عنه، وابن أبي نجيح اسمه عبد الله، قال الذهبي في " الميزان ": "
صاحب التفسير، أخذ عن مجاهد وعطاء، وهو من الأئمة الأثبات. وقال يحيى
القطان: لم يسمع التفسير كله من مجاهد، بل كله عن القاسم بن أبي بزة ". قلت
: والقاسم هذا ثقة احتج به الشيخان. وذكر المزي في ترجمة ابن أبي نجيح أن
الشيخين أخرجا له عن مجاهد. ))

الجهبذ هنا ظن ان تقوية مرسل مجاهد لحديث بن عباس رضي الله عنه يصب في رفع حديث ابن عباس رضي الله عنه الى درجة الحسن بينما الحقيقة انه يقويه كشاهد لاصل الحديث لا اقل و لا اكثر ويشهد لهذا ان الامام الالباني رحمه الله لما حقق كتاب فقه السيرة للغزالي رحمه الله باب غزوة تبوك ضعف هذه الرواية كما ذكرت في سيرة ابن هشام وقال :
(( (2) ضعيف، رواه ابن هشام: 2/ 316، عن ابن إسحاق بسنده، مرسلا، وكذلك رواه عنه ابن جرير: 2/ 366- 367. ))

و هو نفسه القائل في السلسلة الصحيحة :
(( ولذلك حسنته، وقد ذكره ابن إسحاق في " السيرة " (4 / 169 - 170) بأتم منه من تحديثه عن الزهري ويزيد بن رومان وعبد الله بن أبي بكر وعاصم بن عمر بن قتادة وغيرهم من العلماء، الأمر الذي يشعر بأن الحديث كان مشهورا عندهم ومن طريق ابن إسحاق أخرجه الطبري في " التفسير " (10 / 104) والبيهقي في " دلائل النبوة " (5 / 213 - 214) . وله شاهد من حديث ابن عباس، ومرسل مجاهد ))

فهل شهرة الحديث كانت كافية لان ترقيه الى درجة الحسن ؟ لا لان الحديث انما ثبت بلفظ دون اخر و اما ما ذكره ابن اسحاق بالاضافة الى حديث ابن عباس الضعيف و مرسل مجاهد لا يخرجوا عن كونهم شاهد لاصل الحديث الذي اشار اليه الالباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة و هو ما اخرجه ابن ابي حاتم رحمه الله في تفسيره ، سورة التوبة :
(( 9600 - (*) حَدَّثَنَا أَبِي ثنا دُحَيْمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ لِجَدِّ بْنِ قَيْسٍ: «يَا جَدُّ» ، هَلْ لَكَ فِي جِلَادِ بَنِي الأصفر؟ قال جد: أو تأذن لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَإِنِّي رَجُلٌ أُحِبُّ النِّسَاءَ وَإِنِّي أَخْشَى إِنْ أَنَا رَأَيْتُ نِسَاءَ بَنِي الأَصْفَرِ أَنْ أَفْتَتِنَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ- وَهُوَ مُعْرِضٌ عَنْهُ-: قَدْ أَذِنْتُ لَكَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ أَنْزَلَ اللَّهُ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا. ))

و هذا الحديث كما ترون ليس فيه لفظ " اغزوا تبوك تغنموا بنات الاصفر "

و اما استشهاده بما ذكره الامام الالباني رحمه الله في النصيحة فان الالباني رحمه الله ما صرح ابدا بصحة اللفظ الذي ذكر في مرسل مجاهد انما اراد بيان ما اوهمه حسان عبد المنان في تحقيقه للحديث اذ نقل لفظ حديثابن عباس رضي الله عنه الضعيف الذي ذكره الواحدي في تفسيره معلقا و نسبه للطبراني في المعجم الاوسط و الحقيقة ان الرواية عند الطبراني رحمه الله مختصرة بدون اللفظ الذي ذكره حسان عبد المنان

