بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى : ((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82))

نضع لكم اخوتي تناقضا واضحا في الكتاب المقدس و نموذجا من ردود النصارى الترقيعية على هذا التناقض و من ثم نرد على ردهم المزعوم.
هل ولدت ميكاال ابنة شاول ام لم تلد ؟؟
نقرا من سفر صمويل الثاني الإصحاح السادس
((22 وَإِنِّي أَتَصَاغَرُ دُونَ ذلِكَ وَأَكُونُ وَضِيعًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِي، وَأَمَّا عِنْدَ الإِمَاءِ الَّتِي ذَكَرْتِ فَأَتَمَجَّدُ».
23 وَلَمْ يَكُنْ لِمِيكَالَ بِنْتِ شَاوُلَ وَلَدٌ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهَا.))


و نقرا من سفر صمويل الثاني الإصحاح 21
((8 فَأَخَذَ الْمَلِكُ ابْنَيْ رِصْفَةَ ابْنَةِ أَيَّةَ اللَّذَيْنِ وَلَدَتْهُمَا لِشَاوُلَ: أَرْمُونِيَ وَمَفِيبُوشَثَ، وَبَنِي مِيكَالَ ابْنَةِ شَاوُلَ الْخَمْسَةَ الَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ لِعَدْرِئِيلَ بْنِ بَرْزِلاَّيَ الْمَحُولِيِّ،))

كيف يكون لميكال ابنة شاول خمسة ابناء في الإصحاح 21 ان كان الإصحاح السادس قد صرح بانها ماتت و لم تلد ؟؟؟!!!

الرد النصراني

اقتباس

دعنا نضع الآيات المتعلقة بالموضوع أولًا:


"وَلَمْ يَكُنْ لِمِيكَالَ بِنْتِ شَاوُلَ وَلَدٌ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهَا" (سفر صموئيل الثاني 6: 23).


"الْمَلِكُ ابْنَيْ رِصْفَةَ ابْنَةِ أَيَّةَ اللَّذَيْنِ وَلَدَتْهُمَا لِشَاوُلَ: أَرْمُونِيَ وَمَفِيبُوشَثَ، وَبَنِي مِيكَالَ ابْنَةِ شَاوُلَ الْخَمْسَةَ الَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ لِعَدْرِئِيلَ بْنِ بَرْزِلاَّيَ الْمَحُولِيِّ، وَسَلَّمَهُمْ إِلَى يَدِ الْجِبْعُونِيِّينَ، فَصَلَبُوهُمْ عَلَى الْجَبَلِ أَمَامَ الرَّبِّ" (سفر صموئيل الثاني 21: 8).


"وَكَانَ فِي وَقْتِ إِعْطَاءِ مَيْرَبَ ابْنَةِ شَاوُلَ لِدَاوُدَ أَنَّهَا أُعْطِيَتْ لِعَدْرِيئِيلَ الْمَحُولِيِّ امْرَأَةً" (سفر صموئيل الأول 18: 19).


تقول الآية الثانية: "بني ميكالMichal الذين ولدتهم لعدرئيل"، وإذا بحثت عن عدرئيل Adriel، تجد أنه تزوج شقيقة ميكال، كان اسمها "ميرب" Merab. فما حدث هو أنه بعد أن ماتت شقيقة ميكال، أخذتهم خالتهم لتربيتهم كما يحدث حتى الآن ببساطة، فيعتبروا أبنائها..


والآية تقول ذلك بصراحة عندما تتحدث عن أبناءها الذين ولدتهم لعدرئيل. فعلاقات الأقارب من الدرجة الأولى يُشار إليها في الكتاب المقدس كثيرًا كأنها علاقات مباشرة.. مثل مثلًا "أخوة يسوع" (إنجيل متى 12: 47) وهم مجرد أولاد أخت أمه مريم.. أو عندما يقول لابان عن ابن أخته يعقوب أنه أخيه (سفر التكوين 29: 15).. وإلى غير ذلك الكثير والكثير..


