الفصل التاسع
ياعيل الخائنة والقائد سيسرا..


هل تستضيف "ياعيل" سيسرا رئيس جيش يابين ثم تتطاول عليه وتقتله وتخون واجب الضيافة؟.. وكيف يكرّمها الكتاب المقدس على فعلتها الشنعاء هذه؟..
فلنشاهد...
بعد موت يشوع بدأ عصر القضاة في اسرائيل واستمر حوالي 330 سنة من 1425 حتى 1095 ق.م .
لقد كانت ياعيل (יָעֵל ) وزوجها (حابر القيني من بني يثرون حمى موسى، سكن في المنطقة الفاصلة بين حاصور وكنعان،) في تحالف مع "سيسرا(بالعبرية: סִיסְרָא)" قائد جيش (حاصور) الكنعاني أثناء حكم (يابين) ملك كنعان والذي نكل ببني إسرائيل عشرين عامًا بشكل شديد القسوة؛ وعندما طلب بنو إسرائيل الصفح والعفو.. استجاب لهم وعفى عنهم..
إلا أنهم طلبوا من النبية دبورة اختيار (بالاق) وتكليفه لقتال (يابين) ووافقت وأرسلته لقتاله واستصحب معه عشرة آلاف رجل من سبطي( زبلون) و(نفتالي)، وفي قادش دارت بين الطرفين معركة شرسة بين (بالاق) و(سيسرا) عند نهر قيشون، فانهزم سيسرا وسقط كل جيشه...
ونتيجة لهذه الهزيمة هرب سيسرا على رجليه ولجأ إلى خيمة ياعيل امرأة حابر القيني" (قض 16و17) بالقرب من قادش.
فخرجت "ياعيل" لاستقباله ، "فمال إليها إلى الخيمة وغطته باللحاف"، ولما طلب منها ماء ليشرب، أعطته لبناً عوضاً عن الماء، ومن شدة تعبه راح في سبات عميق سيما أنها وعدت بإضفاء الحماية له. إلا أنها ذهبت برفق الى جواره وضربت وتد الخيمة في رأسه حتى نفذ الى الأرض. (قضاة 4: 9).
انتهت القصة..
ما هذا؟.. وما تلك البشاعة
1- فلو أن سيسرا حاول الاعتداء جنسيا على ياعيل ودافعت عن شرفها وقتلته، فهذا موضوع آخر، خصوصا إذا علمنا أن ياعيل وزوجها حابر القيني كانا في تحالف معه الأمر الذي جعله يفر ويلجأ إليهما.
كيف يُمكن تفسير وتبرير مثل هذا العمل الذي يبدو نوعًا من الخيانة طبقًا للأخلاقيات التي كانت سائدة في عصر ياعيل؟ (قضاة 5: 10).
2- وشتان ما بين يهوديت وبين ياعيل، فالأخيرة قتلت سيسرا الهارب والمختبئ بمفرده في خيمتها، ويهوديت التي كانت في خيمة القائد ويحوط بها جيش العدو وخيامه من كل جهة ومع ذلك فقد احتزت رأسه بعد قضاء ليلة حمراء كما ذكرناه في المقال السابق.
وكلتاهما تتشابهان في الغدر كأنهما أنثى العنكبوت (الأرملة السوداء)..ومع ذلك قدسهما الرب وبارك فعلتيهما؟..
3- وقتلت(ياعيل) سيسرا فألحقت به العار، إذ قُتل بيد امرأة، مثل أبيمالك الذي ألقت عليه امرأة حجر رحى من على السور فشجت جمجمته " فدعا حالًا الغلام حامل عدته وقال له إخترط سيفك واقتلني لئلا يقولوا عني قتلته امرأة" (قض 9: 54) وهكذا كانت نهاية سيسرا.