بسم الله الرحمن الرحيم

الرواية :

نقرا من سنن الترمذي كتاب الطهارة باب ما جاء في الوضوء بالنبيذ 88 حدثنا هناد حدثنا شريك عن أبي فزارة عن أبي زيد عن عبد الله بن مسعود قال سألني النبي صلى الله عليه وسلم ما في إداوتك فقلت نبيذ فقال تمرة طيبة وماء طهور قال فتوضأ منه قال أبو عيسى وإنما روي هذا الحديث عن أبي زيد عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو زيد رجل مجهول عند أهل الحديث لا تعرف له رواية غير هذا الحديث وقد رأى بعض أهل العلم الوضوء بالنبيذ منهم سفيان الثوري وغيره وقال بعض أهل العلم لا يتوضأ بالنبيذ وهو قول الشافعي وأحمد وإسحق وقال إسحق إن ابتلي رجل بهذا فتوضأ بالنبيذ وتيمم أحب إلي قال أبو عيسى وقول من يقول لا يتوضأ بالنبيذ أقرب إلى الكتاب وأشبه لأن الله تعالى قال فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا

الرد :

اولا : الرواية ضعيفة و لا تصح .
و العلة: ابو زيد مجهول .
ذكره البخاري رحمه الله في التاريخ الكبير باب الكنى ولم يذكر له جرحا و لا تعديلا :
(( 276 - أَبُو زيد مولى عمر وبن حريث عَنِ ابْنِ مَسْعُود، روى عَنْهُ أَبُو فزارة يعد فِي الكوفِيين))

و جهله الترمذي رحمه الله بعد ان اورد الرواية وقال :
(( وأبو زيد رجل مجهول عند أهل الحديث لا تعرف له رواية غير هذا الحديث))

وقد ضعف الحديث اهل العلم و طابقوا على ضعفه منهم :
المحقق شعيب الارنؤوط رحمه في تحقيقه لمسند احمد الجزء السابع ، مسند عبد الله بن مسعود الحديث رقم 4297 وقال :
((اسناده ضعيف لجهالة ابي زيد مولى عمرو بن حريث ))

الامام بن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب الوضوء باب لا يجوز الوضوء بالنبيذ و المسكر :
(( لَكِنْ فِي الْمُقَيَّدِ مِنْ كُتُبِهِمْ إِذَا أَلْقَى فِي الْمَاءِ تَمَرَاتٍ فَحَلَا وَلَمْ يَزُلْ عَنْهُ اسْمُ الْمَاءِ جَازَ الْوُضُوءُ بِهِ بِلَا خِلَافٍ يَعْنِي عِنْدَهُمْ وَاسْتَدَلُّوا بِحَدِيث بن مَسْعُودٍ حَيْثُ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ مَا فِي إِدَاوَتِكَ قَالَ نَبِيذٌ قَالَ ثَمَرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَزَادَ فَتَوَضَّأَ بِهِ وَهَذَا الْحَدِيثُ أَطْبَقَ عُلَمَاءُ السَّلَفِ عَلَى تَضْعِيفِهِ ))

وضعفه المباركفوري في تحفة الاحوذي كتاب الطهارة باب ما جاء في الوضوء بالنبيذ و نقل تضعيف جمع من العلماء :
((قوله : ( وإنما روي هذا الحديث عن أبي زيد عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو زيد رجل مجهول عند أهل الحديث ) قال الحافظ الزيلعي في نصب الراية : قال ابن حبان في كتاب الضعفاء : أبو زيد شيخ يروي عن ابن مسعود ليس يدرى من هو ولا أبوه ولا بلده ، ومن كان بهذا النعت ثم لم يرو إلا خبرا واحدا خالف فيه الكتاب والسنة والإجماع والقياس استحق مجانبة ما رواه . انتهى .
وقال ابن أبي حاتم في كتابه العلل : سمعت أبا زرعة يقول حديث أبي فزارة بالنبيذ ليس بصحيح ، وأبو زيد مجهول ، وذكر ابن عدي عن البخاري قال : أبو زيد الذي روى حديث ابن مسعود في الوضوء بالنبيذ مجهول لا يعرف بصحبة عبد الله ولا يصح هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو خلاف القرآن . انتهى .
قال القاري في المرقاة : قال السيد جمال : أجمع المحدثون على أن هذا الحديث ضعيف . انتهى .
وقال الحافظ في فتح الباري : هذا الحديث أطبق علماء السلف على تضعيفه . انتهى .
وقال الطحاوي في معاني الآثار : إن حديث ابن مسعود روي من طرق لا تقوم بمثلها حجة . انتهى . والحديث أخرجه أبو داود وابن ماجه . ))