لفظ الحديث في المعجم الاوسط للطبراني :
5604 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ قَالَ: نَا بِشْرُ بْنُ عِمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى غَزْوَةِ تَبُوكَ قَالَ لِجَدِّ بْنِ قَيْسٍ: «يَا جَدُّ بْنَ قَيْسٍ، مَا تَقُولُ فِي مُجَاهَدَةِ بَنِي الْأَصْفَرِ؟» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي امْرُؤٌ صَاحِبُ نِسَاءٍ، وَمَتَى أَرَى نِسَاءَ بَنِي الْأَصْفَرِ أَفْتَتِنْ، فَأْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} [التوبة: 49] «-[376]- لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي رَوْقٍ إِلَّا بِشْرُ بْنُ عِمَارَةَ»

لفظ الحديث الذي ذكره حسان عبد المنان نقلا من تفسير الواحدي:
قال تعالى وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِى وَلاَ تَفْتِنِّى أَلاَ فِى الْفِتْنَةِ سَقَطُوا [ التوبة: 49 ]: نَزلَت في الجَدِّ بن قَيسٍ لمَّا غزا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تبوكَ، قال لهُ: هل لك يا جَدُّ في بلادِ بني الأصفَرِ ؛ تتَّخِذُ منهُم السَّراريَّ والوُصفاءَ فقال جَدُّ: ائذَن لي في القُعودِ عنكَ، فقَد عرَفَ قَومي أنِّي مُغرَمٌ بالنِّساءِ، وإنِّي أخشى إن رأيتُ بَناتِ بني الأصفَرِ أن لا أصبِرَ عَنهنَّ ! فأنزلَ اللهُ هذهِ الآيةَ


فعلمنا هنا ان عبارة " تتخذ منهم السراري و الوصفاء" لا اصل لها عند الطبراني رحمه الله و هذا ما اراد حسان عبد المنان ان يوهمه ليخدع به امثال هذا المنصر تلميذ " الترمزي"
و على هذا فقول الالباني رحمه الله في كتابه النصيحة من تخريب ابن عبد المنان في الصفحة 258:

(( و الاخر ان ليس له شاهد يقويه و الواقع خلافه فان له شاهد من حديث جابر في تفسير ابن ابي حاتم ... و اخر من مرسل مجاهد بسند صحيح عنه ، عند ابن جرير الطبري و هما مخرجان في الصحيحة (2988) ))
انما ينصب في تقوية الحديث باللفظ المذكور في معجم الطبراني الاوسط بدون عبارة " تتخذ منهم السراري و الوصفاء "
.



فهنيئا لك يا تلميذ الترمزي انك وقعت ضحية تدليسات حسان بن عبد المنان !!!

ثم ان المنصر اعتمد على فهمه السقيم لهذا الكلام في النصيحة على اساس انه الدليل الدامغ بينما الحق ان من منهج الامام الالباني رحمه الله انه اذا عزا القارئ الى مؤلف اخر له فان التحقيق و التخريج الشامل للحديث يكون في المصدر الذي اشار اليه

