يوسابيوس و تزوير الشهادة
كما ذكرنا أن هذا المقطع المزعوم والمنسوب الي يوسيفوس لم يشر اليه ولا اقتبسه أي عالم أو أب من علماء واباء الكنيسة حتي القرن الرابع ليظهر أول ذكر لهذا النص المزعوم ولأول مرة في أعمال يوسابيوس القيصري
وهذا يلقي بالشك علي أصالة هذه الفقرة المزعومة و أن يوسابيوس هو مفبرك ومزور هذه النص المنسوب الي يوسابيوس
يقول العالم كين أولسون من مركز الدراسات الهيلينية في هارفارد :-
“Both the language and the content have close parallels in the work of Eusebius of Caesarea, who is the first author to show any knowledge of the text. Eusebius quotes the Testimonium in three of his extant works: the Demonstration of the Gospel 3.5.106, the Ecclesiastical History 1.11.8, and the Theophany 5.44. The most likely hypothesis is that Eusebius either composed the entire text or rewrote it so thoroughly that it is now impossible to recover a Josephan original.
الترجمة :-
"لدى كل من اللغة والمحتوى تشابه وثيق في عمل يوسابيوس القيصري ، وهو أول مؤلف يُظهر أي معرفة بالنص. يقتبس يوسابيوس الشهادة في ثلاثة من أعماله الباقية: the Demonstration of the Gospel 3.5.106 ، وEcclesiastical History 1.11.8 ، و Theophany 5.44. الفرضية الأكثر ترجيحًا هي أن يوسابيوس إما قام بتأليف النص بالكامل أو أعاد كتابته تمامًا بحيث أصبح من المستحيل الآن استعادة نسخة أصلية من يوسيفوس. "
الحجج و الادلة التي يستخدمها المسيحيون لاثبات اصالة الشهادة الفلافية تدين يوسابيوس
يستخدم النصاري بعض الحجج من الفقرة ليثبتوا أن اسلوب الكتابة ليس اسلوب مسيحي ولكن اسلوب يوسيفوس وأن هذه الفقرة أصيلة وهذه الحجج يذكرها لنا مثلا روبرت فان فورست في كتابه
يسوع المسيح ، خارج العهد الجديد، مدخل إلى الأدلة القديمة وهو متوفر باللغة العربية
ولكن كل هذه الادلة تؤيد الرأي القائل بأن يوسابيوس هو الذي زور هذه الشهادة
كما سنري
1-تدعو الفقرة يسوع ب((انسان حكيم )) والنصاري يقولون أن هذا المديح ليس المديح الذي يتوقعه المرء من شخص مسيحي فهو تعبير غير شائع عند المسيحيين
ويذكرون ايضا ان يوسيفوس استخدمه كثيرا
التعليق
ما المشكلة أن يدعو شخص مسيحي يسوع بأنه انسان حكيم ؟؟ لا يوجد أي مشكلة
يوسابيوس يستخدم نفس التعبير عن يسوع رجل حكيم - wise man - في (Prophetic Eclogues (PG 22, 1129
2- يقول النصاري بأن جملة (قام بماثر رائعة ) من الصعب أن يكتبها مسيحي
التعليق
هذه الجملة لا نجدها في أي مكان أخر غير هذه الفقرة المفبركة في اعمال يوسيفوس ولكن المفاجأة نجدها كثيرا في كتابات يوسابيوس القيصري المتهم في فبركة الفقرة حيث يطلقها يوسابيوس علي يسوع أو الله
في كتابه تاريخ الكنيسة Ecclesiastical History 1.2.23 و كتابه حياة قسطنطين The Life of Constantine 1.18.2
3- يقول النصاري انه من الصعب التخيل أن مسيحي سيستخدم كلمة ((سرور )) لوصف أتباع يسوع في الجملة التالية
وكان معلماً لمن كانوا يتقبلون الحق بسرور
لدلالتها علي مذهب المتعة
التعليق
يوسابيس أيضا ليس لديه مشكلة في استخدام كلمة سرور فمثلا يشيد بالشهداء المسيحيين الذين تلقوا الموت بكل سرور في كتابه
Martyrs of Palestine 6.6
وايضا في كتابه
In Praise of Constantine 17.11
* ملحوظة :- جملة
“teacher of human beings” معلما للناس أي يسوع لا لاتوجد في أي مكا أخر غير هذه الفقرة المزعومة من كتابات يوسيفوس ولكنها توجد في كتابات يوسابيوس القيصري
Praeparatio Evangelica 1.1.6-8
(Demonstratio (3.6.27; 9.11.3)
4-يقول النصاري أن جملة
وجذب إليه الكثيرين من اليهود والأمم على حد سواء
لا يمكن أن يكتبها شخص مسيحي لأن يسوع لم يجذب الكثير من غير اليهود ولم يتبعه عدد كبير منهم
التعليق
هذه الحجة تفترض أن كل المسيحيين القدماء يقرؤون الاناجيل بنفس الطريقة التي يقرؤها النقاد و المؤرخون اليوم ولكن هذا غير صحيح
يقول يوسابيوس علي سبيل المثال في في كتاباته أن يسوع جلب حشودا من اليهود و الأمم الوثنيين تحت سلطته
Demonstratio 3.5.109
وقال أيضا أن يسوع حرر كل من أتي اليه من خطية الشرك
Demonstratio 4.10.14
وأن يسوع كشف قوة الوهيته للجميع علي قدم المساواة سواءا يهود أو يونانيين
Demonstratio 8.2.109
يقول يوسابيوس أيضا أن معجزات يسوع أصبحت معروفة جدًا ، حيث أتت إليه حشود من أراضٍ أجنبية بعيدة بحثًا عن الشفاء
Demonstratio 1.13.1