وضعفه الامام الالباني رحمه الله في صحيح وضعيف سنن الترمذي الحديث رقم 77 وقال :
((ضعيف ))

وضعفه العباد في شرح سنن ابي داود كتاب الوضوء باب الوضوء بالنبيذ :
(( ولكن هذا الحديث لم يثبت؛ لأن فيه راوياً اتفقوا على أنه مجهول، وكذلك الذي روى عنه أيضاً لم يعلم هل هو الشخص الثقة أو غيره، وهو أبو فزارة، والعلماء اتفقوا على أن الحديث غير صحيح، وأنه منكر، ولهذا نقل الحافظ ابن حجر في آخر ترجمة أبي زيد هذا الذي في الإسناد، فقال: قال ابن عبد البر: اتفقوا على أنه مجهول، وأن حديثه منكر))

وضعفه بن حزم رحمه الله في المحلى الجزء الاول كتاب الطهارة :
((أما الخبر المذكور فلم يصح ; لأن في جميع طرقه من لا يعرف أو من لا خير فيه ، وقد تكلمنا عليه كلاما مستقصى في غير هذا الكتاب ، ثم لو صح بنقل التواتر لم يكن لهم فيه حجة ، لأن ليلة الجن كانت بمكة قبل الهجرة ولم تنزل آية الوضوء إلا بالمدينة في سورة النساء وفي سورة المائدة ، ولم يأت قط أثر بأن الوضوء كان فرضا بمكة ، فإذ ذلك كذلك فالوضوء بالنبيذ كلا وضوء ، فسقط التعلق به لو صح . ))

وقد روي الخبر بخمس طرق اخرى ذكرها الدارقطني رحمه الله في سننه كتاب الطهارة باب الوضوء بالنبيذ و كلها ضعيفة كما حكم عليها الامام الدارقطني رحمه الله نفسه و سنذكر كل رواية على حدة مع علة التضعيف و تعليق الامام الدارقطني رحمه الله :

الطريق الاول :
240 \ 11 نا أبو الحسين بن قانع ، نا الحسن بن إسحاق ، نا محمد بن المصفى ، نا عثمان بن سعيد الحمصي ، نا ابن لهيعة ، عن قيس بن الحجاج ، عن حنش ، عن ابن عباس ، عن ابن مسعود ؛ أنه خرج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أمعك ماء يا ابن مسعود ؟ ....

التحقيق :
الرواية ضعيفة و العلة :
ابن لهيعة اختلط في اخر عمره و لا يؤخذ من رواياته الا روايات العبادلة عنه
.نقرا في ترجمته في تهذيب التهذيب لابن حجر رحمه الله الجزء الخامس
((قال نُعَيم بن حماد: سمعتُ ابنَ مَهْدي، يقول: ما اعتد بشيءٍ سمعتُه من حديث ابن لَهِيعة إلا سماعَ ابن المبارك ونحوه،
وقال عبدالغني بن سعيد الأزدي: إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح، ابن المبارك وابن وهب والمقرئ .))