نقرا ما قاله الشيخ ابن باز رحمه الله :
(( الجواب: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني من خواص إخواننا المعروفين بالاستقامة وحسن العقيدة والسيرة والنشاط في جمع الحديث وبيان صحيحه من سقيمه فهو مشكور ومعروف لدينا وله في هذا جهود مباركة وأعمال جليلة نسأل الله لنا وله المزيد من التوفيق مع صلاح النية والعمل.
ولكنه مثل غيره من أهل العلم ليس معصومًا، قد تقع له بعض الأخطاء وبعض الغلط في التصحيح والتضعيف وفي الآراء ولكنه يشكر على اجتهاده وعلى قصده الخير وإذا أخطأ فلا مانع من التنبيه من أهل العلم أن ينبهوه وأن يكتبوا إليه حتى يحصل التعاون على البر والتقوى، عملًا بقوله سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، هكذا شأن العلماء في قديم الدهر وحديثه يتعاونون وينصح بعضهم بعضًا ولا يسب بعضهم بعضًا ولا يحتقره ولا يعيبه ولا يغتابه ولكن ينصح له ويعينه على الخير وينبهه إذا أخطأ.
والشيخ الألباني ليس ممن يتركون العزو بل هو يعزو الأحاديث إلى مصادرها وإنما يختصر في بعض الأحيان في بعض الكتب فيعزوها إلى الصحيحة أو إلى الضعيفة، وأنت في إمكانك ترجع إلى الصحيحة وتجد فيها العزو إلى البخاري إلى مسلم إلى أبي داود إلى النسائي إلى الترمذي إلى غيرهم، وتجد الكلام في الرجال والأسانيد بالتصحيح والتضعيف ونقل كلام العلماء في ذلك، ليس كما ذكره السائل بل الشيخ الألباني قرأنا كتبه واطلعنا على طريقته، فهو يعزو الأحاديث إلى مصادرها وينبه على ما فيها حسب اجتهاده، لكن إذا اختصر في بعض الأحيان وقال: ذكرته في الصحيحة، أو ذكرته في الضعيفة، أو ذكرته في صحيح الجامع، أو في صحيح كذا أو في ضعيف كذا معناه أنه يرشدك إلى أن ترجع إلى ذلك حتى تجد مطلوبك من البحث والكلام على السند هكذا، هكذا عمله وهكذا طريقته.
فالواجب عليك أيها السائل! أن تتقي الله وأن تنصف أخاك، وفق الله الجميع، نعم. ))
https://binbaz.org.sa/fatwas/7218/%D...88%D9%87%D8%A7

وقد ضعف قصة الجد بن قيس مجملا الدكتور محمد عبد الله العوشن في كتابه (( ما شاع و لم يثبت في السيرة )) باب غزوة تبوك :
(( - سبب نزول قوله تعالى {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (49)} [التوبة: 49].


قال ابن إسحاق -رحمه الله- في حديثه عن غزوة تبوك: " ... فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم وهو في جهازه ذلك للجدّ بن قيس أحد بني سلمة: يا جدّ، هل لك جلاد بني الأصفر؟ فقال: يا رسول الله أوَ تأذن لي ولا تفتنّي؟ فوالله لقد عرف قومي أنه ما من رجل بأشد عجبًا بالنساء مني، وإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر، فأعرض عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: قد أذنت لك. ففي الجدّ بن قيس نزلت هذه الآية: (ومنهم من يقول .... ).


وقد ساق ابن إسحاق سنده في أول الخبر فقال: "وقد ذكر لنا الزهري ويزيد بن رمان وعبد الله بن أبي بكر وعاصم بن قتادة وغيرهم من علمائنا، كل حدّث في غزوة تبوك مابلغه عنها، وبعض القوم يحدّث مالًا يحدّث بعض" (1).


قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: "ضعيف"، رواه ابن هشام عن ابن إسحاق مرسلًا، وكذلك رواه عنه ابن جرير" (2). أي في تاريخه (3).
وأخرجه الطبري أيضًا في تفسيره فقال: "حدثني محمَّد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: (ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اغزوا تبوك تغنموا بنات بني الأصفر ونساء الروم، فقال الجدّ: ائذن لنا ولا تفتنا بالنساء" (4)ومجاهد بن جبر تابعي فالخبر مرسل. قال يحيى بن سعيد: ابن أبي نجيح لم يسمع التفسير من مجاهد (5). قال الذهبي: "هو من أخصّ الناس بمجاهد (6) ". وأخرجه البيهقي من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة (7). وفيه علتان: ضعف ابن لهيعة، والإرسال.
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: "ويقال إن الجدّ بن قيس كان منافقًا، وروى أبو نُعيم وابن مردويه من طريق الضحاك عن ابن عباس - رضي الله عنه - أنه نزل فيه قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلاَ تَفْتِنِّي} ورواه ابن مردويه. من حديث عائشة بسند ضعيف أيضًا، ومن حديث جابر بسند فيهم مبهم" (8).
قال ابن عبد البر -رحمه الله-: "وقد قيل إنه تاب فحسنت توبته، فالله أعلم" (9).