أما إن كانت المشكلة التي تشعر بها في تلك الإجابة هي كلمة "أنجبتهم" أو "ولدتهم" حسب أي ترجمة تستخدمها، وعلاقة ذلك بـ"النسل".. فهو أيضًا أسلوب شائع في لغة ذلك العصر ولغة الكتاب المقدس.. فنرى مثلًا في سفر إشعياء تلك الآية: "لَيْسَ لَهَا مَنْ يَقُودُهَا مِنْ جَمِيعِ الْبَنِينَ الَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ، وَلَيْسَ مَنْ يُمْسِكُ بِيَدِهَا مِنْ جَمِيعِ الْبَنِينَ الَّذِينَ رَبَّتْهُمْ" (سفر إشعياء 51: 18). وفي سفر حزقيالمثلًا يتحدث عن شخصيتان "ولدتنا بنين وبنات"، ونرى أنه يتحدث عن أسباط ومدن، وذلك حين يقول: "وَاسْمُهُمَا: أُهُولَةُ الْكَبِيرَةُ، وَأُهُولِيبَةُ أُخْتُهَا. وَكَانَتَا لِي، وَوَلَدَتَا بَنِينَ وَبَنَاتٍ. وَاسْمَاهُمَا: السَّامِرَةُ «أُهُولَةُ»، وَأُورُشَلِيمُ «أُهُولِيبَةُ»" (سفر حزقيال 23: 4). (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلافي أقسام المقالات و الكتب الأخرى).وفي سفر أشعياء يقول مرة أخرى عن تربية البنين، وتربية البنين تعني عن الأبناء الفعليين بالطبع، فيقول: "رَبَّيْتُ بَنِينَ وَنَشَّأْتُهُمْ، أَمَّا هُمْ فَعَصَوْا عَلَيَّ" (سفر إشعياء 1: 2)، وهنا نرى الله هو المتحدث.. فيتحدث عن أبناءه من البشر.. بل نرى كذلك في إنجيل لوقا في سلسلة أنساب السيد المسيح الحديث عن آدم بأنه "ابن الله"، فيقول: "بْنِ أَنُوشَ، بْنِ شِيتِ، بْنِ آدَمَ، ابْنِ اللهِ" (إنجيل لوقا 3: 38)، ويتحدث عن أشخاص آخرين بصفتهم أبناء الله (سفر الحكمة 2: 18).


ونعود لكلمة "ولدتهم" مرة أخرى، فنرى آية مثل: "أَخَذْتِ بَنِيكِ وَبَنَاتِكِ الَّذِينَ وَلَدْتِهِمْ لِي، وَذَبَحْتِهِمْ لَهَا طَعَامًا" (سفر حزقيال 16: 20)، وهي تتحدث عن الولادة، ولكن عند قراءة الأصحاح كاملًا تراها تتحدث عن سكان المدينة، وليست عن أولاد ولدتهم امرأة.. ونرى الله يتحدث عن ولادته: "أَنْتَ ابْنِي، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ" (سفر المزامير 2: 7)


بل نرى أكثر من ذلك أن كلمة "ولادة" تُستخدم لأمور غير حية، مثلما نرى في سفر أيوب حينما يقول: "حَبِلَ شَقَاوَةً وَوَلَدَ إِثْمًا، وَبَطْنُهُ أَنْشَأَ غِشًّا" (سفر أيوب 15: 35)، أو "هَلْ لِلْمَطَرِ أَبٌ؟ وَمَنْ وَلَدَ مَآجِلَ الطَّلِّ؟" (سفر أيوب 38: 28)، و"مِنْ بَطْنِ مَنْ خَرَجَ الْجَمَدُ؟ صَقِيعُ السَّمَاءِ، مَنْ وَلَدَهُ؟" (سفر أيوب 38: 29)، "حَمَلَ تَعَبًا وَوَلَدَ كَذِبًا" (سفر المزامير 7: 14)، "مِنْ قَبْلِ أَنْ تُولَدَ الْجِبَالُ، أَوْ أَبْدَأْتَ الأَرْضَ وَالْمَسْكُونَةَ، مُنْذُ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ أَنْتَ اللهُ" (سفر المزامير 90: 2).. إلخ. ونرى أيضًا الآية التي تتنبأ عن ميلاد المسيح، ويتحدث الناس بصيغة الجمع ويقولون: "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ" (سفر إشعياء 9: 6).. إلخ.


أما إن كانت كلمة "أنجبت" ما تزال عائق أمامك، فابحث في أي قاموس عن معنى الكلمة، وستفهم الأمر بسهولة.. فهي من ضمن معانيها "العناية بالأولاد".. وربما لأن فكرة التبني مُبهمة عند الأخوة المسلمين، وهي ضد الدين "الإسلامي"، فيصعب استيعاب الأمر ببساطة..






ينبغي أن يكون هدفك البحث عن الحق، وليس مجرد وضع غمامات على عينيّ قلبك لتحاول أن تثبت ما ليس موجودًا..
الرد يتبع