وقال الدراقطني الضعفاء و المتروكين الجزء الثاني باب العين :
((319 - عبد الله بن لهيعة بن عقبة، وربما نسب إلى جده يعتبر بما يروي عنه العبادلة ابن المبارك، والمقرئ، وابن وهب))


و نقرا في سير اعلام النبلاء للامام الذهبي رحمه الله الجزء الثامن الطبقة السابعة في ترجمة ابن لهيعة :
((وقال أبو زرعة : لا يحتج به ، قيل : فسماع القدماء ؟ قال : أوله وآخره سواء ، إلا أن ابن وهب وابن المبارك كانا يتتبعان أصوله يكتبان منها
قال أبو حاتم بن حبان البستي : كان من أصحابنا يقولون : سماع من سمع من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه مثل العبادلة : ابن المبارك ، وابن وهب ، والمقرئ ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، فسماعهم صحيح . ومن سمع بعد احتراق كتبه فسماعه ليس بشيء))


ونقرا في ميزان الاعتدال للامام الذهبي رحمه الله ايضا الجزء 2 الصفحة 477 باب العين
(( وقال الفلاس: من كتب عنه قبل احتراقها مثل ابن المبارك والمقرئ [فسماعه] أصح.))


وقال الدارقطني رحمه الله بعد ان ذكر الرواية :
((تفرد به ابن لهيعة ، وهو ضعيف الحديث ))

الطريق الثاني :
قرئ على أبي القاسم بن منيع - وأنا أسمع - : حدثكم محمد بن عباد المكي ، نا أبو سعيد مولى بني هاشم ، نا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أبي رافع ، عن ابن مسعود : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له ليلة الجن : " أمعك ماء ؟ " . قال : لا ، قال : " أمعك نبيذ ؟ " أحسبه قال : نعم ، فتوضأ به .

التحقيق :
الرواية ضعيفة لعلتين :
1. علي بن زيد بن جدعان ضعيف :
نقرا من سير اعلام النبلاء للامام الذهبي رحمه الله الجزء الخامس :
((ولد أعمى كقتادة ، وكان من أوعية العلم على تشيع قليل فيه ، وسوء حفظ يغضه من درجة الإتقان . قال أبو زرعة وأبو حاتم : ليس بقوي ، وقال البخاري وغيره : لا يحتج به ، وقال ابن خزيمة : لا أحتج به لسوء حفظه ، وقال الترمذي : صدوق ، وكان ابن عيينة يلينه ، وقال شعبة : حدثنا علي بن زيد -وكان رفاعا- وقال مرة : حدثنا قبل أن يختلط .
وقال حماد بن زيد : أنبأنا علي بن زيد : وكان يقلب الأحاديث ، وقال الفلاس : كان يحيى بن سعيد يتقيه ، وقال أحمد بن حنبل : ضعيف ، وروى عباس عن يحيى : ليس بشيء ، ومرة قال : هو أحب إلي من ابن عقيل ، وعاصم بن عبيد الله .
وروى عثمان الدارمي عن يحيى : ليس بذاك القوي ، وقال العجلي : كان يتشيع ، ليس بالقوي .
وقال الفسوي : اختلط في كبره ، وقال الدارقطني : لا يزال عندي فيه لين .
قلت : قد استوفيت أخباره في " الميزان " وغيره ، وله عجائب ومناكير ، لكنه واسع العلم ، قال منصور بن زاذان : لما مات الحسن ، قلنا لعلي بن زيد : اجلس مكانه))
2. ابو رافع لم يدرك بن مسعود رضي الله عنه و لم تثبت له عنه رواية كما ذكر الدارقطني رحمه الله .

قال الدارقطني بعد ان اورد الرواية :
(( لا يثبت من وجهين ، ونكته ذكرتها فيه. ...علي بن زيد ضعيف ، وأبو رافع لم يثبت سماعه من ابن مسعود ، وليس هذا الحديث في مصنفات حماد بن سلمة ، وقد رواه أيضا عبد العزيز بن أبي رزمة ، وليس هو أيضا بقوي . ))

الطريق الثالث
245 \ 16 ثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، نا الفضل بن صالح الهاشمي ، نا الحسين بن عبيد الله العجلي ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، قال : سمعت ابن مسعود يقول : كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن فأتاهم فقرأ عليهم القرآن ، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الليل : " أمعك ماء يا ابن مسعود ؟ " ....