وذكرها الهيثمي في "المجمع وقال: "رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه يّحيى الحمّاني، وهو ضعيف (10) " ويحيى بن عبد الحميد الحمّاني قال عنه الذهبي: "حافظ منكر الحديث، وقد وثّقه ابن معين وغيره، وقال أحمد بن حنبل: كان يكذب جهارًا. وقال النسائي: ضعيفًا (11) " وتوسّع في ترجمته في (التهذيب) (12).


ولاريب أن من المنافقين من اعتذر بهذا العذر، كما ذكر الله تبارك وتعالى في الآية السابقة، لكن الجزم بنزولها في الجدّ بن قيس صعب. نعم لو صحّ السند بذلك فلا كلام، أما وهو لم يصح فلا ينبغي ذكره إلا مع بيان ضعفه. ))

و لنتنزل جدلا ان الامام الالباني رحمه الله صحح اللفظ نفسه اعتمادا على تقوية اثر ابن عباس رضي الله عنه بمرسل مجاهد فهل هذا دليل على الصحة ؟؟؟
لا طبعا لان اهل العلم صرحوا بان الامام الالباني رحمه الله تساهل احيانا في تصحيح و تحسين بعض الاحاديث الضعيفة عن طريق الاخذ بمجموع الطرق

نقرا من كتاب تراجعات الامام الالباني الجزء الاول ، ثناء كبار العلماء على الشيخ محمد ناصر الالباني :
(( وقال الشيخ ابن عثيمين:
" فضيلة محدث الشام الشيخ الفاضل: محمد بن ناصر الدين الألباني , فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به – وهو قليل - أنه حريص جدا على العمل بالسنة , ومحاربة البدعة سواء كانت في العقيدة أم في العمل. أما من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك , وأنه ذو علم جم في الحديث رواية ودراية , وأن الله تعالى قد نفع فيما كتبه كثيرا من الناس من حيث العلم ومن حيث المنهاج والاتجاه إلى علم الحديث , وهو ثمرة كبيرة للمسلمين , ولله الحمد.
أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية فناهيك به , على تساهل منه أحيانا في ترقية بعض الأحاديث إلى درجة لا تصل إليها من التحسين أو التصحيح , وعدم ملاحظة ما يكون شاذ المتن (1) مخالفا لأحاديث كالجبال صحة ومطابقة لقواعد الشريعة العامة
وعلى كل حال فالرجل طويل الباع , واسع الاطلاع , قوي الإقناع , وكل واحد يؤخذ من قوله ويترك سوى قول الله ورسوله ونسأل الله تعالى أن يكثر من أمثاله في الأمة الإسلامية ))

و نقرا ما قاله الشيخ ابن باز رحمه الله :
(( نعم كتب الألباني جيدة ومفيدة، وفقه الله، وهو الشيخ محمد ناصر الألباني ، هو رجل متفرغ لهذا الأمر، وقد اعتنى به كثيرًا في تحري الأحاديث الصحيحة والتنبيه عليها والأحاديث الضعيفة، فكتبه مفيدة ونافعة، ولكن ليس معصومًا فقد يقع بعض الخطأ في بعض الأحاديث، وقد يعتقدها صحيحة وهي ضعيفة، وقد يعتقدها ضعيفة وهي صحيحة، لكن هذا قليل، وطالب العلم يجتهد في معرفة الصحيح والسقيم بالطرق التي أوضحها العلماء.
والاستفادة من كتب الشيخ ناصر الدين الألباني طيبة ينبغي للمؤمن والمؤمنة أن يستفيد منها ومن أمثالها، مثل: صحيح البخاري ..صحيح مسلم .. رياض الصالحين، كلام العلماء على الأحاديث الضعيفة في كتبهم المؤلفة في هذا الباب مثل: شرح الجامع الصغير.. كشف الخفاء، وغير ذلك من الكتب التي ألفت في هذا الباب، حتى يستفيد المؤمن من كلام العلماء. نعم. ))https://binbaz.org.sa/fatwas/15809/%...AF%D9%8A%D8%AB

