

-
والأوثان كما هو قول عبدة الأصنام .ثم قال تعالى:
{فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }أيتنزه الله عن ذلك الشرك.).(1)
ويعتبر ابن كثير فارس الميدان في هذه المسألة،فقد بدأ بذكر ما ورد في تفسير الآيات من
أحاديث وروايات،ثم بيّن حكمها ومأخذها.وحاصل ما ذكر في هذا:
1·لايصح في تفسير الآيات حديث مرفوع. وهوالذي تم الاستدلال به في جميع كتب التفاسير
حيث يروى في هذا المعنى حديث مرفوع عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لماولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لهاولد ، فقال:سميه عبد الحارث فإنه يعيش ،
فسمته عبد الحارث فعاش ، وكان ذلك من وحي الشيطان
وأمره (أخرجه الإمام أحمد في مسنده 5/11،والترمذي في كتاب تفسير القرآن –
باب :ومن سورة الأعراف رقم 3077وقال:
( هذاحديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمربن إبراهيم ، ورواه بعضهم عن عبد الصمدولم يرفعه)(2)
وفي معنى ذلك آثار موقوفة على ابن عباس رضي الله عنهما،تلقاها عنه جماعة من التابعين ،
ثم تتابع المفسرون على روايتها .
وقال ابن كثير:( وكأنه-والله أعلم -أصلهم أخوذ من أهل الكتاب،فإن ابن عباس رواه
عن أبي بن كعب،كما رواه ابن أبي حاتم..وهذه الآثار يظهر عليها والله أعلم أنها من آثار أهل الكتاب).(3)
2·الموقوف على الصحابة رضي الله عنهم ، والمأثور عمّن بعدهم مأخوذ من روايات
عن أهل الكتاب، الله أعلم بصحتها.
3·قول الحسن البصري في أن المراد بالآية :ذريةآدم ومن أشرك منهم بعده ، أو أنهم اليهود
والنصارى رزقهم الله أولاداً فهودوا ونصروا ؛ ثابت عنه بأسانيد صحيحة ،
وهو من أحسن التفاسير ، وأولى ما ما حملت عليه الآية .كماأنه دليل على ضعف
الحديث المرفوع -الذي سبق ذكره -؛لأنه لو صح لما خالفه الحسن وعدل عنه ،وهو أحد رواته.
ثم ختم تفسيره للآيتين بذكر موقفه هو ، ومايراه مقبولاً في تفسيرهما قائلاً :
( وأما نحن فعلى مذهب الحسن البصري رحمه الله في هذا -والله أعلم -،وأنه ليس المراد
من هذا السياق آدم وحواء، وإنما المراد من ذلك المشركون من ذريته، وهو كالاستطراد
من ذكر الشخص إلى الجنس، كقوله:{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ}(الملك:من الآية5)،
ومعلوم أن المصابيح وهي النجوم التي زينت بها السماء ليست هي التي يرمى بها ،
وإنما هذا استطراد من شخص المصابيح إلى جنسها،ولهذا نظائر كثيرة في القرآن ، والله أعلم
وظاهر هذه الآية طبقا للرواية التوراتية هي أنها خاصة ببني الناس والذين خلقهم الله من ذرية آدم
وعشيقته ليليث والتي كانت في البداية مؤمنة إلا أن طبيعتها الإبليسية غلبت عليها فكثرت
ذريتهما وانتشرت في ربوع الأرض وقد أشركوا بالله سبحانهروتعالى الأمر الذي أدى معه
إلى هلاكهم جميعا بالطوفان وأبقى على ذرية نوح عيه السلام..
وتبنوا التفسير التوراتي في توبة آدم عليه السلام بأن أرسل له
الملاك رفائيل(بالعبرية:רָפָאֵל)ومعنى اسمه هو الله يشفي ..
وهوأحد الملائكة المقدسين في اليهودية والمسيحية وفي الإسلام الذي يعرفه باسم إسرافيل
والذي يعتبر واحد من الملائكة الأربعة الرئيسيين.