التحقيق :
الرواية لا تصح لعلة :
الحسين بن عبيد الله العجلي ضعيف وضاع .
نقرا من لسان الميزان لابن حجر رحمه الله الجزء الثاني :
(((1228) [الحسين] بن عبيد الله العجلي أبو على عن مالك قال الدارقطني كان يضع الحديث وقال ابن عدي يشبه ان يكون ممن يضع الحديث وله عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد مرفوعا ان عثمان ليتحول من منزل إلى منزل فتبرق له الجنة فهذا كذب وقد روى أحمد بن كامل بن سخبرة ثنا محمد بن هشام ثنا الحسين بن عبيد الله العجلي ثنا المحاربي ثنا ابن جريج عن عطاء عن عايشة رضي الله عنها بخبر طويل في مقتل عثمان هو المتهم بوضعه انتهى والظاهر أن هذا العجلي هو التميمي المذكور قبله فقد روى الطبراني في المعجم الأوسط الحديث المتقدم في ترجمة التميمي في دخول الخلاء من طريق محمد بن هشام المستملي قال ثنا الحسين بن عبيد الله العجلي وأورده ابن عدي والحديث الذي في ترجمة العجلي في ترجمة واحدة والله أعلم قال الخطيب ابن عبيد الله العجلي عن مالك وعطاف بن خالد وابن أبي حازم وغيرهم وعنه إسحاق بن إبراهيم الختلي ومحمد بن هشام ابن البختري والفضل بن صالح المقري وغيرهم وكان غير ثقة ))

قال الدارقطني بعد ان اورد الرواية :
((الحسين بن عبيد الله هذا يضع الأحاديث على الثقات . ))

الطريق الرابع
246 \ 17 نا عثمان بن أحمد الدقاق ، نا محمد بن عيسى بن حيان ، ثنا الحسن بن قتيبة ، نا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة وأبي الأحوص ، عن ابن مسعود ، قال : مر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " خذ معك إداوة من ماء ....

التحقيق :
الرواية لا تصح لعلتين :
1. محمد بن عيسى بن حيان ضعيف
نقرا في سير اعلام النبلاء الجزء 13 :
((حدث عنه : أبو بكر بن أبي داود ، وأبو بكر بن مجاهد ، وإسماعيل الصفار ، وخيثمة الأطرابلسي ، وعثمان ابن السماك ، وحمزة العقبي وأحمد بن عثمان الآدمي ، وأبو سهل القطان ، وآخرون .
قال البرقاني : لا بأس به .
وقال الدارقطني : ضعيف ))

2. الحسن بن قتيبة ضعيف
نقرا من لسان الميزان لابن حجر رحمه الله الجزء الثاني :
(((1033) [الحسن] بن قتيبة الخزاعي المدائني عن مسعر ومستلم بن سعيد وغيرهما (محمد ابن عيسى) بن حبان المدائني حدثنا الحسن بن قتيبة ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي عبيدة وأبى الأحوص عن عبد الله بن مسعود مر بي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال خذ معك إداوة من ماء فذكر ليلة الجن وفيه فقال تمرة حلوة وماء عذب قال الدارقطني لا يصح هذا (ابن عدي) ثنا قسطنطين ثنا الحسن بن عرقة ثنا الحسن بن قتيبة ثنا مستلم بن سعيد عن الحجاج بن الأسود عن ثابت عن انس رضي الله عنه مرفوعا الأنبياء احياء في قبورهم يصلون * الحسن بن قتيبة عن عبد الخالق بن المنذر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله اجر مائة شهيد قال ابن عدي أرجو انه لا بأس به قلت بل هو هالك قال الدارقطني في رواية البرقاني متروك الحديث وقال أبو حاتم ضعيف وقال الأزدي واهي الحديث وقال العقيلي كثير الوهم انتهى ))

وقال الدارقطني رحمه الله بعد ان اورد الرواية :
(( تفرد به الحسن بن قتيبة ، عن يونس ، عن أبي إسحاق . والحسن بن قتيبة ، ومحمد بن عيسى ضعيفان ))

الطريق الخامس
7 \ 18 حدثني محمد بن أحمد بن الحسن ، نا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان ، نا هشام بن خالد الأزرق ، ثنا الوليد يعني ابن مسلم ، نا معاوية بن سلام ، عن أخيه زيد ، عن جده أبي سلام ، عن فلان بن غيلان الثقفي ؛ أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول : دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن بوضوء....