و نقرا ما قاله الدكتور سعد الحميد من كتاب فتاوى حديثية الجزء الاول الصفحة 111 :
(( أما بالنسبة لتصحيحات الشيخ الألباني، فالشيخ من المجتهدين في علم الحديث، وفي الغالب أنه إذا ضعف حديثًا لا تجد بعده شيئًا - في الغالب -، ولكن لست أدعي أنه لا يفوته شيء، ولكن إذا ضعف حديثًا ففي الغالب أن حكمه يكون لائقًا على ذلك الحديث، وكذلك في كثير من الأحيان إذا حكم على حديث بالصحة أن حكمه يكون جيدًا، وقد يخطئ في نظري.
أما إذا حكم على حديث بالحُسن؛ فهذا الذي هو محل نظر، فالشيخ له منهج يسير عليه في تحسين الأحاديث، وأنا عندي تحفظ على ذلك المنهج؛ فهو يتساهل في جمع طريق ضعيفة، مع طريق ضعيفة، وهكذا يجمع بينهما، ويحكم على الحديث "بالحسن لغيره" ـ مع العلم بأن بعض تلك الطرق قد تكون مناكير، أو مما تفرد به بعض الرواة تفردًا منكرًا عند العلماء، والشيخ لا يُبالي بهذا . ))

و كل هذا مما لا يجدر ان يعرفه من كان في مرتبة " تلميذ الترمزي" !!!!!

و الان نتطرق الى فاصل فكاهي مع هذا المنصر حيث يقول

اقتباس
يجى حد يقول لى برضوا فى جزء من العلماء قالوا المرسل ضعيف ... هقولك الحديث يظل قوى ... لانه فى علم الحديث هذا الحديث بجانب انه مرسل صحيح يدخل فى خانه اخرى غير المرسل وهى تعضيد الشواهد بعضها ببعض وهذا يقويه ويجعله صحيح ويجب على المسلم الاعتراف به
اقول : لكل داء دواء يستطب به الا الحماقة اعيت من يداويها !!!

فهذا الجهول يستشهد بقاعدة لا تقوم على الاطلاق دائما و انما على الخصوص ولكنه لم يكلف نفسه عناء الفهم لانه كسول و هو اولى بهذه التهمة من غيره خاصة انه كالساذج وقع ضحية استخفاف حسان عبد المنان بالقراء !!!

فهذه القاعدة ليست مطلقة و لكنها مقيدة ثم انها لا ترقي الضعيف الى الصحيح و لكن ترقيه الى الحسن و هذا شيء طبيعي ان لا تعرفه لا انت و لا استاذك الانوك وحيد صاحب اللبس الخليجي