وجاءذكر الملاك في سفر طوبيا في قصته مع طوبيا وطوبيت ويعتبر السفر مقدساً في
الطائفتين الكاثوليكية والأورثوذوكسية وأيضاً في بعض الطوائف البروتستانتية ويعتبر أيضاً مقدساً
في الطائفة المورمونية في كتاب المبادئ والعهود.
وهذاالملاك هو الذي أعطى نوح كتاب التوبة(Raziel)بعدأن سرق من آدم عليه السلام.
كمايذكرسفر طوبيا في الكتاب المقدس عن كيفية مساعدة الملاك رفائيلRaphaelلطوبيا
بتخليص زوجته من الشياطين وإرجاع البصرلطوبيت والد طوبيا والذي كان
ضمن اليهودالمسبيين من قبل الآشوريين.
andreturn it to Adam. The book was stolen again and
ended at the bottomof the ocean for centuries.
Itwas later retireved by Raphael, who gave it to Noah to
protect himduring the flood. Eventually, it was given
to King Solomon by aBabylonia prince.
In the 11th century, the book disappeared.
A15th century Italian translation has been discovered.
A Hebrewversion, Sodei Razya / Sefer HaShem - is
attributed to Rabbi Eleazar…
The Book of Raziel was published in 1701 in
Amsterdam.Belief also held that possession of the book
protected a home fromfire.
الترجمة التفسيرية:
طبقاللتقليد اليهودى أمرالله بتسليم هذا الكتاب لآدم ثم سرق هذا الكتاب ووضع فى أعماق
المحيط لعدة قرون وتم استعادته بواسطةRaphaelالذى أعطاه لنوح ليحمى نفسه
أثناءالطوفان وأخيرا سلم للملك سليمان بواسطة أمير بابل .
فى القرن الحادى عشر اختفى الكتاب وفى القرن الخامس عشر اكتشفت ترجمة ايطالية له.
وتنسب النسخة العبرية SodeiRazya / Sefer HaShemإلى الحبرRabbiEleazar .
كتاب التوبةRazielنشر في سنة 1701فى امستردام .
ويعتقد أن امتلاك هذا الكتاب يحمى البيوت من الحريق.
فماذا عن المفهوم الإسلامي؟..
زواج آدم من حواء:
لم تكن الأمّة الواحدة مختلفة قطّ ولا جاهلة بمسألة خلق آدم وكيفيّتها، قبل بزوغ
التوراة (السبعينيّة) المزوّرة التي نصّبت من نفسها حكماً مُهيمناً في مثل هذه المسائل.
فإنّ الكهنة السبعين الذين كتبوا التوراة قاموا بكتابتها ووفق منظورهم وفهمهم بعدأنْ ضمّنوا
كتابهم كلّ الأساطير الشعبية المقتبسة من الأمم العربية التي قبلهم والتي كان يتمّ تناقلها شفوياً،
وأثبتوها ليصوغوا لهم تراثاً مركزيّاً منتحلاً منفوخاً يخرجوا به من بداوتهم المفتقرة للحضارة،
وصيّروا الأمر وكأنّ موسى عليه السلام هو الذي أتى بها، ولا نستبعد أنّه عليه السلام أتى
ببعض أخبارها لأنّ الرسالات والنبوّات تراكميّة، والمحقّقون رأوا اليوم بأمّ أعينهم أنّها
منحولة ومقتبسة ممّن قبلهم،حيث تكشّف لها وجودٌ أقدم في كتابات وألواح ورُقُم السومريّين العرب
والبابليّين والسوريّين وعرب مصر والجزيرة.
إنّ نسبة هذه المقولات إلى موسى عليه السلام وبالتالي إلى الله عزّ شأنه، أضفت بالقدسيّة
على ما يُسمّى بالتوراة ليُوسَم بالكتاب المقدّس، الذي نُسلِّم بأنّه يتضمّن بعض ما جاء
به موسى عليه السلام، وفيه الأساطير والمرويات الشعبية وأيضاًالخرافات، وفيه التراث العربيّ الشفوي،
صيغ أحياناً بنقص فهمٍ وبأخطاء.