التحقيق :
الرواية لا تصح لعلة :
فلان بن غيلان الثقفي مجهول وقال الدارقطني انه لعله عبد الله بن عمرو بن غيلان الثقفي و هو مجهول الحال ايضا
.
نقرا من لسان الميزان لابن حجر رحمه الله الجزء الثالث :
(( 1329) (ذ - عبد الله) بن عمرو بن غيلان الثقفي روى عن ابن مسعود رضي الله عنه وعنه قتادة ويحيى بن أبي كثير وغيرهما روى الدارقطني من طريق معاوية بن سلام عن أخيه زيد عن جده أبي سلام عن فلان ابن غيلان الثقفي انه سمع عبد الله بن مسعود يقول دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة الجن بوضوء فجئته بإداوة فإذا فيها نبيذ فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وآله قال الدارقطني الرجل الثقفي قيل هو عبد الله بن عمرو بن غيلان وهو مجهول وقال ابن أبي حاتم في العلل انه سأل أباه وأبا زرعة عن رواية معاوية بن سلام هذه فقال ابن غيلان مجهول ولا يصح في الباب شئ ))

وقال الدارقطني بعد ان اورد الرواية :
((الرجل الثقفي الذي رواه ، عن ابن مسعود مجهول ، قيل : اسمه عمرو ، وقيل : عبد الله بن عمرو بن غيلان ))

فكل اسانيد الرواية تالفة و باطلة و لا يصح شيء منها فالحديث لا يصح من جهة السند و كذلك لا يصح من جهة المتن لان الصحيح ان ابن مسعود رضي الله عنه لم يدرك ليلة الجن مع النبي صلى الله عليه وسلم اصلا
.
نقرا من صحيح مسلم كتاب الصلاة باب الجهر بالقراءة في الصبح و القراءة على الجن
721 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ عَامِرٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَلْقَمَةَ هَلْ كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ ؟ قَالَ : فَقَالَ عَلْقَمَةُ ، أَنَا سَأَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَقُلْتُ : هَلْ شَهِدَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ ؟ قَالَ : لَا وَلَكِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَفَقَدْنَاهُ فَالْتَمَسْنَاهُ فِي الْأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ . فَقُلْنَا : اسْتُطِيرَ أَوِ اغْتِيلَ . قَالَ : فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا هُوَ جَاءٍ مِنْ قِبَلَ حِرَاءٍ . قَالَ : فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْنَاكَ فَطَلَبْنَاكَ فَلَمْ نَجِدْكَ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ . فَقَالَ : أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ قَالَ : فَانْطَلَقَ بِنَا فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ وَسَأَلُوهُ الزَّادَ فَقَالَ : لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَلَا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ

ثانيا :على فرض صحة الحديث فان النبيذ لغويا لا ينحصر معناه على الخمر .
فالنبيذ مشتق من النبذ و هو طرح التمر او الزبيب او غيرهما على الماء لتحليته كالعصير فان بقي مدة طويلة فار و صار مسكرا و ان لم يبقى بقي على حالته ماءا مع تمر او زبيب ، فليس كل نبيذ مسكر بل منه المسكر ومنه غير المسكر .


