أحداث في بدر
لما قارب بدرا أرسلu (علي بن أبى طالب ) و (الزبير بن العوام)[1] ليعرفا الأخبار فصادفا سقاة لقريش فيهم غلام لبني الحجاج وغلام لبني العاص السهميين فأتيا بهما والرسول u قائم يصلى ثم سألاهما عن أنفسهما فقالا نحن سقاة لقريش بعثونا نسقيهم الماء فضرباهما لأنهما ظنا أن الغلامين لأبى سفيان فقال الغلامان نحن لأبى سفيان فتركاهما ولما أتم الرسول u صلاته قال إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كذباكم تركتموهما صدقا والله أنهما لقريش ثم قال لهما أخبراني عن قريش قالا هم وراء هذا الكثيب[2] فقال لهما كم هم فقالا لا ندري قال كم ينحرون كل يوم قالا يوما تسعا ويوما عشرا قال القوم ما بين التسعمائة والألف ثم سألهما عمن في النفير من أشراف قريش فذكرا له عددا عظيما فقال u لأصحابه " هَذِه مَكَّةُ قَدْ الْقَتْ إليكُمْ افْلاذَ [3] كَبدِهَا" [4].


( [1] ) (الزبير بن العوام) (28 ق ه - 36 ه = 594 - 656 م) الزبير بن العوام بن خويلد الاسدي القرشي، أبو عبد الله: الصحابي الشجاع، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأول من سل سيفه في الاسلام. وهو ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم أسلم وله 12 سنة. وشهد بدرا وأحدا وغير هما. وكان على بعض الكراديس في اليرموك. وشهد الجابية مع عمر بن الخطاب. قالوا: كان في صدر ابن الزبير أمثال العيون من الطعن والرمي. وجعله عمر في من يصلح للخلافة بعده. وكان موسرا، كثير المتاجر، خلف أملاكا بيعت بنحو أربعين مليون درهم. وكان طويلا جدا إذا ركب تخط رجلاه الارض. قتله ابن جرموز غيلة يوم الجمل، بوادي السباع (على 7 فراسخ من البصرة) وكان خفيف اللحية أسمر اللون، كثير الشعر.( الأعلام للزركلي (3/ 43)

( [2] ) ( والكَثِيبُ ) : هو ( التَّلُّ ) المُسْتَطِيلُ المُحْدَوْدِبُ ( من الرَّمْل ) . وقيل : الكَثِيبُ من الرَّمْل : القِطْعَةُ تَنقادُ مُحْدَوْدَبَةً [تاج العروس من جواهر القاموس 4/ 108]

( [3] ) الأفلاذ: جمع فلذ، والفلذ: جمع فلذة، وهي القطعة؛ وهو استعارة أراد : لباب قريش وأشرافها، لأن الفلذ من أشرف الأعضاء. (من هامش التفسير). تفسير البغوي - طيبة [3 /339]

( [4] ) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة حديث رقم 919،. إسناد ضعيف لأن به موضع إرسال ، وفيه أحمد بن عبد الجبار العطاردي وهو ضعيف الحديث. وأخرجه الطبري في التاريخ حديث رقم 539 إسناد شديد الضعف لأن به موضع إرسال ، وفيه محمد بن حميد التميمي وهو متروك الحديث قال الشيخ الألباني -رحمه الله: "وهذا إسناد صحيح ولكنه مرسل- فقه السيرة [ص 222])