5- يقول النصاري أن جملة
لم يتركه أتباعه الذين أحبوه من البداية
تتميز بأسلوب يوسيفوس ومن غير المتوقع أن يكتبها محرف مسيحي ويقول ايضا روبرت فان فورست أن محبة اتباع يسوع له حسب هذه الجملة و ليس تجلي يسوع لهم بعد القيامة هو أساس استمرار المسيحية واستمرار اتباع يسوع في اتباعه
التعليق
القول بأن المقطع "بأسلوب كتابة يوسيفوس" هو مجرد تخمين. صرح معظم المعلقين بأن عدم توضيح ما توقف أتباعه عن فعله وتركه لتخمين أنه ليس أسلوب كتابة يوسيفوس
أما بالنسبة لحجة فان فورست بخصوص جملة ، فهو يجعل من محبة يسوع وليس مظاهر القيامة السبب وراء استمرار أتباعه في ذلك فهي مبنية على قراءة خاطئة للنص. يقول المقطع بوضوح أن ظهور قيامة يسوع هو سبب عدم توقف أتباعه في "حبهم" او الاستمرار في اتباعه
يوسابيوس يؤكد هذا الكلام في كتاباته فهذه حجة يوسابيوس المتهم بالتزوير وأسلوبه حيث يقول يوسابيوس
أن أحد الأسباب الرئيسية للقيامة هو رغبة المسيح في إعطاء أتباعه دليلاً مرئيًا على الحياة بعد الموت حتى يواصلوا وينشروا تعاليمه
Demonstratio 4.12
6- الحجة الاخيرة عند النصاري كما ينقلها لنا المسيحي روبرت فان فورست هي أن اطلاق كلمة ((القبيلة أو السبط )) علي المسيحيين لا يمكن أن تاتي من أي كاتبى مسيحي ولذلك فهي من كلام يوسيفوس
التعليق
يوجد بالفعل كاتب مسيحي استخدم كلمة قبيلة أو سبط لوصف المسيحيين والمفاجأة أن هذا الشخص هو
(((((يوسابيوس القيصري ))))
يؤكد هذا الكلام روبرت فان فورست نفسه في نفس الكتاب في الهامش رقم 39 من الصفحة 90 حيث يخبرنا بأن يوسابيوس في كتابه تاريخ الكنيسة Ecclesiastical History 3.3.3 أطلق كلمة قبيلة علي المسيحيين كما في الصورة التالية :-
كما ترون كل الأدلة تشير أن يوسابيوس هو من فبرك وزور هذه الشهادة وتنطبق عليه كل الحجج التي يستعملها النصاري لاصالة الفقرة
وسواءا كان يوسابيوس هو مزور هذه الشهادة - وهذا ما تقوله الأدلة فعلا - أم غيره أو حتي الشهادة صحيحة جزئيا فليس لها أي قيمة ولا تثبت أي شئ فيوسيفوس ليس مؤرخا موثقا و دقيقا وهو يردد فقط كلاما كان شائعا ومنتشرا وما يؤمن به النصاري وليس من مصدر موثوق أو مستقل فهو لم يخبرنا من أين حصل علي معلوماته ولا يستطيع أي عالم أن يجزم بالمصادر التي حصل يوسيفوس علي معلوماته منها كما يؤكد ذلك فان فورست نفسه في كتابه
الأن في ختام بحثنا المتواضع هذا نسرد لكم أقوال العلماء و الباحثين الذي يؤكدون أن هذه الفقرة التي تنسب ليوسيفوس بالكامل مفبركة
* وقبل أن اسرد لكم اقوال العلماء ساعرض لكم كلام أحد المدافعين النصاري وهو يكذب ويدلس علي المساكين و البسطاء من النصاري ويقول لهم انه ليس هناك أحد من العلماء يشكك في نسبة الفقرة ليوسيفوس وهل هي محرفة بيد كاتب مسيحي أم لا ولكن العلماء اختلفوا هل الفقرة الصحيحة هي الطويلة كما اقتبسها يوسابيوس أم االفقرة القصيرة كما اقتبسها اغابيوس وهذا نص كلامه :-
فالاختلاف علي هل كلام يوسيفوس الاصلي هو النص الطويل ام النص القصير ( وفي الحالتين يشهد الي صلب يسوع )
كما تشاهدون الكذب والخداع هو سلاح اهل الباطل
هل العلماء مختلفون فقط علي النص القصير أم الطويل أم هل هو كلام يوسيفوس أم كلام دخيل ومزور بيد مسيحي أو محرف جزئيا
واليكم اقوال العلماء و الباحثين
(1)
البروفيسور أوسكار هولتزمان Professor Oskar Holtzman (مسيحي )
تكلم عن الفقرة المنسوبة ليوسيفوس والتي تعرف باسم Testimonium Flavianum
بالتفصيل فيقول :-
“Origen must still have read something like this in his Josephus; for in two places he tells us that Josephus did not acknowledge Jesus to be the Messiah (Contra Celsum i. 47; cp. In Matth. X. 17). On the other hand, Eusebius already (Hist. Eccl., i. 11, and Dem. Evan., iii. 5, 105, 106) contains that passage about Jesus (Jos., Ant xviii. 63 f.)- now given all the MSS.- which, in view of its content and form CANNOT POSSIBLY BE GENUINE. If this section were indeed derived from Josephus, it would mean that he, a Jew, who everywhere steps forward as a champion of his Judaism, first called Jesus a wise man, and then added the hesitating qualification, ‘if indeed he may be called a man at all.’ The writer then proceeds to justify this qualifying clause by adding further, ‘for he was a performer of acts incredible’; though what those acts were he does not tell us. The same passage also goes on to say that Jesus was a teacher of such men as willingly accept the truth. That is to say, Josephus here describes the nature and content of Jesus’ teaching by the simple term, ‘the truth’ (…..). Jesus drew to himself those who thirsted for the truth- SUCH A SENTENCE CAN ONLY HAVE BEEN WRITTEN BY ONE RECKONED HIMSELF TO BELONG TO THE COMMUNITY OF CHRIST. Again, it is said Jesus, in distinct contradiction to historical fact, ‘and many Jews, many also of the people of the Greeks, did he draw to himself.’ Josephus the historian, in describing the earthly Jesus, COULD NEVER HAVE MADE SUCH A STATEMENT as that contained in the second clause. But the account goes on to say of Jesus, ‘this man was the Messiah.’ IF JOSEPHUS HAD WRITTEN THUS, HE WOULD NOT HAVE BEEN CONTENT TO DEVOTE ONLY ONE SHORT CHAPTER TO THE ACCOUNT OF JESUS’ LIFE; for we must remember that Josephus was a Jew and perfectly familiar with the Messianic belief. If he could have so written, Jesus must have been for him the man of men, the future lord of the world; at any rate, from this particular passage onwards the fate of Jesus must have seemed important for the whole future development of his narrative. But of this there is not the slightest trace. The only further passage in which Josephus makes mention of Jesus is that already cited (Ant., xx. 200). This circumstance, more than any other, PROVES THAT THE PASSAGE UNDER CONSIDERATION (XVIII. 63, 64) IS NOT GENUINE. This same passage then goes on to speak of the end of Jesus: ‘When the chief men amongst us had notified him unto Pilate, and Pilate had punished him with the death on the cross, those who had formerly loved him fell not away, for on the third day he appeared unto them again alive, as the holy prophets had foretold (and many other wonderful things also); and even down to this present time the Christian folk who are called after him have not ceased to be.’ Here, then, the whole body of Old Testament prophecy is referred to Jesus; this is the standpoint of a Christian. Nor is the expression ‘the Christian folk’ (….) appropriate in the mouth of one who is a Jew and wishes to remain so. The word ….expresses really the idea of a common descent; it is precisely the characteristic element of the idea that was manifestly wanting in Christianity, made up as it was of an assemblage from all peoples. Christianity knows differently: to it all the members of the Christian community are children of God and brethren of Christ. Almost the only designation for the Christian community that was available for a Jew to use was the term ….. (Acts xxiv. 5, 14, xxviii. 22). THUS THE PASSAGE ATTRIBUTED TO JOSEPHUS IS UNQUESTIONABLY SPURIOUS. And as there no inherent contradictions discernible in it, it would be a piece of pure arbitrariness to ATTEMPT TO PICK OUT GENUINE KERNEL FROM WAS IS AS A WHOLE SPURIOUS. On the contrary, we are obliged to hold that the text which we now have has supplanted another which was LESS AGREEABLE to the Christians of a later date. And the time when his substitution took place was no doubt the period between Origen and Eusebius. THE CHURCH, STRUGGLING AS SHE WAS AFTER POWER, DELETED FROM JOSEPHUS, AN AUTHOR BOTH WIDELY READ AND IN MANY RESPECTS SERVICEABLE TO HER, A PASSAGE WHICH WAS REPUGNANT TO HER, AND SUBSTITUTED FOR IT A TEXT WHICH FROM HER STANDPOINT WAS UNASSAILABLE, BUT WHICH, AS A MATTER OF FACT, IS IN NO SENSE COMPATIBLE WITH THE AUTHORSHIP OF JOSEPHUS.”
المصدر :-
The life of Jesus (1904) Professor Oskar Holtzmann D.D. Translated by J.t. Bealby, B.A. And Maurice A. Canney, M.A. [London Adam and Charles Black 1904] page 15 – 16
(2)
المفضلات