نقرا من معجم لسان العرب لابن منظور رحمه الله الجزء الرابع عشر في معنى نبذ :
(( لنبذ طرحك الشيء من يدك أمامك أو وراءك . نبذت الشيء أنبذه نبذا إذا ألقيته من يدك ، ونبذته ، شدد للكثرة . ونبذت الشيء أيضا إذا رميته وأبعدته ، ومنه الحديث : فنبذ خاتمه ، فنبذ الناس خواتيمهم أي ألقاها من يده . وكل طرح : نبذ ; نبذه ينبذه نبذا . والنبيذ : معروف ، واحد الأنبذة . والنبيذ : الشيء المنبوذ . والنبيذ : ما نبذ من عصير ونحوه . وقد نبذ النبيذ وأنبذه وانتبذه ونبذه ونبذت نبيذا إذا تخذته ، والعامة تقول أنبذت . وفي الحديث : نبذوا وانتبذوا . وحكى اللحياني : نبذ تمرا جعله نبيذا ، وحكى أيضا : أنبذ فلان تمرا ، قال : وهي قليلة ، وإنما سمي نبيذا لأن الذي يتخذه يأخذ تمرا أو زبيبا فينبذه في وعاء أو سقاء عليه الماء ويتركه حتى يفور فيصير مسكرا . والنبذ : الطرح ، وهو ما لم يسكر حلال فإذا أسكر حرم . وقد تكرر في الحديث ذكر النبيذ ، وهو ما يعمل من الأشربة من التمر والزبيب والعسل والحنطة والشعير وغير ذلك . يقال : نبذت التمر والعنب إذا تركت عليه الماء ليصير نبيذا ، فصرف من مفعول إلى فعيل . وانتبذته : اتخذته نبيذا ، وسواء كان مسكرا أو غير مسكر فإنه يقال له نبيذ ، ويقال للخمر المعتصرة من العنب : نبيذ ، كما يقال للنبيذ خمر . ونبذ الكتاب وراء ظهره : ألقاه ))

والمراد من الحديث على فرض صحته هو النبيذ الغير مسكر و ليس المسكر كما يفهمه بعض الجهال

نقرا من عون المعبود للعباد في شرح سنن ابي داود كتاب الوضوء :
((أورد أبو داود رحمه الله باباً في الوضوء بالنبيذ، والنبيذ هو: الشيء الذي ينبذ في الماء من تمر أو عنب أو غير ذلك فيتغير الماء إلى لون آخر بسبب هذا الذي انتبذ فيه، فهذا يقال له: نبيذ، وهو له حالتان: حالة يصل فيها إلى حد الإسكار.
وهذا لا يجوز استعماله مطلقاً، بل يراق ويتلف؛ لأنه خمر، والخمر لا يجوز الإبقاء عليها ولا الاحتفاظ بها.
وحالة لا يصل إلى حد الإسكار وعند ذلك يكون حلالاً من حيث الشرب والاستعمال ولكنه لا يتطهر ولا يتوضأ به؛ لأنه خرج عن كونه ماءً وصار له اسم جديد وهو النبيذ، يعني: أنه سمي اسماً جديداً غير الاسم الذي كان موجوداً له من قبل بسبب هذا الذي نبذ فيه، ولكن لم يصل إلى حد الإسكار، فلا يجوز الوضوء به، والإنسان الذي تدركه الصلاة وليس عنده ماء وعنده نبيذ يتيمم ولا يستعمله، وإنما يستعمله في الشرب؛ لأنه يستفاد منه شراباً وطعاماً، وأما أن يستفاد منه وضوءاً فلا يجوز؛ لأن الله عز وجل جعل الحكم في الطهارة إنما هو للماء، والنبيذ لا يقال له: ماء، وإنما يقال له: نبيذ، مثلما يقال للبن: لبن، ويقال لسائر الأشياء بأسمائها التي تخصها عندما تختلط بالماء ويطغى لونها على لون الماء؛ لأن الماء يخرج عن كونه ماءً إلى أن يكون له اسم جديد آخر))

ويدل على هذا المعنى ايضا ان الرواية قالت : ((تمرة طيبة و ماء طهور )) فوصف هذا الشراب بانه تمرة و ماء طهور دلالة على طرح او نبذ التمر داخل الماء .

و ضعف السند عموما يكفينا عن اي تفسير و تكلف .

يتبع