و لنقرا ما قاله الامام الالباني رحمه الله بنفسه في كتابه تمام المنة اثناء كلامه عن القاعدة العاشرة :
(( القاعدة العاشرة تقوية الحديث بكثرة الطرق ليس على إطلاقه
من المشهور عند أهل العلم أن الحديث إذا جاء من طرق متعددة فإنه يتقوى بها ويصير حجة وإن كان كل طريق منها على انفراده ضعيفا ولكن هذا ليس على إطلاقه بل هو مقيد عند المحققين منهم بما إذا كان ضعف رواته في مختلف طرقه ناشيءا من سوء حفظهم لا من تهمة في صدقهم أو دينهم وإلا فإنه لا يتقوى مهما كثرت طرقه وهذا ما نقله المحقق المناوي في "فيض القدير" عن العلماء قالوا:
إذا قوي الضعف لا ينجبر بوروده من وجه آخر وإن كثرت طرقه ومن ثم اتفقوا على ضعف حديث: "من حفظ على أمتي أربعين حديثا"1 مع كثرة طرقه لقوة ضعفه وقصورها عن الجبر خلاف ما خف ضعفه ولم يقصر الجابر عن جبره فإنه ينجبر ويعتضد".
وراجع لهذا "قواعد التحديث" ص 90 و "شرح النخبة" ص 25.
وعلى هذا فلا بد لمن يريد أن يقوي الحديث بكثرة طرقه أن يقف على رجال كل طريق منها حتى يتبين له مبلغ الضعف فيها ومن المؤسف أن القليل جدا من العلماء من يفعل ذلك ولا سيما المتأخرين منهم فإنهم يذهبون إلى تقوية الحديث لمجرد نقلهم عن غيرهم أن له طرقا دون أن يقفوا عليها ويعرفوا ماهية ضعفها والأمثلة على ذلك كثيرة من ابتغاها وجدها في كتب التخريج وبخاصة في كتابي "سلسلة الأحاديث الضعيفة" ))

و نقرا ما قاله ابن الصلاح في مقدمته الجزء الاول ، النوع الثاني : معرفة الحسن من الحديث :
((الثاني: لعلَّ الباحثَ الفَهِمَ يقولُ: إنَّا نجدُ أحاديثَ محكوماً بضَعْفِها معَ كونِها قدْ رُويَتْ بأسانيدَ كثيرةٍ مِنْ وجوهٍ عديدةٍ، مثلُ حديثِ ((الأُذُنانِ مِنَ الرَّأسِ)) ونحوِهِ، فهلاَّ جَعَلْتُم ذلكَ وأمثالَهُ مِنْ نوعِ الحسَنِ؛ لأنَّ بعضَ ذلكَ عَضَدَ بَعْضاً، كما قلتُم في نوعِ الحسَنِ على ما سبقَ آنفاً.
وجوابُ ذلكَ أنَّهُ ليسَ كلُّ ضَعْفٍ في الحديثِ يزولُ بمجيئِهِ مِنْ وجوهٍ، بلْ ذلكَ يتفاوتُ: فمنهُ ضَعْفٌ يُزيلُهُ ذلكَ، بأنْ يكونَ ضَعْفُهُ ناشئاً مِنْ ضَعْفِ حفظِ راويهِ مَعَ كونِهِ مِنْ أهلِ الصِّدقِ والديانةِ. فإذا رأينا ما رواهُ قدْ جاءَ مِنْ وجهٍ آخرَ، عَرَفنا أنَّهُ ممَّا قدْ حفظَهُ، ولَمْ يختلَّ فيهِ ضبطُهُ لهُ. وكذلكَ إذا كانَ ضَعْفُهُ مِنْ حيثُ الإرسالُ، زالَ بنحوِ ذلكَ، كما في المرسلِ الذي يُرسِلُهُ إمامٌ حافظٌ، إذ فيهِ ضَعْفٌ قليلٌ يزولُ بروايتِهِ منْ وجهٍ آخرَ، ومِنْ ذلكَ ضَعفٌ لا يزولُ بنحوِ ذلكَ لقوّةِ الضَّعْفِ وتقاعدِ هذا الجابرِ عَنْ جَبْرِهِ ومقاومَتِهِ، وذلكَ كالضَّعْفِ الذي ينشأُ مِنْ كونِ الراوي متَّهَماً بالكذِبِ أو كونِ الحديثِ شاذّاً. وهذهِ جملةٌ تفاصيلُها تُدْرَكُ بالمباشرةِ والبحثِ، فاعلمْ ذلكَ فإنَّهُ مِنَ النَّفائِسِ العزيزةِ، واللهُ أعلمُ ))

يتبع مع بيان جهل المنصر و فشله في محاولة تصحيحه لمرسل مجاهد