الحمد لله رب العالمين وسلاما على المرسلين وصلاة وسلاما دائمين متناهين على إمام المرسلين واله وصحبه والتابعين ومن سار على نهجه الحق المبين وبعد
فأحد المرتدين من الاسلام الى عبادة المادة ولم يكن مسلما حقا بل كان قبوريا قذرا فأرتد من الإسلام على مذهب القبورية ومن عبادة القبور والموتى إلى عبادة المادة والجحود بالرب العظيم وكتب هذا الساقط البائس كتابا يكشف بؤسه وجهله ويتخذه مساكين اللادينيين قرأنا لهم ويلقى بشبهات ساقطة لا تصدر إلا عن جاهل بلغة العرب قديما وحديثا ومن احد شبهاته أنه يتهم القرأن العظيم بتوصيف السماء بالصوالب والجوامد ولا يتفق مع العلم التجريبى فى إثبات مائعيتها، والجواب على هذا الجاهل من وجوه:
أولا ما من شيئين إلا وبينهما مشترك وفارق وصاحب العقل والبصر يبحث عن الصفات الكاملة ولا يتسرع كالأهوج ويجعله المشترك بين الأشياء ينسى الفارق بينها فالله تبارك وتعالى اثبت للبحر انشقاقا وليس إنشقاق البحر كإنشقاق الارض والجميع يعرف أن البحر من الموائع
{فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيم}[الشعراء:63]
وبنفس القياس فإنشقاق السماء ليس كإنشقاق الارض،والقرأن الكريم سبق هذا الجاهل ورفاقه وأوضح أن إنشقاق السماء لا يصاحبه انتثار فيها بعكس الكواكب الجامدة التى انشقاقها يصاحبه إنتثار
{إِذَا السَّمَاء انفَطَرَت} {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَت}[الانفطار]
وكنت أتوقع أن يكتفى القرأن الكريم بهذا ولكن القرأن العظيم يأبى إلا إستكمال درس محو الأمية للملاحدة واللادينيين فيثبت أن السماء مائعة يوم القيامة
{يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْل}[المعارج:8]
ومعلوم أن المهل مائع والكاف للتقريب لا التطابق فتكون السماء تشبه المائع فلايشبه المائع إلا مائعا،وهذا المعنى واضح جدا فى تشبيه السماء المنشقة بالدهان والدهان مائع فالسماء قطعا مائعة
{فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَان}[الرحمن:37]
هذا هو الوجه الأول.
ثانيا كون السماء سقفا هو حالت تصيير،إذ صارت السماء سقفا بعد أن لم تكن فالسماء كانت فى مرحلة ليست بسقف ثم صارت سقفا بماذا؟بخلق السبع طباق
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِين}[المؤمنون:17]
{وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا}[النبأ:12]
والأحاديث النبوية العظيمة عن المعراج النبوى للسماوات والأحاديث النبوية الشبيهة لها توضح حقيقة السقف السماوى وأنه فراغ بين سبعة سماوات والذى ينفى هذا إما كافر مارق بهذه الاحاديث وإما غير عاقل وإما مجرم خبيث يحاول إختراع وإختلاق أى شبهة وهذا الثالث اكثر كفرا من الأول.
ثالثا وأخيرا الايات البينات على أن السماء وسط مائع يمكن الحركة فيه لاتُعد ولاتحصى
{وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِين}[الأنعام:35]
وفى الأية السابقة تأكيد على حقيقة أن السماء مائع يكون الصعود فيه بالسلم، وهذا المعنى فى ايات اخرى
{وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُون}[الحجر:14]
وفى الأية السابقة تقرير أن الباب السماوى نفسه محل عروج لأن الباب السماوى نفسه من الموائع،وهناك أيضا
{فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُون}[الأنعام:125]
بل هناك ايات بينات توضح حقيقة المائع الذى تتركب منه السماء
{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِين}[فصلت:11]
{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِين}[الدخان:10]
ويحك يا علمانى ألا تتقى يوم موتك؟اسلم تسلم فى الدنيا والاخرة،
أشهد الا إله إلا الله وأشهد أن محمدا الصادق رسول الله