ومع أنّ القرآن الكريم جاهد ليُسقط القداسة عمّا كتبه الأحبار وكُتّاب التوراة بقوله:
{فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَامِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ
لَهُمْ مِمَّاكَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ}سورةالبقرة/79،
إلاّ أنّ الأمر مضى تاريخيّاً بخلاف الفوائد والتضمينات والتوصيات القرآنيّة،فكان أنْ عطّلتْ
تلك القداسة الزائفة مسيرة الفكر في أمرٍ كان محسوماً لدى الأوائل، وعُدَّ من بدهيّاتهم،
هو أمرعطّل الفكر الإسلامي برمّته في مثل هذه القضايا، بدخول كثيرٍ من أهل الكتاب
في الملّة الجديدة بفهوماتهم القديمة المظنون قدسيّتها، وبثّها كحقائق واستيلائها على الفكر،
ثُمّ كان تقريب الكثير من أولئك الكتابيّين من الكهنة والأحبار إبّان العصور الأولى،
ودخولهم في العمليّة الروائية كمرجعيّات تاريخيّة وإسلاميّة،لحساب أجندات سياسيّة
وصراعات مذهبيّة،وبعد انفتاح باب الروايات لكلّ ذي مأرب،طُمّ وادي الفكر بالكثير
من الروايات التوراتيّة الذين كانوا هم أساسه ومنبعه وبُذّاره، حتّى أنّك لا تكاد تتتبّع
الروايات المتعلّقة بالخلق الأوّل إلاّوتجد كعباً ووهباً وغيرهما في السلسلة والإسناد،
أو تُحال على مجاهيل، بل إنّ معظم الأخبار تُنقل بصراحة عن أهل الكتاب أي عن التوراة،
أحياناً بعبارة “وجاء عن أهل الكتاب” وأحياناً بمسلّمة أنّهامعروفة من أخبار الأوّلين!
ويكفي أنْ نعلم أنّ أوّل من صنّف في قصص الأنبياء يُعزى لوهب بن منبّه ولمن تتبّع
الأسانيد لن يعدم أنْ يجد وهباً يقف على رأسها،وأنّ أكبر القصّاصين هم كعب الأحبار
ووهب وتميم الداري وهم من أهل الكتاب سابقاً.
فبعد هذا كله عرفنا من هم أبناء الناس أو أولادالناس!.والله أعلم بما يصفون.
وكماقلنا سابقا أنّ ذرية نوح وهم – الباقين– الذين أشارت إليهم الآية الكريمة
هم الذين أتينا نحن من ذريتهم،أي فهم من تبقى من قومه من بعد الطوفان،
وبالتالي فهم قوم آخَرين أي غير عن سابقيهم الذين أهلكهم الله في الطوفان،
ثم أنشأنا الله منهم والذين أشارت إليهم الآية الكريمة من سورة الأنعام
في قوله تعالى:{كَمَاأَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍآخَرِينَ}الأنعام/133.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
1() (مفاتيح الغيوب = التفسير الكبير) 15/428.
2() كذا أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره بلفظ مقارب 13/309.
وقد بيّن علله ابن كثير في تفسيره 3/526-527 .
3() (تفسير القرآن العظيم) 3/528.
وينظر (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير) لمحمد أبو شهبة ص209 – 215.
وكذا وقد ذكر ابن عثيمين أن هذه القصة باطلة من سبعة وجوه في القول المفيد على كتاب التوحيد 2/308-310 .
قلتُ : كلها وجوه وجيهة يكفي واحد منها لإبطال القصة .
لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة Habeebabdelmalek في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 14-07-2016, 05:25 PM
-
بواسطة *اسلامي عزي* في المنتدى فى ظل أية وحديث
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 19-09-2015, 12:26 PM
-
بواسطة الياس عيساوي في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 23-05-2013, 06:16 PM
-
بواسطة جوالمصرى في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 21-06-2010, 04:39 PM
-
بواسطة البريق في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 28-01-2008, 01:27 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات